سعود الفيصل يوجه انتقادات حادة لمواقف الدول الأوروبية أوروبا تتجاهل الحقائق الدامغة وتحاول التغطية علي جرائم حرق مصر كتب المحرر السياسي: أثارت التصريحات القوية التي أدلي بها الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي تأييدا لمصر وثورتها خلال زيارته لباريس ولقائه بالرئيس الفرنسي «فرنسوا هولاند» للبحث مع «الأصدقاء في فرنسا الاوضاع الراهنة في مصر بغية توحيد الرؤي علي مايجري من أحداث مبنية علي حقائق وليس علي فرضيات» ردود أفعال واسعة. فالتأييد للإدارة المصرية الحالية ولثورةالشعب المصري وإدانة ما ترتكبه جماعة الإخوان من ارهاب منظم ضد الدولة والشعب جاء بعبارات وكلمات حادة وقاطعة. قال سعود الفيصل «إن ما تشهده مصر الشقيقة اليوم يعبر عن إرادة ثلاثين مليون مصري في 30 يونيو الماضي، معبرين عن رغبتهم في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة كنتيجة حتمية لتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وهو الأمر الذي أدي الي اجتماع كل القيادات والقوي السياسية والاجتماعية للاعلان عن خارطة طريق جديدة تقود مصر لبر الأمان، بعد ان رفضت الرئاسة السابقة الاستجابة لرغبات الملايين من الشعب المصري» وأضاف وزير الخارجية السعودي ان انتفاضة 30 مليون مصري لا يمكن بأي حال من الاحوال ان توصف بالانقلاب العسكري إذ ان الانقلابات العسكرية تجري تحت جنح الظلام كما ان من تولي سدة الحكم في رئاسة مدنية وبما يتوافق مع الدستور المصري». وأدان الفيصل بشدة ارهاب جماعة الإخوان فقال ان بلاده تنظر بأسف شديد إلي ماتشهده مصر من احداث وتطورات بلغت إلي حد ما نراه اليوم من حرب في الشوارع وتدمير للممتلكات العامة والخاصة وترويع لأمن المواطنين وازهاق الارواح البريئة وحرق محافظات مصر بأكملها من قبل تيار يرفض الاستجابة للارادة الشعبية المصرية بل ورفض جميع مبادرات الصلح التي أطلقها شيخ الازهر علاوة علي النداءات العربية والعالمية. ووجه نقدا مرا لمواقف الدول الغربية قائلا.. «نري اليوم للاسف الشديد مواقف دولية أخذت مسارا غريبا في تجاهل هذه الحقائق الدامغة وركزت علي مبادئ عامة وكأنها تريد التغطية علي ما يقوم به هؤلاء المناوئون من جرائم وحرق لمصر وقتل لشعبها الآمن، بل ويشجع هذه الاطراف علي التمادي في هذه الممارسات وأكد أن هذه المواقف اذا استمرت لن ننساها في المملكة العربية السعودية ولن ينساها العالم العربي والاسلامي وسيوصم هذا الزمان بأنه الزمان الذي انتهكت فيه الحقوق وبررت تبريرات واهية لا يمكن ان يقبلها عقل أو يرتكن اليها ضمير ولن نأخذ من يتجاهل هذه الحقائق وينساق وراء الدعايات والاكاذيب الواهية بأنه حسن نية وجهالة وانما سنأخذها علي انها مواقف عدائية ضد مصالح الامتين العربية والاسلامية واستقرارهما فمصر لا يمكن ان ينالها سوء وتبقي المملكة والامة العربية صامتة وهي أمة ان شاء الله قوية بايمانها وبشعوبها وامكانياتها». يمكن فهم هذا الموقف القوي من السعودية في ضوء الحقائق التالية. تحاول السعودية انتهاج سياسة اقليمية تحقق مصالحها المشروعة حتي ولو تعارضت مع السياسات الامريكية فكما تقول واشنطن بوست» الامريكية فالمملكة التي حافظت لمدة 60 عاما علي صفقة غير مكتوبة مفادها: البترول مقابل الأمن تسعي الآن لتغيير سياستها حتي لو تعارض ذلك احيانا مع السياسة الامريكية» والسبب الرئيسي في تغيير السياسة السعودية، هو السياسة الامريكية التي مارستها الادارة الامريكية بعد 11 سبتمبر وغزوها للعراق ومن ثم فتح الباب علي مصراعيه لتوسع ايران وتزايد دورها في المنطقة وقيام ايران بدعم «حماس» في غزة وحزب الله في لبنان وتدخلها في الشئون الداخلية للبلاد العربية خاصة في اليمن والمغرب والدور الخطر الذي تلعبه في سوريا. محاولة قطر بدعم أمريكي تنصيب نفسها دولة قائدة في الخليج والوطن العربي فهذه الدويلة التي لا تتجاوز مساحتها 11 ألف كيلو متر مربع وعدد سكانها 600 ألف نسمة ثلثهم فقط من القطريين استخدمت فوائض البترول وقناة الجزيرة التي لعبت دورا إعلاميا خطيرا لعدة سنوات قبل سقوطها الاخير لعبت دورا اقليميا يستهدف تقليل الدور الاقليمي للسعودية ومصر واستقبلت علي أرضها أكبر قاعدة عسكرية امريكية واقامت علاقات مباشرة مع اسرائيل وحولت عاصمتها الدوحة ل«قاعدة للمخابرات الاسرائيلية» وقام رئيس وزرائها ووزير خارجيتها السابق بزيارات سرية متكررة لاسرائيل. بعد أن تعرضت السعودية لهجمات ارهابية من القاعدة وجماعات الاسلام السياسي الارهابية خلال الفترة من 2003 وحتي 2006 واعلانها علي لسان الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكان وليا للعهد بأن السعودية عازمة علي محاربة الارهاب وسموم التعصب حتي لو استغرق الامر 30 عاما ونجاح الارهاب الإخواني في هدم الدولة المصرية واشاعة الفوضي في المنطقة يهدد أمن واستقرار السعودية والمنطقة برمتها.