«تنمية الثروة الحيوانية»: إجراءات الدولة خفضت أسعار الأعلاف بنسبة تخطت 50%    عودة الشحات وعاشور.. تعرف على قائمة الأهلي لمواجهة مازيمبي في دوري أبطال أفريقيا    «كتل هوائية أوروبية تضرب البلاد».. «الأرصاد» تكشف مفاجأة في طقس الغد    استعد للتوقيت الصيفي.. طريقة تعديل الوقت في أجهزة الأندرويد والآيفون    صور.. انطلاق الدورة العاشرة لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير على أنغام سيد درويش    «لا تحاولي إثارة غيرته».. تعرفي على أفضل طريقة للتعامل مع رجل برج الثور    محافظ الإسكندرية يستقبل الملك أحمد فؤاد الثاني في ستاد الإسكندرية الرياضي الدولي    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    غدًا.. قطع المياه عن نجع حمادي لمدة 12 ساعة    الأغذية العالمي: هناك حاجة لزيادة حجم المساعدات بغزة    وزير الصناعة الإيطالي: نرحب بتقديم خبراتنا لمصر في تطوير الشركات المتوسطة والصغيرة    "الأهلي ضد مازيمبي".. كل ما تريد معرفته عن المباراة قبل انطلاقها مساء الجمعة    عضو «مجلس الأهلي» ينتقد التوقيت الصيفي: «فين المنطق؟»    سفير تركيا بالقاهرة يهنئ مصر بذكرى تحرير سيناء    محمد الباز: يجب وضع ضوابط محددة لتغطية جنازات وأفراح المشاهير    خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة 26-4-2024 (نص كامل)    طريقة عمل الكبسة السعودي بالدجاج.. طريقة سهلة واقتصادية    حمادة أنور ل«المصري اليوم»: هذا ما ينقص الزمالك والأهلي في بطولات أفريقيا    «القاهرة الإخبارية»: دخول 38 مصابا من غزة إلى معبر رفح لتلقي العلاج    رغم ضغوط الاتحاد الأوروبي.. اليونان لن ترسل أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا    بيان مهم للقوات المسلحة المغربية بشأن مركب هجرة غير شرعية    عبد العزيز مخيون عن صلاح السعدني بعد رحيله : «أخلاقه كانت نادرة الوجود»    التنمية المحلية تزف بشرى سارة لأصحاب طلبات التصالح على مخالفات البناء    الجيل: كلمة الرئيس السيسي طمأنت قلوب المصريين بمستقبل سيناء    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعرف على مواقيت الصلاة غدًا في محافظات الجمهورية    جوائزها 100ألف جنيه.. الأوقاف تطلق مسابقة بحثية علمية بالتعاون مع قضايا الدولة    انخفضت 126 ألف جنيه.. سعر أرخص سيارة تقدمها رينو في مصر    قبل تطبيق التوقيت الصيفي، وزارة الصحة تنصح بتجنب شرب المنبهات    أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية بالاستفزازية    فيديو.. مسئول بالزراعة: نعمل حاليا على نطاق بحثي لزراعة البن    10 ليالي ل«المواجهة والتجوال».. تعرف على موعد ومكان العرض    هشام نصر يجتمع مع فريق اليد بالزمالك قبل صدام نصف نهائي كأس الكؤوس    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    إدريس: منح مصر استضافة كأس العالم للأندية لليد والعظماء السبع أمر يدعو للفخر    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    هل تحتسب صلاة الجماعة لمن أدرك التشهد الأخير؟ اعرف آراء الفقهاء    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    النيابة العامة في الجيزة تحقق في اندلاع حريق داخل مصنع المسابك بالوراق    «الداخلية»: ضبط قضايا اتجار في النقد الأجنبي ب 42 مليون جنيه خلال 24 ساعة    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة بأطفيح    الرئيس السيسي: خضنا حربا شرسة ضد الإرهاب وكفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة    أبطال سيناء.. «صابحة الرفاعي» فدائية خدعت إسرائيل بقطعة قماش على صدر ابنها    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    التجهيزات النهائية لتشغيل 5 محطات جديدة في الخط الثالث للمترو    خبير في الشؤون الأمريكية: واشنطن غاضبة من تأييد طلاب الجامعات للقضية الفلسطينية    معلق بالسقف.. دفن جثة عامل عثر عليه مشنوقا داخل شقته بأوسيم    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    ملخص أخبار الرياضة اليوم.. إيقاف قيد الزمالك وبقاء تشافي مع برشلونة وحلم ليفربول يتبخر    الهلال الأحمر يوضح خطوات استقبال طائرات المساعدات لغزة - فيديو    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية ل«الوفد»:
الإفتاء تكشف البيئة الأيديولوچية الشاذة للجماعات الإرهابية
نشر في الوفد يوم 24 - 02 - 2015

منذ سنوات عديدة والفتاوي الدينية الشاذة المتطرفة تنخر كالسوس في أركان الوطن من بعض غير المتخصصين الذين يتبعون جماعات إرهابية
متشددة متطرفة خاصة تلك الفتاوي التي تتعلق بالهوية الوطنية والانتماء والمرأة والأقباط وما يسمي الحاكمية الإلهية وأسلوب الحكم ومفاهيم الخلافة الراشدة وتطبيق الشريعة وغيرها من الفتاوي التي جعلت الوطن عرضة للفتن والإرهاب، والتخريب والترويع والاغتيال والتكفير والتهميش والإقصاء والكراهية الدينية البغيضة.. فأطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي دعوته الي رجال الدين في مصر بالتصدي الي هذه الفتاوي الشاذة والفكر المتشدد المتطرف الذي تتبناه الجماعات الإرهابية المتطرفة وطالبهم الرئيس بأهمية تجديد الخطاب الديني حتي يغيروا ما لصق من اتهامات باطلة وغير حقيقية بالدين الإسلامي وبالمسلمين.
الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية من أشد المرحبين بتلك الدعوة، مؤكدا أن تجديد الخطاب الديني من عوامل استمرارية الأمة الإسلامية، مشيرا الي أن دار الإفتاء هي أول مؤسسة دينية تبنت دعوة الرئيس بتجديد الخطاب الديني لأن الإسلام لا يعرف الجمود والتمسك برأي فقهي واحد، مؤكدا أن مؤسسات الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء هي الجهات المعنية بتجديد الخطاب الديني، مضيفا أن دار الإفتاء تحمل مسئولية فضح البنية الأيديولوچية الشاذة للجماعات الإرهابية، حيث رصدت 200 فتوي تكفيرية خطيرة رصدت عن الجماعات الإرهابية التي تستخدم الأطفال في مظاهراتها والنساء كعبيد للجنس والقتل والذبح لمن يخالفهم الرأي.
هل تختلف دعوة الرئيس بتجديد الخطاب الديني عن سابقيها من دعوات للتجديد؟
- لا تختلف تلك الدعاوي مع بعضها البعض لأن تجديد الخطاب الديني هو أمر قديم ونادي به النبي صلي الله عليه وسلم حيث قال: «إن الله يبعث علي رأس كل مائة سمة من يجدد لها دينها»، وفي رواية أمر دينها، وهذا التجديد من عوامل استمرار الأمة الإسلامية كأمة خاتمة للرسالات، وهذا التجديد حادث وواقع في كل زمان ومكان، ولكن الوقع الذي نشهده معقد ودائم التغيير والتطور نظرا لثورة الاتصالات والمواصلات التي جعلت العالم قرية صغيرة ودعوة الرئيس لتجديد الخطاب الديني لابد أن تؤخذ بكل جد وهذا عكس اهتمام الرئيس منذ توليه المسئولية علي مطالبة الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية بالقيام بهذا الواجب المهم لكي نواكب التطورات وحتي لا يخرج الخطاب عن نطاق المعاصرة والأصالة والجميع متفق في هذه المؤسسات الثلاث علي مبدأ تجديد الخطاب الديني.
