محمد معيط: المواطن سيشعر بفروق حقيقية في دخله عندما يصل التضخم ل 5% وتزيد الأجور 13%    خبير اقتصادي يكشف توقعاته لأسعار الدولار والذهب والفائدة في 2026    «إسرائيل: السحر الدين الدم».. كتاب جديد يكشف الأسرار الخفية للدولة العبرية    أمطار غزيرة تغرق خيام النازحين في عدة مناطق بقطاع غزة (فيديو)    الجيش السوداني يستعد لصد هجوم لميليشيا الدعم السريع من الأراضي الإثيوبية    قفزة لليفربول، ترتيب الدوري الإنجليزي بعد فوز مان سيتي وآرسنال وخسارة تشيلسي    نيجيريا تهزم تونس 3-2 وتصعد لدور ال16 بأمم إفريقيا    إخلاء سبيل حمو بيكا من قسم شرطة قصر النيل    الأرصاد تحذر من أمطار ليلة رأس السنة ومنخفض جوي يضرب السواحل الشمالية    حمو بيكا خارج محبسه.. أول صور بعد الإفراج عنه ونهاية أزمة السلاح الأبيض    إيداع أسباب طعن هدير عبدالرازق في قضية التعدي على القيم الأسرية    النيابة العامة تُجري تفتيشاً ل مركز إصلاح وتأهيل المنيا «3»| صور    عمرو أديب يتحدث عن حياته الشخصية بعد انفصاله عن لميس ويسأل خبيرة تاروت: أنا معمولي سحر ولا لأ (فيديو)    كيف يؤثر التمر على الهضم والسكر ؟    وزير الصحة يكرم مسئولة الملف الصحي ب"فيتو" خلال احتفالية يوم الوفاء بأبطال الصحة    طه إسماعيل: هناك لاعبون انتهت صلاحيتهم فى الأهلى وعفا عليهم الزمن    سيف زاهر: هناك عقوبات مالية كبيرة على لاعبى الأهلى عقب توديع كأس مصر    يوفنتوس يعبر اختبار بيزا الصعب بثنائية ويشعل صراع القمة في الكالتشيو    رابطة تجار السيارات عن إغلاق معارض بمدينة نصر: رئيس الحي خد دور البطولة وشمّع المرخص وغير المرخص    سوريا تدين بشدة الاعتراف الإسرائيلي ب«أرض الصومال»    القوات الروسية ترفع العلم الروسي فوق دميتروف في دونيتسك الشعبية    بيزا ضد يوفنتوس.. السيدة العجوز تحسم المواجهة بثنائية نظيفة    حرب تكسير العظام في جولة الحسم بقنا| صراع بين أنصار المرشحين على فيسبوك    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهم في واقعة أطفال اللبيني    أخبار × 24 ساعة.. التموين: تخفيض زمن أداء الخدمة بالمكاتب بعد التحول الرقمى    إصابة 10 أشخاص فى حادث انقلاب مينى باص بمنطقة مدينة نصر    محافظ قنا يوقف تنفيذ قرار إزالة ويُحيل المتورطين للنيابة الإدارية    نجوم الفن ينعون المخرج داوود عبد السيد بكلمات مؤثرة    صحف الشركة المتحدة تحصد 13 جائزة فى الصحافة المصرية 2025.. اليوم السابع فى الصدارة بجوائز عدة.. الوطن تفوز بالقصة الإنسانية والتحقيق.. الدستور تفوز بجوائز الإخراج والبروفايل والمقال الاقتصادى.. صور    الإفتاء توضح حكم التعويض عند الخطأ الطبي    كأس أفريقيا.. نيجيريا تتأهل بثلاثية في تونس    مدرب المصرية للاتصالات: لا أعرف سبب تفريط الأهلى فى مصطفى فوزى بهذه السهولة    المكسرات.. كنز غذائي لصحة أفضل    أشرف زكي بعد واقعة ريهام عبد الغفور: «نحن في بلد قانون.. والقضية لن تنتهي»    انتخابات النواب 2025 بسوهاج.. إقبال كثيف ورقابة شعبية منعت أي تجاوزات| فيديو    خبير اقتصادي: تحسن سعر الصرف وانخفاض التضخم يحدان من موجات الغلاء    تفاوت بين روايتَي واشنطن وأبوجا بشأن الضربات الأمريكية في نيجيريا    أول رد من نيللي كريم على شائعة زواجها من شريف سلامة    رونالدو يشيد بأداء النصر بعد ثلاثية