محاكمة المتهمين بقضية «طالبة العريش».. اليوم    ياسمين عز ترد عن شائعات إنفصال مها الصغير وأحمد السقا    محافظ الإسكندرية يطلق مبادرة توظيفك علينا لتشغيل 1000 شاب وفتاة    موعد مباراة إنتر ميلان وتورينو اليوم في الدوري الإيطالي والقناة الناقلة    الأطباء تبحث مع منظمة الصحة العالمية مشاركة القطاع الخاص في التأمين الصحي    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    «القومي للمرأة» يكشف أهمية إجراء الفحص الطبي قبل الزواج (فيديو)    عاجل.. قرار مفاجئ من ليفربول بشأن صلاح بعد حادثة كلوب    حالة الطقس اليوم الأحد على القاهرة والمحافظات    السكك الحديد تعلن عن رحلة اليوم الواحد لقضاء شم النسيم بالإسكندرية    لتضامنهم مع غزة.. اعتقال 69 محتجاً داخل جامعة أريزونا بأمريكا    سيد رجب: بدأت حياتى الفنية من مسرح الشارع.. ولا أحب لقب نجم    نصبوا الخيام، شرارة الاحتجاجات الطلابية ضد العدوان على غزة تصل إلى أعرق جامعات كندا    موعد مباراة توتنهام وآرسنال اليوم في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    ماكرون يعتبر الأسلحة النووية الفرنسية ضمان لبناء العلاقات مع روسيا    أسعار الأسماك واللحوم والدواجن والخضروات.. اليوم 28 أبريل    زلزال بقوة 6.1 درجة يضرب جزيرة جاوة الإندونيسية    التصريح بدفن جثة شاب صدمه قطار أثناء عبوره المزلقان بقليوب    يده ملطخة بدماء 97 صحفيا، بايدن يعتزم إلقاء خطاب خلال عشاء مراسلي البيت الأبيض واحتجاجات في انتظاره    الفرح تحول إلى جنازة، لحظة انتشال سيارة زفاف عروسين بعد سقوطها بترعة دندرة (صور)    ما شفتش لمسة اليد، أول تعليق من مخرج مباراة الأهلي على إلغاء هدف مازيمبي    السفير الروسي: انضمام مصر للبريكس مهم جدا للمنظمة    غدا.. محاكمة عاطل متهم بإنهاء حياة عامل في الحوامدية    أتلتيكو مدريد يفوز على أتلتيك بلباو 3-1 في الدوري الإسباني    14 مليار دولار في طريقها إلى مصر بسبب رأس الحكمة    تسليم أوراق امتحانات الثانوية والقراءات بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    فضل الصلاة على النبي.. أفضل الصيغ لها    اشتباكات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي غرب رام الله    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير.. أسعار الذهب اليوم الأحد 28 إبريل 2024 بالصاغة    بعد التراجع الأخير.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 28 أبريل 2024 بالأسواق    حسام البدري: أنا أفضل من كولر وموسيماني.. ولم أحصل على فرصتي مع منتخب مصر    عضو اتحاد الصناعات يطالب بخفض أسعار السيارات بعد تراجع الدولار    هيئة كبار العلماء السعودية تحذر الحجاج من ارتكاب هذا الفعل: فاعله مذنب (تفاصيل)    بالأسماء.. مصرع 5 أشخاص وإصابة 8 في حادث تصادم بالدقهلية    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    اليوم، أولى جلسات دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية بسبب تدريس المثلية الجنسية    بعد جريمة طفل شبرا، بيان عاجل من الأزهر عن جرائم "الدارك ويب" وكيفية حماية النشء    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    حسام غالي: كوبر كان يقول لنا "الأهلي يفوز بالحكام ولو دربت ضدكم (هقطعكم)"    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    عمرو أديب: مصر تستفيد من وجود اللاجئين الأجانب على أرضها    غادة إبراهيم بعد توقفها 7 سنوات عن العمل: «عايشة من خير والدي» (خاص)    نيكول سابا تحيي حفلا غنائيا بنادي وادي دجلة بهذا الموعد    بشرى للموظفين.. 