من المقرر أن يلقي الرئيس الفلسطيني " محمود عباس " كلمته أمام الأممالمتحدة يوم الجمعة القادم 23 سبتمبر ، ليقدم طلبا للأمين العام «بان كي مون» كي يرفعه لرئيس مجلس الأمن من أجل الحصول علي العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية بالأممالمتحدة علي حدود عام 1967 ، وعاصمتها القدسالشرقية. ولا يتنافي هذا الخيار مع خيار المفاوضات الذي أقرته اتفاقية أوسلو وغيرها مع الجانب الإسرائيلي ، وكما قال أبو مازن في خطابه الأخير أمام عدد كبير من المسئولين الفلسطينيين " نحن نسعي للحصول علي عضوية الدولة ، لنعود بعد ذلك للمفاوضات ، بمرجعية واضحة للمفاوضات حول القضايا النهائية ، بما في ذلك الأسري الذين سيحولون لأسري حرب.. كما أوضح أبو مازن أنه ليس ذاهبا ليأتي بالاستقلال ، ولكنه سيحاول أن يأتي بعضوية كاملة في مجلس الأمن ، للعودة للتفاوض علي بقية القضايا المعلقة ، والتي ووجهت بالتعنت والصلف الإسرائيلي ، وظلت لسنوات طويلة محلك سر. ومن المؤكد سلفا أن إسرائيل وأمريكا ستعارض مثل هذه الخطوة ، بدعوي أنه لا يمكن إنشاء دولة فلسطينية إلا من خلال المفاوضات المباشرة ، وهددت واشنطن بالفعل باستخدام حق النقض " الفيتو " بينما لوح ساسة أمريكيون بقطع المعونة البالغة خمسمائة مليون دولار سنويا . وفي حالة اعتراض أمريكا علي القرار ، فسيكون بإمكان الفلسطينيين حينئذ التوجه إلي الجمعية العامة للأمم المتحدة بكامل أعضائها .وليس للجمعية العامة سلطة منح الفلسطينيين العضوية ، لكنها قد تعترف بها ،" كدولة غير عضو " ، وهذه الخطوة تمنح الفلسطينيين إمكانية الانضمام إلي مؤسسات دولية ، كالمحكمة الجنائية الدولية التي قد يسعون من خلالها لمقاضاة إسرائيل علي احتلالها للضفة الغربية علي جرائمها ، و انتهاكاتها . ولكن الغريب في الأمر أن تقف حماس إلي جانب أمريكا وإسرائيل ، وتعلن رفضها لهذه الخطوة التي تساندها جامعة الدول العربية ، وكل الدول العربية بالإجماع ، فقد اعتبرت حركة " حماس " أن هذه الخطوة من جانب " عباس " هي " خطوة إنفرادية ، وهي قفز علي مشروع المصالحة الوطنية القائمة ، كما أنها خطوة تفتقد إلي الضمانات ، وهي قائمة علي نهج التجريب ، والتوقعات ، وهو نهج التسوية السابقة ، الذي تقول انه أضر بالشعب الفلسطيني " علي حد زعمها . وفي هذه الأثناء تسعي واشنطن إلي إحباط محاولات الفلسطينيين بالحصول علي دولتهم في المنظمة الأممية ، فقد طلبت الولاياتالمتحدة من بريطانيا ، دعمها في مجلس الأمن الدولي ، في معارضتها منح العضوية الكاملة لدولة فلسطينية في الأممالمتحدة " بحسب ما نقلت وكالة " وفا " عن صحيفة الجارديان البريطانية . والسؤال الذي ستجيب عنه الأيام القادمة ، رغم اعتراف 126 دولة ، بالدولة الفلسطينية ، ورغم أن الفلسطينيين هم الشعب الوحيد في العالم الذي مازال تحت الاحتلال ، ورغم كل الدعاوي الأمريكية والأوروبية بالدفاع عن استقلال الشعوب وحريتهم ، ومبادئ حقوق الإنسان ، هل سيتحطم حق الفلسطينيين بإقامة دولتهم علي صخرة الفيتو الأمريكي بمجلس الأمن ، أم ستنتصر إرادة الشعوب والدول المساندة لحقوق الإنسان ، وعلي رأسها الحرية والاستقلال ، بالأممالمتحدة ؟