منافس الأهلي.. بورتو يسابق الزمن لضم فيجا قبل انطلاق مونديال الأندية    7 لاعبين مهددون بالرحيل عن ريال مدريد    أحمد الفيشاوي يثير الجدل مجددًا بظهوره ب«حلق» في أحدث إطلالة على إنستجرام    من مدريد إلى نيويورك..فى انتظار ولادة صعبة لحل الدولتين    باريس سان جيرمان ينهي عقدة تاريخية لأندية فرنسا أوروبيًا    بعد رحيله عن الأهلي.. هل طلب سامي قمصان ضم ميشيل يانكون لجهاز نادي زد؟    لاعبان سابقان.. الزمالك يفاضل بين ثلاثي الدوري لضم أحدهم (تفاصيل)    معاكسة فتاة ببنها تنتهى بجثة ومصاب والأمن يسيطر ويضبط المتهمين    متحدث الصحة: نضع خطة طوارئ متكاملة خلال إجازة العيد.. جاهزية كل المستشفيات    ديستربتيك: استثمرنا 65% من محفظتنا فى شركات ناشئة.. ونستعد لإطلاق صندوق جديد خلال عامين    مطالب برلمانية للحكومة بسرعة تقديم تعديل تشريعى على قانون مخالفات البناء    البلشي يرفض حبس الصحفيين في قضايا النشر: حماية التعبير لا تعني الإفلات من المحاسبة    القومي لحقوق الإنسان يكرم مسلسل ظلم المصطبة    الحبس والغرامة للمتهمين باقتطاع فيديوهات للإعلامية ريهام سعيد وإعادة نشرها    «سيبتك» أولى مفاجآت ألبوم حسام حبيب لصيف 2025    مدير فرع هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية يستقبل وفدا من الصحة العالمية    رئيس النحالين العرب: 3 جهات رقابية تشرف على إنتاج عسل النحل المصري    وزير الصحة: تجاوزنا أزمة نقص الدواء باحتياطي 3 أشهر.. وحجم التوسع بالمستشفيات مش موجود في العالم    بحثًا عن الزمن المفقود فى غزة    مصطفى كامل وأنوشكا ونادية مصطفى وتامر عبد المنعم فى عزاء والد رئيس الأوبرا    20 صورة.. مستشار الرئيس السيسي يتفقد دير مارمينا في الإسكندرية    موعد أذان مغرب السبت 4 من ذي الحجة 2025.. وبعض الآداب عشر ذي الحجة    بعد نجاح مسابقته السنويَّة للقرآن الكريم| الأزهر يطلق «مسابقة السنَّة النبويَّة»    ماذا على الحاج إذا فعل محظورًا من محظورات الإحرام؟.. الدكتور يسري جبر يجيب    الهمص يتهم الجيش الإسرائيلي باستهداف المستشفيات بشكل ممنهج في قطاع غزة    الإخوان في فرنسا.. كيف تُؤسِّس الجماعة حياةً يوميةً إسلاميةً؟.. خطة لصبغ حياة المسلم فى مجالات بعيدة عن الشق الدينى    المجلس القومي لحقوق الإنسان يكرم أبطال مسلسل ظلم المصطبة    وزارة الزراعة تنفي ما تردد عن بيع المبنى القديم لمستثمر خليجي    برونو يحير جماهير مانشستر يونايتد برسالة غامضة    القاهرة الإخبارية: القوات الروسية تمكنت من تحقيق اختراقات في المواقع الدفاعية الأوكرانية    "أوبك+": 8 أعضاء سيرفعون إنتاج النفط في يوليو ب411 ألف برميل يوميا    قواعد تنسيق العام الجديد.. اعرف تفاصيل اختبارات القدرات    ما حكم بيع جزء من الأضحية؟    محافظ القليوبية يوجه بسرعة الانتهاء من رصف وتطوير محور مصرف الحصة    ب حملة توقيعات.. «الصحفيين»: 5 توصيات ل تعديل المادة 12 من «تنظيم الصحافة والإعلام» (تفاصيل)    استعدادًا لعيد الأضحى| تفتيش نقاط الذبيح ومحال الجزارة بالإسماعيلية    محافظ أسيوط ووزير الموارد المائية والري يتفقدان قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية    تكشف خطورتها.. «الصحة العالمية» تدعو الحكومات إلى حظر جميع نكهات منتجات التبغ    وزير الخارجية يبحث مع عضو لجنة الخدمات العسكرية ب"الشيوخ الأمريكي" سبل دعم الشراكة الاستراتيجية    مصادرة 37 مكبر صوت من التكاتك المخالفة بحملة بشوارع السنبلاوين في الدقهلية    حظك اليوم السبت 31 مايو 2025 وتوقعات الأبراج    لماذا سيرتدي إنتر القميص الثالث في نهائي دوري أبطال أوروبا؟    