4 أيام إجازة مدفوعة الأجر    متحدث الكنيسة: الصلاة في أسبوع الآلام لها خصوصية شديدة ونتخلى عن أمور دنيوية    الأردن تصدر طوابعًا عن أحداث محاكمة وصلب السيد المسيح    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري للبيع والشراء اليوم الأحد 28 إبريل 2024 (آخر تحديث)    تحولات الطاقة: نحو مستقبل أكثر استدامة وفاعلية    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    23 أكتوبر.. انطلاق مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية    دهاء أنور السادات واستراتيجية التعالي.. ماذا قال عنه كيسنجر؟    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    أناقة وجمال.. إيمان عز الدين تخطف قلوب متابعيها    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من الإصابة بهذا المرض    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رغم التعتيم وذكورية مشهد الراب..نحن هنا وقادرات على المنافسة
نشر في الأهالي يوم 03 - 07 - 2021

يعد "الراب" نوعًا من أنواع الغناء وأحد فروع ثقافة الهيب هوب الرئيسية، وتحديدًا هو عبارة عن ترديد الأغنية بقافية معينة وتسليم القوافي والتلاعب بالألفاظ حتى تتماشى مع القافية دون الالتزام بلحن معين، وانتشر هذا النوع من الفن في الولايات المتحدة الأمريكية مع بداية السبعينات في حي "ذا برونكس" في ولاية نيويورك على أيدي الأمريكيين الأفارقة، كما انتشر عالمًيا في بداية التسعينيات. في "الراب" يتحدث المؤدون عادة عن أنفسهم، وفي بعض الأحيان عن استيائهم وغضبهم من صعوبات الحياة، وخلال هذا التقرير، سنتناول كل ما يتعلق بالفتيات في مشهد الراب المصري، وأسباب غياب الكثير منهن، وعودة بعضهن للمشهد مرة أخرى.
علمًا بأن وجود الفتيات بمشهد الراب ليس بجديد، قد يكون مُنع بعضهن من الوجود المستمر، ولكن الآخريات بدأن يعودن للمشهد من جديد، لتقديم محتوى ينافسن به، ويقتنصن مساحة داخل المشهد الحالي للراب، خاصة أن غالبيته شباب ورجال. وللحديث باستفاضة عن المرأة في عالم موسيقى وأغاني الراب، استمتعت بمحاورة ثلاث فتيات هن: "ميام محمود، يوكا، وجانا".
مع كل خطوة في طريق النجاح نواجه صعاب
تقول "ميام"، ابتعدت عن الراب تقريبًا في نهاية عام 2017، منذ انسحابي من فرقة بنت المصاروة، ومن هنا رسميًا لم أغنِ مرة ثانية، ولكن هذا لن يمنعني من الغناء طوال الوقت، علمًا بأن فكرة أن يقف أحد على المسرح ممسكًا ب"مايك"، تتطلب "حد قلبه حديد".. كان هذا مستهل حديثنا مع ميام محمود، العضوة السابقة بفرقة "بنت المصاروة"، التي تعمل حاليًا موديل، ويعرفها كثيرون في مجالها الحالي.
ولكن خلال الفترة التي كانت "ميام" لا تزال في عالم الراب، كانت أسرتها داعمة لها، وما ساعد على ذلك هو معرفة أسرتها أنها تكتب الشعر وتحب الموسيقى.
تطورت رحلة "ميام" من شاعرة لمُلحنة، إذ كانت تلحن القصائد على رتم تسمعه في أذنها، ثم تلى ذلك رحلتها في عالم الراب، وسفر الأسرة معها من القاهرة إلى الإسكندرية للتسجيل في الاستوديو، وانتظارهم لها حتى تنتهي من التسجيل، "تعبوا معايا الصراحة كتير".
وأكدت "ميام": "مع كل خطوة في طريق النجاح نواجه صعاب"، ومن الصعاب التي مرت بها أنها ذات مرة خلال إحياء حفل لفرقة "بنت المصاروة" في إحدى الجامعات، على خلفية 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، حيث كانت الجامعة في ذلك الوقت تنظم فعاليات وندوات متعلقة بتلك القضية، لذا لم يكن أمرًا غريبًا استضافة فرقة أعضائها كلهن من الفتيات، للحديث عما يحدث للسيدات والفتيات في المجتمع، ولكن أحد الطالب تحمس بشكل كبير، وبدأ يدّعي أن كل الحكايات التي قدمناها من خلال الأغاني التي قدمتها الفرقة غير حقيقية، ليس هذا فحسب بل إن كل ما ذكرناه من ضرورة تقبل الآخر، وعدم التحرش بالآخرين، وضرورة احترامه هو غير واقعي، وأنه لن يستطع التحكم في غرائزه إن شاهد سيدة جميلة تقف على المسرح، وحين وجهنا له سؤال عن الفرق بيننا وبين الكلاب قال: "الفرق هو أن السيدات هنا ترتدي الحجاب، إذًا فالحل أن تتحجب النساء، ويظل الرجال كما هم!".
