طرابلس – خاص للأهالى: قالت مصادر أمنية وسياسية فى ليبيا إن بريطانيا طلبت من فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فى ليبيا، إطالة أمد الحرب فى طرابلس، أملا فى الوصول إلى إجماع دولي لوقف تقدم الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر إلى العاصمة. ويأتي هذا بعد أن فشلت بريطانيا فى موافقة الدول الكبرى على قرار دولي ضد القوات المسلحة الليبية التي بدأت فى محاصرة الإرهاب فى طرابلس. وتعترض كل من روسيا وفرنسا وأمريكا على توجهات بريطانيا. وترى الدول الثلاث المشار إليها سلامة موقف الجيش فى حربه ضد الإرهاب. وكشفت مصادر أمنية فى مطار مدينة مصراتة الذي يسيطر عليه أنصار للمتطرفين، ويقع شرق طرابلس أن السراج، سافر بشكل سري من مطار المدينة يوم الأحد الماضي، إلى بريطانيا، وعاد فى وقت لاحق من يوم الاثنين. وقالت إن أمين السر فى مكتب السراج، ويدعى الضاوي، كان برفقته أثناء السفر. وفى العاصمة طرابلس أوضحت مصادر سياسية أن السراج لم يخطر أيا من وزراء حكومة الوفاق أو رئاسة الأركان بالسفر المفاجئ، إلا أنه اجتمع عقب عودته مع وزير داخليته، فتحي باشاغا، ونقل إليه فحوى التفاهمات التي توصل إليها مع الجانب البريطاني المؤيد لتيار الإسلاميين المتشددين، وهو العمل على إطالة أمد الحرب فى طرابلس إلى أقصى حد ممكن. وتأمل بريطانيا التي لديها مصالح خاصة فى ليبيا ودول الجوار، بحسب المصادر، فى أن تتمكن قوات حكومة الوفاق والميليشيات والجماعات المتطرفة المتحالفة معها فى إطالة أمد الحرب فى طرابلس، فى محاولة منها لتقديم مشروع قرار جديد يطلب من الجيش الوطني وقف عملياته التي تهدف إلى طرد المسلحين من العاصمة الليبية.. وفى هذا السياق قالت مصادر أمنية فى طرابلس إن نائب السراج فى المجلس الرئاسي، محمد العماري، وهو قيادي فى الجماعات الإرهابية فى ليبيا ومنطقة الشرق الأوسط، أدار عملية شراء 120 سيارة دفع رباعي من إحدى صالات بيع السيارات فى العاصمة، لعناصر من تنظيم داعش فى طرابلس. وأن ممول هذه الصفقة هو القيادي المصنف كرأس ليبي من رؤوس الإرهاب، عبد الحكيم بلحاج، الموجود فى تركيا. وقال مصدر فى العاصمة: «متوسط ثمن السيارة بلغ 100 ألف دينار بسعر جملة (حوالي نصف مليون جنيه مصري). لقد شارك فى تسهيل الصفقة كل من محمد صوان، رئيس حزب الإخوان فى ليبيا، والذي يتخذ من مدينة مصراتة مقرا مركزيا له، بعد طرد الليبيين له من العاصمة، وأحمد معيتيق، وهو نائب للسراج أيضا». وتابعت المصادر أن السراج، وعقب عودته من بريطانيا، أضاف على هذا العدد من السيارات، 50 سيارة أخرى للجماعات المتطرفة التي تمكنت من دخول العاصمة فى الأيام الماضية. وقالت إن هذا النوع من السيارات مماثل لتلك التي قام العماري بشرائها يوم السبت الماضي، وأنه جرى تسديد قيمة ال50 سيارة من خزينة الدولة (من حساب الاستثمارات الليبية الخارجية)، وأن ثمن السيارة الواحدة فى هذه الصفقة بلغ 96 ألفا و900 دينار بسعر الجملة. وتنتمي المجموعة التي تم تخصيص كل هذه السيارات لها لإثارة الفوضى فى طرابلس، إلى تنظيم داعش، وهي مجموعة تمت الاستعانة بها من مركز للمتطرفين يقع فى جنوب ليبيا يقوده إرهابي مصري يدعى «حسان». ويوجد مركز الدواعش بقيادة حسان فى منطقة وعرة فى جنوب جبال الهروج فى الصحراء الليبية، وهو من ضمن المراكز التي تخضع لرعاية قطروتركيا، وهي مخصصة أصلا للعمليات الإرهابية فى مصر والسعودية والإمارات. عبد الستار حتيتة