تفاصيل ما حدث في أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنوفية    "حياة كريمة" تبدأ تنفيذ المسح الميداني في المناطق المتضررة بالإسكندرية    بدر عبد العاطى وزير الخارجية ل"صوت الأمة": مصر تعكف مصر على بذل جهود حثيثة بالشراكة مع قطر أمريكا لوقف الحرب في غزة    وزير التربية والتعليم يبحث مع منظمة "يونيسف" وضع خطط لتدريب المعلمين على المناهج المطورة وطرق التدريس    استخراج حجر بطارية ألعاب من مريء طفل ابتلعه أثناء اللعب.. صور    أفضل الأدعية المستجابة عند العواصف والرعد والأمطار    رئيس الإنجيلية يستهل جولته الرعوية بالمنيا بتنصيب القس ريموند سمعان    ماذا قالت وكالة الطاقة الذرية في تقريرها عن أنشطة إيران؟    مصدر كردي: وفد من الإدارة الذاتية الكردية يتجه لدمشق لبحث تطبيق اتفاق وقّعته الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية قبل نحو 3 أشهر    "نفرح بأولادك"..إلهام شاهين توجه رسالة ل أمينة خليل بعد حفل زفافها (صور)    قبل وقفة عرفة.. «اليوم السابع» يرصد تجهيزات مشعر عرفات "فيديو"    عمرو الدجوى يقدم بلاغا للنائب العام يتهم بنات عمته بالاستيلاء على أموال الأسرة    عيد الأضحى 2025.. محافظ الغربية يؤكد توافر السلع واستعداد المستشفيات لاستقبال العيد    سحب 700 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    لمكافحة التلاعب بأسعار الخبز.. ضبط 4 طن دقيق مدعم بالمحافظات    سويلم: الأهلي تسلم الدرع في الملعب وحسم اللقب انتهى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأغنية الشعبية في مصر
نشر في صوت البلد يوم 10 - 01 - 2020

يتضمن كتاب "الأغنية الشعبية في مصر" لمؤلفته د. ياسمين فراج مقاربة نقدية تحليلية وسيسيولوجية للأغنية الشعبية في صر، مدعومة باستبيانات لآراء الجمهور، فالأغنية الشعبية هي التي تنبع من أزقة وحارات وضواحي ونجوع وقرى صر؛ لتعكس منظومة القيم السائدة لمنتجي هذه النوعية من الأغنيات وجمهورها.. كما أن تطور الأغنية الشعبية يُفصح عن تغيُّر منظومة القيم المجتمعية في كل من الحِقب الزمنية التي أنتجت فيها. وقد شهدت مصر في عصرها الحديث والمعاصر أحداثًا جِسامًا وتغيرات ثقافية أثرت على المجتمع المصري تأثيرًا كبيرًا بالسلب أو بالإيجاب ، وبسبب تلك الأحداث الجِسام التي شهدها المجتمع المصري أو الهيمنة الثقافية التي فرضها علينا العالم الغربي أو كلاهما معًا، فقد تغيَّر شكل ومضمون ومفهوم الأغنية الشعبية وتغيَّر جمهورها.
ومن خلال دراسة الأغنية الشعبية يمكن أن نضع أيدينا على ماهية ومشكلات الشرائح المجتمعية المُنتجة والمُتلقية لها؛ لنضعها نصب أعين المسؤولين وأولي الأمر. فقد سبق وأكد "أرسطو" على أهمية الفن لسياسات الدول بقوله: "إن الفن يمكن أن يُعَد سياسة لو قُدِّرت أهميته تقديرًا سديدًا"، وهنا تكمن أهمية البحث العلمي في مجال الفنون.
وتعتبر الكاتبة أن علاقة الفن بالمجتمع علاقة تبادلية، فدائمًا ما تؤثر الأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المبدعين أو العاملين بالحقل الفني، وكذلك تؤثر الفنون في مشاعر وأحاسيس أفراد المجتمع خصوصًا الموسيقى واللغناء.
