«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية ل«الوفد»:
الإفتاء تكشف البيئة الأيديولوچية الشاذة للجماعات الإرهابية
نشر في الوفد يوم 24 - 02 - 2015

منذ سنوات عديدة والفتاوي الدينية الشاذة المتطرفة تنخر كالسوس في أركان الوطن من بعض غير المتخصصين الذين يتبعون جماعات إرهابية
متشددة متطرفة خاصة تلك الفتاوي التي تتعلق بالهوية الوطنية والانتماء والمرأة والأقباط وما يسمي الحاكمية الإلهية وأسلوب الحكم ومفاهيم الخلافة الراشدة وتطبيق الشريعة وغيرها من الفتاوي التي جعلت الوطن عرضة للفتن والإرهاب، والتخريب والترويع والاغتيال والتكفير والتهميش والإقصاء والكراهية الدينية البغيضة.. فأطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي دعوته الي رجال الدين في مصر بالتصدي الي هذه الفتاوي الشاذة والفكر المتشدد المتطرف الذي تتبناه الجماعات الإرهابية المتطرفة وطالبهم الرئيس بأهمية تجديد الخطاب الديني حتي يغيروا ما لصق من اتهامات باطلة وغير حقيقية بالدين الإسلامي وبالمسلمين.
الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية من أشد المرحبين بتلك الدعوة، مؤكدا أن تجديد الخطاب الديني من عوامل استمرارية الأمة الإسلامية، مشيرا الي أن دار الإفتاء هي أول مؤسسة دينية تبنت دعوة الرئيس بتجديد الخطاب الديني لأن الإسلام لا يعرف الجمود والتمسك برأي فقهي واحد، مؤكدا أن مؤسسات الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء هي الجهات المعنية بتجديد الخطاب الديني، مضيفا أن دار الإفتاء تحمل مسئولية فضح البنية الأيديولوچية الشاذة للجماعات الإرهابية، حيث رصدت 200 فتوي تكفيرية خطيرة رصدت عن الجماعات الإرهابية التي تستخدم الأطفال في مظاهراتها والنساء كعبيد للجنس والقتل والذبح لمن يخالفهم الرأي.
هل تختلف دعوة الرئيس بتجديد الخطاب الديني عن سابقيها من دعوات للتجديد؟
- لا تختلف تلك الدعاوي مع بعضها البعض لأن تجديد الخطاب الديني هو أمر قديم ونادي به النبي صلي الله عليه وسلم حيث قال: «إن الله يبعث علي رأس كل مائة سمة من يجدد لها دينها»، وفي رواية أمر دينها، وهذا التجديد من عوامل استمرار الأمة الإسلامية كأمة خاتمة للرسالات، وهذا التجديد حادث وواقع في كل زمان ومكان، ولكن الوقع الذي نشهده معقد ودائم التغيير والتطور نظرا لثورة الاتصالات والمواصلات التي جعلت العالم قرية صغيرة ودعوة الرئيس لتجديد الخطاب الديني لابد أن تؤخذ بكل جد وهذا عكس اهتمام الرئيس منذ توليه المسئولية علي مطالبة الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية بالقيام بهذا الواجب المهم لكي نواكب التطورات وحتي لا يخرج الخطاب عن نطاق المعاصرة والأصالة والجميع متفق في هذه المؤسسات الثلاث علي مبدأ تجديد الخطاب الديني.
وما هذا الخطاب الذي نرجوه؟
- الخطاب الذي نرجوه هو الخطاب الأصيل ولا نخترع خطابا جديدا ولكن نريده خطابا متصلا بالأصول الثابتة المعروفة ومتصلا بالعصر أي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويتميز بإدراك الواقع المعيشي ليساهم في حل المشكلات الكثيرة المعقدة التي تواجه الأجيال الجديدة في مدي علاقة الإسلام وارتباطه بالواقع المعاصر.
وماذا عن دور دار الإفتاء في هذا التجديد؟
- دار الإفتاء أول مؤسسة دينية تبنت دعوة الرئيس السيسي عندما أطلق خطابه الشهير في مركز مؤتمرات الأزهر عن طريق إجراءات تتصل بالتخصص لأن الرئيس أول مهمة التجديد للمتخصصين والكل يحمل مهمة التعريف ونشر الوعي بتخصصه وفي دار الإفتاء المصرية عملنا منظومة متكاملة لتجديد الخطاب الديني، أولا في مجال الفتوي أصدر فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية تعليماته بسرعة إنشاء أقسام تتولي مهمة إصدار الفتاوي وتسهيل مهمة الإجابة عن المسائل الفقهية للناس، والآن لدينا فتوي عن طريق الحضور الشخصي، وفتوي عن طريق الهاتف وأخري عن طريق الإيميل وفتوي عن طريق البريد العادي وغيرها عن طريق الفاكس فكل السبل متاحة وميسرة للسؤال.
