خبراء: التنظيمات الجهادية تستطيع التأقلم مع الأزمات والتعافي مرة أخرى وداعش سيعود أقوي أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن سلسلة الهزائم التي مُني بها تنظيم "داعش" الإرهابي خلال الفترة الأخيرة في سورياوالعراق قد تدفعه نحو تغيير استراتيجيته في الخارج، كي يثبت أنه لا يزال قادرًا على الانتصار، وذلك بالقيام بعمليات نوعية خارج سورياوالعراق، والإعلان عن إنشاء ولايات جديدة على غرار الإعلان عن ولاية "خراسان" في لبنان، بهدف رفع معنويات عناصر التنظيم بعد خسائره المتتالية.
وتوقع فى بيان له، صدر اليوم السبت، أن يلجأ تنظيم الدولة الإسلامية لإعلان ولايات جديدة تابعة له .
وكانت تقارير غربية تحدثت عن انحسار داعش وتراجعه بشكل كبير فى سورياوالعراق بفعل ضربات التحالف الدولي . وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما ، أن "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) بات "في وضع دفاعي"في العراق كما في سورية، مشيراً الى مقتل الكثير من قادته وتراجع عدد مقاتليه. وقال أوباما في كلمة ألقاها الأربعاء عقب اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن القومي في مقر وكالة الاستخبارات الأميركية قرب العاصمة واشنطن إن داعش تراجع وقد مضى عام كامل على آخر عمل هجومي ناجح نفذه التنظيم. ويري مراقبون أن تنظيم الددولة الإسلامية يمر بواحدة من أخطر مراحله مرحلة الهزائم وتلقي الضربات الموجعة من الخصم. وقلل خبراء فى الحركات الجهادية من تأثير هذه الضربات على التنظيم مشيرين إلى ان هذه المرحلة سبق ومرت بها تنظيمات جهادية كبرى في العالم ، ونجحت هذه الجماعات فى امتصاص الضربات والتأقلم معها وتحملها حتى الوصول إلى مرحلة التعافي مرة أخري. ويري على عبد العال المتخصص فى الحركات الإسلامية أن حالة الضعف التي يمر بها داعش حاليا تعرضت لها تنظيمات جهادية كبري مثل القاعدة ، حركة الشباب المجاهدين ، والجماعات الإسلامية في مالي ونجحت فى العبور من أزمتها والبقاء حتي الأن . وأكد عبد العال ل"الأهرام العربي" إن تنظيم الدولة أحسن حالا بكثير من الظروف التي تعرضت لها الجماعات وقدرته على تلقي الضربات وتحملها أقوى. وأوضح أن تاريخ التنظيم يثبت أنه دائما ينبعث من لا شيء ليحقق مفاجات مذهلة مشيرا إلى أنه في بداية تأسيس ما عرف بدولة العراق الإسلامية منذ أكثر من عشر سنوات كان من يقرأ حديثهم عن دولتهم التي تشكلت من بضع أفراد يظن أن هؤلاء متخلفون عقليا. لكن بعد أكثرمن 10 سنوات يتلقى فيها الضربات من الأمريكان والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران نهض وحقق مكاسب مذهلة على الارض. ولفت الباحث إلى انه لا يتوقع تعافي سريع للتنظيم لكن يتوقع صموده ولو تحت الأرض ، مشيرا إلى أن هذه المرحلة سيكتب فيها المحللون كثيرا عن تدمير التنظيم وتشتته وهزيمته وتراجعه لكن أظن أنه سيبعث من جديد كأنه كان في بيات شتوي ليذهل العالم من جديد . وكان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية قد أعتبر أن الخسائر الفادحة التي مُني بها داعش في الشهور القليلة الأخيرة في كل من سورياوالعراق، أوصلت