ويبحث الكتاب في التغيرات التي طرأت على المجتمع من خلال الأغنية الشعبية المصرية، فهي دراسة خاصة تنتمي إلى علم الاجتماع الموسيقى اعتمدت فيها المؤلفة على منهج السيميولوجيا الاجتماعية، "وهي محاولة منهجية لسحب السيميولوجيا، بما هي دراسة لحياة العلامات إلى الحقل الاجتماعي والموسيقي، لربطهم منهجيًا ضمن مجال معرفي واحد.
إن السيميولوجيا الاجتماعية يمكن أن يكون فهمها أرحب لأفق العلامة، فتنسحب أيضًا على التعبيرات الاجتماعية والثقافية في تنوعها. الحركة – مثلاً – علامة اجتماعية تحتاج إلى قراءة وتأويل وكذلك النظام السياسي والممارسات الاحتفالية والدينية وعلاقات القرابة يمكن أن تستبطن أنظمة من العلامات التي يفترض تكوينها. توجد علامات خفية لا يمكن إدراكها في التعبيرات اللغوية فقط، بل أيضًا في مختلف الأشكال الاجتماعية الأخرى، كالموضة والرقص والغناء – وغيرهم.
الأغنية الشعبية
الأغنية الشعبية هي التي تنبع من أزقة وحارات وضواحي ونجوع وأقاليم مصر، فتعكس القيم الحاكمة لمنتجي وجمهور هذه النوعية من الأغنيات، وتفصح عن منظومة القيم المجتمعية في الفترة الزمنية التي أنتجت فيها. وقد شهدت مصر في عصرها الحديث والمعاصر أحداثًا جِسامًا أثرت على سياسات الدولة والمجتمع تأثيرًا كبيرًا سواءً أكان بالسلب أم الإيجاب، وفي كل حدثٍ من هذه الأحداث الجِسام تطور شكل ومضمون الأغنية الشعبية وبالتبعية تغيرت جماهيرها.
تهتم هذه الدراسة بالأغنية الشعبية التي تنتجها شرائح الطبقة المتوسطة وما دونها وهي تلك الشرائح المجتمعية التي تكون قوة ضاغطة على أي نظام سياسي، فهم أغلبية تعداد سكان مصر والقوة الضاربة في الانتفاضات والثورات، وتلك الأغنيات التي ينتجها أبناء الطبقات الوسطى والأدنى منها تعبر عن واقعهم وأحاسيسهم، ومن خلال دراستها يمكن وضع أيدينا على مشكلات هذه الشرائح. ترى الكاتبة أن الغناء الشعبي تأثر بثلاث فترات زمنية وقعت فيها أحداث سياسية جِسام في مصر، وهي كالتالي: في الفترة من 23 يوليو 1952 إلى هزيمة 1967، في فترة ما بعد هزيمة يونيو 1967 إلى انتصارات أكتوبر 1973 وما بعدها، في الفترة من اندلاع انتفاضة 25 يناير 2011 وما بعدها.
لذا تعتبر أن التغيرات التي طرأت على مفهوم، وشكل ومضمون الأغنية الشعبية المصرية منذَ 23 يوليو 1952 وحتى عام 2015.وهذا يطرح سؤاله عن القيم الاجتماعية التي روجت لها الأغنيات الشعبية بعد الأحداث السياسية الجِسام في تاريخ مصر الحديث والمعاصر..أيضا السؤال حول التغيرات التي طرأت على البنية الموسيقية للأغنية الشعبية المصرية، والاجتماعية في الفترات المختلفة خلال القرن العشرين والحادي والعشرين؟ ثم تحديد أنواع الغناء الشعبي التي ظهرت في مصر؟
فنون تلقائية
يضم الكتاب بين دفتيه خمسة فصول، حيث جاء الفصل الأول بعنوان "إشكالية مصطلح شعبي"، ووتستعرض فيه آراء الباحثين والخبراء حول مفهوم مصطلح الغناء الشعبي، والمصطلحات المنبثقة منه.
الفصل الثاني بعنوان الأغنية الشعبية الفلكلورية"، وتستعرض فيه نماذج من الأغنيات الفلكلورية المصرية من محافظات مختلفة وتحليل الفروقات بين بعضها البعض على مستوى النص الشعري والموسيقي وعلامتها الاجتماعية.
