رغم أنه لايزال ثمة كيان عربي يحمل اسم الجامعة العربية، إلا أنها لم تسمع حتي الآن أن غزوا تركيا قد وقع لأراضي دولتين عربيتين، هما سورياوالعراق. ويجري التوسع التركي فى الأراضي السورية تحت ذريعة المخاوف من الأكراد. وأخطر ما حدث هو أن الغزو التركي تم تحت تغطية عسكرية جوية أمريكية. واخترعت تركيا أن هناك شيئًا يسمي ب"الجيش السوري الحر" – الذي انبثق فجأة من غياهب النسيان- ليكون غطاء للغزو التركي. وبدلاً من أن تتوجه القوات التركية لمحاربة داعش، فقد اتجهت نحو مناطق تمركز "قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل "قوات الحماية الكردية" الكتلة الرئيسية من صفوفها وهى التى تقاتل ضد داعش، والمعروف أن انقرة تدعم عددًا من المجموعات المسلحة مثل "الحزب الإسلامي الباكستاني" والمجلس الوطني التركماني. وتطالب بعض هذه المجموعات باستعادة الأراضي التي خسرتها تركيا فى سوريا فى مطلع القرن الماضى! ولا يستبعد المراقبون حدوث محاولات لخلق عدد من المناطق أو "الكانتونات" الموالية لتركيا فى الشمال السوري. وثمة اسئلة عديدة مطروحة: هل تريد تركيا ضم أجزاء من الأراضي السورية تحت شعار ما يسمي بإقامة "منطقة أمنية"؟. أم هل تريد تركيا أن يكون لها رأي وموقف فى مستقبل الحل السياسي السوري؟ وفى تقدير خبراء عسكريين أتراك، أن وجود القوات التركية داخل الأراضي السورية قد يمتد من خمس إلى عشر سنوات!! وهل هذا الغزو هو الترجمة لما يتحدث به بعض المسئولين الاتراك عن "وحدة الأراضي السورية"؟!. ومما يلفت النظر أن الغزو التركي لسوريا حدث أثناء وجود نائب الرئيسي الأمريكي (جو بايدن) فى تركيا. بل أن المسئول الأمريكي المرافق ل "بايدن" صرخ قائلاً: "نريد مساعدة الأتراك على تطهير الحدود من تنظيم الدولة الإسلامية"! وأوضح أن "لواشنطن مستشارين فى خلية التخطيط للهجوم التركي!!. وفى نفس الوقت تحتل القوات التركية منطقة بعشيقة داخل العراق رغم رفض واحتجاج العراقيين حكومة وشعبًا!، ورغم أن الحكومة السورية اعتبرت الغزو التركي انتهاكًا سافرًا لسيادة سوريا، ورغم أن روسيا أعربت عن قلقها من التطورات الميدانية ودعت إلى مهاجمة مناطق داعش دون غيرها.. إلا أن الاحتلال التركي بدعم أمريكى لكل من أراضي سورياوالعراق ومستمر.. ومازالت الجامعة العربية صامتة لا تسمع ولا تري ولا تتكلم!!.