لاشك أن بطولة كأس السوبر الاسباني لها أهمية كبري فهي مؤشر جيد للفريق الفائز بها ودفعة قوية له في مستهل مشواره التنافسي، وفي بداية وافتتاحية الموسم الكروي الجديد باحرازه أول القابه. وبما أن السوبر الاسباني هذا العام بين قطبي الكرة الاسبانية ريال مدريد وبرشلونة في كلاسيكو جديد مما يعطيه طعما ومذاقا خاصا ودفعة هائلة للفريق الفائز حيث يثبت تفوقه منذ البداية علي غريمه ومنافسه الدائم علي صعيد البطولات المحلية والقارية. وإذا نظرنا لكلاسيكو هذا العام بين الريال والبارسا ومباراة الذهاب التي اقيمت منذ أيام علي ملعب سنتياجو برنابيه معقل النادي الملكي وما تحقق فيها من تعادل ايجابي بهدفين لكل فريق مما يعطي نظريا الافضلية للفريق الكتالوني في لقاء الليلة علي ملعبه بالكامب نو حيث مباراة العودة والفاصلة في تحديد هوية بطل السوبر 2011 الذي يتفوق فيه تاريخيا برشلونة علي الريال في عدد مرات الفوز ب 9 ألقاب مقابل 8. فبرغم تفوق البارسا علي الريال في نتيجة لقاء الذهاب إلا إنه من الصعب ترجيح كفة فريق علي آخر الليلة نظرا لقوة وطموح كلاهما في الظفر باللقب لتصدير الاحباط للفريق المهزوم مع بداية المنافسات الرسمية. فالأهداف متعددة لكلا الفريقين وكذلك فرصتهم متساوية. ولنبدأ بصاحب الأرض والجمهور وحامل اللقب برشلونة. رغم خروجه من لقاء الذهاب بنتيجة جيدة فإن الأداء لم يرتق للمستوي المعهود به وهناك أسباب مختلفة أدت لتذبذب المستوي منها الاصابات المتعددة في الفريق وعدم مشاركة نجومه ليونيل ميسي وماسكيراتو وداني الفيس مع الفريق خلال فترة الإعداد لاشتراكهم مع منتخبات بلادهم في بطولة كوبا أمريكا مما أثر علي الشكل الجماعي المعروف عنه الفريق وظهر عدم الترابط والتفكك عليه في بعض الأحيان. لكن مباراة اليوم لا تقبل القسمة علي اثنين ويعلم المدير الفني الناجح بيب جوارديولا صعوبة المهمة وخطورة المنافس الذي لديه مدرب ذكي وعناصر وأوراق رابحة عديدة تمكنه من تجاوز نتيجة لقاء الذهاب.. لذلك عليه الليلة معالجة الأخطاء وتصحيح الأوضاع خاصة لخط الدفاع الذي غاب عنه بعض عناصره الأساسية أمثال يوبول وبيكيه الذي اشترك في دقائق معدودة من لقاء الذهاب، وظهر مرتبكا بشدة مع عودة الانسجام لمنطقة العمليات والمناورات التي غالبا ما يعتمد عليها البارسا وهو خط الوسط في وجود تشامي يجانب كيتا وأنيستا لإمداد مهاجمي الفريق ميسي وفيا وبدرو بالكرات البينية الخطيرة بشأن إحراز هدف مبكر يصعب من مهمة الفريق الملكي ويعطي ثقة ودفعة كبيرة للفريق الكتالوني ويزيد من فرصته في احراز اللقب العاشر في تاريخه. أما النادي الملكي ريال مدريد فبرغم ظهوره افضل حالا في البارسا في بعض فترات مباراة الذهاب. فإنه لم يستغل حالة الارتباك في صفوف منافسه واضاع عليه فرصة الفوز علي ملعبه ويعد لقاء الليلة الفرصة الأخيرة للريال ومديره الفني مورينهو الذي سيحاول جاهدا ايقاف تفوق البارسا خلال الفترات السابقة والفوز عليه مما يستوجب وضع استراتيجية محددة واسلوب تكتيكي خاص لمواجهة خطورة مهاجمي البارسا خاصة ميسي وفيا والعمل علي إغلاق منطقة الوسط افضل خطوطه من خلال مهام محددة لأوزيل وانخيل دي ماريا وخضيره مع استغلال انطلاقات كريستيانو رونالدو والاستفادة من تسديداته الصاروخية بجانب مهارة هبجوين أو بنزيمة في ترجيح كفة الفريق الملكي وتحقيق لقب كأس السوبر واللقب التاسع له. إذن فالمواجهة صعبة والطموح كبير والآمال عريضة لكلا الفريقين بشأن الظفر بأول ألقاب الموسم الكروي الجديد وهو كأس السوبر الاسباني2011.