بعد تبديد أموال رأس الحكمة..الدولار يعاود الارتفاع أمام الجنيه فى البنوك والسوق السوداء    «القاهرة الإخبارية»: فرنسا ترفض التصعيد الإسرائيلي في رفح الفلسطينية    توقف خط نقل الكهرباء بين السويد وليتوانيا عن العمل    توماس مولر: مواجهة ريال مدريد ستكون مختلفة.. ويمكننا اللعب أمامهم بشكل جيد    جدول ترتيب الدوري المصري قبل مباراة بيراميدز ضد فيوتشر    كلوب عن صلاح عندما تألق    الاضطرابات مستمرة.. «الأرصاد» توضح حالة الطقس غدا الثلاثاء    التفاصيل الكاملة لحادث دهس مطرب المهرجانات عصام صاصا لشاب على الدائري    أمينة الفتوى تكشف سببا خطيراً من أسباب الابتزاز الجنسي    لقاء علمي كبير بمسجد السلطان أحمد شاه بماليزيا احتفاءً برئيس جامعة الأزهر    ارتفاع عدد ق.تلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصا .. شاهد    أمير قطر ورئيس وزراء إسبانيا يبحثان هاتفيًا الاجتياح الإسرائيلي المرتقب لرفح    شباب الصحفيين عن إنشاء مدينة "السيسي" الجديدة في سيناء: رد الجميل لقائد البناء والتعمير    ننشر استعدادات مدارس الجيزة للامتحانات.. وجداول المواد لكافة الطلاب (صور)    استعدادا لفصل الصيف.. السكرتير العام المساعد بأسوان يتابع مشروعات مياه الشرب والصرف    الدوري الإماراتي، العين يتقدم على خورفكان بهدف نظيف بالشوط الأول (فيديو وصور)    محافظ مطروح: "أهل مصر" فرصة للتعرف على الثقافات المختلفة للمحافظات الحدودية    المصريون يحتفلون بأعياد الربيع.. وحدائق الري بالقناطر الخيرية والمركز الثقافي الأفريقي بأسوان والنصب التذكاري بالسد العالي يستعدون لاستقبال الزوار    هلال "ذو القعدة" يحدد إجازة عيد الأضحى|9 أيام رسميا من هذا الوقت    متضيعش فلوسك.. اشتري أفضل هاتف رائد من Oppo بربع سعر iPhone    وزير النقل يتابع إجراءات الأمن والسلامة للمراكب النيلية خلال احتفالات شم النسيم    محافظ المنيا يوجه بتنظيم حملات لتطهير الترع والمجارى المائية بالمراكز    في ذكرى ميلادها.. كيف تحدثت ماجدة الصباحي عن يسرا وإلهام شاهين؟    المخرج فراس نعنع عضوًا بلجنة تحكيم مهرجان بردية لسينما الومضة    برعاية الاتحاد العربي للإعلام السياحي.. انطلاق سوق السفر العربي في دبي وحضور غير مسبوق| صور    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    كيفية قضاء الصلوات الفائتة.. الأزهر للفتوى الإلكترونية يكشف عن أفضل طريقة    خطأ شائع في تحضير الفسيخ يهدد حياتك- طبيب تغذية يحذر    الصحة تعلن إجراء 4095 عملية رمد متنوعة مجانا ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار    ختام فعاليات المؤتمر الرابع لجراحة العظام بطب قنا    ‫ إزالة الإعلانات المخالفة في حملات بمدينتي دمياط الجديدة والعاشر من رمضان    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    إصابه زوج وزوجته بطعنات وكدمات خلال مشاجرتهما أمام بنك في أسيوط    أبرزهم «السندريلا» وفريد الأطرش .. كيف احتفل نجوم الزمن الجميل بعيد الربيع؟ (تقرير)    في العام الحالي.. نظام أسئلة الثانوية العامة المقالية.. «التعليم» توضح    في خطوتين فقط.. حضري سلطة بطارخ الرنجة (المقادير وطريقة التجهيز)    مصرع شخصين وإصابة 3 في حادث سيارة ملاكي ودراجة نارية بالوادي الجديد    المستشار حامد شعبان سليم يكتب :الرسالة رقم [16]بنى 000 إن كنت تريدها فاطلبها 00!    