بمجرد أن تطأ قدمك أرض عزبة الزرايب بمنشأة ناصر تصطدم بأعداد هائلة من الزجاجات الفارغة والزجاج المكسور الذي يملأ المكان وتري بوضوح آثار المعركة التي شهدتها العزبة الأسبوع الماضي أثناء تظاهرة سلمية شارك فيها المسلمون والمسيحيون إلا أن الرياح دائما تأتي بما لا تشتهي السفن، حيث بدأ الشغب من خلال بعض البلطجية عملاء أمن الدولة علي حد قول أهالي المنطقة ووقعت مشادات وصلت لحد استخدام السلاح وقطع الطريق ووقوع 13 قتيلا. وكان رفيق رحلتي داخل العزبة أنا وزميلتي ألفت مدكور أحد أهالي العزبة موسي غايث الذي يعمل بتصنيع البلاستيك حيث أكد موسي أن المسلمين والمسيحيين يعيشون في سلام ومحبة وأن ما حدث كان سببه البلطجية وبعض عملاء أمن الدولة، وفي مدخل العزبة تنتشر رائحة الحرائق والدخان يملأ المكان حيث التهمت النيران التي أشعلها البلطجية سبعة مصانع بلاستيك ومصنع كارتون ومخزنا للكتب فضلا عن مدخل منزل تمت سرقته بالكامل وحرق حوالي 15 سيارة كانت بالجراج الذي تم حرقه هو الآخر. فقر في الخدمات ويعمل 75% من أهل العزبة في جمع القمامة في حين يعمل الباقون في تدوير البلاستيك وتصنيعه وتعاني المنطقة فقرا شديدا في الخدمات مثلما أكد عجايبي رياض الذي يعمل في جمع القمامة. وأضاف أن هناك مشكلة كبيرة لديهم في الصرف الصحي ولا يوجد مطافئ مما أدي إلي احتراق المصانع وإحداث خسارة كبيرة لهم وكذلك لا توجد نقطة شرطة كما تعاني المنطقة نقص الخدمات الصحية فلا يوجد لدينا سوي مركز الجبرتي الذي يغلق أبوابه الساعة 12 ليلا الأمر الذي يؤكد ضرورة الاهتمام بتطوير المنطقة وعلي رأسها مستشفي عام، وكذلك مكتبة عامة وخدمات الإنترنت. دستور جديد في حين قال سامي مكرم من أهالي المنطقة: إننا في حاجة إلي دستور جديد ودولة مدنية حديثة كما أننا في حاجة للنهوض بالتعليم وتقديم خدمات الرعاية الصحية علي أعلي مستوي حيث إن مصر لن تتقدم إلا من خلال الاهتمام بالتعليم وخاصة إلقاء الضوء علي المناطق الفقيرة والعشوائية. وقال جمال عزمي محمد من سكان المنطقة لا يوجد داخل العزبة أي مشاكل طائفية ولكن الأزمة تأتي من الخارج حيث إن العدل لم يكن يطبق ولم يكن هناك مساواة فلابد أن يحصل المسيحيون والمسلمون أيضا علي كل حقوقهم كمواطنين وأن يتمتعوا بكل حقوق المواطنة حتي يرتاح بالنا ونعيش في سلام ولا يكون هناك أي مجال لإثارة الفتن وإحداث أزمات طائفية مرة أخري. ومن جانبها أشارت نرمين إلي المادة الثانية من الدستور والتي قد تهدر حقوق الأقباط موضحة أنها تخدم مصالح الإخوان المسلمين بما يخل بمبدأ المساواة الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في هذه المادة إما بإلغائها أو إضافة جزء للشرائح الأخري. دور الأمن ومن جانبه قال دميان إن كل ما نريده هو توفير الأمن والأمان والعيش في سلام وهذا ليس بمطلب صعب ويجب علي رجال الأمن القيام بدورهم في توفير الأمن وحماية المواطنين، كما أن هناك ضرورة للاهتمام بالعشوائيات والمناطق الفقيرة فكريا وثقافيا وصحيا. وطالب عجايبي رياض الصحف والإعلام بعدم إثارة الفتن ونقل الأحداث بموضوعية حيث تلعب بعض الصحف دورا في إشعال هذه الفتن ولا يقوم الإعلام بدوره في حل أزمات الفتنة الطائفية بشكل جيد هذا بالإضافة إلي بحث ملف الأقباط في مصر والوصول لحل نهائي وجذري للأزمة.