وما هذا الخطاب الذي نرجوه؟
- الخطاب الذي نرجوه هو الخطاب الأصيل ولا نخترع خطابا جديدا ولكن نريده خطابا متصلا بالأصول الثابتة المعروفة ومتصلا بالعصر أي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويتميز بإدراك الواقع المعيشي ليساهم في حل المشكلات الكثيرة المعقدة التي تواجه الأجيال الجديدة في مدي علاقة الإسلام وارتباطه بالواقع المعاصر.
وماذا عن دور دار الإفتاء في هذا التجديد؟
- دار الإفتاء أول مؤسسة دينية تبنت دعوة الرئيس السيسي عندما أطلق خطابه الشهير في مركز مؤتمرات الأزهر عن طريق إجراءات تتصل بالتخصص لأن الرئيس أول مهمة التجديد للمتخصصين والكل يحمل مهمة التعريف ونشر الوعي بتخصصه وفي دار الإفتاء المصرية عملنا منظومة متكاملة لتجديد الخطاب الديني، أولا في مجال الفتوي أصدر فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية تعليماته بسرعة إنشاء أقسام تتولي مهمة إصدار الفتاوي وتسهيل مهمة الإجابة عن المسائل الفقهية للناس، والآن لدينا فتوي عن طريق الحضور الشخصي، وفتوي عن طريق الهاتف وأخري عن طريق الإيميل وفتوي عن طريق البريد العادي وغيرها عن طريق الفاكس فكل السبل متاحة وميسرة للسؤال.
التطرف والعنف
وماذا عن نشر الفتاوي لغير الناطقين باللغة العربية؟
- الآن تنشر دار الإفتاء المصرية فتواها بعشر لغات حية وتجيب دار الإفتاء بها عن الفتاوي وهذا يساعد علي إظهار الوجه الحقيقي للدين الإسلامي، وأيضا توجد منظومة لمواكبة الأسئلة في الإفتاء خصوصا في مجالين: الأول هو مجال الأسئلة عن التطرف والعنف والتشدد ودار الإفتاء من أجل هذا أنشأت ما يسمي بمرصد التكفير الذي يتتبع الفتاوي الشاذة التكفيرية والمضللة.
ومن أبرز أنشطة هذا المرصد؟
- هذا المرصد رصد حوالي 200 فتوي تكفيرية، والآن نقوم بتحليل المضمون لهذه المواقع التكفيرية أسبوعيا ونصدر تقريرا أسبوعيا في هذا الأمر، والمجال الثاني هو مجال الإلحاد ودار الإفتاء تدق ناقوس خطر شديد جدا تجاه هذه الأفكار التي تغرر بشبابنا ولهذا أنشأت دار الإفتاء وحدة متخصصة تعالج قضايا الإلحاد، لأنها ظاهرة جديدة علي المجتمع المصري.
وهل تصديتم لظاهرة التفسخ الاجتماعي؟
- نعم.. توجد برامج تدريبية قياما بواجب تجديد الخطاب الديني، ودار الإفتاء رصدت ظاهرة الطلاق في السنوات الأولي من الزواج فأنشأنا وحدة تقوم علي تدريب المقبلين علي الزواج حتي نتفادي هذه الظاهرة والمشكلات التي تنتج عن جهل أو عدم إدراك لقضايا فقهية معينة، وأيضا قمنا بنشر هذه المفاهيم من خلال جولات خارجية لنشر صحيح الدين وزيادة الوعي بين الجاليات المصرية في الخارج وعلي سبيل المثال أرسلنا بعثات الي أفريقيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وإلي شرق آسيا وسنستمر في هذه الجولات نظرا للنجاح الكبير الذي حققته هذه الزيارات.
وأين دور الإفتاء في التصدي لفتوي الحاكمية الإلهية؟
- في هذا الشأن أصدرنا تقارير ونصدر كل أسبوع تقريرا حول قضية معينة ونحن عالجنا في دار الإفتاء هذه القضية الخاصة بفتوي الحاكمية الإلهية.