وبابتسامة تستعيد بها ذكريات طالما بثت السعادة في قلبها تروي لنا "ميام" عن مشاعرها تجاه الحفلات العامة: "كل ما كان الجمهور أكبر كل ما كان الأدرينالين بيعلى، فبنلعب مزيكا أحلى ونغني أحسن، وبنمشي واثقين من خطواتنا"، مؤكدة على حبها ل"الجامات" وجلسات الموسيقى الصغيرة، وهكذا الحفلات الصغيرة أيضًا، وهو ما لا ينفي أن الحفلات الكبيرة لها رونقها.
أما الموقف الثاني فهو يجسد بوضوح مفهوم عنف المرأة ضد المرأة، والذي كان سببًا في عدم دخولها لجامعتها مرة أخرى، إذ تعرضت "ميام" لمحاولة قص شعرها من قبل طالبة في الجامعة، وكأن ذلك عقاب لها على خلعها للحجاب بشهر واحد فقط، تقول ميام: "لم أفكر طوال عمري في هذا الأمر، ولم أفكر بعد هذا الموقف أن أحاول دخول الجامعة مرة أخرى، نظرًا لشعوري بأن دخولي الجامعة سيجعلني فريسة".
نادر حمدي أفضل من تعاملت معهم
وفيما يتعلق بالعمل في عالم الموسيقى والغناء تقول "ميام" إنها تعاملت خلال بدايتها في مجال الراب مع الموزع وعضو فرقة "واما" نادر حمدي، مؤكدة على أنه أفضل من تعاملت معهم، ورغم أنها تعاملت مع آخرين، فإنها تعود للعمل معه مرة أخرى، وأوضحت سبب ذلك قائلة: هناك بعض الموزعين يستغلون أنهم أصحاب سلطة، أو أصحاب استوديوهات فيتحكمون بشكل ما فيما أقوم بعمله، أو يتعامل معي ك"ست تافهة جاية تعبي صوت"، أو يتعامل معي كامرأة بشكل يحمل أذى نفسي وقلة احترام لي، "والاستوديو المقفول علينا بيخليهم يحطوا بعض الأمور في دماغهم"، وبالفعل تعرضت لمشكلة خلال تسجيلي أحد التراكات، حين قرر أحد الرجال في الاستوديو أنني لا أملك رسالة لتقديمها، وأعلن عن رأيه هذا بعد أن عمل على الأغنية بالفعل، وكان السبب الأساسي في تراجعه عن العمل هو أنه كان مساندًا لمتحرش آخر، وشعر وقتها بأنه من الممكن أن تأتي سيرته هو أيضًا.
وأشارت "ميام" إلى أن الرجال يسيطرون على الساحة الفنية بالفعل، مبررة ذلك بأن أكبر مثال على هذا هو ما نراه على كل "البلاتفورم"، وتتابع "ميام"، "إن تحدثنا عن "الجندر" أعتقد أن "الكوبي رايترز" خلال تخيلهم للإعلان أو خلال كتابتهم له يتخيلون أن بطله شاب، أو يكتبون الإعلان لشاب لا لفتاة، أو يتخيلون أن الإعلان يضم موسيقى أو أغاني راب، وسيقدمه شاب وبالتالي سيصبح إعلانًا لطيفًا جدًا، ناهيك عن أن هناك الكثير من الفتيات لا يستطعن الوصول لتلك الشركات المنتجة، بجانب كونهن لا يملكن قاعدة جماهيرية تجعلهن مرئيات على الساحة.
ثقافة ال"لأ"
تتابع "ميام محمود": "المنتج في مجتمعنا غالبًا ما يكون رجلًا، من يسجل رجل، ومن يستمع للمحتوى رجل، رغم أن الجمهور يضم عددًا كبيرًا جدًا من الفتيات، كما أن هناك أيضًا فتيات يغنين "بس مش لازم تمسك مايك"، خاصة أنه إن كان يتم التضييق عليهن في العمل، السينما، المسرح، فمن الطبيعي أن يتم التضييق عليهن في الغناء أيضًا، والسر هنا يكمن في المُسيطر على الأمر وكيف سيمرر لعبته وفقًا لرؤيته".
