كتب : محمود دوير عن الهيئة العامة لقصور الثقافة صدر كتاب “شدو الألحان” للناقدة الموسيقية للدكتورة “ياسمين فراج ” أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون..في مقدمة كتابها تقول ياسمين فراج إن العلاقة بين هواة الإستماع للموسيقى والغناء العربي والناقد الموسيقي المحترف التذوق الموسيقي ، فكلاهما قادرعلى تقييم العمل الموسيقي الغنائي ولكن أدوات وسُبل تحقيق ذلك هي التي تختلف، فهواة الإستماع للموسيقى يستطيعون ادراك القيمة الجمالية بالفطرة السليمة فى العمل الموسيقي الغنائي من خلال ممارسة فن الإستماع ، ولكن من الصعب عليهم الوقوف على هذه العناصر التي جعلت من عمل ما متميز وعمل آخر ذو قيمة أقل منه ، لأن ذلك يتطلب المعرفة ببعض علوم الموسيقى إلى جانب القدرة على التفسير. وتشير أن الجمهور المستهدف لهذا الكتاب هو محبي ومتذوقي الموسيقى العربية وإصطحاب هذه الفئة من جمهورالموسيقى العربية في رحلة للتعرف على كيفية بناء وصناعة الأغنية العربية لإشاعة الثقافة الموسيقية بين سكان القطر المصري والوطن العربي ، وتؤكد أنه لم يكن إختياري للهيئة العامة لقصور الثقافة لتكون الناشر لهذا الكتاب عبثاً ، ذلك لأنها هي الجهة الوحيدة في وزارة الثقافة المصرية التي لها منافذ ثقافية في أغلب محافظات مصر وقراها ويمكنها نشر الثقافة الموسيقية من خلال ماتقدمه من مطبوعات وفنون. واستعرضت د. ياسمين مجموعة من المصطلحات الموسيقية وتناولتها بالشرح لوجودها في سياق كل أغنية ، لكي لا يستشعر القارئ الغربة أو صعوبة أو ملل أثناء رحلته الموسيقية داخل هذا الكتاب الشيق. وأضافت أنها أستخدمت عدد من النظريات النقدية مثل : النقد التفسيري والتقديري ، فأحدهما يفسر العمل ، والآخر يحكم عليه. النقد السياقي Contextual، وهو أقوى أنواع النقد في القرن التاسع عشر، الذي يشمل سياق العمل الفني أي الظروف التي ظهر فيها العمل ، وتأثيراته في المجتمع. ويشمل هذا النوع من النقد جميع العلاقات المتبادلة بين العمل الفني والأشياء الأخرى المحيطة به. النقد التحليلي ، الذي أسسه الدكتور كلينث بروكس لتحليل النص الشعري والأدبي، ويمكن تطبيقه على الموسيقى أيضاً . وقد أرفقت د. ياسمين فراج نوتات الأعمال الغنائية التي تضمنتها فصول الكتاب وإن كان تعثر عليها الوصول لعدد منها ، وأكتفيت بالتحليل السردي لعناصرالأغنية وعلاقة أجزائها ببعضها البعض لتكون قريبة من القارئ غير المتخصص يتكون كتاب “شدو الألحان” لمؤلفته د. ياسمين فراج من أربعة فصول. الفصل الأول خصصته لتحليل مجموعة من الأغنيات العاطفية وتضمن إحدى عشر أغنية نذكر منها: رق الحبيب ، يارايحين الغورية ، ساكن في حيّ السيدة ، لعبة الأيام ، مضناك جفاه مرقده ، ياريم وادي ثقيف —- وغيرهم . الفصل الثاني خصصته للأغنيات الوطنية وتضمن ثلاثة عشر أغنية نذكر منها : ياشباب النيل ، قصيدة وقى الأرض شر مقاديره ، ياحبيبتي يامصر ، الكرنك ، أقوى من الزمان —- وغيرهم. الفصل الثالث خصصته لأغنيات المناسبات التي نسمعها في المناسبات السنوية مثل رمضان جانا ، ياليلة العيد ، أوالمرتبطة بأحداث تاريخية محددة مثل قصيدة عندي خطاب عاجل إليك. أما الفصل الرابع فوضعت له عنوان (أغنيات ذات طابع خاص) فمنها أغنيات لها جانب فلسفي مثل رباعيات الخيام ، وأخرى تتغنى للطبيعة مثل أغنية يابدع الورد ، ووجدت أن هاتان الأغنيتان لهما طابع خاص بعيدا عن التصنيف الواضح للأغنيات التي تضمنتها الفصول السابقة والجدير بالذكر أن كتاب “شدو الألحان” يعد الكتاب الخامس لمؤلفته أ.د ياسمين فراج إلى جانب عشرات الدراسات التي نشرت لها في كتب أخرى مثل كتاب التاريخ والموسيقى ، والدوريات العلمية المحكمة المحلية والإقليمية والدولية والمقالات المتخصصة التي نشرت في الكويت والأردن والإمارات ومصر. والمؤلفة سبق ان حصلت على جائزة دولية في علوم الموسيقى من مصر وهي جائزة محمود قطاط لعلوم الموسيقى من تونس عام 2017.