الأخدود: الطريق ما زال طويلًا    محافظ الجيزة يتابع أعمال غلق لجان انتخابات مجلس النواب في اليوم الأول لجولة الإعادة    بشير عبدالفتاح: إسرائيل تسعى إلى تموضع عسكرى فى صومالى لاند    حزم بالجمارك والضرائب العقارية قريبًا لتخفيف الأعباء على المستثمرين والمواطنين    آية عبدالرحمن: كلية القرآن الكريم بطنطا محراب علم ونور    خبيرة تكشف طرق الاختيار السليم للزواج وتوقعات الأبراج 2026    كواليس الاجتماعات السرية قبل النكسة.. قنديل: عبد الناصر حدد موعد الضربة وعامر رد بهو كان نبي؟    خبير نووى: الأوروبيون فقدوا أوراق الضغط وإيران تتحرك بحرية فى ملف التخصيب    معهد بحوث البترول وجامعة بورسعيد يوقعان اتفاقية تعاون استراتيجية لدعم التنمية والابتكار    مسؤول سابق بالخارجية الأمريكية: واشنطن لن تسمح لإسرائيل بشن هجوم على إيران    هل يجوز المسح على الخُفِّ خشية برد الشتاء؟ وما كيفية ذلك ومدته؟.. الإفتاء تجيب    وزير الطاقة بجيبوتي: محطة الطاقة الشمسية في عرتا شهادة على عمق الشراكة مع مصر    بعزيمته قبل خطواته.. العم بهي الدين يتحدى العجز ويشارك في الانتخابات البرلمانية بدشنا في قنا    تعذر وصول رئيس اللجنة 40 بمركز إيتاي البارود لتعرضه لحادث    افتتاح مشروعات تعليمية وخدمية في جامعة بورسعيد بتكلفة 436 مليون جنيه    27 ديسمبر 2025.. أسعار الحديد والاسمنت بالمصانع المحلية اليوم    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المطلوب " انابة " بحكم " المنتهى " !?    المستشفيات الجامعية تقدم خدمات طبية ل 32 مليون مواطن خلال 2025    الصحة: فحص 9 ملايين و759 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج فقدان السمع لدى حديثي الولادة    أخبار × 24 ساعة.. موعد استطلاع هلال شعبان 1447 هجريا وأول أيامه فلكيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد خسارته فى سوريا والعراق.. «داعش»بين الانحسار.. وخيار «الذئاب المنفردة»
نشر في الأهالي يوم 18 - 10 - 2017

من رحم "التوحيد والجهاد فى العراق" خرج تنظيم داعش الإرهابي الى الحياة، ومن باطن الأرض الى سطحها؛ مر التنظيم بمراحل عديدة ما كان لها ان تمر لولا دعم بعض الدول التي أرادت للمنطقة التقسيم والدمار… لكن على مايبدو أن من خرج من باطن الأرض، بالأمس، حاملا رايته السوداء فى العلن، سيعود إليها تارة أخرى..
هزائم متتالية حملتها السنوات الماضية لتنظيم قطع الرؤوس وسبي النساء، خسائر بالجملة تكبدها تنظيم "داعش" تحت ضربات مطرقة الجيش العربي السوري، وسندان جيش العراق، لتفقد دولة الخلافة المزعومة خلال الأعوام الثلاثة الماضية قرابة 70% من الأراضي التي سيطرت عليها من قبل، حيث انحسر أفراد التنظيم فى النصف الثاني من العام الجاري، فى مساحة بلغت 36،200 كيلو متر، بعد أن كان يسيطر على قرابة 100،000 كيلو متر بين سوريا والعراق.
"خارطة مستقبل داعش".. تحت هذا العنوان نشر مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، دراسة حديثة للباحث محمد جمعة، أشارت الى أن الخسائر المتلاحقة لتنظيم "داعش" فى العراق وسوريا، يمكن وصفها بالتلاشي البطيء لما يُسمى ب "دولة الخلافة" التي أعلنها زعيم داعش أبو بكر البغدادي فى العام 2014، ووصل إلى نقطة بات فيها منطقيًا التساؤل حول مصير التنظيم وخلافته المزعومة.
