لله رجال إختصهم بموهبة متميزة.. ووضع في حناجرهم أنغام السماء فانسابت فنا جميلا بالتواشيح والابتهالات والأناشيد العذبة التي تنزل علي قلوبنا بردا وسلاما.. خاصة في الاحتفالات والمناسبات الدينية وشهر رمضان المبارك والذي يكون لهذه الأنغام طعم خاص.. ويكون لأصحابها حضور أقوي بيننا.. تعالوا نتعرف علي مسيرة حياة وحلاوة فن هؤلاء النجوم.. نجوم الإنشاد والتواشيح والابتهالات والمدائح. الشيخ "إبراهيم السيد البلتاجي" من مواليد منتصف القرن التاسع عشر بقرية طماي الزهايرة.. مركز السنبلاوين.. محافظة الدقهلية.. وهو والد الفنانة الكبيرة الراحلة كوكب الشرق "أم كلثوم" وكانت له ابنة أكبر منها هي "رقية" وابن اسمه "خالد". بدأ الشيخ إبراهيم حياته يقرأ القرآن الكريم ثم تدرج شيئا فشيئا إلي إنشاد القصائد الدينية والقصة النبوية مستعينا بأم كلثوم وخالد "كبطانة" بعد أن ألحقهما بكتاب الشيخ عبدالعزيز حسن في القرية وحفظا القرآن الكريم وأيضا الحساب والخط. وتميز خالد بحلاوة الصوت حينما كان ينشد مع أبيه "ثنائي" في الموالد والمناسبات في الريف.. وبعد مرحلة الكُتاب نقلهما الشيخ إبراهيم إلي مدرسة الشيخ جمعة بعزبة "الحوال" بالسنبلاوين بعيدا عن القرية بحوالي 2 كيلو. استمر الشيخ إبراهيم البلتاجي في إحياء الليالي والمناسبات الدينية والاجتماعية بصحبة الأبناء.. فمن الإنشاد بمنزل مأذون القرية إلي دوار العمدة.. ثم إلي البلاد المجاورة مثل بلدة "أبوالشقوق" وغيرها. ومن الموشحات والأذكار التي كان يؤديها الشيخ إبراهيم من التراث وأشعار الصوفية الأوائل: - رجل من طرز الياسمين. إمام المرسلين سلاما. نور بعث للمتقين هداية. وسرعان ما توقف نشاط الشيخ إبراهيم بعد أن بدأت ابنته أم كلثوم في الحصول علي الفرص العديدة في القاهرة بعد أن شجعها بعض مشاهير الإنشاد الذين استمعوا إليها مثل المشايخ علي محمود وعلي القصبجي والد الفنان الملحن محمد القصبجي.. واشتهر القصبجي الوالد في البداية ولفترة طويلة بالإنشاد بمصاحبة تخت المشايخ "المعممين". تفرغ الشيخ إبراهيم لمساندة ابنته والوقوف إلي جوارها في البداية.. فقد كان محافظا جدا وكذلك ابنته لدرجة أنها بكت حينما شاهدت أحد متعهدي الحفلات يضع صورتها في صدر الإعلانات التي تعلن عن حفلاتها الغنائية.. ورفض الشيخ إبراهيم أن تغني ابنته إلا بعد أن نزع صورتها من الإعلانات.. كما كان يمنعها أن تنشد غير القصائد والتواشيح والقصة النبوية وهي مرتدية زيها: البالطو والعقال والكوفية.. مثل الفتيان تماما. وظل الشيخ إبراهيم ضمن أفراد بطانة ابنته المكونة منه وشقيقها خالد وأحد أقاربها هو "الشيخ صابر" حتي انتقل الشيخ إبراهيم إلي جوار ربه بعد أن اطمأن علي مسيرة ابنته التي شقت طريقها وأصبحت سيدة الغناء الأولي في مصر والعالم العربي حتي بعد رحيلها.