قضية الذبح
إذن كيف يتم نقد البنية الأيديولوچية للجماعات الإرهابية؟
- دار الإفتاء مستمرة علي هذا النهج فقد أصدرنا تقريرا مهما جدا خاصا بانتهاك التنظيمات الإرهابية في حق الأطفال وانتقدنا فيه كل قيادات التنظيمات الإرهابية بتجنيد الأطفال واستغلالهم في المظاهرات والعمليات الإرهابية، وأيضا تكلمنا عن قضية الذبح، وأنها ليست من الإسلام ومن قبل تكلمنا عن انتهاكات التنظيمات الإرهابية ضد النساء واستخدامهن كعبيد للجنس، وفي الأسابيع الماضية تكلمنا عن القضايا الفقهية المختلفة وكيف يتم توظيف النصوص الدينية وتطويعها لخدمة الأغراض السياسية والأهواء التي بدورها تؤدي الي القتل والترويع والتخريب والفساد، إذن نحن أخذنا علي عاتقنا من خلال علماء دار الإفتاء المصرية فضح البنية الأيديولوچية الفاسدة والشاذة لهذه الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي تتستر خلف عباءة الدين.
وكيف تصديتم لفتاوي الجهاد والخلافة؟
- كل هذه الأمور تعرضنا لها وقد أصدرت دار الإفتاء المصرية 12 تقريرا حتي الآن كل تقرير يحوي 20 صفحة ويعرض هذه الأفكار ويفندها، وقد تصدت هذه التقارير لمشكلات الإرهاب والتطرف والتي أصبحت مشكلة عالمية وعرفنا هذه الأطروحات بل أصدرنا كتابا باللغة الإنجليزية يحوي كل هذه الفتاوي.
التحجر والجمود
وكيف سيتم التعامل مع بعض الدعاة الذين يصرون علي التمسك بالاجتهاد القديم؟
- نقول لهؤلاء الدعاة إن الفتوي تتغير بتغير الجهات الأربع وهي المكان والزمان، والأحوال والأشخاص ولنا في سيرة الأئمة الأعلام والمجتهدين الكبار المثل والقدوة الذي لابد علينا أن نحتذي بهم، فمثلا الإمام الشافعي رحمه الله عندما كان في بغداد أنشأ فقها هناك وعندما جاء الي مصر ورأي التغيرات في البيئة والناس وفي الأحوال والأشخاص والزمان والمكان نعلم جميعا أنه غير أكثر من ثلثي فتاويه القديمة ورأينا أنه في الفتاوي القديمة كان يذهب الي رأي معين وفي الفتاوي الجديدة.
رأيناه يذهب الي رأي آخر وهذا هو الإسلام الحقيقي الذي نعرفه ولا يمكن التحجر والجمود والتمسك برأي فقهي واحد وهذه الآراء ليست منزلة أو مقدسة إنما لابد أن تراعي السياقات المختلفة والصالح العام والخاص ومصالح العباد ولكن بضوابط علمية ولهذا نقول لهم هذا هو الإسلام الصحيح ولابد أن تتبعوه.
نعلم أنه لا سلطة دينية في الإسلام ولا يملك رجل الدين الرسمي إلا النصح والإرشاد بينما دعاة السلف يعتنقون مبدأ السمع والطاعة لأعضاء الجماعة المنتمين لها فكيف ستتعاملون مع هذه المعادلة؟
- أولا.. يجب علينا أن نغير الثقافة العامة لأن هذه المسألة تحتاج الي خلق ثقافة سائدة ورأي عام سائد ووجهة نظر لابد أن تحترم في هذا المجال لأنه لا توجد سلطة ولا كهنوت ديني في الإسلام ولكن نقول لهؤلاء باحترام التخصص والرئيس السيسي عندما وجه دعوته المهمة بتجديد الخطاب الديني وجهها الي علماء متخصصين في هذا المجال، ولهذا يجب احترام التخصص، فالإنسان عندما يمرض لا يذهب إلا الي الطبيب لأنه هو المتخصص ونقول بتغيير الثقافة سيتم احترام التخصص، وعلي المتخصص أن يهتم بتجديد الخطاب الديني وأن يكون مرتبطا بالواقع ومبنيا علي الثوابت حتي يحقق مسألة التوازن في المنهج الوسطي المعتدل.