بعد إصابته بالسرطان.. نانسي عجرم توجه رسالة ل محمد عبده    باحث فلسطيني: صواريخ حماس على كرم أبو سالم عجّلت بعملية رفح الفلسطينية    مفوضية الاتحاد الأوروبي تقدم شهادة بتعافي حكم القانون في بولندا    مصر تحقق الميدالية الذهبية فى بطولة الجائزة الكبرى للسيف بكوريا    "كبير عائلة ياسين مع السلامة".. رانيا محمود ياسين تنعى شقيق والدها    وسيم السيسي: قصة انشقاق البحر الأحمر المنسوبة لسيدنا موسى غير صحيحة    على مائدة إفطار.. البابا تواضروس يلتقي أحبار الكنيسة في دير السريان (صور)    غدا.. إطلاق المنظومة الإلكترونية لطلبات التصالح في مخالفات البناء    إيرادات علي ربيع تتراجع في دور العرض.. تعرف على إيرادات فيلم ع الماشي    هل أنت مدمن سكريات؟- 7 مشروبات تساعدك على التعافي    ضبط 156 كيلو لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمنيا    التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    فشل في حمايتنا.. متظاهر يطالب باستقالة نتنياهو خلال مراسم إكليل المحرقة| فيديو    مفاجأة عاجلة.. الأهلي يتفق مع النجم التونسي على الرحيل بنهاية الموسم الجاري    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    بالصور.. الأمطار تتساقط على كفر الشيخ في ليلة شم النسيم    وفد جامعة بيتاجورسك الروسية يزور مطرانية أسيوط للاحتفال بعيد القيامة    استشهاد طفلان وسيدتان جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي الجنينة شرق رفح    تعليق ناري ل عمرو الدردير بشأن هزيمة الزمالك من سموحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد خسارته فى سوريا والعراق.. «داعش»بين الانحسار.. وخيار «الذئاب المنفردة»
نشر في الأهالي يوم 18 - 10 - 2017

من رحم "التوحيد والجهاد فى العراق" خرج تنظيم داعش الإرهابي الى الحياة، ومن باطن الأرض الى سطحها؛ مر التنظيم بمراحل عديدة ما كان لها ان تمر لولا دعم بعض الدول التي أرادت للمنطقة التقسيم والدمار… لكن على مايبدو أن من خرج من باطن الأرض، بالأمس، حاملا رايته السوداء فى العلن، سيعود إليها تارة أخرى..
هزائم متتالية حملتها السنوات الماضية لتنظيم قطع الرؤوس وسبي النساء، خسائر بالجملة تكبدها تنظيم "داعش" تحت ضربات مطرقة الجيش العربي السوري، وسندان جيش العراق، لتفقد دولة الخلافة المزعومة خلال الأعوام الثلاثة الماضية قرابة 70% من الأراضي التي سيطرت عليها من قبل، حيث انحسر أفراد التنظيم فى النصف الثاني من العام الجاري، فى مساحة بلغت 36،200 كيلو متر، بعد أن كان يسيطر على قرابة 100،000 كيلو متر بين سوريا والعراق.
"خارطة مستقبل داعش".. تحت هذا العنوان نشر مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، دراسة حديثة للباحث محمد جمعة، أشارت الى أن الخسائر المتلاحقة لتنظيم "داعش" فى العراق وسوريا، يمكن وصفها بالتلاشي البطيء لما يُسمى ب "دولة الخلافة" التي أعلنها زعيم داعش أبو بكر البغدادي فى العام 2014، ووصل إلى نقطة بات فيها منطقيًا التساؤل حول مصير التنظيم وخلافته المزعومة.
وأشارت الدراسة الى أن مستقبل "داعش" وبقاءها سيتحدد بموجب تفاعل عدد من العوامل، أضعفها أثرًا خيارات التنظيم ذاته. وأقواها ربما يرتبط بخيارات فواعل أخرى. هذا التفاعل المعقد بين فواعل محلية وخارجية، وما يفرزه من تأثيرات، متوقعة وغير متوقعة، سيفضي بالضرورة إلى عدد من المسارات المحتملة لجماعة داعش.
