شكشكة وأما اليتيم فلا تقهر اقبال بركة لا يهم متى نحتفل بيوم اليتيم، ولا يصح ان يقتصر اهتمامنا باليتامى على يوم واحد فى السنة، وذلك بعدة طرق منها المشاركة الإجتماعية أي إشراك الطفل اليتيم في الأنشطة الاجتماعية مع أطفالنا باستمرار، لكي يحدث بينهم صداقات، ولا يشعر اليتيم بالانعزال والوحدة. والافراط فى التعاطف معه قد يأتي بنتيجة سلبية، ومن الأفضل إدخال البهجة والسرور في نفسية الطفل اليتيم، ومساندته وحمايته ودعمه بشكل مستمر حتى نحميه من الاضطرابات النفسية. والأهم من ذلك الحرص على تعليمه دينه بشكل صحيح حتى ينشأ على خلق حميدة وطيبة. وهناك مسئولية كبيرة على المسئولين بدور الأيتام، لتربية الأطفال اليتامى مع مراعاة مشاعرهم دائما. بدأ اهتمامنا فى مصر باليتامى عام 2006 بعد أن حصلت جمعية الأورمان من مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب في دورته ال26، على قرار رسمي بإقامة يوم عربي لليتيم، «للأرقام القياسية»، عندما تجمع حوالي 5 آلاف طفل يتيم رافعين الأعلام المصرية في منطقة سفح الهرم بمحافظة الجيزة في منظر مهيب نال تقدير العالم وجذب الانتباه إليهم، والالتفات إلى احتياجاتهم. بعدها تقرر تخصيص يوم للاحتفال به في الدول العربية، وانتقلت الفكرة من النطاق المصري إلى العربي والعالمي، وتحدد أول جمعة من شهر أبريل، يومًا مخصصًا للاحتفال بالأطفال اليتامى في كل أنحاء العالم. وفي عام 2010، دخلت جمعية الأورمان موسوعة «جينيس»، وتحول الأمر إلى احتفال سنوي على مستوى كافة الهيئات والمؤسسات، ولاقت الفكرة دعمًا من الدولة والشخصيات العامة.. لقد كان رسولنا عليه الصلاة والسلام يتيما وقد شجعنا ديننا على الاهتمام باليتيم والعطف عليه ومساندته كي يحيا حياة كريمة. ويقول الدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية: «لقد خص الإسلام من يمسح على رأس يتيم بالثواب العظيم والأجر الكبير من الله عز وجل، فما بالنا بمن يقوم بزيارته باستمرار ولا ينقطع عنه ويرعى شئونه ويُدخل الفرحة والسرور على قلبه، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن جاءه يشكو قسوة قلبه: «امسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين» رواه أحمد. وأشار مفتي الجمهورية إلى أن القرآن الكريم قد حفل بالعديد من الآيات التي تحض على رعاية شئون اليتيم والاهتمام به، ومن هذه الآيات قول المولى عز وجل: «وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً»، وقوله تعالى أيضًا: «فأمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَر»، وقوله جل شأنه: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا». والتعدي على أموال الأيتام في الشريعة الإسلامية جريمةً تستوجب العقاب الشديد في الدنيا والآخرة، مصداقًا لقول المولى عز وجل: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا». وهكذا نرى إن الأطفال الأيتام لهم حق أصيل على المجتمع بكل أفراده وطوائفه، فلا يقتصر على الجمعيات والمؤسسات الخيرية فقط، والأسر المصرية عليها ان ترعى الأيتام طوال العام من أجل التخفيف عنهم وإدخال الفرحة والسرور على قلوبهم.