شارك على أبو شادي فى العديد من لجان التحكيم فى المهرجانات السينمائية المصرية والعربية ولجان التحكيم الدولية للاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي)، كما ترأس تحرير مجلتي «سينما» و«الثقافة الجديدة»، وكتب عشرات من المطبوعات فى مصر والعالم العربي. أعد الناقد السينمائي عددًا من أهم البرامج التلفزيونية المتخصصة فى السينما مثل «ذاكرة السينما» و«سينما لا تكذب»، وتمت ترجمة بعض أبحاثه ودراساته إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، كما ان له أكثر من عشرين كتابا منشورا من أبرزها «سحر السينما»، «كلاسيكيات السينما المصرية» وهو ثلاثة أجزاء، و«السينما والسياسة». كما تولى الراحل العديد من المناصب منها، رئيس المركز القومي للسينما من 2001 إلى 2008، رئيس المهرجان القومي للسينما المصرية من 1998 وحتى 2010، ورئيس مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام القصيرة والتسجيلية من عام 2002 وحتى 2010. كما تولى منصب رئيس الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية مرتين من 1996 وحتى 1999، ومن 2004 حتى 2009، وأمين اللجنة العليا للمهرجانات 2001 إلى 2008، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العليا لقصور الثقافة 1999 حتى 2001، والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة عام 2007. حرية الفن انتقد أبو شادي وضع قيود على الأعمال الفنية، وتقييد حرية الإبداع، رغم تقلده رئاسة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية لفترتين، مؤكداً أن الإبداع لا يمكن تقييده، مصرحاً بأنه مع إلغاء الرقابة، ليطلق لقلمه العنان مدافعاً عن الأعمال الفنية التي نالتها المصنفات بالحذف تارة والمنع أخري، ومنها دفاعه عن فيلم «البريء» للمخرج عاطف الطيب، بطولة أحمد زكي، وكتب مقالاً تضمن الإشارة إلى ثلاثة من وزراء الدولة وفى مقدمتهم الدفاع والداخلية والثقافة، حيث عنونه ب «3 وزراء يغتالون فيلماً»، ليدافع فيه عن مشهد النهاية الذي حذف، واصفاً إياه بأنه لحظة إدانة كاملة، لكل نظام يعذب ويعامل معارضيه بهذه الصورة الموجعة، ونبوءة حقيقية لما حدث فيما بعد، وما يُعرف باسم «ثورة الأمن المركزي» عام 1986. لأبو شادي، عدد كبير من المؤلفات المُترجمة، وأخرى ألفها، من بينها: «سحر السينما»، «كلاسيكيات السينما المصرية» فى 3 أجزاء، «السينما التسجيلية فى السبعينيات»، «أبيض وأسود»، «لغة السينما»، «كمال الشناوي.. شمس لا تغيب»، «وقائع السينما المصرية فى 100 عام»، «الفن بين العمامة والدولة»، «السينما والسياسة»، الفيلم السينمائي، أفلامنا التسجيلية وجوائزها الدولية، أحمد راشد.. عيون تعشق الحياة، السينما المصرية 94، من أفلام التسعينيات. ودافع الناقد الراحل عن آرائه ومقالاته التي تعبر عنه قائلا:،»لا أحد يستطيع أن ينكر أن ما يكتبه هو جزء من ذاته»، مضيفًا «أؤكد أن مؤلفاتي هي ذاتي، مواقفي، رؤيتي، حاولت قدر ما استطعت أن أترجم ما بداخلي، وقناعاتي على ورق». ذاكرة النقد فى الوقت نفسه فقد نعي المثقفون والأدباء والفنانون، رحيل الناقد والمؤرخ على أبوشادي عن عمر 72 عاماً، مؤكدين أنه قيمة وقامة أثرت فى الحياة الثقافية وتركت بصمات مؤثرة ستظل نبراساً فى ذاكرة النقد الأدبي. وقالت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، إن الثقافة المصرية والعربية فقدت قيمة وقامة كبيرة، باعتبار الراحل أحد أهم الباحثين والنقاد فى مجال السينما، الذين أثروا فى الحياة الثقافية. ولفتت عبد الدايم إلى أن أبو شادي ترك بصمات مؤثرة ستظل نبراساً فى ذاكرة وتاريخ النقد السينمائي. بينما أكد الدكتور فتحي عبد الوهاب، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، أن الناقد والمؤرخ السينمائى الكبير على أبو شادي فارس من فرسان النقد الفني، ورجل من رجال العمل الثقافي، الذي تولي العديد من المناصب السينمائية الهامة، وكان رئيساً للمهرجان القومي للسينما المصرية الذي ينظمه قطاع الصندوق لعدة سنوات وشهد على يديه العديد من النجاحات العظيمة خلال فترة توليه رئاسته. وأشار الدكتور خالد عبد الجليل، مستشار وزير الثقافة لشئون السينما، ورئيس المركز القومي للسينما، إلى