الفصل الثالث بعنوان "الأغنية الشعبية بعد يوليو 1952". تستعرض من خلاله نماذج لبعض الأغنيات الشعبية وتحليلها تحليلاً سيميولوجيًا على مستوى الشكل والمضمون.
الفصل الرابع بعنوان "الأغنية الشعبية بعد هزيمة 67 إلى نصر أكتوبر 73 وما بعده".تقدم من خلاله نماذج لبعض الأغنيات الشعبية وتحليلها تحليلاً سيميولوجيًا على مستوى الشكل والمضمون، وأبرز أعلام الأغنية الشعبية في هذه المرحلة.
الفصل الخامس بعنوان "الأغنية الشعبية في عصر ما بعد الحداثة". وتستعرض فيه أهم ما قيل حول مفهوم وتعريف ما بعد الحداثة، ونماذج لأنماط الغناء الشعبي ما بعد الحداثي وتحليلها تحليلاً موسيقيًا وسيميولوجيًا على مستوى الشكل والمضمون.
الفصل السادس بعنوان "نقد تحليلي لأغنيات شعبية"، تطرح فيه المؤلفة تحليل ونقد بعض الأغنيات الشعبية بأنواعها المختلفة، والإجابة على تساؤلات الدراسة السابق ذكرها.
و يمكننا استنتاج أن كلمة فلكلور تشير إلى الفنون التلقائية التي تنتجها مجموعة من البشر ينتمون إلى بيئة لها تقاليد وعادات واحدة، يعتمدون في إنتاجهم للفن على الفطرة وليس على أسس علمية أو معرفية، وهم في الغالب فئة مجتمعية من أصحاب المهن المتعلقة بالأعمال اليدوية مثل: "العُال والزُراع والراعاة والصيادون، وغيرهم، كل منهم له الزي الذي يتناسب مع طبيعة مهنته وكذلك الأغنيات التي تناسب طبيعة عمله والآلات الموسيقية التي تُصنع من الخامات البيئية المتاحة في الرقعة الجغرافية التي يعيش فيها وتتناسب مع طبيعة مهنته. بالمثل نجد أن هناك غناءً تلقائيًا تنتجه النساء والأطفال الذين يعيشون في بيئة مجتمعية وجغرافية لها تقاليدها وعاداتها ومعتقداتها الخاصة يعبرون من بها عن أفراحهم وأحزانهم، محبتهم وغضبهم، بيئتهم وأرضهم، وحتى ألعابهم.
جميع ما يُنتج من فنون تلقائية اعتمد في إبداعه الأول على الارتجال الفوري من شخص أو أكثر في جلسة واحدة، ثم أخذ في التداول الشفهي الذي يحتفظ بالشكل العام للحن والشطرات الأساسية (المردات، وبالاصطلاح الموسيقي سينبو) للأغنية، ولكن يمكن الإضافة أو الحذف بحسب إحساس كل فرد يتداولها، ومع مرور الزمن وتداول عدد كبير من الأفراد لهذه الأغنيات يُنسَى مبدعها الأول وتصبح أعمالاً غنائية بسيطة البناء الموسيقي يطلق عليها فلكلور؛ أي ما أنتجه شريحة مجتمعية من الشعب في بلد ما.
الجدير بالذكر أن كتاب "الاغنية الشعبية في مصر" لمؤلفته د. ياسمين فراج صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ( وكالة الصحافة العربية )
يتضمن كتاب "الأغنية الشعبية في مصر" لمؤلفته د. ياسمين فراج مقاربة نقدية تحليلية وسيسيولوجية للأغنية الشعبية في صر، مدعومة باستبيانات لآراء الجمهور، فالأغنية الشعبية هي التي تنبع من أزقة وحارات وضواحي ونجوع وقرى صر؛ لتعكس منظومة القيم السائدة لمنتجي هذه النوعية من الأغنيات وجمهورها.. كما أن تطور الأغنية الشعبية يُفصح عن تغيُّر منظومة القيم المجتمعية في كل من الحِقب الزمنية التي أنتجت فيها. وقد شهدت مصر في عصرها الحديث والمعاصر أحداثًا جِسامًا وتغيرات ثقافية أثرت على المجتمع المصري تأثيرًا كبيرًا بالسلب أو بالإيجاب ، وبسبب تلك الأحداث الجِسام التي شهدها المجتمع المصري أو الهيمنة الثقافية التي فرضها علينا العالم الغربي أو كلاهما معًا، فقد تغيَّر شكل ومضمون ومفهوم الأغنية الشعبية وتغيَّر جمهورها.
