متابعة عبدالوهاب خضر : كانت كلمة رئيس حزب التجمع سيد عبدالعال ،والذي فاز برئاسة “الحزب” بالتزكية خلال المؤتمر العام الثامن الذي إنعقد يوم الخميس ،تسير في نفس إتجاه مبادئ هذا التنظيم السياسي العريق ،صاحب التاريخ النضالي الطويل ..فالقراءة المتأنية لهذا الخطاب الذي إعتبره المراقبون خارطة طريق مستقبلية ،ورؤية تاريخية بشكل مفصل تكشف عن توجهات يجب التركيز عليها وإبرازها ..كلمة “عبدالعال” تليق بحزب إستطاع خلال أكثر من أربعين عاما من النضال الوطنى، أن يقدم لشعب مصر دليلا قويا على عمق تبنيه لقضايا مجتمعه، فقد كان دائما منبرا وتجمعا شعبيا ضم بين صفوفه عشرات الآلآف من العمال والفلاحين والطلاب، إلى جانب المئات من المفكرين والكتاب والفنانين. فضلا عن قادة النضال الوطنى اليسارى. الرؤية التي طرحها رئيس الحزب في كلمته عبرت وبصدق عن تاريخ حزب تاريخي تأسس عام 1976 ليكون بمثابة طوق النجاة فى ظل سياسات الانفتاح الاقتصادى والتبعية للاستعمار الأمريكي، التى مثلت اعتداء صارخا على الحلم الذى كان يناضل من أجله عدد من الشباب فى ذلك الوقت، الذى كان يتمثل فى الإستقلال الوطنى وحماية حقوق الفلاحين وصغار المنتجين، فضلا عن الحفاظ على الكرامة الوطنية، ما دفع مجموعة من الرموز الوطنية ذات المصداقية النضالية أن تهب لتعلن تصديها لكل المشكلات التى يعيشها الوطن والمواطن فى تلك الأثناء فأعلنوا تأسيس منبر لليسار. - الإعلانات - ولعل السطور التي ختم بها رئيس الحزب كلمته وقوله :” عاش حزب التجمع…عاش حزب التجمع..عاش حزب خالد محي الدين ” ،كانت درسا للجيل الجديد بالفخر والإعتزاز بالقيادات التاريخية والسير على نهجهم وأفكارهم التي نشأت من أجلها فكرة تأسيس الحزب منذ إشراقة ثورة 1952، ولعب الزعيم خالد محيى الدين دورا أسياسيا فى الإعداد لها، ما أهله ذلك ليلقب بفارس الديمقراطية فهو من أوائل المؤسسين لتنظيم الضباط الأحرار. *شباب الحزب: حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى أثبت بمؤتمره هذا قدرة تنظيمية ورؤية سياسية بوصلتها الوطن وتعتمد على الرغبة نحو تجديد الدماء وتسليم الراية لجيل من الشباب الواعي والمثقف وصاحب النقد البناء والمعارضة الحقيقية ..إنها فعلا مدرسة خالد محى الدين ورفعت السعيد وحسين عبد الرازق وإسماعيل صبري عبدالله ،ود. جودة عبدالخالق وغيرهم ، تتقدم وتجدد من شبابها وتثبت انها بيت رائد من بيوت الوطنية المصرية،وهذا ما عبر عنه رئيس الحزب في كلمته وقال :” نسعى إلى التمهيد لنقل قيادة الحزب لجيل جديد من أبناء الحزب هو فى أغلبه لم يحظ بالنضال تحت قيادة قادتنا من الراحلين وعلينا بذل الجهد للتعريف بهم ونضالهم وتضحياتهم فى سبيل الوطن وحزبنا هذا” *المعاشات .