بعد تهاوي طموحات وأمال حزب العدالة والتنمية الأصولي الحاكم فى تركيا ورئيس وزرائه "اردوغان " القابع بالحكم منذ نهايات عام 2002 بخلافة عثمانية جديدة،وعلي أثر فشل مغامراته الاقليمية فى سوريا والعراق وكردستان ..ظهرت علي السطح وتفاقمت حدة الخلافات بين اردوغان وحليفه رجل الأعمال التركي السلفي "فتح الله غولن " المقيم بواشنطن ،علي أثر قرار اردوغاtن باغلاق جميع المعاهد والمدارس الخاصة المملوكة لغولن ذات النزعة السلفية والمنتشرة بالآلاف علي الأراضي التركية . فهذه المدارس تقوم بتخريج ملايين الطلبة فى المرحلتين الاعدادية والثانوية للقبول بالجامعات ،هtذا فضلا عن شبكة الانصار من الموظفين العاملين بهذه المدارس والمعاهد "لغولن " . تعددت التفسيرات والتحليلات لما وراء قرار اردوغان، بعضها عزاه كما قالت صحف "راديكال ،"حرييت " تغلغل نفوذ غولن بداخل المؤسسات والدوائر الحكومية وبخاصة القضائية والعسكرية والأمنية ،لكن ذلك التحالف هو الذي ساهم فى توطيد حكم الأصولي اردوغان طيلة 12 عاما وتصفية المؤسسات العسكرية والأمنية والقضائية مع أسلمتها أو بالأخري أخونتها !!رجل الأعمال "فتح الله غولن " يمتلك شبكة اقتصادية واجتماعية تقدر أصولها بمبلغ 25 مليار دولار ،فالرجل يمتلك شبكة علاقات واسعة بدوائر أمريكية مؤثرة وباللوبي اليهودي الأمريكي والأهم شبكة اعلامية من راديو وقنوات تليفزيونية وصحف (مستقلة ) انضمت فى بوق واحد مؤخرا للهجوم علي اردوغان لحد وصفه بالديكتاتور ! كثيرة هي التفسيرات والتحليلات المتعلقة بتصدع التحالف الاصولي الحاكم ،بعضها يري بأن هذا التصدع يأتي وفق تغييرات مؤكدة قريبا فى السياسات الداخلية والخارجية الاردوغانية ،وأخري تري أنها عن مؤشرات لتغييرات فى الموقف الأمريكي الداعم لاردوغان وحتمية استبداله علي وقع انتخابات الرئاسة القادمة فى أغسطس 2014 وقبلها الانتخابات المحلية فى مارس من العام نفسه، بعد فشله اقليميا فى تسويد المخطط الأمريكي بالمنطقة ! كما مع حدث مع الشيخ "حمد " أمير قطر بازاحته واستبداله بنجله ولي العهد الشيخ "تميم" ،وبخاصة علي أرضية الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن السلاح الكيماوي السوري ومن ثم ضرورة عقد مؤتمر "جينيف 2 " لحل الصراع السوري ،ومنحي الاتفاق الايراني الأمريكي الروسي الغربي .اضافة لذلك الموقف السعودي وتأييد الرياض لثورة 30 يونيو ،عكس المحور التركي الاخواني القطري ..! الثابت أن جميع تلك التطورات الدولية والاقليمية ،دفعت باردوغان لاعادة حساباته داخليا واقليميا تمثلت فى مصالحة عاجلة مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ،وزيادة التقارب مع اقليم كردستان الكردي ورئيسه البرزاني ،بل تزامنت بخطوات حثيثة لاعادة علاقاته مع طهران .. ويبقي السؤال مطروحا :هل سيتمكن اردوغان وحزبه بالبقاء طويلا علي القمة التركية رغم تلك التصدعات ؟؟!