بالتزامن مع سعى القاهرة المستمر لتقريب المسافات فيما يتعلق بسد النهضة ، وتأكيدها المستمر على حرصها على استئناف المفاوضات ، على أساس أن هذا الأمر لا يزال في الاتحاد الإفريقي، تواصل القيادة الاثيوبية استفزازها ، لدولتى المصب، بتصريحات وزير الدولة الإثيوبي للشؤون الخارجية رضوان حسين، خلال حوار تليفزيونى أجراه مع احدى القنوات، والذى قامت الخارجية الإثيوبية بنشر ملخصه على صفحتها في "فيسبوك"، حيث وجهت اديس ابابا رسالة إلى مصر والسودان بشأن السد مضمونها " أن الإثيوبيين لا يستطيعون الانتظار إلى ما لا نهاية وأنهم يتوقعون الضوء الأخضر لاستخدام مواردهم"، مطالبا بضرورة أن تشجع مصر أديس ابابا على الانتهاء من بناء السد بسرعة ، مؤكدا أنه إذا حدث جفاف غدا أو بعد عدة سنوات فعلى الجميع أن يتعاون معا في استغلال الموارد. فيما اعتبر خبراء مياه تحذيرات الوزير الاثيوبى، أمرا غير مقبول، مستنكرين اتهامه لمصر والسودان بإضاعة الفرص التى منحتها لهما بلاده للاستفادة من السد، مؤكدين عدم قدرة اثيوبيا على إمكانية الملء الثالث للسد، مشيرين أن السد يعاني من كوارث فنية، حيث أكد أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، دكتور عباس شراقى ، إن إثيوبيا حتى هذه اللحظة ما زالت تسعى وتأمل في تشغيل التوربينات بالسد، موضحاً أن توليد الكهرباء يعني تمرير جزء من المياه إلى السودان ومصر، الامر الذى يعكس أن إثيوبيا تواجه أزمة في الملء الثالث لعديد من الاعتبارات؛ أولها أن عدم توليد الكهرباء هذا العام سيدفعها للملء الثالث حتى لا يظن الشعب الإثيوبي أن السد توقف، مؤكدا أن توليد الكهرباء سيكون إنجازا يمكِّن من تأجيل عملية الملء الثالث، موضحا أنه مع استمرار غلق البوابات الأربع بالسد لن تجف منطقة الوسط وبالتالي لن تخزن إثيوبيا المياه. وأشار شراقي ، إلى أنه في حال أقدمت إثيوبيا على الملء سيكون ذلك محدودا للغاية، مضيفا أن الوقت ليس في صالحهم وأنه كلما يمر الوقت تؤجل أديس أبابا هذه الخطوة. يذكر أن المفاوضات حول سد النهضة قد تعثرت العام الماضي، مع فشل الدول الثلاث " إثيوبيا، ومصر، والسودان"، في التوصل إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد قبل بدء إثيوبيا في الملء الثاني للسد بشكل أحادي، ما أدى إلى زيادة التوتر السياسي بين البلدان الثلاث، وتصعيد الملف إلى مجلس الأمن الذي عقد جلستين حول الموضوع بدون اتخاذ قرار بشأنه.