لم تتوقف معاناة العمال كما رصدناها في حلقتنا الاولى عند المخاطر الصحية وملاحقة الموت من الالات البدائية إلا أن المعاناة تمتد الى المخاطر الامنية التي تهددهم يوميا في طريقهم وعودتهم من المحاجر التي تبتعد عن المدنية والقرى بأكثر من 20 كيلو مترا مربعا، "ومن يموت في الجبل ليس له ديّه " ..فيغيب القانون ويصبح العرف هو البلطجة فلم يتوقف الانفلات الامني والبلطجة في فرض الاتاوات على اصحاب المحاجر من جانب الاعراب وبمنع مفتشين المحافظة من صعود الجبل ، الا ان ظواهر البلطجة امتدت الى قطع الطرق حيث يعاني سائقي المقطورات وسيارات النقل التي تنقل الطوب من المحاجر الى منافذ بيعه او للمصانع ، من الانفلات الامني بالطرق سواء نهارا او مساء. فيقول "عادل " سائق مقطورة : إنه تعرض لسرقة بالاكراه من اعراب اوقفوه على طريق بجوار بلدة تسمى الشيخ فضل تشتهر بانتشار تجار السلاح والمخدرات. فاوقفوه نحو 25 فردا مسلحين برشاشات في مطلع السيارة التي تسير ببطء فيه ليوقفوا جميع السيارات المارة بالطريق بين المنيا وبني سويف لسرقتها ، فهو تمت سرقة 7 آلاف جنيه ثمن الطوب الذي كان من المقرر ان يشتريه ، وسرقوا تليفونه المحمول والكاسيت الخاص بالسيارة ، ويأخذون كل ما يمكن سرقته من السيارة . مضيفا انه حرر محضرا في قسم الشيخ فضل وقال إنهم ليسوا تابعون له ، وانهم تابعون لمغاغة . مشيرا الى انه استبدل هذا الطريق بطريق "الجيش" ولكنه يتكلف 300 جنيه كرسوم مرور بالبضاعة ، بجانب الكارتة 25 جنيها في كل "طالعة". كما طالب "عادل" بضرورة إعادة الأمن على هذا الطريق من المنيا الى بني سويف ،كما كانت الشرطة موجودة من قبل ليل نهار، اما الان فلا توجد اي رقابة عليه وتحدث به العديد من الحوادث والجرائم . واختتم كلامه قائلا : "دلوقتي احنا بنخاف نمشي عليه بالليل أو النهار".