التطرف والعنف
وماذا عن نشر الفتاوي لغير الناطقين باللغة العربية؟
- الآن تنشر دار الإفتاء المصرية فتواها بعشر لغات حية وتجيب دار الإفتاء بها عن الفتاوي وهذا يساعد علي إظهار الوجه الحقيقي للدين الإسلامي، وأيضا توجد منظومة لمواكبة الأسئلة في الإفتاء خصوصا في مجالين: الأول هو مجال الأسئلة عن التطرف والعنف والتشدد ودار الإفتاء من أجل هذا أنشأت ما يسمي بمرصد التكفير الذي يتتبع الفتاوي الشاذة التكفيرية والمضللة.
ومن أبرز أنشطة هذا المرصد؟
- هذا المرصد رصد حوالي 200 فتوي تكفيرية، والآن نقوم بتحليل المضمون لهذه المواقع التكفيرية أسبوعيا ونصدر تقريرا أسبوعيا في هذا الأمر، والمجال الثاني هو مجال الإلحاد ودار الإفتاء تدق ناقوس خطر شديد جدا تجاه هذه الأفكار التي تغرر بشبابنا ولهذا أنشأت دار الإفتاء وحدة متخصصة تعالج قضايا الإلحاد، لأنها ظاهرة جديدة علي المجتمع المصري.
وهل تصديتم لظاهرة التفسخ الاجتماعي؟
- نعم.. توجد برامج تدريبية قياما بواجب تجديد الخطاب الديني، ودار الإفتاء رصدت ظاهرة الطلاق في السنوات الأولي من الزواج فأنشأنا وحدة تقوم علي تدريب المقبلين علي الزواج حتي نتفادي هذه الظاهرة والمشكلات التي تنتج عن جهل أو عدم إدراك لقضايا فقهية معينة، وأيضا قمنا بنشر هذه المفاهيم من خلال جولات خارجية لنشر صحيح الدين وزيادة الوعي بين الجاليات المصرية في الخارج وعلي سبيل المثال أرسلنا بعثات الي أفريقيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وإلي شرق آسيا وسنستمر في هذه الجولات نظرا للنجاح الكبير الذي حققته هذه الزيارات.
وأين دور الإفتاء في التصدي لفتوي الحاكمية الإلهية؟
- في هذا الشأن أصدرنا تقارير ونصدر كل أسبوع تقريرا حول قضية معينة ونحن عالجنا في دار الإفتاء هذه القضية الخاصة بفتوي الحاكمية الإلهية.
قضية الذبح
إذن كيف يتم نقد البنية الأيديولوچية للجماعات الإرهابية؟
- دار الإفتاء مستمرة علي هذا النهج فقد أصدرنا تقريرا مهما جدا خاصا بانتهاك التنظيمات الإرهابية في حق الأطفال وانتقدنا فيه كل قيادات التنظيمات الإرهابية بتجنيد الأطفال واستغلالهم في المظاهرات والعمليات الإرهابية، وأيضا تكلمنا عن قضية الذبح، وأنها ليست من الإسلام ومن قبل تكلمنا عن انتهاكات التنظيمات الإرهابية ضد النساء واستخدامهن كعبيد للجنس، وفي الأسابيع الماضية تكلمنا عن القضايا الفقهية المختلفة وكيف يتم توظيف النصوص الدينية وتطويعها لخدمة الأغراض السياسية والأهواء التي بدورها تؤدي الي القتل والترويع والتخريب والفساد، إذن نحن أخذنا علي عاتقنا من خلال علماء دار الإفتاء المصرية فضح البنية الأيديولوچية الفاسدة والشاذة لهذه الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي تتستر خلف عباءة الدين.
وكيف تصديتم لفتاوي الجهاد والخلافة؟
- كل هذه الأمور تعرضنا لها وقد أصدرت دار الإفتاء المصرية 12 تقريرا حتي الآن كل تقرير يحوي 20 صفحة ويعرض هذه الأفكار ويفندها، وقد تصدت هذه التقارير لمشكلات الإرهاب والتطرف والتي أصبحت مشكلة عالمية وعرفنا هذه الأطروحات بل أصدرنا كتابا باللغة الإنجليزية يحوي كل هذه الفتاوي.
