وتعبر الشارع بجواري متوجهة إلي الجامعة الأمريكية بميدان التحرير تحمل مؤلفات شكسبير وجون شتاينيك وآخرين من الإنجليز والأمريكان الذين خلدوا أسماءهم عبر التاريخ الحديث وأيضا تاريخ أبيها وارث العربية لسان القرآن الكريم والعرب وأحمل قراءات غير محصورة للغة الضاد «ترث» هي اسم كاتبة من المهجر تعشق بلادها الشام وتخلص لفن المقال والقصة القصيرة وعلوم العروض وأخلص أنا للرواية التسجيلية والقصة والرواية التاريخية وقليلا أمارس الكتابة الصحافية كالمقال والتحقيق والحوار. ومع الثاني والعشرين من مارس هذا العام أبلغ السادسة والأربعين، أمل ملامح عجوز ليست أنا بينما قلبي شاب يعشق الحياة ويطلب المدد من أصحابه حتي بلغت آدم عليه الصلاة والسلام فتشبثت بجلبابه: لا تتخلي عني أنا ابنتك التي أوحدني المرض بيني وبين الأهل بلاد شاسعة صحراء هي روحي تبددني الغربة مع الناس من حولي أولئك الذين يغربوني في جسدي الذي يضيق بي وليس من فكاك. أبي: تغافلني نوبة الصرع في شارع السلام حيث أسكن ويحملني عم عبدالحميد إلي الصيدلية لا أحمل أوراقا أو هوية سوي وجهي الذي يعرفه الصيدلي عادل الذي يأمرني بالتوجه إلي الطبيب المختص.. هنا أنا بين يديه يأمر الممرضة بتحضير أمبول فلانكسول ومع وصول المادة الفعالة للدم أنام بعد حوالي مائة يوم لم يعرف النوم خلالها الطريق إلي جفني ومع الصباح تعرفت إلي غرفة الرعاية المركزة.. تطل النافذة علي الكنيسة الضخمة القريبة المطلية بالأخضر يزينها الصليب وصورة العذراء البتول مريم تحمل يسوع عيسي المسيح عليهما الصلاة والسلام أغيب معهما في المشهد وأقرأ تجليات مريم ومعجزات يسوع حين تكلم طفلا وحين شفي الأبرص والأكمه. تغيبني نوبة الصرع عن أصدقائي وصديقاتي الأجلاء الذين أحبسهم أهلي علي رأسهم الطبيبة بسمة التي تداوي الجرحي مصابي ثورة الخامس والعشرين من يناير والطبيبة عايدة سيف الدولة تنقل المصابين بسيارتها إلي المستشفيات لإسعافهم.. كثيرون هم الثوار أبناء مصر بلادي المحروسة وطني إن شغلت بالخلد عنه نازعتني فيه للخلد نفسي.