وأشارت الدراسة الى أن مستقبل "داعش" وبقاءها سيتحدد بموجب تفاعل عدد من العوامل، أضعفها أثرًا خيارات التنظيم ذاته. وأقواها ربما يرتبط بخيارات فواعل أخرى. هذا التفاعل المعقد بين فواعل محلية وخارجية، وما يفرزه من تأثيرات، متوقعة وغير متوقعة، سيفضي بالضرورة إلى عدد من المسارات المحتملة لجماعة داعش.
محاور
وقسم الباحث فى دراسته، الاستراتيجيات المعتمدة فى مواجهة داعش إلى أربعة محاور تعتمدها الدول عادة فى التعامل مع التنظيمات الإرهابية بشكل عام، جاء أولها استراتيجية عدم الاشتباك؛ بمعنى الاعتماد بالكامل تقريبا على بلدان أخرى لمواجهة التنظيم الإرهابي. وهو خيار متاح فقط ربما للدول أو البلدان التي لا تواجه تهديدًا مباشرًا من قِبَل التنظيم الإرهابي المراد مواجهته، وذلك على غرار ما فعلت إدارة أوباما عام 2011 عندما انسحبت من الساحة العراقية بشكل سريع، بينما استمر تنظيم "دولة العراق الإسلامية" – التنظيم السابق على داعش- فى تنفيذ هجمات مروعة، وتمدد فى هذا الفراغ الأمني والعسكري.
وقد أشار كتاب نشرته مؤسسة "راند"RAND هذا العام بعنوان "تقويض الدولة الإسلامية" Rolling back the Islamic Stateإلى أن استراتيجية عدم الاشتباك كثيرًا ما أفضت إلى تبعات غير مقصودة وسيئة على امتداد سنوات. فقد فتح الانسحاب الأمريكي من العراق فى 2011 أبواب الجحيم، وساعد على بعث "تنظيم دولة العراق الإسلامية" مرة أخرى وتحوله إلى " تنظيم الدولة الإسلامية- داعش"، وانتشاره عبر الإقليم. كذلك، بعد إعلان إدارة أوباما عام 2014 عن انتهاء مهمة الولايات المتحدة فى أفغانستان، تمكن تنظيم داعش من اختراق الساحة الأفغانية وتكوين خلايا نشطة هناك. أما الاستراتيجية الثانية التي أشارت اليها الدراسة فهي"الاحتواء"؛ بمعنى منع التنظيم الإرهابي من توسيع نطاق سيطرته ونفوذه، لا السعي إلى تقويض تلك السيطرة أو ذاك النفوذ. وغالبا ما تلجأ الدول إلى هذا الخيار إذا لم تكن تستشعر تهديدا مباشرا من التنظيم الإرهابي، وفى الوقت ذاته تتحسب لتبعات توسع نطاق نفوذه وتأثيره.
وقد اتبعت إدارة أوباما هذا الخيار بالفعل منذ ربيع وصيف 2014"وحتى أواخر العام 2015" بعد هجمات داعش الكثيفة فى الأنبار والموصل. وركزت فى البداية على احتواء التهديد والمساعدة فى الدفاع عن بغداد. إلا أن هذه الاستراتيجية ثبت أنها غير ناجحة بالمرة. فمن غير المرجح على الإطلاق أن يؤدي تقليم أظافر تنظيم إرهابي عابر للحدود مثل داعش إلى انهيار التنظيم، أو تشظيه بمرور الوقت. أيضًا، فإن ملاحقة منصات داعش الدعائية عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، تصبح أصعب بمرور الوقت. إذ أثبتت عناصر التنظيم قدرتها على تجاوز آليات الحظر والمراقبة، وتوظيف منصات التواصل الاجتماعي بشكل ماهر وفعال.
بينما كان الأخطر من تبني فواعل مهمة – سواء إقليمية أودولية – هذا الخيار فى البداية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، المساهمة فى إطالة عمر التنظيم ولم يفض إلى تخفيض سقف المخاطر بالمرة، بحيث إنه وحتى بافتراض تفكك تنظيم داعش وانهياره الآن، فإن خطر عناصره سيظل قائما بعد أن بات للتنظيم قواعد وملاذات منتشرة داخل وخارج مناطق الصراع.