محاور
وقسم الباحث فى دراسته، الاستراتيجيات المعتمدة فى مواجهة داعش إلى أربعة محاور تعتمدها الدول عادة فى التعامل مع التنظيمات الإرهابية بشكل عام، جاء أولها استراتيجية عدم الاشتباك؛ بمعنى الاعتماد بالكامل تقريبا على بلدان أخرى لمواجهة التنظيم الإرهابي. وهو خيار متاح فقط ربما للدول أو البلدان التي لا تواجه تهديدًا مباشرًا من قِبَل التنظيم الإرهابي المراد مواجهته، وذلك على غرار ما فعلت إدارة أوباما عام 2011 عندما انسحبت من الساحة العراقية بشكل سريع، بينما استمر تنظيم "دولة العراق الإسلامية" – التنظيم السابق على داعش- فى تنفيذ هجمات مروعة، وتمدد فى هذا الفراغ الأمني والعسكري.
وقد أشار كتاب نشرته مؤسسة "راند"RAND هذا العام بعنوان "تقويض الدولة الإسلامية" Rolling back the Islamic Stateإلى أن استراتيجية عدم الاشتباك كثيرًا ما أفضت إلى تبعات غير مقصودة وسيئة على امتداد سنوات. فقد فتح الانسحاب الأمريكي من العراق فى 2011 أبواب الجحيم، وساعد على بعث "تنظيم دولة العراق الإسلامية" مرة أخرى وتحوله إلى " تنظيم الدولة الإسلامية- داعش"، وانتشاره عبر الإقليم. كذلك، بعد إعلان إدارة أوباما عام 2014 عن انتهاء مهمة الولايات المتحدة فى أفغانستان، تمكن تنظيم داعش من اختراق الساحة الأفغانية وتكوين خلايا نشطة هناك. أما الاستراتيجية الثانية التي أشارت اليها الدراسة فهي"الاحتواء"؛ بمعنى منع التنظيم الإرهابي من توسيع نطاق سيطرته ونفوذه، لا السعي إلى تقويض تلك السيطرة أو ذاك النفوذ. وغالبا ما تلجأ الدول إلى هذا الخيار إذا لم تكن تستشعر تهديدا مباشرا من التنظيم الإرهابي، وفى الوقت ذاته تتحسب لتبعات توسع نطاق نفوذه وتأثيره.
وقد اتبعت إدارة أوباما هذا الخيار بالفعل منذ ربيع وصيف 2014"وحتى أواخر العام 2015" بعد هجمات داعش الكثيفة فى الأنبار والموصل. وركزت فى البداية على احتواء التهديد والمساعدة فى الدفاع عن بغداد. إلا أن هذه الاستراتيجية ثبت أنها غير ناجحة بالمرة. فمن غير المرجح على الإطلاق أن يؤدي تقليم أظافر تنظيم إرهابي عابر للحدود مثل داعش إلى انهيار التنظيم، أو تشظيه بمرور الوقت. أيضًا، فإن ملاحقة منصات داعش الدعائية عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، تصبح أصعب بمرور الوقت. إذ أثبتت عناصر التنظيم قدرتها على تجاوز آليات الحظر والمراقبة، وتوظيف منصات التواصل الاجتماعي بشكل ماهر وفعال.
بينما كان الأخطر من تبني فواعل مهمة – سواء إقليمية أودولية – هذا الخيار فى البداية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، المساهمة فى إطالة عمر التنظيم ولم يفض إلى تخفيض سقف المخاطر بالمرة، بحيث إنه وحتى بافتراض تفكك تنظيم داعش وانهياره الآن، فإن خطر عناصره سيظل قائما بعد أن بات للتنظيم قواعد وملاذات منتشرة داخل وخارج مناطق الصراع.