ومن خلال دراسة الأغنية الشعبية يمكن أن نضع أيدينا على ماهية ومشكلات الشرائح المجتمعية المُنتجة والمُتلقية لها؛ لنضعها نصب أعين المسؤولين وأولي الأمر. فقد سبق وأكد "أرسطو" على أهمية الفن لسياسات الدول بقوله: "إن الفن يمكن أن يُعَد سياسة لو قُدِّرت أهميته تقديرًا سديدًا"، وهنا تكمن أهمية البحث العلمي في مجال الفنون.
وتعتبر الكاتبة أن علاقة الفن بالمجتمع علاقة تبادلية، فدائمًا ما تؤثر الأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المبدعين أو العاملين بالحقل الفني، وكذلك تؤثر الفنون في مشاعر وأحاسيس أفراد المجتمع خصوصًا الموسيقى واللغناء.
ويبحث الكتاب في التغيرات التي طرأت على المجتمع من خلال الأغنية الشعبية المصرية، فهي دراسة خاصة تنتمي إلى علم الاجتماع الموسيقى اعتمدت فيها المؤلفة على منهج السيميولوجيا الاجتماعية، "وهي محاولة منهجية لسحب السيميولوجيا، بما هي دراسة لحياة العلامات إلى الحقل الاجتماعي والموسيقي، لربطهم منهجيًا ضمن مجال معرفي واحد.
إن السيميولوجيا الاجتماعية يمكن أن يكون فهمها أرحب لأفق العلامة، فتنسحب أيضًا على التعبيرات الاجتماعية والثقافية في تنوعها. الحركة – مثلاً – علامة اجتماعية تحتاج إلى قراءة وتأويل وكذلك النظام السياسي والممارسات الاحتفالية والدينية وعلاقات القرابة يمكن أن تستبطن أنظمة من العلامات التي يفترض تكوينها. توجد علامات خفية لا يمكن إدراكها في التعبيرات اللغوية فقط، بل أيضًا في مختلف الأشكال الاجتماعية الأخرى، كالموضة والرقص والغناء – وغيرهم.
الأغنية الشعبية
الأغنية الشعبية هي التي تنبع من أزقة وحارات وضواحي ونجوع وأقاليم مصر، فتعكس القيم الحاكمة لمنتجي وجمهور هذه النوعية من الأغنيات، وتفصح عن منظومة القيم المجتمعية في الفترة الزمنية التي أنتجت فيها. وقد شهدت مصر في عصرها الحديث والمعاصر أحداثًا جِسامًا أثرت على سياسات الدولة والمجتمع تأثيرًا كبيرًا سواءً أكان بالسلب أم الإيجاب، وفي كل حدثٍ من هذه الأحداث الجِسام تطور شكل ومضمون الأغنية الشعبية وبالتبعية تغيرت جماهيرها.
تهتم هذه الدراسة بالأغنية الشعبية التي تنتجها شرائح الطبقة المتوسطة وما دونها وهي تلك الشرائح المجتمعية التي تكون قوة ضاغطة على أي نظام سياسي، فهم أغلبية تعداد سكان مصر والقوة الضاربة في الانتفاضات والثورات، وتلك الأغنيات التي ينتجها أبناء الطبقات الوسطى والأدنى منها تعبر عن واقعهم وأحاسيسهم، ومن خلال دراستها يمكن وضع أيدينا على مشكلات هذه الشرائح. ترى الكاتبة أن الغناء الشعبي تأثر بثلاث فترات زمنية وقعت فيها أحداث سياسية جِسام في مصر، وهي كالتالي: في الفترة من 23 يوليو 1952 إلى هزيمة 1967، في فترة ما بعد هزيمة يونيو 1967 إلى انتصارات أكتوبر 1973 وما بعدها، في الفترة من اندلاع انتفاضة 25 يناير 2011 وما بعدها.