وبسؤالنا ل"ميام" عن عودتها للمشهد مرة أخرى، قالت إنها في حال وفقت لفريق يُشجعها سواء كانوا مجموعة من الأصدقاء القادرين على المساعدة، أو فريق موسيقي أو يعملون في التسويق الإلكتروني، ستعمل معهم وتقوم أيضًا بتصوير المحتوى، الذي ترغب في تقديمه، وإن حدث ذلك فهي تفضل كثيرًا التحدث عن أمرين لم تتحدث عنهما من قبل، أولهما: الحديث عن نفسها ومشاعرها، لاعتقادها أن الأمور التي تحمل مشاعر حتى وإن كانت تُقدم بشكل كوميدي تصل للمتلقين بسهولة، ويُفضلون سماعها مرة أخرى، مؤكدة على أن أول الأمور التي ترغب في تناولها هو الموضوع الخاص بالقبول والرفض، وثقافة ال"لأ" وتقصد هنا: "ثقافة المجتمع اللي بيقول: إن الست لما بتقول لأ بتتمنع، عشان الراجل يحاول مرة تانية، مش إنها مش عايزة".
إبهار "الهيب هوب"/ هكذا أحلم
المعاناة طالما خلقت أحلام تحققت، فهي قادرة على تقوية العزيمة والرغبة في الوصول للنجوم أحيانًا، وهو ما يتجسد فيما تحلم به "ميام" لمشهد الراب في مصر، خاصة أنها لا ترى المشهد باعتباره "راب" فقط، ولكنها تنظر له باعتباره عالم كبير تفاصيله متعددة، ويضم أشخاص كُثر "لو عندك مجتمع أو جروب صغير بشكل ما يعرفوا يتعاونوا مع بعض فالمليان يصب على الفاضي، فنقدر نفرض نفسنا على الوضع الحالي".
ما زلت أحلم بذلك
وتأكيدًا على الأمل تحلُم "ميام" بتأسيس مدرسة، أكاديمية أو معهد يُقدم مواهب معتمدة على أن يكون الشخص لديه الموهبة في كل من "الكتابة، الغناء، التسجيل، الرقص، أو تعلم الهيب هوب"، خاصة أن الأخير يضم تفاصيل كثيرة، "كما أحلم أيضًا بمكان يضم بين أركانه أرشيف أو مكتبة لكل ما تم إنتاجه، بجانب ورش العمل، على أن يخرج من تلك الأكاديمية دفعات من الدارسين، وتعمل الأكاديمية على إرسال الشباب للمهرجانات في الخارج، لذا في حال كثفنا تركيزنا على "الهيب هوب"، وكان القائمون عليه والداعمون له من السيدات سيصبح الأمر مبهرًا".
"الراب كما يجب أن يكون " عن يوكا نتحدث..
"مبعدتش عن الراب ولسه موجودة في المشهد".. بتلك الجملة التي تتسم بكثير من التحدي أعلنت "يوكا" – 30 سنة، عن أنها لا تزال هنا وتنافس، فهي الفتاة التي خلال بحثي عنها وجدت الكثير من التعليقات الإيجابية على ما تقدمه وتحديدًا طريقتها في تقديمه، كما وصفها المهتمون والمتابعون من الرجال للمشهد بجملة تقول: "يوكا.. بتقدم الراب كما يجب أن يكون"، وهو ما زادني حماسًا للحديث معها والتعرف إليها عن قرب.
"ماما كانت بتروح حفلاتي"
تقول "يوكا" عن بدايتها في عالم الراب إن أسرتها كانت تتعجب من اختيارها للراب وليس الغناء الذي اعتدنا عليه، ولكن مع الوقت شجعتها الأسرة، "ماما كانت بتروح حفلاتي، وصحيح كنت شوية مضطرة أدافع عن القرار الخاص بإني أقدم راب، خاصة أنه ثقافة غربية والمعروف عنه أنه "استريو تايب" في الكلمات، والملابس، والكليبات أيضًا، إلى جانب أن أغلب ما يأتي من الغرب لا نتقبله هنا بسهولة، وهو بالفعل ما حدث في أسرتي، مما اضطرني للدفاع عما أقدمه، قائلة: "ما تقلقوش مش هغني أو أقول حاجات إنتم خايفين منها، واللي هقوله هيكون حاجات كويسة".
وبالطبع الحفلة الأولى لكل فنان تعد خطوة فاصلة في حياته الفنية وإما داعمة أو تدفعه إلى إعادة التفكير في اختياره لما يقدمه، وعن تلك التجربة تقول "يوكا": حفلتي الأولى كانت في قصر ثقافة الإسكندرية كضيفة مع فرقة "ريفولوشن ريكوردز"، ووصفت رد فعل الجمهور وقتها قائلة: "كانوا مبسوطين، وأنا كمان كنت مبسوطة وكان في تفاعل كبير معايا".