ورغم بعض الظروف المحيطة إلا أن “الحزب” لم يبتعد عن الشارع لحظة واحدة ،ولا يمكن هنا أن نضرب مثالا واقعيا وحقيقيا أهم من “إتحاد المعاشات” والدور الذي لعبته قيادات الحزب حتى حصلوا على حقوقهم وإنتزعوها نزعا ،وهو ما جاء في كلمة رئيس الحزب وقوله نصا :” أتوجه بالتحية لاتحاد أصحاب المعاشات والمناضل والمعلم الجسور البدرى فرغلى وزملائه فى الاتحاد ، وذلك على تجربتهم الملهمة فى النضال السلمى لنيل الحقوق.. هذه التجربة التى علمت الملايين طريق النضال الديمقراطى عبر التنظيم المبدع للجماهير ” .. مواقف تاريخية: خارطة طريق الحزب التي رسمها “عبدالعال” في كلمته الإفتتاحية كان لا يمكن وبأي حال من الأحوال ان تنسى الموقف التاريخي الذي كان ومال زال من جماعة الإخوان الإرهابية والموقف الثابت منها على مدار التاريخ وما تحتويه مكتبة “التجمع” من مؤلفات ودراسات عن خطورة هذه “الجماعة”..”عبدالعال” رصد في كلمته إستكمال هذا التوجه مركزا على عمر المؤتمر العام السابع داعيا الجميع بالفخر والإعتزاز بما قدمه “الحزب” خلال السنوات السابقة من عمر المؤتمر العام السابع والذى بدأ فى مارس 2013 ، وقال:” إنها سنوات من النضال شهدت سقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية ، وذلك بثورة شعبنا فى 30 يونيو 2013 ، تلك الجماعة التى اتخذت من الشعب المصرى عدواً لها لعدم قناعته بمشروع دولتهم الاستبدادية ، وكان حزبنا ولازال من أشد المعارضين لوجود هذه الجماعة ولكل من تحالف معها ، سواء كان ذلك قبل ثورة 25 يناير أو بعدها ، وموقفنا هذا نابع من قناعة كاملة بأنهم يشكلون خطراً على وحدة الشعب وسلامة أراضيه” .. وإستطرد قائلا:” وقد كان موقفنا المبكر والثابت من هذه الجماعة محل نقد من بعض الأحزاب والشخصيات التى تحالفت مع جماعة الإخوان مبكراً فى انتخابات الإعادة بين مرشح الإخوان للرئاسة ومنافسه آخر رئيس وزراء فى حكم مبارك ، واستمر البعض منهم مدافعاً عنهم حتى هذه اللحظة باسم الدفاع عن الحريات والديمقراطية ، فهم يعتبرون ثورة 30 يونيو مجرد حدث جماهيرى أدى لانقلاب فى 3 يوليو ، ولم يستسلم حزبنا لحسابات اللحظة الزمنية والتى كانت تشير إلى اختلال موازين القوى بين الجماعة الإرهابية وباقى القوى السياسية والشعبية ، ورفضنا الاستسلام لهذا التحليل ، إيماناً منا بقدرة شعبنا على تجاوز كل الحسابات والتصدى لهذه العصابة الحاكمة ، وكذلك ثقتنا فى جيش مصر العظيم بأنه لن يكون أبداً أداة فى يد تلك العصابة ضد الشعب .. واتجهت قيادة حزبنا لموقف أكثر تشدداً وصلابة يعمل على تحويل موازين القوى لصالح التمهيد لفعل ثورى شعبى كنا نتوقعه ، وانطلقنا نحو المبادرات العملية الميدانية التى تعطى للشعارات قوة الدفع المطلوبة لتتحول لأهداف ملموسة وبرزت قيادات حزبنا وبعد 60 يوم فقط من حكم محمد مرسى فى كل ميادين مصر ، وخاصة مظاهرات 24 أغسطس 2012رافعين شعار يسقط حكم المرشد .”