"التقويض عن بعد".. هي الاستراتيجية الثالثة التي أشارت إليها الدراسة، وتعتمد على فواعل أخرى محلية من غير الدول، مع دعمها بقوات عمليات خاصة وأجهزة استخباراتية وقوات جوية تابعة للدول التي تواجه التنظيم. وهذه الاستراتيجية هي التي تتبناها الولايات المتحدة حاليا لمواجهة تنظيم داعش، وإغلاق الدائرة عليه فى معاقله الرئيسية فى العراق وسوريا، وتجريده من قواعد ونطاقات سيطرته على أراض بداخل البلدين، وأيضًا الجماعات الموالية له فى مواضع أخرى مثل ليبيا، نيجيريا وأفغانستان.
وهنا أشار الباحث إلى أن استراتيجية تجريد داعش من قواعده على الأرض، لا تهدف إلى القضاء عليه، بل تقويض قدرة وكفاءة التنظيم على تنفيذ عمليات إرهابية ضخمة ومعقدة، وأيضًا قدرته على إلهام تنظيمات أخرى تحاكيه أو تتماهى معه. الأمر الآخر أن تنفيذ خطة ترتكز على "التقويض عن بعد" يتطلب فترة زمنية طويلة نسبيا، ربما سنوات. ما يعني أنه سيكون أمام التنظيم فرصا للتعافى أو الانتقال إلى ساحات أخرى، وربما تفكيك نفسه انتظارا للحظة أخرى مواتية للصعود من جديد.
بينما تقوم الاستراتيجية الرابعة "التقويض الشامل"على شقين. أولهما، الاشتباك العسكري الكثيف، وذلك بنشر قوات نظامية كثيفة والاشتباك مع التنظيم عسكريا، بهدف تجريد التنظيم من كل مكاسبه التي حققها، وحرمانه من معاقله، وبالتالي إضعاف التنظيم ثم القضاء عليه. وهذه هي أسرع استراتيجيات القضاء على التنظيمات الإرهابية، إلا أنها تنطوي على عقبات ومخاطر، على رأسها تهديد حياة المدنيين وممتلكاتهم. إذ أن التنظيمات الإرهابية، مثل داعش وفروعها، تعمل وتختبئ وسط المدن والقرى. كما أن نشر قوات كثيفة بهذا الشكل، وأيضًا استخدام أدوات الحروب النظامية الشاملة لابد وأن يفضي إلى خسائر بين المدنيين، الأمر الذي قد يكون له تبعات سياسية واجتماعية خطيرة.
برنامج
أما الشق الثاني من استراتيجية التقويض الشامل، يقوم على وجود برنامج شامل ومحدد المدة لملء الفراغ الناتج عن تقويض التنظيم، وإعادة بناء ما تهدم بفعل عملياته، وأيضًا أعمال مكافحة الإرهاب. ناهيك عن أهمية التأهيل النفسي والثقافى للأهالي الذين خضعوا لتجارب شديدة القسوة بداية من السقوط بين فكي التنظيم، ثم ما لحق بهم من خسائر وما تعرضوا له من محن حتى نجاح عمليات مكافحة الإرهاب.
وأكد الباحث محمد جمعة، أن هذه البرامج تتطلب تعاونا ومساندة دولية، وأيضًا وضعًا اقتصاديًا مستقرًا داخل البلد المهدد من قِبَل التنظيم. وبما أن معظم البلدان التي تعاني من تهديد مباشر من قِبَل داعش وفروعه تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية، فإنه ليس من المنتظر أن يتحقق هذا الشق الحيوي من استراتيجية التقويض الشامل بشكل مرضي. وبالتالي، فإنه وبعد انتهاء أعمال مكافحة الإرهاب، وانسحاب القوات النظامية، سينشأ فراغ ومساحة لبعث التنظيم الإرهابي من جديد، أو تملأه فواعل أخرى إرهابية ومتطرفة أيضًا.
