غبت عنكم مضطراً الأسبوع الماضي بسبب آلام قرحة المعدة التي تعاودني منذ قرون رغم أنني عرضت نفسي علي أفضل أطباء الرمد… في الأسبوع الماضي أكلت قطعة “سبيط” وكان من الطبيعي ألا تتعرف عليها معدتي وتحاول أن تطردها لكنني رفضت… وفي مركز السموم قالوا للطبيب أنني غافلت الجميع وبلعت حاجة فظن أنني عبد الحكيم عامر لكن الموجودين نبهوه إلي خطئه وأقترح أحدهم عليه أن يضحي بي ليحافظ علي “السبيط” علي أساس أنني شبعت من الدنيا… وقال الطبيب أن كل كائن حي له نظام غذائي فالأفيال تتغذي علي الأعشاب والأسود تتغذي علي اللحوم وأن الأسماك تتغذي علي المصريين… ثم رحت في غيبوبة عندما حضر “الضاني” وقدم نفسه علي أنه وزير الصحة… في هذه اللحظة كنت أعيش وحدي لا يحيط بي إلا حزام البنطلون وأسكن في شقة واسعة من غرفتين إحداهما علي السطوح والآخري في مدخل العمارة المجاورة ومع ذلك زارني طيفك في منامي قبل ما أحبك بحوالي أسبوع… وقد أمضيت هذا الأسبوع مع أصدقائي في رحلة صيد لمطاردة الذباب الذي يحيط بمبني المحافظة وفي نهاية الأسبوع ظهر لنا المحافظ يرتدي بالطو صوف أسود نصف كم قيل إنه قانون المحليات الجديد ورفض أن يشرح لنا القانون قائلاً: “عيب… فيه ستات موجودين”… وقال “أنا لا أحدثكم كمحافظ بل كمواطن عادي هربان من أهله”… وأن السيد الرئيس أعلن أننا نعيش في عصر النهضة ومن المعروف أن عصر النهضة في إيطاليا لذلك يسبح المصريون إلي هناك لمقابلة “ليوناردو دافنتشي”… وأن عصر النهضة يأتي بعد عصر الليمون وقبل إضافة البقدونس… صحوت من الغيبوبة فوجدت الطبيب يتحدث مع الضاني ويقول إنه خريج معهد التعاون ولا يعمل ويسلي نفسه حالياً بقتل بعض الأسر المسيحية لحين العثور علي عمل وأنه لا يري أسرته منذ سنوات لأنهم ذهبوا يبحثون عن علبة لبن أطفال وأنه يود أن يخبرهم أن الطفل الذي ذهبوا يبحثون له عن علبة اللبن يبحث هوالآن عن علبة لبن لابنه… اعترض الضاني وقال كان من الواجب علي النادي الأهلي في الشوط الثاني أن يغير المتفرجين… وأنه شاهد المؤتمر العام للحزب من داخل “زلعة” لكنهم اكتشفوه عندما عطس… وجدت بجوار سريري في المستشفي جوال رمل وشيكارة أسمنت وكرتونة سيراميك وطن حديد سألت الطبيب عنها فقال: ” دي الحاجات اللي كنت “بالعها” في بطنك”.