وأضاف :”ومن جانب آخر رفض نواب الحزب بالبرلمان الدخول فى لجنة المئة التى سوف تقوم بعمل دستور الإخوان ودخلت معهم أحزاب أخرى وشخصيات انسحبوا فيما بعد تحت ضغط شعبى وفشل فى التفاوض مع الإخوان . واسمحوا لي التوجه لهولاء النواب بالتحية والاسم ( البدري فرغلي، هلال الدندراوي ،عاطف المغاوري) كما استجابت قيادة الحزب بتقديم كل الدعم والتأييد لشباب حركة تمرد مع أول اتصال منهم بقيادة التجمع.” و تحدث رئيس الحزب عن جبهة الإنقاذ وقال :” أعلن حزبنا بوضوح أننا لن نشارك فى انتخابات فى ظل حكم الإخوان وحزبنا لا يرى سوى الشعب والتحضير ليوم 30 يونيو فى ثورة على حكم الإخوان ، بينما كان معظم أطراف جبهة الإنقاذ يتسابقون على التفاهمات الانتخابية مع الإخوان والسلفيين ويحضرون لانتخابات برلمان أكتوبر 2013 التى لم تأت إطلاقاً وسقط الإخوان قبلها فى 30 يونيو .” * ثقافة الإختلاف: ثقافة الإختلاف هي بحق عنوان هذا الحزب وهو ما حاول رئيس الحزب ترسيخه من خلال كلمته وقال :”إن الاختلاف حول موقف الحزب لا يشكل إزعاجا لنا ، فهذا الاختلاف تجاه بعض مواقف الحزب كان وسيظل حاضراً فى كل نقاش بين مناضلى حزب التجمع ، بل أن هذا الاختلاف يشكل اعتزازا وتقديراً للزملاء أكثر مما يشكل خللاً فى الأداء الحزبى نظراً لما يعكسه من روح الممارسة الديمقراطية داخل حزبنا العظيم وعند كل نقاش حزبى لابد من إنتاج موقف معلن يعبر عن الحزب فى مجمله أو أغلبيته . وما يهمنى هو ما ينتهجه بعض من يدعون ارتباطهم بتقاليد الحزب وقيمه التنظيمية ، وقد اختاروا نهج الخروج على الحزب باختراق على قواعد التنظيم الحزبى وآليات اتخاذ القرار بالهيئات القيادية ، فأننى أختلف مع هؤلاء ليس بسبب مواقفهم داخل الهيئات ، بل لطبيعة أسلوبهم فى ممارسة سياسية تتلاقى أو على الأقل تفتح الطريق أمام خصوم الحزب للهجوم عليه وكان من المفترض أن يكونوا فى صفوف المدافعين عن القرارات الحزبية مع احتفاظهم بآرائهم التى عبروا عنها داخل الهيئات ولم تلق موافقة الأغلبية ، وهذا السلوك لنمط غريب ومختلف من الممارسة الغريبة على حزبنا وتؤدى لخنق الممارسة السياسية والتنظيمية للحزب ويعرض سلامته للخطر وهذا هو التخوف الذى انتاب الكثير من مناضلى حزبنا سواء كانوا الأغلبية أو الأقلية عند اتخاذ القرار وشكل لهم التزاماً حزبيا حين صدوره. وسيظل هدف وحدة حزبنا التنظيمية فوق أي اعتبار آخر مؤكدين حق النقد والمحاسبة الي جانب النقد الذاتي والذي يعلى من شأنه كل من يمارسه في إطار الهيئات الحزبية.” *برنامج عاجل : ويعود رئيس الحزب ليكشف عن تلك الثروة القومية والمتمثلة في عقول أعضاء هذا التنظيم السياسي العريق وتمسكهم على مدار التاريخ بالثوابت الوطنية ،معلنا عن المهمة المطروحة علينا وقال :” فى المرحلة الراهنة تتلخص تلك المهمة فى هدف محاصرة وعزل قوى الثورة المضادة عن طريق سياسات ديمقراطية هجومية ، وحتى نكون أكثر وضوحاً فى ذلك نتقدم لشعبنا ومن خلال مؤتمركم هذا ببرنامج سياسى يعبر عن هذا الهدف وطبيعة المرحلة الانتقالية التى يعيشها الوطن وخصائصها وتناقضاتها السياسية والاجتماعية ” مضيفا:”إنه برنامج عاجل سياسى – اجتماعى – ديمقراطى ،يستهدف انتزاع أقصى حد من الإصلاحات الاجتماعية والديمقراطية عبر نضال ديمقراطى سلمى يعتمد على الجماهير الشعبية المنظمة فى نقاباتها واتحاداتها ومراكز تواجدها الطبيعية بالأحياء والقرى والمصانع والجامعات” .