صادف قبل أيام ذكري استشهاد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، فابوعمار استشهد بعد حصار اسرائيلي لمقر المقاطعة في رام الله لسنوات وصولاً إلي التخلص منه باعتباره عقبة في وجه السلام المزعوم كما كان يردد شارون وباقي المتطرفين في الحكومة الصهيونية، ولكن وبعد هذه السنوات وفشل عملية السلام ثبت أن إسرائيل هي من تشكل عقبة بوجه السلام وليس الراحل ابوعمار. كما اتضح بما لا يدع مجالا للشك أن رؤية ابوعمار لمعالجة الخطأ الذي وقع بتوقيع اتفاقية اوسلو كانت صحيحة فابوعمار وبعد فشل لقاء كامب ديفيد أدرك أن عملية السلام سوف تفشل لذلك كان من المشجعين والداعمين للانتفاضة الفلسطينية الثانية بل عمل علي تحريك خلايا فتح العسكرية بوجه إسرائيل فانشأ ومول كتائب شهداء الاقصي التي نفذت عمليات بطولية ضد إسرائيل، وكان قادة العدو الصهيوني دائماً يرددون بان سجون ياسر عرفات بلا أبواب لأن حتي من يتم اعتقاله من الفصائل الاخري يتم اطلاق سراحه، كما لعب رجال الشرطة في السلطة دورا وطنيا في الدفاع عن الشعب الفلسطيني. ما يشهد له التاريخ أن ابوعمار لم يكابر في الاعتراف مبكرا بفشل عملية التسوية كما يفعل اليوم بعض قيادات السلطة بان البديل عن السلام هو السلام!! وهي معادلة لا يستطيع اينشتاين علي عبقريته حلها، كما أن ابوعمار بدعمه للانتفاضة الفلسطينية وتشكيل خلايا عسكرية مقاومة قد اثبت بأنه قائد يصعب الضغط عليه وان مصلحة الشعب الفلسطيني هي مقياس تحركه فهذه الخيارات لم تكن لتعجب بعض دول الجوار الفلسطيني التي لا تهتم بحصول الشعب الفلسطيني علي حقوقه بقدر ما تهتم بان تظهر للراعي الأمريكي والإسرائيلي بأنها ذات تأثير قوي علي القيادة الفلسطينية بما يخدم مصالحها القطرية. ما قام به ابوعمار هو في صميم برنامج حركة فتح الذي لا يضع التسوية كخيار ابدي لا نهاية له وان من يروج لذلك من قيادات فتح أو السلطة يكون خارجاً عن برنامج حركة فتح، فلا مجال للمكابرة اليوم بالقول بان البديل عن السلام هو السلام فالعدو الصهيوني لا يريد السلام والمفاوضات عملية عبثية يراد منها كسب الوقت ليلتهم الاستيطان ما تبقي من ارض فلسطينية. فالبديل عن الاستسلام هو المقاومة وهو خيار ياسر عرفات الذي تبناه ورعاه بعد أن تيقن بان المفاوضات لن تعيد حقوق الشعب الفلسطيني ولم يسمح لأحد عربي أو أجنبي بان يتدخل في هذا القرار الفلسطيني الذي اتخذه ودفع حياته ثمنا له لذلك فقيادة حركة فتح بحاجة إلي إعادة دراسة الوضع وتبني خيار ياسر عرفات قبل استشهاده بان تكون داعما للمقاومة الفلسطينية بالشكل الذي يناسبها لأنكم باختصار لا تستطيعون فعل شيء بالمفاوضات فإذا كنتم غير قادرين علي قيادة أو إنشاء فصائل مقاومة كما فعل ابوعمار فعليكم في ابسط الأمور عدم التنسيق أو التعاون مع العدو لاعتقال المقاومين الفلسطينيين ليذكركم التاريخ بخير كما يذكر ياسر عرفات.