دماء الأطفال الأبرياء التي سالت علي قضبان السكك الحديدية ستظل تطارد حكومة هشام قنديل رئيس الوزراء حتي مثواها الأخير، أشلاء الضحايا التي تناثرت ستظل معلقة برقاب أعضاء الحكومة إلي أن تستقيل وترحل عن كاهل الشعب المصري. تبعثرت الكراسات والكتب من حقيبة المدرسة وطارت في الهواء لتتحول حقائب التلاميذ الصغار إلي مدافن صغيرة لجمع أشلاء الأطفال التي تنبض بالبراءة والنقاء، يقف القطار منكسرا حزينا بالقرب من مزلقان الموت بقرية المندرة يشكو سوء الإدارة والإهمال الجسيم، مقدمته تحمل آثار دماء كأنها بصمات الإدانة والاستهتار بحياة البشر، التعرف علي جثث الضحايا من خلال الأسماء المدونة علي الكراسات والكتب التي يحتضنها كل طفل وتمثل بطاقة تحقيق الشخصية لكل ضحية. ذهب رئيس الوزراء لتفقد الحادث المروع لكنه لم يفعل شيئا سوي الفرجة والعودة، حتي حقن بيكربونات الصوديوم التي يحتاجه مستشفي أسيوط الجامعي لإنقاذ حياة الأطفال المصابين لم يستطع رئيس الوزراء أن يحرك ساكنا لتوفيرها واكتفي بكاميرات التليفزيون لتصويره اللقطات التقليدية للسادة الأكابر يتحدثون مع الضحايا، أحد الأطباء الذين رافقوا رئيس الوزراء في جولته قال إن الزيارة لم يكن لها أي لزوم ولا أي فائدة طالما أن السيد رئيس الوزراء يكتفي بالفرجة فقط وليست لديه القدرة علي إصدار التعليمات أو توفير الاحتياجات الضرورية، إنها فرصة سانحة ليقدم رئيس الوزراء استقالة حكومته قبل أن يدفع الوطن والمواطنون ثمنا باهظا وفاتورة أفدح نظير استمراره وأعضاء حكومته في مقاعد السلطة، وفرصة سانحة ليكف رئيس الجمهورية عن إلقاء خطب الجمعة الحماسية ويلتفت أكثر لرعاية مصالح الوطن والمواطنين، كما أنها دعوة للتيارات الدينية والسلفية للكف عن إثارة الجدل العقيم حول الشريعة وتطبيق الحدود وهدم الأهرامات وأبوالهول. الشعب المصري لن يغفر لكل هؤلاء التلاعب بمستقبله والاستهانة بأرواح أبنائه.