تسعى واشنطون جاهدة مع حلفاء لها في منطقة الشرق الأوسط إلى الإسراع في خطتها بتنفيذ ما أسمته “صفقة القرن” بينما يطلق عليها المعارضون “سرقة القرن” لما تحمله من تدخلات سافرة من الولاياتالمتحدةالامريكية لصالح حليفتها إسرائيل بإعادة تشكيل حدود المنطقة لصالح “الإحتلال” ..ومنذ ساعات بحث نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في الدوحة، مع جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي ما يسمى ب “صفقة القرن”.وذكرت الخارجية القطرية أن الجانبين بحثا “العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها، وتطورات الأوضاع في المنطقة، لاسيما جهود عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين”!!”، بالإضافة إلى الأمور ذات الاهتمام المشترك”.وقالت الوزارة إن مساعد الرئيس الأمريكي والمبعوث الخاص للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، والمبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران برايان هوك حضرا الاجتماع.وقد بحث كوشنر مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الأربعاء الماضي في أنقرة خطة واشنطن ” للسلام” في الشرق الأوسط، المعروفة ب “صفقة القرن”.وقبل ذلك زار كوشنر السعودية حيث التقى الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان، وبحث معهما “التعاون المتزايد” بين الولاياتالمتحدة والمملكة السعودية، و”جهود إدارة ترامب الرامية لإحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين”، بالإضافة إلى “سبل تحسين الظروف في المنطقة بأكملها عبر الاستثمارات الاقتصادية”.وتأتي هذه الجولة الشرق أوسطية الجديدة بهدف البحث عن الدعم الإقليمي لخطة السلام الأمريكية بين الإسرائيليين والفلسطينيين المعروفة ب “صفقة القرن”…ونقلت صحيفة “القدس” الفلسطينية عن مصادر وصفتها بالمطلعة في العاصمة الأمريكيةواشنطن، قولها إن معالم الخطة المعروفة ب”صفقة القرن” اكتملت. وتضمن التقرير الذي نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني أمس ، مفاجأة صادمة للشعوب العربية المترقبة، إذ أن الصفقة “لا تتضمن الاعتراف بدولة فلسطينية وعاصمتها القدس، بل تقوم على أساس إعطاء قطاع غزة حكما ذاتيا يرتبط بعلاقات سياسية مع مناطق حكم ذاتي في مناطق الضفة الغربية، التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية، وإجراء مفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل بشأن مستقبل المنطقة (ج)”.وفيما يتعلق بالشق الأمني “ستتم إزالة معظم الحواجز العسكرية الإسرائيلية بما يضمن حرية حركة الفلسطينيين لأعمالهم ومدارسهم ومستشفياتهم، والحرية التجارية في المناطق الفلسطينية، ولكن المسؤولية الأمنية ستبقى بيد إسرائيل بشكل كامل، حتى منطقة الأغوار”.وتشمل الخطة أيضا تعزيز الشراكة بين الأردن والفلسطينيين وإسرائيل، في إدارة المسجد الأقصى وضمان وصول المصلين إليه، وفقا للتقرير.أما بالنسبة للمستوطنات فستقسم إلى ما يسمى بالكتل الكبرى التي ستُضم رسمياً ل “إسرائيل”، والمستوطنات الأخرى المقامة خارج الكتل الكبرى، وستبقى هي الأخرى أيضا تحت السيطرة الإسرائيلية ولكن دون توسيعها، أما النقاط الاستيطانية العشوائية فسيتم تفكيكها.وأكد المصدر الذي طلب عدم كشف هويته بأن الخطة (صفقة العصر) لا تشمل تبادل أراضي، كون مسألة الدولة الفلسطينية المستقلة على أراضي عام 1967 وعاصمتها القدس لم تعد واردة “بل ستكون هناك تعويضات سخية للفلسطينيين الذي باستطاعتهم إثبات ملكيتهم لهذه الأراضي بشكل مباشر”.وحول قضية اللاجئين الفلسطينيين، فان “صفقة القرن” تعتبر أن عدد اللاجئين الفلسطينيين يتراوح بين 30 ألف إلى 60 ألف شخص فقط، وسيتم إعادة توطينهم في مناطق الحكم الذاتي الفلسطينية في الضفة أو في قطاع غزة إن أرادوا ذلك، فيما سيتم تشكيل صندوق لتعويض أحفاد الذين “اضطروا” لمغادرة قراهم وبلداتهم ومدنهم خلال حرب 1948 دون تصنيفهم كلاجئين.وتركز الخطة على “المحفزات الاقتصادي” التي تشمل بناء ميناء كبير في غزة وتواصل بري بين غزة والضفة الغربية “ووسائل خلاقة للنقل الجوي من وإلى غزة للبشر وللبضائع” بحسب المصدر، وتعزيز قطاع الإنتاج التكنولوجي في المنطقة (أ)”.وأنهى جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبير مستشاريه، برفقة مبعوث ترامب للمفاوضات الدولية، جيسون غرينبلات الجزء الأول من جولتهما التي شملت عُمان والبحرين والامارات العربية الثلاثاء، بالإضافة الى تركيا.ويستهدف المسؤولان الأمريكيان الترويج لخطة تقوم على استثمار عشرات المليارات من الدولارات في الأراضي الفلسطينية من قبل هذه الدول الغنية كجزء من خطة ترامب المعروفة ب”صفقة القرن” التي وعد بها ترامب منذ فترة طويلة.وقال كوشنر، الذي عمل خلال العامين الماضيين وغرينبلات وسفير ترامب في إسرائيل ديفيد فريدمان، على مخطط الرئيس ترامب لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خلال جولته بأن الخطة الاقتصادية ستكون حاسمة في خلق بيئة يمكن فيها للجانبين تقديم التنازلات السياسية اللازمة. *عبدالوهاب خضر .