التحجر والجمود
وكيف سيتم التعامل مع بعض الدعاة الذين يصرون علي التمسك بالاجتهاد القديم؟
- نقول لهؤلاء الدعاة إن الفتوي تتغير بتغير الجهات الأربع وهي المكان والزمان، والأحوال والأشخاص ولنا في سيرة الأئمة الأعلام والمجتهدين الكبار المثل والقدوة الذي لابد علينا أن نحتذي بهم، فمثلا الإمام الشافعي رحمه الله عندما كان في بغداد أنشأ فقها هناك وعندما جاء الي مصر ورأي التغيرات في البيئة والناس وفي الأحوال والأشخاص والزمان والمكان نعلم جميعا أنه غير أكثر من ثلثي فتاويه القديمة ورأينا أنه في الفتاوي القديمة كان يذهب الي رأي معين وفي الفتاوي الجديدة.
رأيناه يذهب الي رأي آخر وهذا هو الإسلام الحقيقي الذي نعرفه ولا يمكن التحجر والجمود والتمسك برأي فقهي واحد وهذه الآراء ليست منزلة أو مقدسة إنما لابد أن تراعي السياقات المختلفة والصالح العام والخاص ومصالح العباد ولكن بضوابط علمية ولهذا نقول لهم هذا هو الإسلام الصحيح ولابد أن تتبعوه.
نعلم أنه لا سلطة دينية في الإسلام ولا يملك رجل الدين الرسمي إلا النصح والإرشاد بينما دعاة السلف يعتنقون مبدأ السمع والطاعة لأعضاء الجماعة المنتمين لها فكيف ستتعاملون مع هذه المعادلة؟
- أولا.. يجب علينا أن نغير الثقافة العامة لأن هذه المسألة تحتاج الي خلق ثقافة سائدة ورأي عام سائد ووجهة نظر لابد أن تحترم في هذا المجال لأنه لا توجد سلطة ولا كهنوت ديني في الإسلام ولكن نقول لهؤلاء باحترام التخصص والرئيس السيسي عندما وجه دعوته المهمة بتجديد الخطاب الديني وجهها الي علماء متخصصين في هذا المجال، ولهذا يجب احترام التخصص، فالإنسان عندما يمرض لا يذهب إلا الي الطبيب لأنه هو المتخصص ونقول بتغيير الثقافة سيتم احترام التخصص، وعلي المتخصص أن يهتم بتجديد الخطاب الديني وأن يكون مرتبطا بالواقع ومبنيا علي الثوابت حتي يحقق مسألة التوازن في المنهج الوسطي المعتدل.
وهل سيتم استهداف الداعية بتطوير وتجديد فكره؟
- أولا نتكلم في مجال دار الإفتاء فإن جميع من يقومون بمهمة الفتوي في المؤسسة هم يملكون هذه المهارات وهذا التدريب الراقي في مجال الفتوي لأنه أصبح يوجد تدريب في مجال العلوم السياسية ومجال الاقتصاد وفي مجال بعض المبادئ الطبية أيضا، ولذلك نؤكد أن من مقتضيات الفتوي ضرورة إدراك الواقع وبالطبع لا يمكن لشخص إدراك هذا الواقع إلا إذا خاض التجربة في زمام هذا الواقع وعرف مداخله ومخارجه وعندما نتكلم عن علماء دار الإفتاء فهم يتمتعون بهذه الميزة التي تميز دار الإفتاء عن جميع دور الإفتاء في العالم.
براثن التطرف
لكن المناخ مشحون بمظاهر الإقصاء والعنف فكيف ستؤثر الفتوي في هذا المناخ؟
- رجل الدين في الأصل جزء من هذا الحراك الموجود في المجتمع وإذا كانت هذه الظواهر السلبية موجودة في المجتمع فلابد أن يساهم رجل الدين بقدر كبير في تحصين الشباب من الوقوع في براثن التطرف وأيضا العمل علي ضرورة وجود حركة تصحح هذه المفاهيم هذا إذا وقعوا بالفعل في براثن التطرف وهذا ما سنقوم به هذا العام إن شاء الله.
