كتب عبدالوهاب خضر: تجرى الإستعدادات على قدم وساق داخل حزب التجمع الوطني التقدمي في مصر لعقد المؤتمر العام الثامن “للحزب” والذي تقرر له ان يكون يوم 25 من إبريل الجاري في المقر الرئيسي بالقاهرة “1 شارع كريم الدولة –ميدان طلعت حرب” ،وذلك لإختيار رئيس الحزب ونوابه والأمين العام وأعضاء المكتب السياسى واللجنة المركزية،وذلك فى حضور أعضاء وقيادات الحزب. وتشارك شخصيات عامة خلال الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر. ويترشح على منصب رئيس الحزب النائب سيد عبد العال الرئيس الحالي للحزب، أما منصب الأمين العام ترشح له أثنين سيختار منهم 1، والمرشحين على نواب رئيس الحزب 5 سيتم اختيار 4 منهم، والأمناء المساعدين ترشح 4 وفازوا بالتزكية لأنه هو العدد المطلوب، وأما عن المكتب السياسى للحزب ترشح 30، سينتخب منهم 20، واللجنة المركزية ترشح 52 سينتخب منهم 40.وكانت اللجنة المشرفة على انتخابات “الحزب” قد فتحت باب الترشح فى الفترة من 5 إلى 11 أبريل 2019 الجاري، بينما خصصت أيام 12، 13، 14 من نفس الشهر لتلقى الطعون والتنازلات. ويشار هنا إلى أن حزب التجمع إستطاع خلال أكثر من أربعين عاما من النضال الوطنى، أن يقدم لشعب مصر دليلا قويا على عمق تبنيه لقضايا مجتمعه، فقد كان دائما منبرا وتجمعا شعبيا ضم بين صفوفه عشرات الآلآف من العمال والفلاحين والطلاب، إلى جانب المئات من المفكرين والكتاب والفنانين. فضلا عن قادة النضال الوطنى اليسارى. وتأسس حزب التجمع الوطنى الوحدوى عام 1976 ليكون بمثابة طوق النجاة فى ظل سياسات الانفتاح الاقتصادى والتبعية للاستعمار الأمريكي، التى مثلت اعتداء صارخا على الحلم الذى كان يناضل من أجله عدد من الشباب فى ذلك الوقت، الذى كان يتمثل فى الاستقلال الوطنى وحماية حقوق الفلاحين وصغار المنتجين. فضلا عن الحفاظ على الكرامة الوطنية، ما دفع مجموعة من الرموز الوطنية ذات المصداقية النضالية أن تهب لتعلن تصديها لكل المشكلات التى يعيشها الوطن والمواطن فى تلك الأثناء فأعلنوا تأسيس منبر لليسار. وجاءت فكرة تأسيس الحزب منذ إشراقة ثورة 1952، ولعب الزعيم خالد محيى الدين دورا أسياسيا فى الإعداد لها، ما أهله ذلك ليلقب بفارس الديمقراطية فهو من أوائل المؤسسين لتنظيم الضباط الأحرار. - الإعلانات - وأصبح خالد محيى الدين رئيسا لهذا الحزب الذى أعلن منذ إنشائه، بأنه يتقدم لتحمل مسئوليته فى استمرار النضال المصري، وأن الحزب يرفض ما يروجه البعض بأنه يميل إلى الرضا بما هو قائم ويستسلم للواقع. وفى 10 إبريل عام 1980 انعقد المؤتمر العام الأول للحزب والذى أصدر البرنامج العام ولائحة النظام الداخلى والعديد من القرارات التنظيمية التى حددت أهداف الحزب خلال الخمس سنوات الأولى من تأسيسه، حيث سعى الحزب لترسيخ قواعد الديمقراطية السليمة خلال حكم الرئيس السادات، وأيضا الرئيس محمد حسنى مبارك ، كما تصدى حزب التجمع خلال هذه الفترة لكل القوانين المعادية للديمقراطية ودعا إلى تنظيم الجماهير والطبقات الشعبية فى تشكيلات ديمقراطية. كما نجح فى تأسيس اتحاد الفلاحين المصريين ولجان الدفاع عن القطاع العام، فضلا عن وقوفه إلى جانب العمال فى الحصول على حقوقهم ،وإحتضن الإتحاد العام لنقابات أصحاب المعاشات ،ووقفت قياداته ونوابه مساندة ومدافعة عن حجقوق ومطالب أصحاب المعاشات. كما خاض معارك الانتخابات التكميلية والعامة وكشف تزييف الانتخابات،كما خاض نواب الحزب الذي كانوا أسودا داخل البرلمان معارك قوية ومؤثرة ،وضربوا أمثلة للبرلماني الحق والواعي والمثقف..وفى 27 يونيو عام 1985 عقد المؤتمر الثانى لحزب التجمع، وكان الهدف منه تحقيق المزيد من الوحدة السياسية والفكرية ورفع الوعى السياسى لعضوية الحزب وكوادره وتحديد خط سياسى له، إلى جانب تعزيز عملية بناء الهياكل الحزبية لضرورة تأكيد وإرساء قواعد الديمقراطية من خلال ضمان صحة العملية الانتخابية وإقامة مجتمع اشتراكى يختفى فيه استغلال الإنسان للإنسان، والنضال ضد التدهور المستمر فى مستوى المعيشه الجماهيرية. وعلى مدار تاريخ “الحزب” جرى ترسيخ مبدأ الديمقراطية الحقيقية داخل الحزب بعد الترشح للمواقع القيادية اكثر من دورتين فقط مما يسمح بتجديد الدماء داخل “الحزب” إعطاء نموذج عملي للديمقراطية التي ينادي بها الحزب منذ تأسيسه على يد زعيمه خالد محي الدين ثم د. رفعت السعيد ،وحتى اليوم بقيادة رئيسه النائب سيد عبدالعال ،حيث يمارس الحزب كل أشكال النضال من إجل أيضا خطوات فورية للحد من التبعية فى مجال الغذاء، وتبنى سياسة زراعية تستهدف رفع إنتاج الحبوب خصوصا القمح، والنضال لإفشال المخطط الاستعمارى الذى عمل على إثارة كل ألوان الخلافات الدينية والقومية والطائفية والتصدى لجميع أشكال التمييز الطبقى والطائفى وكل ألوان القهر التى تمارس باسم الدين، وأيضا النضال ضد الممارسات المعادية لوحدة الشعب، وإقامة أوسع جبهة وطنية ديمقراطية عربية تضم كل الأحزاب والجماعات والقوى السياسية والتنظيمات الشعبية بلا تمييز، والدفاع عن حقوق الإنسان العربى، و تشديد النضال ضد الصهيونية والقوى المتحالفة معهم فى الوطن العربي،إضافة إلى معاركة في مواجهة “التأسلم السياسي” و”قوى التطرف والإرهاب” فقد كان في مقدمة الصفوف في محاربة هؤلاء بالفكر ،وفضح مخططاتهم ..كما يمتلك الحزب صحيفة الأهالي الناطقة بلسانه ،والتي خاضت أشرس المعاركة ضد التبعية والتطبيع ،ودافعت بقوة عن المال العام ،والقطاع العام ،وكانت ولا زالت الصوت الوطني للجماهير الفقيرة ،والبسطاء من أبناء هذا الشعب العظيم ..وحسب تصريحات قيادات “الحزب” الحالية فإن “الحزب” يمتلك خارطة طريق مستقبلية للإستمرار في الدفاع عن حقوق الوطن والمواطن وإستقلالهما ،وحقهما في العيش بكرامة وحرية.