سيركلز في الشارع
وقبل تلك الحفلة "كنت بنزل سيركلز في الشارع، والناس كانت عارفاني "بس عمرهم ما شافوني بأدي على مسرح"، وفي منطقتي السكنية شاهدوا جيراننا التليفزيون حين جاء للتصوير معي، وكما هو معروف يتحمس الآخرون تحديدًا في المناطق التي نسكن بها حين يرون ذلك "إيه دا التليفزيون جاي يصور معاها، عشان بتعمل أغاني".
تتابع "يوكا"، داخل الجامعة كان لدي أصدقاء كثيرون ينظرون لي باعتباري "فيفتي سينت"، وكثيرًا ما كتبوا اسمي على السبورة، وكنت أدخل خلفهم بعد ذلك لأمسح الاسم حتى لا يبحث عني أحد، خاصة أنه في ذلك الوقت كنت أشعر ببعض القلق من البوح بالأمر أو الإعلان عما أقدمه للجميع، لذا كنت أبوح فقط للمقربين "لأنهم فاهمين دماغي".
مكنتش بستخبى من الحاجة اللي بعملها
"لم أتعرض للعنف بسبب الراب، وكنت الفتاة الوحيدة التي تقف في "سيركل فيها يجي 10 شباب، وطبعًا ده مشهد في مجتمعنا مش بيفهموه، فده كان نوع من المشاكل اللي كنت بواجهها، بس أنا مكانش بيفرق معايا، لأن أنا بنت عارفة بعمل إيه، وواقفة مش بستخبى من الحاجة اللي أنا بعملها".
وفيما يتعلق بالحفلات العامة، فقد كانت مريحة بالنسبة لي، ولم يكن لدي أي مشكلة في العرض أمام الجمهور العام، وعن القلق فقد كنت أشعر به قبل ظهوري أمام الجمهور، حتى إن والدتي كانت جالسة في الصف الأول في إحدى الحفلات، وكنت أطرح على نفسي أسئلة في هذه الحفلة، مثل: "ماذا سيكون رأيهم عني؟ ما رأي أمي فيما أقدم؟ وهل قدمت العرض بطريقة صحيحة؟"، خاصة أن لها رأي فني، فمن الممكن على سبيل المثال أن تقول لي: لم تتحركي بشكل كافٍ على المسرح.
علمًا بأنني أكتب أغاني و"براب"، وفي إحدى الفترات كان تركيزي مُنصبًا على كتابة الأغاني وأغاني "الميلوديك راب"، "وفي الحقيقة الراب الصرف وحشني، وهنزل براب صرف قريب إن شاء الله".
"قبل ما أقدم جديد حاليًا كنت بكتب أغاني كتير، وميلوديك راب، وهارموني، إنما راب صرف بقالي فترة ما قدمتهوش"،" ولكني قمت بعمل "ديو" مع أدهم الغوريلات، ولكنه لم يخرج للنور بعد، علمًا بأن أدهم كان ممن أرغب في التعاون معهم في "تقديم "فيتشر مشترك"، وما يحدد مع من سأقوم بتقديم فيديو مشترك، هو جودة الكلمات و"الفلو". علمًا بأن التعامل الخاص بي كان غالبيته مع موزعين مصريين مثل: "باتيستوتا، دجيزا" وهناك المزيد فيما سأقدمه.
I'm so bad
وعن المشهد الحالي ومتابعته تقول "يوكا": "للأسف لست متابعة للمشهد الحالي للراب في أي مكان لذا أنا حزينة جدًا I'm so bad".
لم أتابع المشهد وما يحدث به سواء في مصر أو في الخارج، ولكن سابقًا كنت أتابع بتركيز، والسبب هو أن المسؤوليات كثرُت، بخلاف إنني في حاجة جديًا للتركيز على "البراند" بتاعتي وده بيحتاج لمجهود أكبر"، خاصة حينما تكونين فتاة مستقلة، لذا ما زلت أحاول.. ولكن مع الوقت أكتب على إنستجرام لأطلب من متابعيني أن يرسلوا لي الجديد لكي أتعرف على من يكتبون بشكل جيد، والتراكات الجديدة في المشهد المصري.