التنظيم إلى أسوأ حالاته منذ انشقاقه عن تنظيم القاعدة "الأم". وأكد المرصد المعني برصد الفتاوى المتطرفة وتفنيدها والرد عليها، أن الشهور الماضية شهدت تراجعًا كبيرًا في سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على المناطق الواقعة تحت سيطرته، بالإضافة إلى فقد العديد من قادته وعناصره القتالية؛ حيث فقد التنظيم ما بين 25 إلى 30 في المئة من الأراضي في العراقوسوريا. وشدد المرصد على أن تراجع قوة ومناطق نفوذ تنظيم "داعش" لا تعني نهايته، وإنما هي مؤشر إيجابي على نجاح جهود مكافحة التنظيم في معاقله في سورياوالعراق، ودلالة على ضرورة مواصلة العمل الجماعي في مواجهة التنظيم، واستمرار المعارك الفكرية والميدانية مع التنظيم للقضاء عليه بشكل كامل. كما لفت المرصد إلى أهمية حرمان التنظيم من تحقيق انتصارات خارج سورياوالعراق ترفع من الروح المعنوية لمقاتليه، كأن يتمدد في ليبيا- أحد المعاقل المحتملة للتنظيم- أو يتمدد في الصومال على حساب تنظيم القاعدة هناك، أو أن يؤسِّس لولايات جديدة بنيجيريا والكاميرون، وهي مساحات يسعى التنظيم لتكون عوضًا عن خسائره الفادحة في كل من سورياوالعراق. ماهر فرغلي الباحث فى شئون الحركات المتطرفة يري ان مناكفة الأنظمة هي استراتيجية داعش المقبلة . وأوضح ل" الأهرام العربي " ان هذه الإستراتيجية ظهرت من خلال أحد بيانات التنظيم الذى قال فيه (إننا قادمون يا بغداد)، وهو ما يعنى أن هناك خطة من التنظيم، للإنتقال رسمياً من جهاد والتمكين، وقتال العدو القريب، والبعيد معاً، إلى جهاد البقاء عبر استراتيجيات الاستنزاف. وأشار إلى أن هذا التنظير ليس جديداً، بل هو تنظير استخدمته القاعدة، و أطلقت عليه"المناكفة الجهادية للأنظمة العربية". وقال الباحث هناك عدة أنواع من الجهاد المعاصر، لم تكن في كتب التراث ولا الأولين، بهذا الشكل الممنهج، مثل(الجهاد النكائى)، الذى ابتدعه تنظيم الجهاد في مصر، وبعده القاعدة، وكذلك الجماعة الإسلامية المصرية، التى أطلقت عليه "دفع الصائل". بالإضافة للجهاد التضامنى، أى التضامن مع المستضعفين، كما حدث في أفغانستان، والشيشان، والبوسنة والهرسك.. ، وهو ما تسبب فيما بعد في ظهور شبكات جهادية مسلحة، تريد حرب العالم أجمع، مثل القاعدة، وتنظيم الدولة، عبر ما يسمى نهج الاستنزاف والمطاولة، ودمج الأبعاد الجهادية، وقتال العدو البعيد. فضلا عن جهاد التمكين، عبر تقويض الأنظمة، وطرح بدائل مناسبة لها، وهذا هو ما نجحت فيه داعش وحدها، التى دمجت بين الفقه السلطانى الوهابى القديم، مع شكل الدولة الحديثة، وأنتجت نموذجاً هجيناً وغريباً، وهو نموذج دولة الخلافة، فيما ظل تنظيم القاعدة يستهدف تقويض الدول الغربية من دون طرح بدائل محددة. وأخيرا جهاد البقاء، ومناكفة الأنظمة، عقب الحرب الكونية على التنظيم، من أجل حفاظه على مكتسباته، وتربية جيل جديد من الأنصار، تمكنه من الحفاظ على دولته المزعومة. وتوقع فرغلي أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من العمليات التي تنفذها داعش بالدول الغربية مشيرا إلى أن حالة الضعف التي يمر بها التنظيم ستدفعه لتحفيز عناصره الكامنة للرد.