في كفر الشيخ كانت البداية عندما قام عدد كبير من أهالي حي المنشية بدسوق باقتحام منزل أحد البلطجية المسجلين خطر وقاموا بإشعال النار فيه وقتله بعدما انهالوا عليه ضربا وقطعوا يديه وقدميه ثم فصلوا رأسه عن جسده ومثلوا بالجثة وطافوا بها المدينة كلها ليشاهدها الأهالي ثم ألقوا بجثته أمام قسم شرطة دسوق. وفي صفط اللبن تكرر السيناريو نفسه بصورة أبشع حيث قام الأهالي بقتل أحد لصوص التوك توك وقطع يد آخر والشروع في قطع أيدي أربعة آخرين وقطع أجزاء اخري من أجسادهم انتقاما منهم علي عمليات السرقة التي قاموا بها وفي نفس مكان ارتكاب جرائمهم لتأديبهم.. وهناك أيضا حادث منطقة بولاق الدكرور الذي شهد نفس الأحداث وبنفس السيناريو المروع من قطع أيديهم وأرجلهم وأجزاء آخري من أجسادهم والتمثيل بجثثهم. ومن المعروف أن الغياب الأمني بعد الثورة أدي إلي زيادة أعداد البلطجية ولكن الغريب أن يلجأ المواطنون لهذه الطريقة البشعة للانتقام السيناريو مخيف مع تكرار الحادث في مناطق مختلفة خشية أن يتحول الأمر إلي ظاهرة آخد حقي بإيدي بسبب غياب الشرطة وكأن لسان حالهم يقول ناخد حقنا طالما محدش عارف يجيبهولنا. حوادث عنف تحتاج للدراسة للتعرف علي السبب قبل أن يتحول الأمر إلي كارثة ليعيش الشارع المصري في فوضي خاصة بعدما استقبل معظم المواطنين هذه الجرائم بترحيب واسع وفي البداية يقول جمال حسن الذي يسكن في بولاق الدكرور إنها ظاهرة خطيرة وانتشرت بشكل مخيف ولكن ما باليد حيلة.. كان ينبغي أن يدافع الأهالي عن أنفسهم في ظل هذا الانفلات الذي نعاني منه بعد الثورة وخاصة في المناطق الشعبية التي تشهد انفلاتا أكبر حيث يقوم البلطجية بشتي الجرائم من قتل وسرقة بالإكراه وتجارة المخدرات وبيعها وتعاطيها في وضح النهار واغتصاب السيدات وفرض اتاوات علي المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة لأن اعتراضهم أو رفضهم تنفيذ طلباتهم يعني النهاية بالنسبة لهم. ويضيف حسن أن هذه الحوادث ستتكرر في ظل غياب الشرطة ووجود مثل هؤلاء البلطجية الذين يهددون حياة الآمنين. ويقول منصور محمد صاحب محل لتصليح الأحذية أن البلطجي يمارس أبشع الوسائل لإجبار ضحاياه علي ما يطلبه وبالتالي يري أنه من العدل ناخد حقنا منهم بنفس الطريقة حيث أن قطع الايدي والأقدام والتمثيل بالجثة لا يقل بشاعة عن الاعتداء علي أنثي واغتصابها. ويري أن القصاص حلال من هؤلاء المجرمين وأن القتل هو الحل الوحيد لضمان التخلص نهائيا منهم بدلا من حبسهم لفترة قصيرة ليعودوا للشارع أكثر شراسة وانتقاما مما سبق ويري منصور أن كل من شارك في تصفية البلطجية في أي منطقة فعل الصواب لأنه كان السبب في عودة الأمان للمنطقة بأكملها وفي نفس الوقت قطع الطريق علي أي شخص آخر تسول له نفسه الاقتراب من الأهالي. ويؤكد أحمد عبد المجيد أنه رغم بشاعة الجرائم إلا أنه لا يستطيع أن يكتم شعوره بالسعادة للتخلص من هؤلاء البلطجية اللي ميعرفوش ربنا ولكنه يتمني أن تقوم الشرطة بدورها للتخلص منهم حتي لا يتحول الأمر إلي فوضي عارمة تعم البلاد ويصبح