سوف تهتم الدبلوماسية الروسية بتنمية العلاقات مع مصر ولكن ليس على النمط الذى كان سائدا أيام الاتحاد السوفييتي، فقد تغيرت الأحوال كثيرا فى البلدين وبالتالى فالاقتراب سيتم بالحذر الشديد خاصة أن السياسة المصرية شهدت تغيرات وتقلبات تجاه التعامل مع الاتحاد السوفييتى السابق، حيث وظفته كمصدر للتسليح والتوازن مع العدو الأمريكى وقتها، ثم وظفته للحصول على صداقة الولاياتالمتحدة عبر إبعاد الدور "السوفيتي" من المنطقة. ولن تتورط روسيا فى التضحية بعلاقاتها المتوازنة مع الولاياتالمتحدة والغرب من خلال أوراق دعمها لمصر فى الوقت الذى تعرف فيه أنه من المستحيل مثلا تغيير طبيعة التسليح والتدريب للجيش المصرى الذى أصبح الآن أقرب إلى الطريقة الأمريكية، كما أن روسيا مستعدة لأن تقدم صفقات سلاح وفقا لأسعار السوق العالمية وليس من خلال تسهيلات كما كان يحدث فى السابق فربما يكون الأمر الأسهل والذى لن يغضب أمريكا ولا إسرائيل هو تقديم تسهيلات لصيانة وتطوير ما تبقى من الأسلحة الروسية لدى مصر، بحيث لا يؤدى التعاون العسكرى الجديد إلى الإخلال بالتوازن الاستراتيجى فى المنطقة. وتستبعد روسيا أن حربا عربية – إسرائيلية تحدث فى المستقبل القريب ولا حتى المستقبل البعيد، وبالتالى فإن مهمة الجيوش العربية ستتركز على مواجهة التحديات الداخلية التى تمثلها القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخري، وتبدو روسيا مستعدة للتعاون فى هذا المجال عبر كافة الوسائل المخابراتية والتدريبية والتنسيقية والتسليح الخفيف لمواجهة هذا النوع من الحروب الجديدة، التى خاضتها روسيا فى الشيشان وتخوضها بين وقت وآخر فى الجمهوريات التى ماتزال تابعة لها أو القريبة منها، حيث تعتبر أن تهديد القاعدة والجماعات الإرهابية مستمر ضدها منذ حرب أفغانستان والحروب الأخرى التى تلتها. ولم ترحب روسيا كثيرا بالتعاون مع مصر أيام حكم مرسى والإخوان، وتهكم بوتين حول مطاردة مرسى له من جنوب أفريقيا إلى موسكو طلبا للمساعدات والاستثمارات، فى الوقت الذى تعتبر فيه روسيا وحتى الآن جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا.