أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف في افتتاح ندوة بحث اليات تجديد الخطاب الديني التي نظمتها وزارة الأوقاف أمس بحضور كوكبة من العلماء والدعاة والأدباء والمفكرين أنه يجب التحول بالشباب من التقليد والتبعية إلي عقلية مبدعة. مؤكدا أن الجماعات المذهبية تعمل بعقول ذليلة تابعة. مضيفا أن حصاد هذه اللقاءات والاجتماعات يكون محل اعتبار وعمل. مشيرا إلي جهد مؤتمر المجلس الاعلي للشئون الإسلامية السابق. وأضاف جمعة أن علماء الإسلام اجتهدوا في زمانهم وعلينا نحن كعلماء أن نجتهد في زماننا بشرط ألا نمس الثوابت ولابد ان نعي جميعا ان الفتوي تتغير بتغير الزمان والمكان والعلماء السابقين كانوا يؤكدون ذلك فالإمام الشافعي رحمه الله تغير رأيه الفقهي عندما انتقل من مكان لآخر ونحن اليوم وفي ظل تربص تلك الجماعات الإرهابية بالأمة الإسلامية واستدعائهم لمفاهيم ومصطلحات وفتاوي تشتهدف نشر العنف والإرهاب في نفوس المسلمين علينا أن نقدم للعالم كله تفسيرات عصرية لكل مفهوم إسلامي وعلينا أن نجتهد لقطع الطريق علي اجتهاد الجماعات التكفيرية والإرهابية الذين استحلوا دماء الناس باسم الدين. الدكتور شوقي علام مفتي الديارالمصرية أشار من جانبه إلي أهمية الوصول لشباب الأمة وأهمية تربية النشء تربية صحيحة بهدف تحصين عماد الامة في مواجهة الفكر التكفيري الذي يحاصرهم في كل مكان خاصة وأن التنظيمات الإرهابية نجحت في استغلال حنق الشباب علي الإساءات التي يتعرض لها الإسلام في الغرب وعلي ألسنة بعض الموتورين من أبناء جلدتنا وشحنوا هؤلاء الشباب بالفكر التكفيري ونجحوا في نشر خطاب الكراهية في نفوس أتباعهم لهذا فعلي علماء الأمة بذل أقصي جهدهم لوقف تلك الحملة المسمومة التي تسهدف شبابنا. واضاف مفتي الديار المصرية ان التجديد من خصائص الإسلام وهو ضرورة حتمية فلا يمكن ان يقهر المسلمون داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية إلا إذا وعوا ذلك فإذا كنا نحترم الثوابت فإن هناك أمورا تستحق أن نعمل فكرنا فيها ونحن اليوم في حاجة لمنهج رصين يعيننا علي شأن الدنيا ومثلما اهتم المسلمون الأوائل بابتكار أليات خطابهم الدعوي لنشر الإسلام فعلينا أن نبتكر نحن أيضا خطابنا الدعوي وتجديد ألياته بما يتيح لنا حماية الأمة من الأفكار الضالة والتكفيرية وعلينا أن نضع خطة دعوية خاصة لاقتحام مواقع التواصل الإجتماعي حيث هي الوسيلة الوحدية للوصول إلي الشباب وتحصينهم. وأإضاف د. علام أننا بحاجة لتجديد الأليات في كل المجالات في المجال التعليمي والعلمي والثقافي من أجل الوصول للشباب في كل مكان وفي كل اتجاه فكري يفكرون فيه فلا يمكن للمجتمع المصري أن يتقدم دون الشباب فهم عماد الأمة وأمل نهضتها لهذا فلابد من تجديد أليات مخاطبة هؤلاء الشباب والبحث عن سبل تثقيفهم وعلينا أن نهتم بمواقع التواصل الإجتماعي ونتعامل معها بحرفية ومهنية ومنهجية حتي نقطع الطريق علي التنظيمات الإرهابية. الدكتور عبدالواحد النبوي وزير الثقافة أشار من ناحيته لوجود بروتوكول بين الثقافة والأوقاف سيتم بموجبه التعاون لأول مرة في تنظيم ملتقي الفكر الإسلامي في شهر رمضان المقبل حتي يخرج بشكل يلبي طموحات العلماء والمثقفين علي حد سواء. وأضاف