المشهد كان ذكوريًا بشكل كبير، وهو أمر ليس بغريب في مجتمعنا "لأنه كله ذكوري"، ولكن حاليًا الوضع قد تغير، بعد أن اكتشفت منذ عامين أن هناك عديدًا من الفتيات بالفعل أصبحن موجودات في المشهد، وهو ما بعث الفرحة في قلبي مرة أخرى.. "ياه أخيرًا الحمد لله دي حاجة كويسة إن في بنات ظهرت في مشهد الراب المصري"، ولكن هذا ليس بكافٍ، لأنه لا يلغي كون المجال لا يزال ذكوريًا، خاصة أن الفتيات مضطرات للجوء لموزع ذكر وليس أنثى، وكذلك منتج ذكر وليس أنثى، وأيضًا ال"دي جي" والمصور ومدير الأعمال غالبًا ما يكون جميعهم ذكور وليسوا نساء، "بمعنى إن البنت لازم تبقى تحت الطوع، ولازم تسمع لده وده.. "وأنا عمري ما عجبني الكلام ده"، خاصة إن الولاد في المجال كتير حتى لو معندهمش موهبة كفاية أد البنات بيحسوا إنهم بيلموا عدد من الفانز وبيحسسوهم بقيمتهم"، ولكن هناك فتيات لديهن موهبة أكبر من الشباب، وإن أتيحت لهن الفرصة سيحققن نجاحًا كبيرًا.
علمًا بأن هناك فتيات بالفعل يسيرن في المشهد بنفس طريقة الشباب بسبب ما تحققه تلك الطريقة من نجاح، ولكن أتمنى في المستقبل أن الفتيات التي تحدثت عنهن ينضجن في المستقبل، ويصنعن هويتهن، خاصة أنه ليس من الضروري أن تجعلي صوتك خشن، وترتدي الباجي، وتغني بنفس الأسلوب "التريندي"، وتتناولي نفس موضوعات الأغاني، لأننا لدينا العديد من الموضوعات الهائلة لنتحدث عنها.
"جمهور مش بتاع راب"
وعن الفرق بين "الراب" و"التراب" تقول "يوكا": ما أتمنى تقديمه حاليًا وكنت أتمنى تقديمه سابقًا هو محتوى لجمهور "مش بتاع راب"، وهو ما نفذته بالفعل في آخر فيتشر "أر إن بي" اسمه "يا ليل"، كما أنني كنت أتمنى أن أقدم الراب المصري للأجانب وهو ما حدث أيضًا، حتى أن هناك بعض الأجانب صاروا يحفظون الكلمات بالمصري "من طريقة قولتها وبيغنوا معايا كمان، أنا ماشية تاتا زي السلحفاة، واللي أنا عايزاه بعمله بس ببطء شوية، والموضوع بيكون أسرع بالانتشار، وده عن طريق كتابة المقالات، وده اللي أنا محتاجة له".
واختتمت "يوكا حديثها معنا بقولها: "تعليقات الناس بتفرحني كتير، ولما بشوف تعليقاتهم اللي بتقول إني "أندر راتيد"، بزعل شوية، بس بفرح إن في ناس واخدة بالها إن في تعتيم عليا".
"معندهمش حاجة يقولوها"
تدرس "جانا" في كلية الإعلام، وخلال حديثي معها قالت إنها دخلت عالم الراب منذ وقت قريب، وبدايتها في هذا العالم كانت من خلال العزف على الجيتار فقط، حتى اكتشفت أنه من الممكن أن تنتج أغاني، وبالفعل عملت على برنامج "أبيزن" سوفت وير، يتم من خلاله إنتاج الأغاني، وبالفعل أنتجت من خلاله موسيقى إليكترونيك، وغيرها من أنواع الموسيقى.
ثم نصحها بعض أصدقائها بتقديم "بيتس" لتعرضها للبيع، وبالفعل فعلت، وتم شراء بعضها، "قدمت تراك وهو بالنسبة لي أكبر تراك، كان بالتعاون مع "لورد"، ولكن الأمر لم يستمر"، ورغم ذلك كانت ردود الفعل على التراك جيدة، وهو ما دفع الأشخاص من حولي لتشجيعي على الاستمرار، ولكن فيما يتعلق ب"الراب" شعرت أن كل ما أفعله كمنتجة هو أنني أعرض المنتج الخاص بي كمنتجة، بجانب أنني لا أملك صوتًا، وأشعر أن غالبية الشباب مثلنا يرغبون فقط في جني الأموال وتحقيق الشهرة، ولكن ما يتم تقديمه لا يوجد به شيء ليُقال "من الآخر معندهمش حاجة يقولوها".
بدأت "جانا" دخول عالم الراب والتراب عام 2019 ، وظلت داخل هذا العالم لمدة 8 أشهر تقريبا، "فضلت مشغولة شوية في الموضوع وكنت مبهورة بالشباب اللي بتتكلم وبتقدم حاجة غير أغاني الحب اللي أتربينا عليها"، ولكن وجدت أن ما يُقدم جيدًا ولكنه في النهاية مجرد منتج ليس له هوية، لذا أرى أن الجميع يرغب في الوصول، وبيع منتجاتهم الفنية.