قانون الغابة هو السائد بين الناس لأن القانون هو الذي يحكم بيننا ويمكن أن يأتي بالقصاص دون أن يضطر الأهالي للمشاركة في هذه الجرائم البشعة لأن هدر الدم مش سهل كده وإذا كانت الآراء انقسمت بين مؤيد ومعارض لما يحدث من تصفية حسابات بين الأهالي والبلطجية في المناطق المختلفة إلا أن مبدأ أخذ الحق باليد انتشر سريعا وبدأ المواطنون ممارسة دور الشرطة بل بدأوا تنفيذ الحكم وهذا يدل علي تأييد واسع لظاهرة.. انتشارها يعني الفوضي القاتلة حيث يؤكد الدكتور منصور ساطور عميد كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر أن مبدأ أخذ الحق باليد لا يمكن تطبيقه وإلا تحولت البلاد إلي فوضي لن نستطيع السيطرة عليها لأن الأمر تعدي الدفاع عن النفس وتحول إلي انتقام بالإضافة إلي أن تكرار مثل هذه الحوادث يؤكد خطورة الموقف الذي نمر به حاليا. ويضيف ساطور أن مثل هذا القصاص الانتقامي يدل علي خلو المجتمع من الإنسانية حيث إن مثل هذه الأفعال مرفوضة قانونيا وإسلاميا وأخلاقيا ويري أن الأجدر بالاهتمام الآن وضع حد للانفلات الأمني الذي نعاني منه هذا الانفلات الذي تسبب في وجود هذا الكم من البلطجية في الشوارع للقضاء علي هذه الظاهرة الخطيرة. ويؤكد أنه لايجوز تبادل الجرم بجرم آخر أكثر بشاعة وإلا فلنستعد لسيادة قانون الغابة وأن يصبح البلطجي سيد البلد حيث يتبع المواطنون سياسة الكثرة تغلب الشجاعة. ويصف الدكتور محمد سيد خليل استاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة عين شمس هذا التصرف بأنه شاذ وغريب علي المصريين لأننا لسنا شعبا دمويا حيث بدأ كل شخص يدافع عن أملاكه وحياته بالطريقة التي يراها صحيحة فنجد بعضهم تخلصوا من البلطجية بالقتل ومنهم من كان أشد قسوة من خلال قطع الأيدي والأرجل وأجزاء من أجسادهم وتمثيل بالجثث علي قارعة الطريق. وفسر خليل لجوء المواطنين للقصاص بأنفسهم لشعورهم بغياب سلطة الدولة وسيادة القوة والبلطجة فكان الحل مواجهة الإرهاب بالإرهاب من خلال حوادث انتقامية يشترك فيها عدد كبير من الأفراد للسيطرة علي البلطجي ويغلب عليهم مشاعر الانتقام والتشفي مستخدمين جميع وسائل وفنون التعذيب. ويشدد خليل علي خطورة تكرار هذه الحوادث التي تجعلنا نفقد الجزء الإنساني بداخلنا ونتحول إلي كائنات تحارب بالقوة من أجل البقاء ويري أن الشعرة التي تقف بين الإنسان المتحضر وإنسان الغاب أوشكت علي السقوط إذا لم تعد سيادة القانون. ويقول الشيخ فؤاد عبدالعظيم وكيل وزارة الأوقاف لشئون القرآن الكريم ان الاعتداء علي الناس وأخذ الحق باليد بحجة الدفاع عن النفس والقصاص لأنفسهم لايجوز شرعا لأن الدين أمر بالعفو أو القصاص بشرط أن يكون من خلال الطرق المشروعة. ويشدد عبدالعظيم علي إتباع أولي الأمر منا لأن القانون هو منفذ القصاص الذي أمر به الله عز وجل ويري أن قطع الأيدي والأرجل والتمثيل بالجثث شيء جديد علي الدين ولا يعد وسيلة للدفاع عن النفس لأن الدفاع عن النفس يكون في حالة الاعتداء فقط ويؤكد أن مثل هذا التصرف البشع لا يمت للشرع أو للقانون بصلة.