آلاف الخريجين سنوياً من الجامعات المصرية يصطدمون بسوق العمل وتزداد الفجوه بين التعليم ومتطلبات سوق العمل، ويضطر الكثيرون من الخريجين الى العمل فى مهن مختلفة خارج مجال دراستهم، وتصبح الشهادة الجامعية مجرد ورقة تعلق على الحائط، نماذج عدة من الشباب الجامعي نجده يعمل بائعا على عربة فول او بائع حلويات او (دليفري ) وغيرها من الوظائف التى لا تمت للشهادة الدراسية بصلة، وهناك الكثيرون من الشباب الذين يتمردون ويفضلون ان يكونوا عاطلين أو بدون وظيفة، رغم أنهم طاقة إنتاجية مهدرة.. ازمة نعانى منها منذ سنوات رغم معرفتنا بأن الانسان المتعلم أكثر إنتاجاً من الإنسان الجاهل. وبات السؤال ملحأ كيف يمكن ربط التعليم بسوق العمل وتوظيف الشهادة الجامعية فى مجالها بما يساهم فى الحد من البطالة والاستفادة من القوي البشرية فى الانتاج والعمل؟. وفى ذات السياق يري د. طلعت عبدالحميد" استاذ بكلية التربية بجامعة عين شمس " ان المشكلة لدينا تكمن فى عدم تحديد متطلبات سوق العمل وتحديد المهارات المطلوبة التى يجب أن تنمي فى التعليم كى تلبي متطلبات واحتياجات سوق العمل، بالاضافة الى اختزال التعليم فى الوظيفة الاقتصادية فقط وإنما له وظائف اجتماعية واخلاقية وسياسية واقتصادية ايضاً.. مضيفاً ان البنية التعليمية تحتاج الى مراجعة وإعادة نظر، فهناك ازدواجية فى التعليم ما بين تعليم نظرى وفنى ودينى ولغات، بما يؤدى هذا التعدد الى فجوه ثقافية وطبقية، بما يتطلب تعليما موحدا خاصة فى المرحلة الثانوية، ليتعلم الطالب تعليما نظريا وتطبيقيا ويؤهله ذلك إما مواصلة التعليم العالي ودخول الجامعات او المعاهد، او الانخراط فى سوق العمل.. لافتاً ان التعليم الجامعي لا يؤهل لسوق العمل لان معظمه تعليم نظرى، بعيداً عن التطبيق سوي فى كليات معدودة، بما يتطلب ان يقترن النظرى بالعملى او التطبيقي كى يخدم بذلك سوق العمل، بالاضافة الى تطوير المناهج بما يخدم مجتمع المعرفة. ويري د.صلاح عبد السميع " استاذ المناهج بجامعة حلوان وعضو لجنة التربية بالمجلس الاعلى للثقافة " ان ربط التعليم بسوق العمل يتطلب تغييرا فى طريقة واسلوب التدريس وربط عملية التدريس بالبيئة المحيطة وليس بالكتاب المدرسي، بحيث تكون القضايا التى تدرس بالكتب بمثابة قضايا ذات طابع تطبيقى خاصة فى مجال العلوم والبيئة وكل القضايا الحياتية والخروج من التلقين الى التعلم النشط. مضيفاً ان تدنى مستوي التعليم قبل الجامعي يعد كارثة تصل الى التعليم الجامعي، واسلوب الغش فى الامتحانات الذي يمارسه التلاميذ فى مراحل مبكرة من التعليم يؤسس لجيل "فاشل" إخلاقياً وعلمياً. مؤكداً بذلك أهمية المشاركة المجتمعية للشباب وتوفير الفصول لمحو أمية القراءة والكتابة بين افراد المجتمع، بالاضافة الى مواجهة التسرب من التعليم من خلال دراسة ظروف المحافظات الاقتصادية والاجتماعية والعمل على رفع المستوي المعيشي للافراد والتشجيع على التعليم. ويري د.محمد يونس " استاذ النقد الادبى بكلية الآداب بجامعة عين شمس " ان سوق العمل غير محتاج لملايين الخريجين من الجامعات خاصة من الكليات النظرية مثل آداب وحقوق وتجارة، لعدم وجود وظائف متاحة للخريجين، فضلا عن تضخم الجهاز الاداري للدولة، ومن جانب آخر رفعت الدولة يدها عن التعيين.. مضيفاً ان الكثير من الشباب الجامعي يريدون ان يحصلوا على شهادات لتحقيق الوجاهة الاجتماعية بعيداً عن متطلبات سوق العمل، وبالتالي نجد آلافا من الخريجين ذات تخصصات غير مطلوبة ولا حاجة لهم فى سوق العمل.. لافتاً الى انه ينبغى توفير البديل وامتصاص الطاقة الشبابية المهدرة التى يمكن ان تساهم فى الانتاج، والاتجاه الى مجالات اخري للعمل وفق متطلبات سوق العمل والاهتمام بالحرف والمهن والزراعة وفتح مصانع الملابس والزجاج وغيرها من المصانع التى تم إغلاقها.