هل تري أن الجمود الفكري أصاب الاجتهاد في مصر؟
- لا أعتقد هذا ودعنا نترك الأمر للمتخصصين وكما قلت إن الاجتهاد واجب كل وقت والعلماء الذين سبقونا قاموا بواجب وقتهم ولابد أن يقوم علماء اليوم بضوابط وقتهم ولكن بالضوابط والمعايير والمصالح المرعية وسواء اتفق أواختلف بعض الناس حول هل العلماء الحاليون قاموا بواجب وقتهم أم لا.. فنحن نؤكد أن في دار الإفتاء المصرية العلماء تقوم بهذا الواجب، ونري أنه من أشرف الواجبات وهو الاجتهاد المبني علي إدراك الواقع والمبني علي المصلحة الشخصية والمصلحة العامة لأمر الأفراد والمجتمع
لكن الكثير من المفكرين شددوا علي أن الجمود يلازم الساحة مستشهدين بفتوي إرضاع الكبير؟
- نحن نقول إن الفتوي تتغير بتغير الجهات الأربع ولابد علي الفتوي أن تكون فتوي منضبطة لابد أن تراعي الواقع وأن تحقق المصالح الشخصية والعامة للفرد والمجتمع والدولة ولدينا إطار ينبغي ألا تخرج الفتوي عنه وإذا خرجت عن هذا الإطار تصبح فتوي شاذة.
هل من الضروري إعادة النظر في فتاوي المذاهب الفقهية وإعادة صياغتها بما يتناسب مع روح العصر؟
- المذاهب الفقهية هي تراث فقهي وهذا التراث لابد من الاستفادة به ولا تقف عند المسائل ولكن نأخذ المناهج مع الزمان والمكان الذي يعيش فيه.
طمس الهوية
وماذا عن الفتوي التي تتعلق بالهوية الوطنية التي يرفضها المتأسلمون؟
- لا يوجد انفصام بين الهوية الإسلامية والهوية الوطنية الآن الهوية الوطنية هي هوية إسلامية والهوية الإسلامية تقتضي بالضرورة أن تكون هوية وطنية وهذا كما علمنا الرسول صلي الله عليه وسلم وعلمنا العلماء الأكابر في تاريخنا الإسلامي ومن يقل إن الهوية الإسلامية تطمس الهوية الوطنية فهو جاهل.
كيفية تصحيح الفتاوي القديمة الخاطئة التي أرقت المجتمع وتسببت في العديد من الأزمات؟
- من المعلوم أن الفتوي الصحيحة تطرد الفتوي الخاطئة ومن هنا نقول إن دار الإفتاء المصرية عندما يشاع رأي خاطئ ولا أقول فتوي خاطئة لأن الفتاوي إذا كانت صادرة بهذه الضوابط فهي فتاوي صحيحة لكن فيه آراء خاطئة فعند صدور رأي خاطئ دار الإفتاء تقوم بمهمة تصحيح هذه الآراء ووضعها في نصابها كما تفعل مع فتاوي التطرف والتكفير وتقوم بنشر الوعي لأنه ما كان لهذه الآراء أن تشاع بين الناس وتحدث هذه الفرقة وتتسبب في إسالة الدماء إلا أن «المستفتين» من عموم الناس استمعوا لها، فلابد علي عموم الناس أن يستمعوا الي المتخصصين من العلماء الثقات الذين نالوا حظا وفيرا من العلوم الشرعية، وأدركوا واقعهم وعايشوا زمانهم وأدركوا مشكلاته، فهذا الأمر لابد أن يكون ثقافة سائدة لدي الناس بألا يسألوا إلا المتخصص في الدين.
معني هذا أنه يوجد أدعياء للدين؟
- طبعا وهذه الظاهرة موجودة في كل مكان وكل زمان وبالمناسبة هي موجودة في كل دين أيضا.
وكيف يتم التعامل مع هؤلاء المدعين؟
- التعامل معهم يكون بنفس الآلية وهي بإجراء تصحيحي لما يقولونه حتي يتم كشف زيف هؤلاء المدعين مع القيام بإجراء توعوي لزيادة الوعي لدي الناس.
وماذا عن الإجراءات القانونية تجاههم؟
- الإجراء القانوني يحتاج تشريعا أولا من مجلس الشعب القادم.
