يستعد ملعب المستايا بمدينة فالنسيا الليلة لاستقبال نهائي كأس ملك اسبانيا بين قطبي الكرة الاسبانية ريال مدريد وبرشلونه في كلاسيكو جديد والثالث لهذا الموسم الذي يحمل معه أمال وطموحات جديدة لكلا الناديين بشأن إحراز التفوق والحصول علي مزيد من الإنجازات والبطولات والألقاب. فلقاء الليلة يختلف للقطبين من حيث المضمون والهدف فإذا بدأنا بالبارسا الفريق الأكثر حصولا علي لقب كأس ملك أسبانيا 25 مرة يسعي لإضافة بطولة ثالثة هذا الموسم حيث تمكن من إحراز كأس السوبر في افتتاحية الموسم الكروي علي حساب اشبيلية واقترابه بقوة من لقب الدوري فأصبح علي بعد خطوات من احراز الليجا بعد تعادله الايجابي مع ريال مدريد في الكلاسيكو الثاني منذ أربعة أيام فقط علي ملعب سنتياجويرنابييه بهدف لكل منهما وبقاء الفارق كما هو ثماني نقاط ومتبق ست مباريات في الدوري يكفي حصول البارسا علي عشر نقاط بشأن حسم اللقب للمرة الثالثة علي التوالي والواحدة والعشربن في تاريخه.. بالإضافة لاجتيازه خطوات ناجحة في مشواره الأوروبي ووصل للدور نصف النهائي انتظارا لكلاسيكو رابع وخامس مع الريال في موسم استثنائي بين الفريقين.. اعتقد أن جميع هذه الدوافع تزيد من حماس وإصرار وعزيمة نجوم البارسا في مقدمتهم الموهوب ليونيل ميسي هداف الفريق والورقة الرابحة له بجانب أنيسيا وتشافي وديفيدفيا وبيدرو لإحراز اللقب للمرة ال 26 في تاريخ الفريق وتحقيق الفوز السادس علي التوالي علي النادي الملكي. فلدي الفريق الكتالوني مدير فني شاب متطور أصبح له خبرة كبيرة في مباريات الكلاسيكو ولديه القدرة لوضع خطة تكتيكية تتيح لعناصر الفريق التفوق وتصدر مشاكل بالجملة لإدارة وجماهير ريال مدريد الذي يفقد البطولة تلو الأخري، كما أن ملعب المستايا له ذكريات سعيدة لفريق البارسا حيث فاز علي النادي الملكي في آخرنهائي لكأس ملك اسبانيا جمع بينهما عام 1990 بهدفين نظيفين تحت قيادة المدرب الهولندي الاسطوري يوهان كرويف ، وأعتقد أن الفريق الكتالوني لديه من الإمكانات المهارية والبدنية والتكتيكية الفائقة التي تعطيه القدرة علي فرض سيطرته علي ايقاع لعب وأداء أي منافس وهذا هو سر تفوقه المحلي والقاري في الانتصارات المتتالية والحصول علي البطولات والألقاب ويعد دائما عقبة في طريق أي فريق مهما علا شأنه ومكانته الكروية. أما النادي الملكي الذي فقد الأمل في بطولته المفضلة الدوري الاسباني الذي يحمل فيه الرقم القياسي في 31 لقبا أصبح أمامه مهام كثيرة وثقيلة أولها ايقاف وانهاء التفوق المستمر في آخر ثلاثة أعوام للفريق الكتالوني، وثانيهما إحراز لقب كأس ملك اسبانيا الذي فاز به 17 مرة من قبل كان آخرها منذ 18 عاما في عام 1993، فالمهمة صعبة وليست مستحيلة خاصة علي فريق بحجم وقوة ريال مدريد حيث جاء اداؤه في آخر كلاسيكو مختلفا عن سابقه، واستطاع رغم إقامة اللقاء علي ملعبه التعادل مع برشلونه في بادرة جيدة لاستعادة التوازن من جديد بين الفريقين.. كما أن مباريات الكأس لها طابع خاص.. يسعي المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو لوضع خطة تكتيكية تساهم بشكل فعال في ايقاف خطورة ميسي ومنع الاستحواذ لمنطقة وسط الملعب عن طريق انيستا وتشافي من خلال التوظيف الجيد لمسعود أوزيل وسامي خضير والاستفادة من خدمات كاكا الذي غاب عن لقاء الدوري السابق ومحاولة استغلال انطلاقات البرتغالي كريستيانو رونالدو وتسديداته الصاروخية واحراز هدف التفوق مبكرا يربك حسابات الفريق الكتالوني ويزيد من ثقة لاعبي الفريق المادريدي الليلة، فكلها سيناريوهات م توقعة في هذا الكلاسيكو الذي يتوافر فيه جميع عناصر كرة القدم الحقيقية القوة، السرعة، الموهبة، المهارة، مما يزيدها متعة وإثارة.