هل خرج الشعب المصري عن طبيعته وقرر أن يلغي القانون ليصبح شعاره ساري المفعول «آخد حقي بذراعي».. خاصة أن الاعتداء علي البلطجي بشكل جماعي يعني صعوبة تحديد القاتلين؟؟!!.. ناقوس الخطر يدق بقوة محذرا من خطورة استمرار المواجهات الشعبية الدامية مع البلطجية. وهنا نرصد بشاعة ما نعيشه والمشهد الدامي الأول في منطقة بولاق الدكرور وهي إحدي المناطق الشعبية الشهيرة في الجيزة حيث اعتاد البلطجية التعدي علي شباب دون السادسة عشر وأخذ التوك توك منهم حتي أصبحت ظاهرة تؤرق مضاجع أهالي بولاق هكذا يصف المشهد سيد فاروق حسن ويواصل كلامه قام الأهالي بالقبض علي أحد البلطجية وأرغموه علي الاتصال بزملائه للحضور في مكان معين لأن أمامه صيد ثمين وبالفعل حضر 13 بلطجيا في المكان المحدد لهم ومنذ لحظة حضورهم وقعوا في فخ الأهالي حيث أعدموا اثنين منهم وباقي البلطجية ال 11 تم تقطيع أجزاء من أجسادهم كل حسب ما ارتكب من جرائم.. منهم من قطعوا جزءا حساسا من جسده أو بتر أحد أطرافه أو جزء من المؤخرة أو فقأ عين. ويتدخل في الحوار سعد سلامة الفار مؤكدا أن الدرس للبلطجية كان قاسيا جدا ومؤلما والعقوبات تمت في احتفالية كبيرة ووصلت الرسالة كما أردنا إلي البلطجية وهو ما أدي بالفعل إلي اختفاء ظاهرة البلطجية في بولاق. وفي البدرشين كان البلطجية يختفون في بطن صحراء سقارة وأحكم الأهالي السيطرة عليهم داخل الجبل هكذا يصف المواجهة الدامية في المشهد الثاني هاني صلاح سري ويضيف: استطاع الأهالي مواجهتهم بالأسلحة الآلية وتمت تصفيتهم جسديا وعلي الرغم من بشاعة الانتقام والتمثيل بالجثث لم تختف ظاهرة البلطجة.. بل والتمثيل بالجثث أصبح شيئا معتادا. المناطق الجبلية في الصف وعرة وتمتد حتي البحر الأحمر هكذا يصف المشهد الثالث المهندس حسين سالم المحرق لكن أهالي الصف استطاعوا مواجهتهم وحسم الأمر لصالحهم بالإعدام الفوري لكل من وقع في قبضتهم!، ويؤكد وجود حالات مماثلة ومشابهة في جبال الصف ومركز أطفيح. المشهد أهالي العياط مصرع أكبر مجرم بلطجي روع أهالي العياط طه هرم هكذا يصف الواقعة حمادة سعداوي ويضيف خلال مطاردة شارك فيها الأهالي الشرطة تم إطلاق الرصاص عليه وابتهج الأهالي لأنه أخطر بلطجي وترك مدرسة تتفنن في فرض الإتاوات وأخذ الرهائن للآن. العقوبات الهزيلة وبطء إجراءات التقاضي وقضاء المجرم للعقوبة ثم العودة لما كان عليه دوافع رئيسية لقصاص الأهالي من البلطجية بأنفسهم هكذا يحلل الأسباب والدوافع الدكتور ناشد يوسف ميخائيل أستاذ علم الاجتماع ويضيف الشرطة لم تعد للآن لقوتها وعافيتها كما أن العنف والعنف المضاد ليس من سلوك أو عادات أو طبيعة شعب مصر!!.. فضلا عن خشية رجال الشرطة من ملاحقة منظمات المجتمع المدني فيما لو قاموا بتصفية المجرمين والبلطجية عتاة الإجرام جسديا فضلا عن القضايا والتعويضات التي يطالب بها أهالي البلطجية. ويؤكد عوض سليمان من البحوث الجنائية أن من نتاج الثورة وجود بلطجية جدد لم يكونوا بلطجية وإنما الانفلات الأمني دفعهم للبلطجة وعدم تسجيلهم من قبل، وإدراك بعض ضباط الشرطة أن القبض أو الاعتداء علي أحد البلطجية سيدفع زملاءه الهاربين إلي الانتقام من الضباط وأسرهم وعدم الحسم في مواجهة وملاحقة البلطجية تجعل جهاز الشرطة غير مكتمل القوة للآن؟؟!! ملاحظات سريعة يطرحها عطية اللمعي – أستاذ علم الاجتماع – أنه ومن خلال متابعة جرائم البلطجية تجد 80 بالمائة من البلطجية ضحايا البطالة وليس لديهم عمل مستقر للإنفاق علي الأسرة أو بسبب تفشي ظاهرة الإدمان للمخدرات لكن في النهاية البلطجة إحدي نتائج البطالة التي تفشت بصورة مخيفة لكنني ضد اللجوء إلي القصاص الشعبي المفزع ونحن في حاجة إلي تشريع قانوني يضع عقوبات صارمة لمواجهة الظواهر التي استجدت عقوبة ثورة 25 يناير.