إنه انفلات من نوع آخر بدأ منذ سنوات وقد يجر البلاد إلي فتنة لا يعرف أحد مداها.. في غياب أجهزة الإدارة المحلية ووسط صمت القائمين علي محافظتي القاهرة والجيزة، يفرض بعض ضيقي الأفق أسماء علي شوارع بعينها لأنها تحمل في الأغلب أسماء قبطية، يجري ذلك «بالعافية» ورغم أنف القانون الذي قرروه أن يدوسوه بالأقدام في سبيل تحقيق أغراضهم وفق حساباتهم الضيقة. في شبرا وتحديدا “ميدان فيكتوريا” الذي يحاول البعض منذ سنوات تغييره إلي ميدان “نصر الإسلام”، رغم أن فيكتوريا هي سيدة يونانية وليست مصرية، لكنها أول من سكنت الميدان في الأربعينيات وقامت بشراء مساحات كبيرة من الأراضي بالحي وإمتلكت سوقا بإسمها وألغي في السبعينيات، بعدها قامت فيكتوريا ببيع أراضيها لأهالي شبرا. يقول الأهالي في حي شبرا، ان تغيير اسم الميدان كان منذ 2009 تقريباً، حيث بدأ مسجد “نصر الإسلام” المتواجد بالميدان بعمل تجديدات في ذلك الوقت وصمم نافورة بالميدان، وبدأ القائمون علي المسجد بوضع بعض اللافتات تشير الي تغيير اسم الميدان، ووضع لافتة كبيرة كتب عليها “ميدان نصر الإسلام”، إلا ان سائقي الأجرة لم يعترفوا حتي الان بهذا التغيير ومازلوا ينادون أمام محطات السيارات والاتوبيسات “ميدان فيكتوريا.. ميدان فيكتوريا”.. وأكد الأهالي ان الميدان كما هو “فيكتوريا” في الأوراق الرسمية لم يتغير. وفي حي شبرا ايضا تم تغيير اسم شارع “طوسون” إلي اسم “محمد ابن الفضل الله العامري”، حيث يوجد أول الشارع لافتة تحمل اسم “شارع محمد ابن الفضل الله العمري- طوسون سابقاً”، وفي اللوحات الموجودة بمنتصف الشارع اختفت منها جملة طوسون سابقاً. وللتعريف بأحمد طوسون المعروف ب”طوسون باشا” 1794- 1816 وهو ابن محمد علي باشا أول حاكم لمصر الحديثة، قاد طوسون عدة حملات للحجاز والمدينة المنورة ضد الدولة السعودية الأولي. ليبقي سؤال القاطنين بالشارع من هو محمد ابن الفضل الله العامري الذي استبدل به اسم طوسون؟ تضليل متعمد وفي منطقة الدقي بجوار نادي الصيد يوجد شارع يحمل أوله اللافتة الحكومية ذات اللون الأزرق اسم شارع “ميشيل باخوم” وفي نهاية الشارع لافتة غير حكومية تحمل اسم نفس الشارع “شارع النور”! يذكر انه يوجد بحي الدقي عدد من الشركات التجارية اتخذت من شارع “النور” عنواناً للوصول لها مثل شركات، (النور للأدوات الصحية)، و (العالمية لصيانة الأجهزة الكهربائية)، و (مركز سلسبيل لصيانة المحمول) وتعمدت شرح عنوانها علي موقع الانترنت بشارع النور وليس ميشيل باخوم. أما عن ميشيل باخوم فهو عالم مصري في مجال المعمار المميز، أسس مع أحمد محرم عام 1950 أقدم مكتب تصميم عربي للمشاريع الهندسية المدنية الكبري، وهو “المهندسون الاستشاريون العرب” “محرم – باخوم”. وكان باخوم أستاذاً لعلم هندسة الإنشاءات بكلية الهندسة جامعة القاهرة. وقام بتصميم معظم الجسور والمطارات والأنفاق والقناطر وصوامع الغلال في مصر والكثير من الدول العربية والأفريقية، وهو صاحب فكرة إنشاء “استاد القاهرة”. وشارك في عدة مشاريع ضخمة في مصر وعاش في الفترة من 1913-1981.. لكن يبدو أن البعض قد نسي كل تلك المجهودات التي قدمها لوطنه وقاموا برفع اسمه من علي لافتة الشارع، ووضع اخري، إلا ان الشارع مازال حتي اليوم معروفا لدي سكانه والمترددين عليه بإسم ميشيل باخوم. أضرار قانونية وفي هذا الصدد أوضح عبد الحميد كمال أمين المحليات بحزب التجمع، الأخطار القانونية الناتجة عن تغيير أسماء الشوارع الرسمية بإجراءات عشوائية. منها أضرار صدور احكام قضائية غيابية عندما يتغيب العنوان، بالاضافة لخسائر تجارية، أو ربما يكون الاسم المقترح سبب فتنة طائفية في حي ما. وعليه طالب كمال بالتدخل السريع ووضع حد للفوضي وعشوائية تغييير اسماء الشوارع والميادين وضرورة تدخل السلطات التنفيذية والمجالس المحلية وهيئة البريد.