أن الناقد الكبير بمثابة الأب والأخ وله قيمة كبيرة خسر الوسط السينمائي برحيلها الكثير، مشيراً إلى أنه سيظل خالداً بمسيرته المتميزة، خاصة أنه قدم العديد من الإنجازات للوسط السينمائي. أما الناقدة الفنية ماجدة موريس، فشددت على أن رحيله خسارة لا تعوض، خاصة أن بصماته واضحة فى حياة محبي وعشاق السينما والثقافة، مشيرة إلى أنها واحدة ممن تعلمن على يديه. وقالت ماجدة إن الناقد الراحل على أبو شادي واحد من أهم الداعمين للثقافة السينمائية فى مصر، على مدار ما يزيد على 40 عامًا، سواء فى عمله كمسئول عن نوادي السينما فى وزارة الثقافة، أو خلال ندواته بجمعية النقاد أو كتاباته المهمة، مشددة على أنه نموذج للمدير الناجح، والفنان المبدع، والإنسان الرائع، وواحد من أهم من كتبوا عن السينما المصرية. وأشارت الناقدة السينمائية إلى أن أول لقاء جمعها بالراحل فى معهد النقد الفني عندما كانت متدربة فى إحدى الصحف، إلى جانب المؤلف السينمائي فايز غالي ودرية شرف الدين، والكاتب جميل عطية إبراهيم، قائلا: كنا دائما نلتقي بشكل يومي فى محطات الأتوبيس ومقر العمل، لافتة إلى أن معرفتي به كانت فى زمن مبكر جدا، حيث تتبعت حياته عندما استقال من منصبه كموظف فى وزارة المالية ليتفرغ للعمل الثقافي، فعمل بعد ذلك فى الهيئة العامة لقصور الثقافة، وباجتهاده الشديد أصبح رئيسا لنوادي قصور الثقافة، وكان حينئذ النادي لديه سينما أسبوعية فى كل محافظة، يتوافد اليه النقاد من المحافظات كافة لمناقشة الأفلام مع الجمهور. وبعد ذلك كان لقاؤنا عندما كان رئيسا للمركز القومي للسينما وكان حينئذ نشيطا للغاية، بالاضافة لمهرجان الاسماعيلية السينمائي الدولي عندما تولى رئاسته، وكنت آنذاك عضوة فى لجنة المشاهدة واختيار الافلام وكان رئيس اللجنة المخرج الكبير على التهامي، ولم يكن يشعر أحد أنه رئيس وهذه الصفة أهم ما يميزه عن غيره، فكان دائما لنا الصديق والأخ، يجتمع بنا على طاولة واحدة ليستمع إلى الشكاوى والمقترحات، فهو لا يصد أحدا وكان دائما لديه قبول الآخر، وسعة صدره جعلت الجميع يحترمه ويوقره كونه يرفض أن يتميز بموقعه الإداري. وأوضحت ماجدة موريس، ان كل ما يبديه من رأي او نقد كان يحرص ان يقدمه فى الندوات واللقاءات وليس بمنصبه كرئيس، ولا يشعر أحد أنه رئيس أو يتدخل فى الامور مطلقا. دعم الوجوه الشابة وأكدت ماجدة أنه واحد من مؤسسي «جمعية نقاد السينما المصريين» وهي الفرع المصري لاتحاد نقاد الفن فى العالم «فيبريسي»، إلى جانب تبنيه للوجوه الشابة والعمل على مساعدتهم بكل الطرق، فعلي أبو شادي من الشخصيات المليئة بالمحبة ولديه نظرة ثقافية عميقة، بالاضافة لانحيازه الدائم للثقافة الوطنية، كونه من الاشخاص القليلة التي تتميز بهذه الصفات. وتابعت ماجدة، إلى أن اخر لقاء جمع بينهما فى بداية شهر فبراير الجاري أثناء مشاركتها كعضوة فى لجنة التحكيم بمهرجان لجنة الفيلم الأخير رقم «44» والذي يترأسه أبو شادي، وفى الجلسة الأخيرة أدار النقاش بديمقراطية وخفة ظل جميلة حول نتائج اهم الأعمال؛ حتى يستطيع كل عضو من أعضاء اللجنة ان يدلي برأيه ومشاركته بشكل ودي دون تخوف أو اقصاء لأحد. وفى السياق ذاته فقد نعت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور هيثم الحاج على، و الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الدكتور أحمد عواض، الراحل بوصفه فقيداً للثقافة والفن فى مصر والدول العربية. وقف بجانبي فى حين قال عصام زكريا الناقد الفني، إن على ابو شادي سواء على المستوى الشخصي أو العملي قيمة كبيرة لا تتكرر، فهو من النقاد الكبار الذين تعلمنا منهم الكثير، فهو أول ما نشر لي مقالاتي فى مجلة «الثقافة الجديدة» عندما تولي رئاستها وكان حينئذ يدعمني بقوة ويقف بجواري كي أكون شخصا ناجحا. وأضاف عصام زكريا، كنا على لقاء ندوة مشتركة فى معرض القاهرة الدولي للكتاب، فاتصل بي هاتفيا واعتذر لمرضه المفاجئ، فدائما كنا على تواصل ونلتقي. وأوضح النقاد الفني، أن أخر مكالمة جمعت بيني وبين الراحل أبو شادي الخميس الماضي عند مراجعة الكتاب الذي يتحدث عنه وتشاورنا كثيرا بشأن المراجعات ولم أكن أعرف انها «المكالمة الأخيرة بيننا»، فرحيله فقدان للحياة الثقافية والفنية.