وهل سيتم استهداف الداعية بتطوير وتجديد فكره؟
- أولا نتكلم في مجال دار الإفتاء فإن جميع من يقومون بمهمة الفتوي في المؤسسة هم يملكون هذه المهارات وهذا التدريب الراقي في مجال الفتوي لأنه أصبح يوجد تدريب في مجال العلوم السياسية ومجال الاقتصاد وفي مجال بعض المبادئ الطبية أيضا، ولذلك نؤكد أن من مقتضيات الفتوي ضرورة إدراك الواقع وبالطبع لا يمكن لشخص إدراك هذا الواقع إلا إذا خاض التجربة في زمام هذا الواقع وعرف مداخله ومخارجه وعندما نتكلم عن علماء دار الإفتاء فهم يتمتعون بهذه الميزة التي تميز دار الإفتاء عن جميع دور الإفتاء في العالم.
براثن التطرف
لكن المناخ مشحون بمظاهر الإقصاء والعنف فكيف ستؤثر الفتوي في هذا المناخ؟
- رجل الدين في الأصل جزء من هذا الحراك الموجود في المجتمع وإذا كانت هذه الظواهر السلبية موجودة في المجتمع فلابد أن يساهم رجل الدين بقدر كبير في تحصين الشباب من الوقوع في براثن التطرف وأيضا العمل علي ضرورة وجود حركة تصحح هذه المفاهيم هذا إذا وقعوا بالفعل في براثن التطرف وهذا ما سنقوم به هذا العام إن شاء الله.
هل تري أن الجمود الفكري أصاب الاجتهاد في مصر؟
- لا أعتقد هذا ودعنا نترك الأمر للمتخصصين وكما قلت إن الاجتهاد واجب كل وقت والعلماء الذين سبقونا قاموا بواجب وقتهم ولابد أن يقوم علماء اليوم بضوابط وقتهم ولكن بالضوابط والمعايير والمصالح المرعية وسواء اتفق أواختلف بعض الناس حول هل العلماء الحاليون قاموا بواجب وقتهم أم لا.. فنحن نؤكد أن في دار الإفتاء المصرية العلماء تقوم بهذا الواجب، ونري أنه من أشرف الواجبات وهو الاجتهاد المبني علي إدراك الواقع والمبني علي المصلحة الشخصية والمصلحة العامة لأمر الأفراد والمجتمع
لكن الكثير من المفكرين شددوا علي أن الجمود يلازم الساحة مستشهدين بفتوي إرضاع الكبير؟
- نحن نقول إن الفتوي تتغير بتغير الجهات الأربع ولابد علي الفتوي أن تكون فتوي منضبطة لابد أن تراعي الواقع وأن تحقق المصالح الشخصية والعامة للفرد والمجتمع والدولة ولدينا إطار ينبغي ألا تخرج الفتوي عنه وإذا خرجت عن هذا الإطار تصبح فتوي شاذة.
هل من الضروري إعادة النظر في فتاوي المذاهب الفقهية وإعادة صياغتها بما يتناسب مع روح العصر؟
- المذاهب الفقهية هي تراث فقهي وهذا التراث لابد من الاستفادة به ولا تقف عند المسائل ولكن نأخذ المناهج مع الزمان والمكان الذي يعيش فيه.
طمس الهوية
وماذا عن الفتوي التي تتعلق بالهوية الوطنية التي يرفضها المتأسلمون؟
- لا يوجد انفصام بين الهوية الإسلامية والهوية الوطنية الآن الهوية الوطنية هي هوية إسلامية والهوية الإسلامية تقتضي بالضرورة أن تكون هوية وطنية وهذا كما علمنا الرسول صلي الله عليه وسلم وعلمنا العلماء الأكابر في تاريخنا الإسلامي ومن يقل إن الهوية الإسلامية تطمس الهوية الوطنية فهو جاهل.
