هل تكمن المواطنة (المنقوصة) في مصر حقًا بسبب عدم القدرة علي تنفيذ القانون والإجراءات والقرارات أم بسبب الخوف من التيارات الدينية المتشددة والأصولية المتطرفة؟! هذا السؤال هو ما ينطبق علي حالة ميدان فيكتوريا الذي سلبت منه هويته في غفلة من الزمن.. وتحول الأمر إلي شبه قرار غير مكتوب من البعض للتحالف علي هذا السطو الحضاري والإنساني. وللتذكير.. فقد كتبت علي صفحات روزاليوسف اليومية عن بعض الإجراءات والتوجهات الفردية الطائفية المعقدة التي تتم في المجتمع مثل تصدير مسميات دينية لأحياء جغرافية، وهو ما حدث حينما تم تغيير اسم ميدان فيكتوريا بشبرا وتحويله إلي ميدان نصر الإسلام (فيكتوريا سابقًا).. ثم قامت مجلة روزاليوسف بتحقيق الأمر حينذاك والتأكد منه، ثم صرح د. عبدالعظيم وزير (محافظ القاهرة) بأن الموضوع قيد التحقيق. ولقد نشرت تعقيبًا من د. عبدالعظيم وزير (محافظ القاهرة).. جاء فيه: أنه بمراجعة الأمر تبين قيام جمعية نصر الإسلام منذ سنوات بتطوير الميدان، ووضع لافتات تحمل اسم الجمعية عليه، وقيام المجلس الشعبي المحلي لحي الساحل في جلسته المنعقدة في 31 مارس 2009 بالتوصية بتغيير اسم ميدان فيكتوريا إلي ميدان نصر الإسلام. وأن اسم فيكتوريا هو اسم لسيدة من أصل يوناني كانت تمتلك مساحة أرض زراعية في الموقع وكانت تذهب إليه دائمًا للعطف علي الفقراء، ومن هنا أطلق علي الموقع اسم ميدان فيكتوريا نسبة إليها. ولم يطرح تغيير الاسم داخل أروقة المحافظة من خلال لجان التسميات المسئولة عن إطلاق الأسماء علي الشوارع أو تغييرها في حالة الضرورة القصوي. كما قال محافظ القاهرة أنه قد وجه تعليماته لرئيس حي الساحل بسرعة تثبيت اللافتات التي تحمل الاسم الرسمي للميدان طبقًا للمواصفات التي وضعتها المحافظة، مع عمل لوحة رخامية تشرح للمارة أصل التسمية وشخصية صاحبها. انتهي تعقيب المحافظ الذي نشرته في 21 أغسطس الماضي. ولايزال الأمر علي ما هو عليه إلي الآن، ولاتزال لافتة (ميدان نصر الإسلام.. فيكتوريا سابقًا) موجودة إلي الآن، وهو ما يجعلني أسأل د. عبدالعظيم وزير (محافظ القاهرة) بشكل مباشر: - بعد مرور ما يقرب من شهرين.. يقول لسان حال ميدان فيكتوريا (يبقي الوضع كما هو عليه..)، وهو ما يعني أن تعليماتك لم يتم تنفيذها، وأنها قد دخلت ثلاجة التجميد المعروفة في البيروقراطية المصرية، وهو في تقديري ما يحسب لتفشي هذا التيار المتشدد الذي يتخيل أنه - وحده - الذي ينصر الدين ويحافظ عليه. وفي الوقت نفسه يخصم من رصيد إسهاماتك في إعمال القانون وتنفيذه. وتري ما مدي مسئولية رئيس الحي عن ذلك أم أن هناك توجهات فردية قوية أخري لمخالفة تعليمات محافظ القاهرة! إن التغيير الذي يتم يستهدف طمس (الهوية المصرية) لصالح هويات أخري متطرفة ومتشددة.. وهو هنا في هذه القضية محل اختصاص محافظ القاهرة.