"التقويض عن بعد".. هي الاستراتيجية الثالثة التي أشارت إليها الدراسة، وتعتمد على فواعل أخرى محلية من غير الدول، مع دعمها بقوات عمليات خاصة وأجهزة استخباراتية وقوات جوية تابعة للدول التي تواجه التنظيم. وهذه الاستراتيجية هي التي تتبناها الولايات المتحدة حاليا لمواجهة تنظيم داعش، وإغلاق الدائرة عليه فى معاقله الرئيسية فى العراق وسوريا، وتجريده من قواعد ونطاقات سيطرته على أراض بداخل البلدين، وأيضًا الجماعات الموالية له فى مواضع أخرى مثل ليبيا، نيجيريا وأفغانستان.
وهنا أشار الباحث إلى أن استراتيجية تجريد داعش من قواعده على الأرض، لا تهدف إلى القضاء عليه، بل تقويض قدرة وكفاءة التنظيم على تنفيذ عمليات إرهابية ضخمة ومعقدة، وأيضًا قدرته على إلهام تنظيمات أخرى تحاكيه أو تتماهى معه. الأمر الآخر أن تنفيذ خطة ترتكز على "التقويض عن بعد" يتطلب فترة زمنية طويلة نسبيا، ربما سنوات. ما يعني أنه سيكون أمام التنظيم فرصا للتعافى أو الانتقال إلى ساحات أخرى، وربما تفكيك نفسه انتظارا للحظة أخرى مواتية للصعود من جديد.
بينما تقوم الاستراتيجية الرابعة "التقويض الشامل"على شقين. أولهما، الاشتباك العسكري الكثيف، وذلك بنشر قوات نظامية كثيفة والاشتباك مع التنظيم عسكريا، بهدف تجريد التنظيم من كل مكاسبه التي حققها، وحرمانه من معاقله، وبالتالي إضعاف التنظيم ثم القضاء عليه. وهذه هي أسرع استراتيجيات القضاء على التنظيمات الإرهابية، إلا أنها تنطوي على عقبات ومخاطر، على رأسها تهديد حياة المدنيين وممتلكاتهم. إذ أن التنظيمات الإرهابية، مثل داعش وفروعها، تعمل وتختبئ وسط المدن والقرى. كما أن نشر قوات كثيفة بهذا الشكل، وأيضًا استخدام أدوات الحروب النظامية الشاملة لابد وأن يفضي إلى خسائر بين المدنيين، الأمر الذي قد يكون له تبعات سياسية واجتماعية خطيرة.
برنامج
أما الشق الثاني من استراتيجية التقويض الشامل، يقوم على وجود برنامج شامل ومحدد المدة لملء الفراغ الناتج عن تقويض التنظيم، وإعادة بناء ما تهدم بفعل عملياته، وأيضًا أعمال مكافحة الإرهاب. ناهيك عن أهمية التأهيل النفسي والثقافى للأهالي الذين خضعوا لتجارب شديدة القسوة بداية من السقوط بين فكي التنظيم، ثم ما لحق بهم من خسائر وما تعرضوا له من محن حتى نجاح عمليات مكافحة الإرهاب.
وأكد الباحث محمد جمعة، أن هذه البرامج تتطلب تعاونا ومساندة دولية، وأيضًا وضعًا اقتصاديًا مستقرًا داخل البلد المهدد من قِبَل التنظيم. وبما أن معظم البلدان التي تعاني من تهديد مباشر من قِبَل داعش وفروعه تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية، فإنه ليس من المنتظر أن يتحقق هذا الشق الحيوي من استراتيجية التقويض الشامل بشكل مرضي. وبالتالي، فإنه وبعد انتهاء أعمال مكافحة الإرهاب، وانسحاب القوات النظامية، سينشأ فراغ ومساحة لبعث التنظيم الإرهابي من جديد، أو تملأه فواعل أخرى إرهابية ومتطرفة أيضًا.