النبوي في كلمته أن الأمة مطالبة باستخدام كل الأليات المتاحة لتطوير الخطاب الديني وفي نفس الوقت مطالبة بتطوير الخطاب الثقافي ولقد بدأت وزارة الثقافة في تطوير خطابها الثقافي وسوف نطلق خلال شهر من الأن مسابقة كبري بين شباب مصر حول سبل تجديد الخطاب الثقافي لنشر قيم الإسلام الصحيح وبناء أجيال صالحة تبني الوطن ولا تهدمه. وقال النبوي ان مصر اليوم في موقف حرج للغاية فلأول مرة في تاريخه تكون كل حدود مصر ملتهبة بهذا الشكل وحتي الداخل ملتهب للغاية ولهذا علينا أن نتحاور بالتي هي احسن لنجد مساحة مشتركة نبني من خلالها الوطن ولا نهدمه ولابد ان نعي جميعا أن المعرفة الإنسانية ليست صندوقا مغلقا ولكن هو مجال مفتوح للناس جميعا من اجل نمو الحضارة الإنسانية ولابد ونحن نسعي لإيجاد اليات لتجديد الخطاب الديني أن نعمل علي نسعي لإيجاد حوار قائم علي الجدل بالحسني واحترام الرأي والرأي الآخر. وزير الشباب المهندس خالد عبد العزيز طالب من جهته بضرورة العمل علي نشر سيرة النبي صلي الله عليه وسلم واستنباط طرق الحوار من سيرته العطرة فالنبي استخدم الدبلوماسية واستخدم الشعر في الدعوة الإسلامية واليوم هناك من ينكرون تلك الأليات ويقولون أاها أليات حرام باختصار لابد من استنباط القيم الإيجابية من سيرة النبي وتعميمها علي الشباب لوقف الإنهيار الفكري الحاد الذي نعاني منه. قال الدكتور زيد الدكان أمين عام مجلس وزراء الأوقاف العرب أن المملكة قادرة بتلاحم شعبها خلف قيادته الرشيدة علي تعقب مجرمي حادث القديح الإرهابي والثأر لكل نفس قتلت في الحادث وأن المملكة عصية وستظل عصية علي خفافيش الظلام وأن حادث القديح لن يؤدي إلا لمزيد من التلاحم والتضامن بين مختلف طوائف الشعب السعودي مع قيادته الرشيدة وأنهم كمعبرين عن الوجدان المصري والعربي علي ثقة كاملة في قدرة خادم الحرمين الشريفين علي مواجهة الإرهاب الأسود واستئصاله أينما وجد. وأضاف الدكان أن الأحداث الإرهابية التي تنفذها عناصر الجماعات الإرهابية لن تثنينا عن مواجهة هؤلاء الإرهابيين والعمل علي تخليص الأمة الإسلامية من شرورهم مؤكدا أن علماء الأمة مطالبون اليوم بالإصطفاف خلف القيادات الرشيدة للشعوب العربية والإسلامية لإيجاد خطة وأليات جديدة يخاطبون بها المسلمين ويحصنونهم في مواجهة الفكر التكفيري الذي تسعي الجماعات الإرهابية لنشره بكل وسيلة مطالبا علماء الأمة مطالبون بإيجاد أليات مناسبة لتجديد الخطاب الديني والوصول للشباب عبر الوسائل التي يفهمونها ويتعاملون معها لإنقاذهم من براثن حرب غسيل الأدمغة التي تشنها الجماعات الإرهابية وعلي رأسها داعش مستغلين غفلة الأمة عن التواصل مع الشباب عبر الأليات الحديثة التي يستخدمها الشباب وعلي رأسها وسائل التواصل الإجتماعي. وقال أن الوصول للشباب أصبح مسألة في غاية الاهمية في ظل نجاح الجماعات التكفيرية في خداع الشباب واستهدافهم علي المواقع الإليكترونية من خلال لجان اليكترونية متخصصة نجحت للأسف الشديد في تجنيد عشرات الشباب للعمل في صفوف تلك الجماعات ومن المؤكد أن علماء الأمة بما لهممن رصيد علمي وفكري لو كان قد وصلوا لهؤلاء الشباب وخاطبوهم باللغة التي يفهمونها لما كانت الجماعات الإرهابية قد نجحت في اهدافها الخبيثة.