وأضاف أيضا في هذا الإطار :”نحن نبشر من خلال مؤتمرنا هذا بنهوض جديد فى حركة الصراع الاجتماعى والسياسى تعبيراً عن مقاومة اجتماعية وسياسية للتوحش الرأسمالى المتحالف مع قوى التأسلم السياسى فى منظومة متكاملة من الفساد استمدت وجودها من ممارسات نظام ما قبل ثورة 25 يناير”. ولم يقل “عبدالعال” هذا الكلام من فراغ فقد بدا واثقا من الكوادر الحزبية في تنفيذ ذلك ألم نقل من قبل أنهم أبناء وأحفاد كبار الوطنيين والمناضليين ،فقد قال لهم نصا :”أنتم يا حافظتم على ثوابت الوطن وشعبكم ، وقدمتم من التضحيات الكثير ، أقلها السجن السياسى زمن السادات ومبارك ، تصديتم للخصخصة وبيع ممتلكات الشعب المصرى ، كنتم فى طليعة رافضى المعاهدة المصرية الإسرائيلية ، أسستم كيان الدفاع عن الحريات بأموال من التبرعات وليس بالتمويل الأجنبى ، احتضنتم كل الحركات الاحتجاجية والنشاطات الثقافية والفنية داخل مقراتكم الحزبية ، دافعتم عن حقوق الفقراء فى العدالة الاجتماعية ، وقدركم فى هذه اللحظة التاريخية أن تتقدموا كطرف فاعل فى تشكيل المشهد السياسى . نتقدم نحو ذلك غير معنيين بالحسابات الصغيرة أو التخندق القبلى . فنحن أمام أزمة للقوى الديمقراطية وتجاوزها يتطلب الاعتراف بفشل المشروع الديمقراطى الحداثى فى أن يشق طريقه إلى الحكم .”.. *تحديات: لم ولن يكون الطريق مفروشا بالورود في الإستمرار في النضال من أجل تحقيق أهداف الحزب بل هناك تحديات رصدها رئيس الحزب وقال :”إن التحديات التى رصدها برنامجنا الإنتقالى تتطلب تجاوز الكثير من العوائق وأهمها :1- تشتت وانقسام قوى اليسار ، مع عجز عن تفسير مقنع لحالة الضعف وعدم القدرة على العمل المشترك فى مواجهة التوحش الرأسمالى ومخطط إضعاف الدولة الذى ترعاه دول فى محيطنا الإقليمى برعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية وتتخذ فى سبيل ذلك أدوات تتمثل فى جماعة الإخوان الإرهابية وحلفاؤهم ممن ينسبون أنفسهم للقوى المدنية .2- غياب الجهد السياسى والتنظيمى فى تنظيم الجماهير حول مطالبها على نسق تجربة اتحاد المعاشات والتى قادها المناضل العملاق البدرى فرغلى لتفتح الأمل أمام كل الشعب لإمكانية النضال السلمى المتصاعد وبكافة أشكاله وأساليبه، وأيضا النضال القانونى وقد تمثل فى واحدة من معاركنا القانونية التى توجت بحكم قضائى يجرم جماعة الإخوان الإرهابية وقد رفعها القائد التجمعي الأستاذ محمود عبد الله المحامى.3- تحديد واضح وجسور لمكونات الحلف السياسى الوطنى الديمقراطى لاجتياز المرحلة الانتقالية.4- الجسارة فى وضوح موقفنا المساند للسلطة الحالية ورئيسها الرئيس عبد الفتاح السيسى ، باعتبارها من أهم نتائج ثورة شعبنا فى 30 يونيو ضد سلطة كانت تسعى لتفكيك دولتنا المصرية فى إطار مخطط استعمارى قديم – جديد . وهذا التأييد والمساندة يقومان على أساس الوحدة والصراع ، فنحن لا نؤيد فى المطلق ولا نعارض دون تقديم البديل ، نساند أو نعارض السلطة وفقاً لمدى اقترابها أو ابتعادها من أهداف شعبنا المحددة” ..