تحت الأرض
أظهرت دراسات سابقة أُجريت على حركات وتنظيمات إرهابية ومتمردة أن هزيمة تنظيم مسلح أو متمرد أو إرهابي – خاصة التنظيمات ذات الطابع الديني أو الأيديولوجي- نادرا ما تفضي إلى انهيار التنظيم أو اختفائه. وتبين دراسة تاريخ تنظيم داعش نفسه منذ كان يسمى بتنظيم "التوحيد والجهاد فى العراق"، أن الجماعات قادرة على تجاوز الخسائر، والعودة إلى مراحل مبكرة من العمل والتنظيم. ففى الوقت الذي كان فيه "داعش" والجماعات السابقة عليه يركز اهتمامه على السيطرة على مناطق وأهالي متعاطفين معه فى الماضي، فقد أظهر أيضًا قدرة ملحوظة على البقاء من دون السيطرة على أي أراض، كما كان الحال خلال الفترة من 2008 وحتى 2013.
"إننا لم نزل بحاجة لإيقاظ العقل المصري والعربي والإسلامي كي ينهض ليشكل بذاته حاضنة لفكر تقدمي وليبرالي يسهم فى تحويل مناهضة التطرف، سواء أتى فكراً أو تفجر عنفاً، إلى مسار شعبي يصعب اختراقه واصطياد شبابه إلى جهنم التطرف…" ربما تختصر الكلمات السابقة- من أوراق الراحل الدكتور رفعت السعيد- رؤيته لمواجهة الجماعات المتطرفة فكريا وتكوين حاضنة تقدمية لمواجهة التطرف وجماعات الإرهاب.
وكتب السعيد : "أن تكلفة الإرهاب والصراع ضده فى البلدان العربية، تبلغ 5.1 تريليونات دولار و500 مليار قيمة دمار البنية التحتية."، وأشار إلى أن هناك دولا كبرى رغم ارتدائها ثوب مكافحة تنظيم داعش إلا أنها هي الممول الرئيسي والراعي الفعلي للإرهاب، وتربك العالم أجمع بإطلاق عشرات التعريفات المختلفة لكلمة إرهاب، مؤكدا على ضرورة فهم طبيعة الصراع وأهدافه، وتحديد الحلفاء والخصوم قبل الحرب على الإرهاب. كما جاء فى أوراق "السعيد"؛ أن هناك 5000 مواطن أوروبي يحاربون فى صفوف داعش، 10% منهم من معتنقي الإسلام حديثاً، والنسبة الأكبر أتت من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا. ويوجد 8000 من تنظيمي داعش والقاعدة فى دول المغرب العربي، و1700 فى دول البلقان و300 فى مصر. مشيرا بعد هذه الأرقام والإحصائيات الى تصريح ترامب فى حملته الانتخابية القائل : «يمكن أن ندمر الإرهابيين فى ليبيا بشرط أن نأخذ بالمقابل نصف بترولها».
وعلى جانب آخر، يرى "السعيد" أن لدينا إعلاما مشبوها يمزق بسكاكين التطرف الاستقرار العقلاني عبر بث برامج متطرفة مليئة بالكذب والافتراءات والتشدد وتفتيت المجتمع وتغرس فى أعمق أعماق الناس التعصب والتطرف ورفض العقل والعلم واحترام الآخر، فتضع «فيروس» التطرف عميقاً فى العقل فيصبح الأفراد أدوات تحمي التخلف والتطرف والتعصب والقائلين بكل ذلك. وتعرض كل من ينطقون بالوعي والعلم والمنطق والإسلام الصحيح لهجوم عاصف، فيأتي سلاح التأسلم ليغرس فى قلوبنا ما يحمى المتأسلمين، ويحاصر ويهاجم دعاة التقدم.
لم تنته
"داعش لم تنته… بل انتهى دورها".. هو ما قاله الشيخ نبيل نعيم، القيادي السابق بتنظيم الجهاد، مؤكدا أن هناك دول كبرى دعمت التنظيم لتنفيذ مهام تخريبية بالمنطقة، نجح التنظيم فى تنفيذ العديد منها، تمثل فى تدمير سوريا وليبيا والعراق، وفشل فى مهام أخرى من بينها إسقاط الأسد من على رأس السلطة فى سوريا، ومحاولات فرض السيطرة وبناء التنظيم فى سيناء، موضحا أن خسائر التنظيم وفشلة فى تنفيذ أهم أهدافه كان السبب الرئيسي لإعلان انتهاء مهامه من قبل رعاته ومموليه سواء من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، أو من الدول العربية التي مولته ودعمته مثل قطر والمملكة العربية السعودية.