الجهل والفتن
ما تحديات دار الإفتاء التي ستواجهها مع تطوير الفتوي والخطاب الديني؟
- التحديات موجودة في كل مكان وكل زمان ولكنها تكون تحديات بنسب متفاوتة حسب الجهل والفتن المتواجدة في المجتمع وأعتقد أن أهم التحديات هي أن تواكب المؤسسة الدينية التطور الهائل الذي طرأ علي المجتمع مثلا لو ذكرنا مواقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» نجد أن الشباب يتجه الي هذه المواقع.
وهل هناك توصل مع تلك الأجيال الجديدة؟
- دار الإفتاء حاولت التواصل مع الشباب بإنشاء صفحة علي «الفيس بوك» بها مليون ومائتي ألف مشترك ومع هذا نحن نحتاج الي مواكبة أكثر لهذه التغييرات والتطورات التي تحدث من حولنا، والتحدي الثاني باعتبارنا إحدي المؤسسات التابعة لمنهج الأزهر فنحن أمام مسئولية كبيرة لتوضيح مفاهيم الإسلام الي العالمين، وهذا يحتاج الي مجهودات كبيرة وتواصل أكبر مع مليار ونصف المليار مسلم في العالم باختلاف لغاتهم وثقافتهم وبيئتهم المتغيرة والمتنوعة.
هل تري أن دار الإفتاء تقوم بدور مؤثر في هذا السياق؟
- بالطبع هي تقوم بدور كبير لا شك في هذا لكن عليها القيام بمجهود أكبر في الفترة القادمة نظرا للتحديات الكثيرة التي تواجه الأمة الإسلامية.
ربما الفتوي المستنيرة سيلفظها المجتمع والفتوي الجامدة لن يفهمها فكيف تتعاملون مع هذه المعادلة؟
- الشخص العادي ينظر الي عالم الدين بدرجة كبيرة من الاحترام والتقدير والجزء الأكبر يقع علي عالم الدين في هذا الأمر وعليه أن يوثق هذه العلاقة وأن يجتهد بما يحقق مصلحة عوام الناس وأن يضيف جديدا من الوعي والإدراك لسماحة الدين وقيمه العليا وأن يغير سلوكيات الناس إذا استطاع أن يفعل ذلك، فالرابطة بين عالم الدين وبين الناس ستزداد عمقا وترابطا وهذا يسهم في تقبل وفهم فكر رجل الدين دون مشقة ولن ينفر من فتواه عامة الناس ولن يلفظه المجتمع بل سيسعي اليه في ود ومحبة.
تمكين المرأة
المرأة نصف المجتمع ومشاكلها الفقهية شائكة ومعقدة.. كيف تتعاملون مع ما يهمها؟
- نحن في دار الإفتاء المصرية نؤمن بأن المرأة تحمل علي عاتقها مهمة كبيرة جدا في هذه المرحلة من تاريخ الوطن ونحن اتخذنا بعض الاجتهادات في سبيل تمكين المرأة في المجتمع ونشر التوعية والفهم الصحيح بقضايا المرأة، وفي سبيل تصحيح الثقافة المغلوطة عن المرأة أصدرت دار الإفتاء المصرية كتابا كبيرا عن المشكلات التي تتعلق بالمرأة من خلال فتاوي علماء دار الإفتاء وهذا الكتاب حقق مبيعات كبيرة جدا وحقق نجاحات كثيرة في تغيير الفكر النمطي عن المرأة وفتحنا باب التدريب علي الإفتاء فيما يخص قضايا المرأة ولدينا بعض الاستاذات في جامعة الأزهر نستشيرهم في القضايا الخاصة بالمرأة لأننا نولي المرأة اهتماما كبيرا في دار الإفتاء.
وماذا عن شركائنا في الوطن إخواننا الأقباط؟
- فيما يتعلق بشركاء الوطن من الأقباط هذا يتضح من الخطاب الأول الذي ألقاه فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهوري يوم 3 مارس 2013 في أول خطاب له حيث قال: بصراحة شديدة: إن التعاون مع شركاء الوطن هو فريضة ويظهر ذلك من خلال اللقاءات الكثيرة التي جمعت المفتي بقداسة البابا تواضروس وأيضا في المجال الخارجي كان فضيلة المفتي هو أول شخصية دينية التقت البابا فرانسيس بابا روما وفي جميع المحافل فهو يدرك أهمية التعاون بين شركاء الوطن وأيضا تتصدي دار الإفتاء لجميع الآراء الخاطئة التي تؤدي لزيارة الفرقة بين المسلمين وإخوانهم الأقباط كما تحرص علي نشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة التي تتعلق بحقوق أهل الكتاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.