وحددها “عبدالعال” فى :1- دعم بنية الدولة وتقوية مؤسساتها المختلفة ، مع إزالة كل العوائق أمام المشاركة الشعبية الديمقراطية فى تحقيق هذا الهدف ، سواء كانت هذه العوائق ذات طابع أمنى أو قانونى أو سياسى .2- تطوير وتحديث البنية الاقتصادية المصرية فى كافة قطاعاتها الإنتاجية ، مع الحفاظ على ملكية الشعب فى مؤسساته الاقتصادية وحل كافة المشكلات التى تعترض انطلاقها فى بناء اقتصاد وطنى حديث يفتح أوسع للتنمية الشاملة.3- التصفية الفكرية والسياسية للتنظيمات الإرهابية ، عبر عملية إرادية من التحديث للخطاب الدينى والتمكين للثقافة البديلة التى تؤكد قيم المواطنة والمساواة بين المصريين وتدعم قيم الانتماء للمجتمع والمشاركة والانتماء الوطنى والشفافية والمحاسبة واحترام القانون والعمل بكل أنواعه ، والإبداع الفنى والمهنى … وغيرها من القيم الإنسانية التى لا تتحقق إلا عبر جهود مشتركة من الدولة والإعلام والمثقفين والفنانين .” *مهام مستقبلية: وفي النهاية حدد “عبدالعال” المهام المستقبلية المتمثلة في : الحفاظ على هذا الحزب العظيم وعلى تراثه الفكرى والسياسى والتنظيمى للأجيال القادمة ، والبدء فى عملية إعادة بناء جوهرها ببناء الحزب اليسارى الحامل للمشروع الوطنى الديمقراطى و تأكيد دور الحزب فى طليعة المشاركين بالتصدى لقضايا الوطن والطبقات الاجتماعية التى تأسس دفاعاً عن مصالحها الاقتصادية والسياسية،خاصة في ظل تحولات جوهرية فى السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تنحاز بوضوح إلى الفئات الرأسمالية المتحكمة فى مفاصل الاقتصاد الوطنى والتى تعتمد فى وجودها السياسى والاجتماعى على ذات الأدوات التي سادت طوال حكم الحزب الوطنى المنحل مستهدفين من ذلك تعميق عزلة الجماهير عن المشاركة السياسية فى محاولة للسيطرة الكاملة على السلطة السياسية وتوجيهها لمصالحهم الضيقة والمرتبطة بمراكز الاحتكارات الاقتصادية العالمية ودوائر الاستعمار الأمريكى والصهيونى. ويرى رئيس “التجمع” أن مكونات هذا المشهد السياسى تلعب دوراً مسانداً لهذا التوجه ، والذى ساد بمصر فى مراحل سابقة ، بينما نرى القوى الديمقراطية فى أغلبها تقف عاجزة عن إقامة حلفها الوطنى الديمقراطى ، وبعبارة أكثر وضوحاً “تأسيس جبهتها الوطنية الديمقراطية ” ، بل أكثر من ذلك مترددة فى الاعتراف بأن كل تغيير منشود لتلك السياسات لن يتأتى محمولاً من الخارج ، بل هو نتاج نضال وطنى شعبى أولاً وأخيراً. *عهد ووعد: وأنهى رئيس “الحزب” كلمته قائلا :”نتعهد أمامكم بأننا سنترك لأبنائنا ما سيفخرون به أيضا .. نقوم بما يمليه عليما ضميرنا الوطني وشرفنا السياسي ، نعارض ونؤيد .. حيثما كانت مصلحة مصر والمصريين .. أعضاء حزب التجمع في كل مكان . منكم نستمد قوتنا .. وبكم نسير إلى الأمام مستندين إلى فكر سياسي مستنير ، و بنية تنظيمية متينة ، ووعي دائم بطبيعة الظروف المحيطة بنا وببلادنا في كل لحظة . نتخذ مواقفنا عن قناعة تامة . . لا نخشى معها مزايدة احد مهما كان ، ولا نبتغي رضاء سلطة أي أن كانت حتى النقد والمحاسبة “ رئيس حزب التجمع خلال كلمته