لم تصل إحداهن حتى الآن
ترى "جانا" أنه بالفعل هناك فتيات وسيدات تقدم محتوى "تراب"، ولكن لم تصل إحداهن حتى الآن إلى شيء، وبوجه عام سواء داخل مصر أو خارجها الشباب والرجال أكثر في هذا المجال. وهذا لا يُنكر وجود فتيات ولكن أرى أنهن يدخلن هذا المجال اعتمادًا على كونهن فتيات، ويرون أن هذا ما سيساعدهن على الوصول والتحقق في هذا المجال، ولكن من وجهة نظري لم تأتِ بعد الفتاة التي يمكنها أن تقدم "تراب"، وفي الوقت نفسه لا أرى أن الفتيات اختفين من المشهد، ولكن كما ذكرت من قبل فهن ليس لديهن شيء ليقدمنه، لرؤيتي أن المطلوب هو "الحديث عن المخدرات، ومين مصاحب مين، والفتيات لا يمكنهن الحديث عن مثل تلك الأمور خوفًا من نظرة الآخرين لهن.. "م الآخر لسه مجتش البنت اللي ممكن تعمل ده".. وهو ما يؤكد أن المشهد يسيطر عليه الرجال، علمًا بأنني قابلت فتيات يعملن في مهنة "الدي جي"، ولكن النسبة قليلة جًدا وتصل من وجهة نظري أنه أمام كل 30 أو 40 بروديوسر رجل أو شاب تأتي فتاة وفي الغالب مبتدئة ولا أعرف سبب ذلك!.
مفيش بروديوسر لسه لها صوت
كما ذكرت "جانا" أنها تركت عالم الراب وحاليًا تعمل في الإنتاج، وصارت تكُتب أيضًا، ليس هذا فحسب بل تقدم منتجات إليكترونيك هادئة يسمعها كثيرون، "لا أعلم لماذا يحدث ذلك هنا، علمًا بأنني على المستوى الشخصي في هذا المجال لم تكن هناك ظروف تمنعني من أن أقوم بما فعلت"، وقابلت أيضًا في كل من الأردن، تونس، والمغرب، فتيات كثيرات بدأن يظهرن على الساحة ويقدمن محتوى، ولكن في مصر "مفيش بروديوسر لسه لها صوت".
الموسيقى بالنسبة لي هي كل شيء
تتابع "جانا"، كل من يأتي للتعامل معي من الشباب، إما ليس لديهم معلومات عن عملي، أو يأتون "عشان يصلحوا لي أو يجودوا على اللي أنا بعمله"، وهو ما لا يمنع أن تعمل الفتيات والسيدات موجودات في عالم الإنتاج، "في بنات كتير بتقدم محتوى، وفي بنات بتغني وقربوا يوصلوا، وفي بنات كتير بيغنوا زي ملك الحسيني"، وهناك فتيات أعرفهم يغنين ويقدمن محتوى، علمًا بأنني رأيت إنتاجهم عدده مثل عدد المنتجين الرجال لكنهن لا ينجحن فيما يُقدمن، مثل: "ملك الحسيني"، و"بيري"، و"أتمنى لو حد شافني وحب يقدم محتوى من البنات يعملوا كده لأني مش شايفة إن الذكورية اللي في المجال منعتني إني أشتغل في الإنتاج"، كما أنني لم أعد مهتمة بما يُكتب بشكل عام وهو ما لا يلغي أهميته، أما الموسيقى فهي بالنسبة لي كل شيء، وفي المجال، أحب أن أستمع لكل من "مولوتوف، و الوايلي"، وذلك لأن أصواتهم جديدة.
تُكمل "جانا" كنت أتابع مشهد الراب نوعًا ما، ولكن حاليًا تركيزي ينصب أكثر على متابعة أصوات من الوطن العربي، بما فيهم مصر بالطبع، ولكن زاد اهتمامي بمتابعة ما يحدث خارج بلدنا، وبالفعل وجدت أشخاصًا جدد يقدمون أعمالًا جيدة، مثل: زاد خالد، علمًا بأن ذلك حدث ذلك لاقتناعي بأنه ليس من الضروري أن أجلس لأشاهد حياة أحدهم وكيف تسير، فمتابعة المزيكا لها فائدة أما حياة من يقدمونها ليست مهمة بالنسبة لي.