لذا تعتبر أن التغيرات التي طرأت على مفهوم، وشكل ومضمون الأغنية الشعبية المصرية منذَ 23 يوليو 1952 وحتى عام 2015.وهذا يطرح سؤاله عن القيم الاجتماعية التي روجت لها الأغنيات الشعبية بعد الأحداث السياسية الجِسام في تاريخ مصر الحديث والمعاصر..أيضا السؤال حول التغيرات التي طرأت على البنية الموسيقية للأغنية الشعبية المصرية، والاجتماعية في الفترات المختلفة خلال القرن العشرين والحادي والعشرين؟ ثم تحديد أنواع الغناء الشعبي التي ظهرت في مصر؟
فنون تلقائية
يضم الكتاب بين دفتيه خمسة فصول، حيث جاء الفصل الأول بعنوان "إشكالية مصطلح شعبي"، ووتستعرض فيه آراء الباحثين والخبراء حول مفهوم مصطلح الغناء الشعبي، والمصطلحات المنبثقة منه.
الفصل الثاني بعنوان الأغنية الشعبية الفلكلورية"، وتستعرض فيه نماذج من الأغنيات الفلكلورية المصرية من محافظات مختلفة وتحليل الفروقات بين بعضها البعض على مستوى النص الشعري والموسيقي وعلامتها الاجتماعية.
الفصل الثالث بعنوان "الأغنية الشعبية بعد يوليو 1952". تستعرض من خلاله نماذج لبعض الأغنيات الشعبية وتحليلها تحليلاً سيميولوجيًا على مستوى الشكل والمضمون.
الفصل الرابع بعنوان "الأغنية الشعبية بعد هزيمة 67 إلى نصر أكتوبر 73 وما بعده".تقدم من خلاله نماذج لبعض الأغنيات الشعبية وتحليلها تحليلاً سيميولوجيًا على مستوى الشكل والمضمون، وأبرز أعلام الأغنية الشعبية في هذه المرحلة.
الفصل الخامس بعنوان "الأغنية الشعبية في عصر ما بعد الحداثة". وتستعرض فيه أهم ما قيل حول مفهوم وتعريف ما بعد الحداثة، ونماذج لأنماط الغناء الشعبي ما بعد الحداثي وتحليلها تحليلاً موسيقيًا وسيميولوجيًا على مستوى الشكل والمضمون.
الفصل السادس بعنوان "نقد تحليلي لأغنيات شعبية"، تطرح فيه المؤلفة تحليل ونقد بعض الأغنيات الشعبية بأنواعها المختلفة، والإجابة على تساؤلات الدراسة السابق ذكرها.
و يمكننا استنتاج أن كلمة فلكلور تشير إلى الفنون التلقائية التي تنتجها مجموعة من البشر ينتمون إلى بيئة لها تقاليد وعادات واحدة، يعتمدون في إنتاجهم للفن على الفطرة وليس على أسس علمية أو معرفية، وهم في الغالب فئة مجتمعية من أصحاب المهن المتعلقة بالأعمال اليدوية مثل: "العُال والزُراع والراعاة والصيادون، وغيرهم، كل منهم له الزي الذي يتناسب مع طبيعة مهنته وكذلك الأغنيات التي تناسب طبيعة عمله والآلات الموسيقية التي تُصنع من الخامات البيئية المتاحة في الرقعة الجغرافية التي يعيش فيها وتتناسب مع طبيعة مهنته. بالمثل نجد أن هناك غناءً تلقائيًا تنتجه النساء والأطفال الذين يعيشون في بيئة مجتمعية وجغرافية لها تقاليدها وعاداتها ومعتقداتها الخاصة يعبرون من بها عن أفراحهم وأحزانهم، محبتهم وغضبهم، بيئتهم وأرضهم، وحتى ألعابهم.
جميع ما يُنتج من فنون تلقائية اعتمد في إبداعه الأول على الارتجال الفوري من شخص أو أكثر في جلسة واحدة، ثم أخذ في التداول الشفهي الذي يحتفظ بالشكل العام للحن والشطرات الأساسية (المردات، وبالاصطلاح الموسيقي سينبو) للأغنية، ولكن يمكن الإضافة أو الحذف بحسب إحساس كل فرد يتداولها، ومع مرور الزمن وتداول عدد كبير من الأفراد لهذه الأغنيات يُنسَى مبدعها الأول وتصبح أعمالاً غنائية بسيطة البناء الموسيقي يطلق عليها فلكلور؛ أي ما أنتجه شريحة مجتمعية من الشعب في بلد ما.
الجدير بالذكر أن كتاب "الاغنية الشعبية في مصر" لمؤلفته د. ياسمين فراج صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ( وكالة الصحافة العربية )


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.