الأهالى: الحشائش حولتها ل"مصايد للموت".. وعدم تطهيرها أدى لانتشار الأمراض.. والمسئولون لم يحركوا ساكناً يعانى معظم أهالى قرى ومراكز محافظة قنا من تحول "الترع والمصارف" المكشوفة إلى مقالب للقمامة والحيوانات النافقة، مما يهدد بانتشار الأمراض الخطيرة, حيث يلقى بداخلها المواطنون المخلفات بشتى أنواعها، بدءا من فضلات الأطعمة، ووصولاً للحيوانات النافقة لتصبح الترع والمجارى المائية من أكبر مصادر نشر الأمراض والأوبئة. وأكد الأهالي أنهم طالبوا مديرية وإدارات الرى بمختلف المراكز بتغطية تلك الترع، منوهين إلى أن المسئولين يرفضون الاستجابة لهم، ويتكاسلون عن القيام بتطهير المصارف المائية, مما يتسبب فى زيادة الكارثة، خاصة بعد نمو الحشائش بصورة كبيرة أدت لطمس معالم الترع والمصارف، مما يشكل خطورة على الأطفال والتلاميذ الذين يمرون على الطرق الكائنة بجوار الترع أثناء ذهابهم للمدارس، وأكد الأهالى أن عدم تطهيرها سيحولها لمصايد للموت. وقال محمد جعفرى – عضو مجلس إدارة جمعية الرحمة لتنمية خدمات المجتمع ب"نقادة"، إنه لا توجد خطة واضحة من جانب المحافظة لتغطية الترع والمصارف التى تشق المدن والقرى، مشيرا إلى أنه بمدينة نقادة يوجد فى المدخل الرئيسى لها ترعة كبيرة تم ردم أقل من نصفها، وتبقى الجزء الآخر الذى تحول إلى مقلب للقمامة وإلقاء المخلفات فى غياب تام للمسئولين. وطالب حميد الكاشف – مزارع ب"قوص" – بتغطية ترعة حجازة بمساحة 500 متر، من كوبرى السويقة بالناحية البحرية واستغلال هذه المساحة فى إنشاء موقف للسيارات مكان الترعة، مشيرا إلى أن هذه الترعة تمثل خطرا على المواطنين لمتاخمتها للمنطقة السكنية، مضيفا أن بعض المواطنين يقومون بإلقاء الحيوانات النافقة بداخلها, مما يؤدى لانتشار الروائح الكريهة بالمنطقة. من ناحيته, يقول زيدان حسين ممثل منظمة عدالة لحقوق الإنسان ب"قنا"، إن قرى المحافظة عانت طويلا بسبب الإهمال من جانب المسئولين, مشيرا إلى أنها دائما تسقط من حسابات المحافظين الذى يهتمون بتنمية المدن على حساب القرى، بحسب قوله. وأضاف أن أكبر نسبة لانتشار أمراض الصدر تتركز فى القرى خاصة المقيمين فى المنازل المجاورة للمصارف المائية والذين أصبحوا غير قادرين على حماية أطفالهم الذين يسقطون غرقى داخل تلك المصارف والمجارى، وأيضا غير قادرين على عزل أنفسهم عن الأمراض التى تقتحم أجسادهم، مهما اتخذوا من إجراءات وقائية. وأوضح صلاح عبادى أن "نجع القرية" ب"نقادة" يعتبر من أكثر النجوع التى ضاعت فى غياهب الإهمال لكونه يقع فى الأطراف الجنوبية للمحافظة، والتى لم تحظى بزيارة أى مسئول من قبل، مشيرا إلى أنه على الرغم من تكرار شكاوى المزارعين من عدم وصول المياه للأراضى الزراعية بسبب عدم تطهير المصارف منذ عشرات السنين وقيام بعض المواطنين بالاعتداء عليها وبناء جدران بداخلها أو التعدى على حرم الترعة مثلما هو الحال بالترعة الكائنة بالمدخل البحرى, إلا أنه لم يحرك ساكنا من جانب إدارة الرى لحل المشكلة. وتابع أن الحشائش تنمو بشكل كثيف بالترعة حتى وصلت لمنتصف الطريق الذى يعانى من عدم الرصف حتى الآن رغم أنه المدخل الرئيسى للقرية, مشيرا إلى أن الحشائش غطت جوانب الترعة وأخفت ملامحها بشكل يمكن أن تتحول معه ل"مصايد للموت"، مما يمثل خطورة على تلاميذ المدرسة الابتدائية والأطفال الذين يمرون بشكل يومى بالطريق. وناشد الأهالى المسئولين سرعة تطهير الترع والمصارف أو تغطيتها لحماية المواطنين والأطفال الذين يموتون غرقا بداخلها.