تحت عنوان " الوفاء للأحرار " تستعد غزة لاستقبال أسري صفقة التبادل الذي وصفها أشرف أبو زيد مسئول العمل الجماهيري في حماس بأنه سيكون مهيبا يرتقي لمستوي هذا الحدث والإنجاز الكبير . قال أبوزيد إن الاحتفال بالأسري سيبدأ منذ لحظة دخولهم قطاع غزة وحتي وصولهم لمكان الاحتفال المركزي في ساحة الكتيبة الخضراء بوسط غزة ثم ستتواصل أفراح الاستقبال والتهنئة أمام بيت كل أسير محرر أو أسيرة محررة ، احتفالا بهذا العرس الكبير ، الذي سيتم فيه الإفراج عن 1027 أسير وأسيرة مقابل الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط ، الذي تم أسره في 25 يونيو 2006 علي تخوم قطاع غزة علي يد 3 فصائل فلسطينية . وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي قد علق علي الصفقة بقوله : نحن مسرورون للإفراج عن 1027 أسير فلسطيني لكننا شعرنا بخيبة أمل كبيرة من أن عددا منهم سينقلون إلي غزة ، ولن يسمح لهم بالبقاء في منازلهم مع عائلاتهم في الضفة الغربية ، وبعضهم الآخر سينفي إلي الخارج . ورغم أن قيادة حركة حماس ، كانت قد أكدت خلال الأعوام السابقة أن بعض القادة الفلسطينية مثل الأسيرين " مروان البرغوثي ، فتح " ، وأحمد سعدات " الجبهة الشعبية " من بين هؤلاء الأسري المحررين ، لكن الصفقة لم تشملهما لأسباب غير معروفة ، رغم أن الصفقة وفقا لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، شملت 300 أسير من المحكوم عليهم بالسجن المؤبد في السجون الإسرائيلية ، ويمثلون جميع الفصائل الفلسطينية ، وهذا يعد تنازلا ، لم تقدم عليه إسرائيل في صفقات مماثلة سابقة . احكام مؤبدة وكان رئيس جهاز " الشين بيت "،" يورام كوهين " قد أكد أنه من اصل 450 سجينا في المرحلة الأولي ، فإن 300 منهم يقضون أحكاما مؤبدة ، مشيرا إلي أنه لم يتم بعد الاتفاق علي لائحة المرحلة الثانية المكونة من 550 سجينا ، وأشار كوهين إلي أنه سيسمح ل 247 سجينا فقط من أصل 450 في المرحلة الأولي بالعودة إلي منازلهم في الضفة الغربية وقطاع غزة ، ويسمح بعودة 14 سجينا آخرين من القدسالشرقية ، و6 من عرب الداخل ، بالعودة إلي منازلهم ، وسيتم ارسال 203 أسير إلي دول أخري لم يعلن عنها ، بالإضافة إلي إطلاق سراح 27 امرأة من السجون الإسرائيلية ، سيتم ترحيل اثنتين منهن ، وهما آمنة متي ، وأحلام التميمي ، وأعلن كوهين عن أنه لم يتم الإفراج عن 7 معتقلين معروفين بسبب طبيعة تهمهم الأمنية ، ومن بينهم " مروان البرغوثي ، أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية ، الذي كان يقدم علي أنه خليفة للرئيس الفلسطيني " محمود عباس " ، وكان الجيش الإسرائيلي قد اعتقله في ابريل 2001 في رام الله ، وحكمت عليه محكمة إسرائيلية في يونيو 2004 بخمسة أحكام مؤبدة بالسجن ، بتهمة الضلوع المباشر في 4 عمليات انتحارية ، أودت بحياة 5 إسرائيليين. أما أحمد سعدات الذي حكم عليه بالسجن 30 عاما في 2008 ، فهو معتقل في السجن الإنفرادي منذ أربعة أعوام بتهمة إصدار أوامر بقتل وزير السياحة الإسرائيلي " رحبعام زئيفي" عام 2000 . لقد جاءت هذه الصفقة تكليلا لإضراب معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية لعدة أيام ، في إطار ثورة الأسري التي انطلقت خلف القضبان ، ويعاملون معاملة سيئة علي أيدي السجانين الإسرائيليين ، أبشعها السجن الإنفرادي في زنازين العزل غير الإنسانية . وقد شددت القوي الوطنية والإسلامية علي حرصها علي الفعاليات التضامنية مع الأسري المضربين في السجون الإسرائيلية لليوم التاسع عشر علي التوالي ، كما أكدت أنها ستواصل جهودها لتحرير من بقي من الأسري في السجون وإعادة جثث الشهداء . ويري بعض المحللين أن هذه الصفقة ستقوي من موقف حماس التفاوضي في المرحلة القادمة ، خاصة بعد ذهاب محمود عباس " أبو مازن " للأمم المتحدة لإعلان قيام الدولة الفلسطينية .. اعتذار كما كسبت مصر اعتذار إسرائيل لها للمرة الاولي، حيث اعتذرت إسرائيل للجيش المصري ، وذلك بمثابة اعتراف بالدور الرئيسي الذي لعبته مصر في إتمام هذه الصفقة بعد 5 سنوات من المفاوضات الماراثونية ، عقدت خلالها المخابرات العامة المصرية 50 جلسة مفاوضات مباشرة ، استمرت عدة أشهر ، وشهدت جهودا مكثقة وحالات من الشد والجذب بين الطرفين ، حول شروط الصفقة ، التي كادت تفشل عدة مرات ، في ظل تمسك الطرفين بموقفهما . وأوضح تقرير نشرة موقع " ديبكا " الذي يوصف بأنه قريب الصلة بالإستخبارات الإسرائيلية ، أن صفقة شاليط ، تضمنت بنودا سرية تم الاتفاق عليها بين مصر وحماس والولايات المتحدةالأمريكية وإسرائيل خلال الأيام العشرة الماضية ، منذ زيارة وزير الدفاع الأمريكي " ليون بانيتا " لمصر وإسرائيل ، ونقل عن مصادر في واشنطن قولها أن صفقة شاليط تأتي كجزء من عملية إستراتيجية كبيرة تقودها الإدارة الأمريكية برئاسة " باراك أوباما " تتضمن إخراج حماس من دمشق ، بما يشكل ضربة قوية لنظام الرئيس بشار الأسد وحزب الله وإيران وعلاقاتهم بالفلسطينيين ، وأضاف الموقع أن المباحثات السرية لإبرام الصفقة بدأت في الشتاء الماضي بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ووزير الدفاع الأمريكي "بانيتا" الذي كان رئيسا للمخابرات المركزية الأمريكية قبل توليه لمنصبه الحالي منذ يوليو الماضي ، بعد أن تبين للمخابرات الأمريكية رغبة مشعل وقادة حماس في مغادرة دمشق وأنهم لا يرغبون أن يكونوا جزءا من عملية القمع التي يجريها نظام بشار الأسد بحق شعبه الثائر . أمريكا والإخوان وذكر التقرير الذي نشره " ديبكا " أن مشعل الذي غادر ايران منذ عشرة أيام وافق علي خفض علاقات حماس بطهران تدريجيا دون علم الإيرانيين مقابل الحصول علي دعم أمريكي ، وربطت المصادر بين صفقة شاليط ورغبة واشنطن في تحقيق تقارب مع الأخوان المسلمين في مصر ، وأشارت إلي أن الوفد الأمريكي الذي التقي الإخوان كان يرأسه "بريم جي كومار " مدير إدارة الشئون الإسرائيلية والفلسطينية في مجلس الأمن القومي الأمريكي بما يدل علي أن المحادثات لم تكن حول الديمقراطية ، وإنما كانت عن تفاصيل صفقة تضم مصر ةالإخوان وحماس والولايات المتحدة والتي من بين بنودها، الإفراج عن شاليط . ومن جانبها دعت وزارة الأسري في غزة ، الفصائل الفلسطينية إلي الاستمرار في خطف الجنود الإسرائيليين ، لإطلاق سراح جميع الأسري من سجون الاحتلال والذي يصل عددهم الي ما يقرب من عشرة آلاف أسير ، بنفس شروط صفقة شاليط ، واعتبر وزير الأسري في غزة " عطا الله أبو السبح " أن تلك الصفقة تعد من أفضل الصفقات مع اسرائيل حسب نوعية الأسري الذي سيطلق سراحهم ، حيث سيطلق بموجبها ، سراح 300 أسير من أصحاب المؤبدات.