علق دكتور «أحمد فوزي دياب» كبير خبراء مصادر المياه بالأمم المتحدة علي إصرار أثيوبيا المضي في بناء سلسلة السدود علي نهر النيل، بأن مصر لن تقبل بناء أي منشأة من شأنها التأثير علي المياه الواصلة لها حتي تبحث دراسات كافية للنواحي الفنية والهندسية لهذه السدود ومدي تأثير انهيارها علي مصر أو حتي غرق الأراضي السودانية، جاء ذلك بعد إبداء رئيس الوزراء دكتور عصام شرف موافقة مصر مبدئيا علي قبول سد النهضة الأثيوبي أثناء مباحثات مع نظيره الأثيوبي «مليس زيناوي» في إطار فتح صفحة جديدة للمصالح المشتركة بين البلدين بشرط تأجيل إحالة الاتفاق الإطاري لبرلمانات حوض النيل انتظارا للرد المصري، الأمر الذي أكد عليه أيضا «مليس» حيث أعلن عن نية بلاده في تأجيل التصديق علي الاتفاقية والتي سبق ووقعت عليها خمس دول حتي تقوم مصر بإجراء انتخاباتها وتشكل حكومة جديدة ولكن كان المثير للقلق هو رفض «مليس» التسوية أولا ووافق فقط علي مبادرة إيجاد حل وسط يضمن المساواة للجميع.. وأوضح «دياب» أن سد الألفية قدرته التخزينية تصل إلي 65 مليار متر مكعب يتم الاحتفاظ بها علي فترة قصيرة بما يؤثر علي الإيراد المائي لمصر من النيل وكذلك تأثيره علي التنمية، هذا بالإضافة إلي وجود نهر آخر في الشمال قدرته 3 مليارات متر مكعب يمكن الاستعاضة به حتي لا تتأثر مصر.. أما عن النواحي الفنية للاتفاقية الإطارية فقد تكون مغلوطة بعض الشيء، لدينا لأنها في العالم كله يتم التوقيع من خلال مجالس الشعوب وما حدث في هذه الحالة أن التوقيع الأثيوبي ليس في إطاره الطبيعي وتوقيع ست دول غير ملزم لمصر أو السودان.. ويشير «دياب» إلي أن أثيوبيا مازالت تتبع سياسة الأمر الواقع كما هو الحال في تركيا أو إسرائيل، الأمر الذي يضعف من القدرة التفاوضية لمصر مستغلة في ذلك عدم الاستقرار السياسي في البلاد خاصة بعدما أصبحت جنوب السودان دولة مستقلة تابعة لدول المنبع وليست المصب وانضمامها أيضا للاتفاقية سيؤثر سلبا علي موقفنا التفاوضي.