تحت الأرض
أظهرت دراسات سابقة أُجريت على حركات وتنظيمات إرهابية ومتمردة أن هزيمة تنظيم مسلح أو متمرد أو إرهابي – خاصة التنظيمات ذات الطابع الديني أو الأيديولوجي- نادرا ما تفضي إلى انهيار التنظيم أو اختفائه. وتبين دراسة تاريخ تنظيم داعش نفسه منذ كان يسمى بتنظيم "التوحيد والجهاد فى العراق"، أن الجماعات قادرة على تجاوز الخسائر، والعودة إلى مراحل مبكرة من العمل والتنظيم. ففى الوقت الذي كان فيه "داعش" والجماعات السابقة عليه يركز اهتمامه على السيطرة على مناطق وأهالي متعاطفين معه فى الماضي، فقد أظهر أيضًا قدرة ملحوظة على البقاء من دون السيطرة على أي أراض، كما كان الحال خلال الفترة من 2008 وحتى 2013.
"إننا لم نزل بحاجة لإيقاظ العقل المصري والعربي والإسلامي كي ينهض ليشكل بذاته حاضنة لفكر تقدمي وليبرالي يسهم فى تحويل مناهضة التطرف، سواء أتى فكراً أو تفجر عنفاً، إلى مسار شعبي يصعب اختراقه واصطياد شبابه إلى جهنم التطرف…" ربما تختصر الكلمات السابقة- من أوراق الراحل الدكتور رفعت السعيد- رؤيته لمواجهة الجماعات المتطرفة فكريا وتكوين حاضنة تقدمية لمواجهة التطرف وجماعات الإرهاب.
وكتب السعيد : "أن تكلفة الإرهاب والصراع ضده فى البلدان العربية، تبلغ 5.1 تريليونات دولار و500 مليار قيمة دمار البنية التحتية."، وأشار إلى أن هناك دولا كبرى رغم ارتدائها ثوب مكافحة تنظيم داعش إلا أنها هي الممول الرئيسي والراعي الفعلي للإرهاب، وتربك العالم أجمع بإطلاق عشرات التعريفات المختلفة لكلمة إرهاب، مؤكدا على ضرورة فهم طبيعة الصراع وأهدافه، وتحديد الحلفاء والخصوم قبل الحرب على الإرهاب. كما جاء فى أوراق "السعيد"؛ أن هناك 5000 مواطن أوروبي يحاربون فى صفوف داعش، 10% منهم من معتنقي الإسلام حديثاً، والنسبة الأكبر أتت من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا. ويوجد 8000 من تنظيمي داعش والقاعدة فى دول المغرب العربي، و1700 فى دول البلقان و300 فى مصر. مشيرا بعد هذه الأرقام والإحصائيات الى تصريح ترامب فى حملته الانتخابية القائل : «يمكن أن ندمر الإرهابيين فى ليبيا بشرط أن نأخذ بالمقابل نصف بترولها».
وعلى جانب آخر، يرى "السعيد" أن لدينا إعلاما مشبوها يمزق بسكاكين التطرف الاستقرار العقلاني عبر بث برامج متطرفة مليئة بالكذب والافتراءات والتشدد وتفتيت المجتمع وتغرس فى أعمق أعماق الناس التعصب والتطرف ورفض العقل والعلم واحترام الآخر، فتضع «فيروس» التطرف عميقاً فى العقل فيصبح الأفراد أدوات تحمي التخلف والتطرف والتعصب والقائلين بكل ذلك. وتعرض كل من ينطقون بالوعي والعلم والمنطق والإسلام الصحيح لهجوم عاصف، فيأتي سلاح التأسلم ليغرس فى قلوبنا ما يحمى المتأسلمين، ويحاصر ويهاجم دعاة التقدم.
لم تنته
"داعش لم تنته… بل انتهى دورها".. هو ما قاله الشيخ نبيل نعيم، القيادي السابق بتنظيم الجهاد، مؤكدا أن هناك دول كبرى دعمت التنظيم لتنفيذ مهام تخريبية بالمنطقة، نجح التنظيم فى تنفيذ العديد منها، تمثل فى تدمير سوريا وليبيا والعراق، وفشل فى مهام أخرى من بينها إسقاط الأسد من على رأس السلطة فى سوريا، ومحاولات فرض السيطرة وبناء التنظيم فى سيناء، موضحا أن خسائر التنظيم وفشلة فى تنفيذ أهم أهدافه كان السبب الرئيسي لإعلان انتهاء مهامه من قبل رعاته ومموليه سواء من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، أو من الدول العربية التي مولته ودعمته مثل قطر والمملكة العربية السعودية.
