وأعود للكتابة بعد انقطاع … أعود بالعديد من التساؤلات … تساؤلات شغلت عقلي وذهني أيام ليست بقليلة جعلتني أنهمك بحثا ومطالعة كي أجد لها إجابات واضحة و محددة لا تحتاج الى لبس أو تأويل . – هل الاخوان الإرهابيون المطالبين دائما بالديموقراطية ، والمهاجمين دائما للأنظمة الحاكمة لأنها لا تطبق مفاهيم الديموقراطية .. هل يطبقونها داخل تنظيمهم ؟؟!! – هل إلأخوان الإرهابيون يحرصون داخل تنظيمهم ، وفى صناعة القرار داخل الجماعة ، وفى تدوير اليات التنظيم فيما يحكم العلاقة بين الفرد العضو والجماعة ؟؟!! – هل إلأخوان الإرهابيون يحرصون داخل تنظيمهم على العلاقة بين المستويات القاعدية والمستويات القيادية ؟؟!! – هل الاخوان الإرهابيون يحرصون على إعمال وتنفيذ وترسيخ مفاهيم واليات الديموقراطيه داخل الجماعة ؟؟!! عزيزي القارئ سأحاول جاهدا خلال السطور القليلة القادمة أن أقدم لك إجابات وافية عن هذه الأسئلة ، ولكن لا تعتمد على اجتهادي أو تحليلي أو رؤيتي الخاصة لتاريخ وحاضر جماعة الاخوان المسلمين ، وذلك حتى لايتهمنى أحدا بالتحيز لوجهة نظري ، وإنما سأقدم إجابات مستندة أراء ، وشهادات ، وكتابات رموز إخوانية من أجيال مختلفة وذلك من جيل التأسيس الأول الذي عايش المرشد الإمام حسن البنا ، مرورا بكل التجارب ومسارات الصعود والهبوط التي شهدتها الجماعة وأيضا من خلال تعاقب المرشدين من المرشد الاول . ولنبدأ معا الرحلة يطالعنا الاستاذ فريد عبدالخالق أحد رواد جيل المؤسسين وعضو مكتب الارشاد في عهد المرشدين البنا والهضيبي في دراسته والتي تحمل عنوان ” رؤية مستقبلية – فريد عبدالخالق ” – مكتبة مدبولي – الطبعة الأولى 1989 .” خرجت من التنظيم مطالبا بمراجعة المقولات والاليات ، حيث لا يوجد التزام بمبادئ الشوري ، والعدل والمساواة وحرية الرأي والنقد ، فضلا عن فرض السيطرة على الاخرين ، وما يتبع ذلك من نزعة تقديس أشخاص القيادة ، وتصنيف المسلمين حسب درجات الولاء للتنظيم أو قياداته ” . ويحدثنا الطبيب حسان حتحوت أحد تلاميذ المرشد البنا والمقربين منه ، وله يدين بصياغة شخصيته في دراسته والتي تحمل عنوان ” الاخوان المسلمين – دراسة حسان حتحوت ” ” ولهذا وجدنا لدى الجمعيات الإسلامية أفرادا أو جماعة – يقصد جماعة الاخوان المسلمين – ضيفا بالرأي الأخر ، وتضييقا عليه ، فضلا عن قيامهم بحشد الأتباع والأنصار أخذين منهم العهد في السمع و الطاعة ، لا على تكريم الإنسان والمطالبة بحريته” . ويلتقط طرف الحديث الاخ صالح عشماوى أحد قادة التنظيم الخاص ، إذ يكتب في ذكرى وفاة المرشد البنا في صحيفة الدعوة الصادرة في الثاني عشر من فبراير عام 1952م قائلا ” عند أول عهدي بعضوية مكتب الارشاد ثار البحث لدى ، هل الشورى في الاسلام ملزمة أم غير ملزمة ؟ هل يتقيد فضيلة المرشد العام برأي مكتب الارشاد أم المكتب هيئة استشارية يأخذ المرشد برأيها أو يخالفه إذا شاء ؟ . وقد كان رأى الإمام الشهيد أن الشوري ليست ملزمة له فمن الممكن أن يأخذ برأي المكتب ويجوز له أن يخالفه ” . ويؤكد على شهادات الرواد والمؤسسين جيل الوسط فيروى لنا الأخ سامح عيد أحد كوادر الجيل الوسيط لجماعة الاخوان المسلمين فيما أسماه ” النقد الذاتي لفكر وتجربة إلأخوان المسلمين” على لسان المرشد السابق مصطفى مشهور والذي أكد له نصا في إحدى الجلسات ” ولن تحقق الجماعة أهدافا ، ولن تنجز أعمالا ، الا إذا كان أفرادها يسمعون ويطيعون لقيادتهم تعبدا ” . ويؤكد على رواية الاخ سامح عيد الدكتور ثروت الخرباوي المحامي و القيادي السابق بجماعة إلأخوان ، وذلك في مقابلة مع قناة سي بي سي ، مع الإعلامي عماد الدين اديب في برنامج ” بهدوء” إذ يقول ” أن أعضاء جماعة الإخوان ، نشأوا على مبدأ السمع والطاعة ، وتنفيذ الأوامر بلا نقاش أو تفكير ، وأن ترقياتهم إلى مرتبة أعلى داخل الجماعة تعتمد على السمع والطاعة ، وتطبيق الأوامر بحذافيرها حتى و لو دفع الإخواني حياته ثمنا لهذه الطاعة. وفى نفس الوقت القيادات الإخوانية تري نفسها في مرتبة الرسول الذي حصل على توكيل رسمي لتبليغ الرسالة إلى البشرية، وأن طاعتهم ، وشرعيتهم مستمدة من التعاليم السماوية والسنة النبوية. أن محاور تشكيل التربية الفكرية للإخوان تبدأ بمدرسة حسن البنا، حيث يتم تضخيم الذات و يتدرج الأمر إلى صحابة رسول الله ، ثم يرتقى حتى يوصف بأنه قرآنا يمشى على الأرض ، حتى يرسخ في ذهن الإخواني أن قياداته تحمل رسالة الدعوة إلى دين الإسلام وعداهم ليسوا بمسلمين ” . وألان عزيزي القارئ وبعد نهاية رحلتنا – هل تيقنت أن تنظيم الاخوان الارهابي عبر تاريخه نموذجا للكيان الذى يسير خلف رجل واحد – المرشد – فما يقوله هو الصواب و ما يفعله هو الحق ، و أنه لا قيمة لتعدد الأراء داخل الجماعة ؟؟ . – هل تيقنت أن داخل تنظيم الاخوان الإرهابي لا يوجد معنى للاختلاف الذى حث عليه الاسلام الحنيف باعتباره الضمانة الاساسية لتحقيق العدل و الاستقرار.؟؟ . – هل تيقنت أن تنظيم الاخوان الإرهابي ما هو الا عصابة من المتطرفين تأتمر بأمر مرشدها كأي عصابة من قطاع الطرق ؟؟ . ” الاخوان الارهابيون … ذئاب في الخفاء .. نعام في العلن” . وللحديث بقية …