حتى اللحظة لم تحاول الحكومة وضع خطة زمنية لتغطية الترع والمصارف التى تمر أمام أبواب المدارس الابتدائية والإعدادية بقرى جنوبالجيزة. فى البداية يقول أيوب طه مدير مدرسة إن المدارس والإدارات التعليمية أصابهما اليأس والقنوط من التجاهل والرفض المستمر لطلبهما بحتمية وضرورة تغطية هذه الترع والمصارف حماية للتلاميذ من الغرق ومن الناموس والهاموش الذى يتكاثر ليصبح مصدرا خصبا للعدوى والأمراض الصيفية الوبائية. ويقول سعد الأسمر – متابع تعليمى – "إن المدارس التى تقع على حواف ترع متسعة وعميقة تعوم فيها قوارب الصيد منها على سبيل المثال وليس الحصر مدرستى أبوالعباس الابتدائية والإعدادية ومدرستى العامرية الابتدائية والإعدادية واللشت الابتدائية ومدارس كفر عمار الابتدائية والإعدادية والثانوية وهذه مجرد أمثلة وليس حصرا كما يظن أى مسئول". ويؤكد صالح الشيخ – مهندس بالرى والصرف المغطى – أن المجاملات أيام الحزب الوطنى البائد هى التى حرمت المدارس من التغطية أمامها لأن تغطية الترع والمصارف التى تتخلل الكتل السكنية كانت تتم بمنح أجنبية وكان أعضاء مجلس الشعب وقتها يحصلون على موافقات لمناطق النفوذ وهى مناطق كان يمكن تأجيلها أو لا تستحق التغطية ولكن كان لها الأولوية كرشاوى انتخابية فضاع حق هذه المدارس! ويطالب يسرى طه – مهندس – بعمل خطة زمنية تشترك فى وضعها وزارات البيئة والرى والتربية والتعليم من أجل سرعة تغطية هذه الترع ولو بمسافات تمتد بطول المدارس فى حدود خمسمائة متر فقط. ويقسم عطية إسماعيل – مدير مدرسة – أن مديري المدارس وأولياء الأمور يقفون خفراء وحراس أمام أبواب المدارس فأبسط شيء نزول التلاميذ للاستحمام وتعلم العوم ومنهم من يتعرض للغرق وإن تم إنقاذه فهو يصاب بالأمراض وأقلها البلهارسيا التى تنهش الكبد والملاريا وغيرهما. ويلفت النظر سمير يوسف – مهندس رى – أن النحر يأكل شواطئ وحواف هذه القرى فتكون أشد وأكثر خطورة حيث يسهل انزلاق أقدام التلاميذ نحو الغرق. بالمستندات يؤكد علوان شكرى مدير مدرسة أنه خاطب جميع الجهات المسئولة والمعنية من أجل تغطية الترعة التى لا تبعد عن باب المدرسة أكثر من ثلاثة أمتار فقط ويقسم أنه محبط ويائس جدا لتجاهل المسئولين له لكنه يحتفظ بالمستندات التى تخلى مسئوليته حال غرق أى تلميذ. ويتساءل يوسف إبراهيم – ولى أمر – عن سر وسبب مقابلة المسئولين لمناشدات مديري المدارس وأولياء الأمور بتجاهل واستهانة واستخفاف؟!.. فهل هانت حياة فلذات الأكباد وأصبحت رخيصة لهذا الحد.. مدارس منشأة أبى العباس الإعدادية ثم الابتدائية وكفر بركات الابتدائية تبعد أمتارا قليلة عن باب المدرسة ترعة عميقة هى مصدر خصب للأمراض الوبائية.. متى يشاهد المسئولون هذه الترعة لإدراك مدى خطورتها على التلاميذ.