وأضاف "نعيم" أن قيادات تنظيم داعش تحظى بحماية من دول كبرى، ولن يمسهم أي سوء، موضحا أن الجيش والمخابرات الأمريكية اتفقا مع الجيش العراقي قبل معركة تحرير الموصل على إخراج ثلاثين قيادة داعشية من ضمنهم عشرة دواعش ضباط بالموساد الإسرائيلي من أصول عربية، وتم ضبط أحدهم قبل أيام بالأراضي الليبية، مشيرا الى أن التنظيم يقوم الان بنقل عدد كبير من مقاتليه من أراضي العراق والشام الى ليبيا.
وأكد "نعيم" أن تنظيم داعش سيتحول الى تنظيمات عنقودية منفصلة عن بعضها البعض، وليس بالضرورة أن تعمل هذه التنظيمات تحت قيادة واحدة ووفق مخطط كبير، لكنها قد تعيد بناء نفسها فى صورة تنظيمات صغيرة، تضم عناصر جديدة من حاملي نفس الأفكار المتطرفة والإرهابية، وتعمل وفق مخططات خاصة بها وأهداف محددة تتعلق بالبلدان التي قد ينشأ بها التنظيم او يفر إليها عناصرة، مضيفا انه اينما وجد الفكر التكفيري وجدت داعش، وأن الأفكار الخبيثة لا تقتلها طلقات الرصاص، بل تقتلها الأفكار الصحيحة والمواجهة الفكرية السليمة.
تحذيرات
بينما يرى سامح عيد، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، أن تنظيم داعش سيظل موجودا رغم انحساره والهزائم التي لحقت به خلال الفترة الأخيرة، لكنه سيتحول من إدارة الأرض والمرافق الى العمليات النوعية والعمل العسكري، مؤكدا أن الدول التي دعمت التنظيم ومولته سيكون لها نصيب من هذه العمليات الإرهابية. مضيفا ان القضاء على التنظيم بصورة كاملة ونهائية لن يحدث بالحروب والمواجهة الأمنية فقط، محذرا من خطورة العائدين من داعش بعد الهزائم التي لحقت بهم.
وأشار عيد، الى تجربة أفغانستان، والتي شكلت خلال فترات سابقة حاضنة للجماعات الإرهابية وعناصرها، حيث خرج منها آلاف العناصر الإرهابية الى مناطق التوتر والصراعات، ومنها اليمن والصومال وغيرها من الدول، وقاموا بتنفيذ عمليات عسكرية بها، موضحا أن داعش هي النسخة الأكثر عنفا وقبحا من الجماعات الإرهابية، وان التنظيم لن ينتهي بمجرد تحرير الأرضي التي يسيطر عليها.
وقال أحمد بان، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، ان فكرة مواجهة تنظيم داعش والقضاء عليه بشكل كامل، لها شروط موضوعية قد يصعب تحقيقها فى مصر، موضحا أن ظهور هذه المجموعات المتطرفة وبروزها بصورة كبيرة، ما هو إلا نتاج لضعف الدولة الوطنية فى مصر، وهذا الضعف لا نعني به الضعف الأمني، لكنه ضعف فى التعاطي مع الأفكار المتطرفة، وضعف عملية التنشئة الإجتماعية، وأيضا ضعف فى الممارسة السياسية وفضائها المغلق، مؤكدا أن هذه العوامل ربما تكون أعظم تأثيرا من الجهد الأمني.
واستبعد "بان" أن تشكل العناصر الإرهابية الفارة من داعش أي خطورة على مصر، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية على علم بكل المنضمين إلى هذه الجماعات، وأن أغلب عناصرها موضوعة على قوائم الترقب والوصول. لكنه ومن ناحية أخرى يرى ان التنظيم وحملة أفكاره موجودون بالفعل فى مصر ومختلف الدول، وأن قتل الأفكار المتطرفة ومواجهتها بالفكر السليم والقضاء عليها أفضل من قتل حاملها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.