"الراب" حول العالم
ما يحدث في بلادنا ليس بعيدًا عما حدث ولا يزال يحدث في عدد من الدول الأجنبية، فوفقًا لمقال نُشر في موقع "إن بي آر" في 10 ديسمبر 2020، يتضح لنا أن عام 2020 هو العام الذي سيطرت فيه مغنيات الراب الإناث، من خلال النظر إلى أربعة مغنيات هن: "بيونسيه، دوجا كانت، ميجان إليك ستاليون، ونيكي ميناج". علمًا بأنها قد كانت رحلة طويلة للنساء للحصول على مستحقاتهن التجارية في عالم الهيب هوب، ولكن العام الماضي جاء مليئًا بلمحات من التقدم.
فقد تميزت تلك الفترة التي استمرت لمدة أسبوعين بلحظات تاريخية لنيكي ودوجا وميجان، وجميعهن سجلن المركز الأول فيما قدمنه، وهكذا تراك "قل ذلك"، الذي أصبح أول أغنية قدمته اثنتان من مغنيات الراب يصل إلى قمة الرسم البياني. وانضمت لصفيهما "كاردي بي" في وقت لاحق من خلال تراك megan thee stallion
ورغم أنه لا توجد مؤشرات واضحة عن المرأة في عالم الراب بوجه عام، فما يحدث يعد نهضة نوعًا ما تنمو فقط بفعل الحماس والتوسع، ويقول كاتب المقال: لمعرفة كيف يبدو الغد، يحتاج المرء فقط أن يستمع للنساء في عالم الراب اليوم، لكونهن يخلقن المشاهد التي تجسد التجارب المتعددة للأشخاص.
ليس هذا فحسب بل هناك مقال آخر بعنوان: هل تسمعني؟.. كراهية النساء في موسيقى الراب، وماذا يعني للنساء في المجتمع، تم نشره في 21 ديسمبر عام 2020 من قبل ISHIKASACHDEVA الذي قال: اكتسبت موسيقى الراب جزءًا أساسيًا من الثقافة في المجتمع، مؤكدًا على أن "الراب" أصبح شكلًا من أشكال التعبير والفن، و أنه تقدم على مر العصور مع صعود فنانين جدد، كما أصبح "الراب" ذو شعبية داخل المجتمع، وصارت طبيعة الكلمات به جنسية تُسيئ لرومانسية المرأة بشكل مثير للقلق، و أوضح أن سبب ذلك قلة تمثيل المرأة بين مغني الراب "النخبة"، هي عدم تمثيل المرأة في جميع الأدوار الرئيسية في صناعة الموسيقى، وخاصة كتابة الأغاني والإنتاج.
ووفقًا لمقال بعنوان: الحياة والهيب هوب: كيف يسمح دور المرأة في الصناعة بالتمكين وكسر المعايير، للكاتبة: نتالي برون – تم نشره في ديسمبر عام 2020، ذكرت أنه يُمكن إرجاع جذور مشاركة المرأة في الهيب هوب إلى حفلة في عام 1973 التي يُنسب إليها الفضل في مسقط رأس هذا النوع. محيط كلية المرأة في جامعة ولاية جورجيا، قال مدرب دراسات الجنس والجنسانية لورون بينتون إن حفلة DJ Kool Herc في الحي الذي يعيش به في نيويورك كانت سببًا في ظهور العناصر الحديثة للهيب هوب، بما في ذلك موسيقى الراب و DJ'ING, لأول مرة.
وقال بينتون: "نحن نرى الآن نساء في عالم الهيب هوب، وخاصة النساء أصحاب البشرة السمراء – ينتقلن من هوامش الثقافة إلى أن أصبحن الآن على قمة لوحة الإعلانات (الرسوم البيانية) وسيظلون هناك طوال العمر". "لقد كان هذا النجاح التجاري الطويل الأمد تحولًا كبيرًا في الصناعة".
كما بدأت العديد من النساء في عالم الهيب هوب، تحقق النجاح التجاري في صناعة الموسيقى. مع أنماط r&B و rap، إذ كانت "لورين هيل"، مسؤولة عن جلب النساء في الهيب هوب إلى الواجهة، وفازت بالعديد من جوائز "جرامي" على طول الطريق، ومن الفنانات المؤثرات أيضًا الملكة لطيفة، التي حققت أناشيدها القوية لتمكين المرأة مثل "السيدات أولا" و"U. N. I. T. Y." إشادة ونجاحًا نقديًا، بينما ألهمت النساء الأخريات في هذه الصناعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.