وأضاف "نعيم" أن قيادات تنظيم داعش تحظى بحماية من دول كبرى، ولن يمسهم أي سوء، موضحا أن الجيش والمخابرات الأمريكية اتفقا مع الجيش العراقي قبل معركة تحرير الموصل على إخراج ثلاثين قيادة داعشية من ضمنهم عشرة دواعش ضباط بالموساد الإسرائيلي من أصول عربية، وتم ضبط أحدهم قبل أيام بالأراضي الليبية، مشيرا الى أن التنظيم يقوم الان بنقل عدد كبير من مقاتليه من أراضي العراق والشام الى ليبيا.
وأكد "نعيم" أن تنظيم داعش سيتحول الى تنظيمات عنقودية منفصلة عن بعضها البعض، وليس بالضرورة أن تعمل هذه التنظيمات تحت قيادة واحدة ووفق مخطط كبير، لكنها قد تعيد بناء نفسها فى صورة تنظيمات صغيرة، تضم عناصر جديدة من حاملي نفس الأفكار المتطرفة والإرهابية، وتعمل وفق مخططات خاصة بها وأهداف محددة تتعلق بالبلدان التي قد ينشأ بها التنظيم او يفر إليها عناصرة، مضيفا انه اينما وجد الفكر التكفيري وجدت داعش، وأن الأفكار الخبيثة لا تقتلها طلقات الرصاص، بل تقتلها الأفكار الصحيحة والمواجهة الفكرية السليمة.
تحذيرات
بينما يرى سامح عيد، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، أن تنظيم داعش سيظل موجودا رغم انحساره والهزائم التي لحقت به خلال الفترة الأخيرة، لكنه سيتحول من إدارة الأرض والمرافق الى العمليات النوعية والعمل العسكري، مؤكدا أن الدول التي دعمت التنظيم ومولته سيكون لها نصيب من هذه العمليات الإرهابية. مضيفا ان القضاء على التنظيم بصورة كاملة ونهائية لن يحدث بالحروب والمواجهة الأمنية فقط، محذرا من خطورة العائدين من داعش بعد الهزائم التي لحقت بهم.
وأشار عيد، الى تجربة أفغانستان، والتي شكلت خلال فترات سابقة حاضنة للجماعات الإرهابية وعناصرها، حيث خرج منها آلاف العناصر الإرهابية الى مناطق التوتر والصراعات، ومنها اليمن والصومال وغيرها من الدول، وقاموا بتنفيذ عمليات عسكرية بها، موضحا أن داعش هي النسخة الأكثر عنفا وقبحا من الجماعات الإرهابية، وان التنظيم لن ينتهي بمجرد تحرير الأرضي التي يسيطر عليها.
وقال أحمد بان، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، ان فكرة مواجهة تنظيم داعش والقضاء عليه بشكل كامل، لها شروط موضوعية قد يصعب تحقيقها فى مصر، موضحا أن ظهور هذه المجموعات المتطرفة وبروزها بصورة كبيرة، ما هو إلا نتاج لضعف الدولة الوطنية فى مصر، وهذا الضعف لا نعني به الضعف الأمني، لكنه ضعف فى التعاطي مع الأفكار المتطرفة، وضعف عملية التنشئة الإجتماعية، وأيضا ضعف فى الممارسة السياسية وفضائها المغلق، مؤكدا أن هذه العوامل ربما تكون أعظم تأثيرا من الجهد الأمني.
واستبعد "بان" أن تشكل العناصر الإرهابية الفارة من داعش أي خطورة على مصر، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية على علم بكل المنضمين إلى هذه الجماعات، وأن أغلب عناصرها موضوعة على قوائم الترقب والوصول. لكنه ومن ناحية أخرى يرى ان التنظيم وحملة أفكاره موجودون بالفعل فى مصر ومختلف الدول، وأن قتل الأفكار المتطرفة ومواجهتها بالفكر السليم والقضاء عليها أفضل من قتل حاملها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.