كيفية تصحيح الفتاوي القديمة الخاطئة التي أرقت المجتمع وتسببت في العديد من الأزمات؟
- من المعلوم أن الفتوي الصحيحة تطرد الفتوي الخاطئة ومن هنا نقول إن دار الإفتاء المصرية عندما يشاع رأي خاطئ ولا أقول فتوي خاطئة لأن الفتاوي إذا كانت صادرة بهذه الضوابط فهي فتاوي صحيحة لكن فيه آراء خاطئة فعند صدور رأي خاطئ دار الإفتاء تقوم بمهمة تصحيح هذه الآراء ووضعها في نصابها كما تفعل مع فتاوي التطرف والتكفير وتقوم بنشر الوعي لأنه ما كان لهذه الآراء أن تشاع بين الناس وتحدث هذه الفرقة وتتسبب في إسالة الدماء إلا أن «المستفتين» من عموم الناس استمعوا لها، فلابد علي عموم الناس أن يستمعوا الي المتخصصين من العلماء الثقات الذين نالوا حظا وفيرا من العلوم الشرعية، وأدركوا واقعهم وعايشوا زمانهم وأدركوا مشكلاته، فهذا الأمر لابد أن يكون ثقافة سائدة لدي الناس بألا يسألوا إلا المتخصص في الدين.
معني هذا أنه يوجد أدعياء للدين؟
- طبعا وهذه الظاهرة موجودة في كل مكان وكل زمان وبالمناسبة هي موجودة في كل دين أيضا.
وكيف يتم التعامل مع هؤلاء المدعين؟
- التعامل معهم يكون بنفس الآلية وهي بإجراء تصحيحي لما يقولونه حتي يتم كشف زيف هؤلاء المدعين مع القيام بإجراء توعوي لزيادة الوعي لدي الناس.
وماذا عن الإجراءات القانونية تجاههم؟
- الإجراء القانوني يحتاج تشريعا أولا من مجلس الشعب القادم.
الجهل والفتن
ما تحديات دار الإفتاء التي ستواجهها مع تطوير الفتوي والخطاب الديني؟
- التحديات موجودة في كل مكان وكل زمان ولكنها تكون تحديات بنسب متفاوتة حسب الجهل والفتن المتواجدة في المجتمع وأعتقد أن أهم التحديات هي أن تواكب المؤسسة الدينية التطور الهائل الذي طرأ علي المجتمع مثلا لو ذكرنا مواقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» نجد أن الشباب يتجه الي هذه المواقع.
وهل هناك توصل مع تلك الأجيال الجديدة؟
- دار الإفتاء حاولت التواصل مع الشباب بإنشاء صفحة علي «الفيس بوك» بها مليون ومائتي ألف مشترك ومع هذا نحن نحتاج الي مواكبة أكثر لهذه التغييرات والتطورات التي تحدث من حولنا، والتحدي الثاني باعتبارنا إحدي المؤسسات التابعة لمنهج الأزهر فنحن أمام مسئولية كبيرة لتوضيح مفاهيم الإسلام الي العالمين، وهذا يحتاج الي مجهودات كبيرة وتواصل أكبر مع مليار ونصف المليار مسلم في العالم باختلاف لغاتهم وثقافتهم وبيئتهم المتغيرة والمتنوعة.
هل تري أن دار الإفتاء تقوم بدور مؤثر في هذا السياق؟
- بالطبع هي تقوم بدور كبير لا شك في هذا لكن عليها القيام بمجهود أكبر في الفترة القادمة نظرا للتحديات الكثيرة التي تواجه الأمة الإسلامية.
ربما الفتوي المستنيرة سيلفظها المجتمع والفتوي الجامدة لن يفهمها فكيف تتعاملون مع هذه المعادلة؟
- الشخص العادي ينظر الي عالم الدين بدرجة كبيرة من الاحترام والتقدير والجزء الأكبر يقع علي عالم الدين في هذا الأمر وعليه أن يوثق هذه العلاقة وأن يجتهد بما يحقق مصلحة عوام الناس وأن يضيف جديدا من الوعي والإدراك لسماحة الدين وقيمه العليا وأن يغير سلوكيات الناس إذا استطاع أن يفعل ذلك، فالرابطة بين عالم الدين وبين الناس ستزداد عمقا وترابطا وهذا يسهم في تقبل وفهم فكر رجل الدين دون مشقة ولن ينفر من فتواه عامة الناس ولن يلفظه المجتمع بل سيسعي اليه في ود ومحبة.
تمكين المرأة
المرأة نصف المجتمع ومشاكلها الفقهية شائكة ومعقدة.. كيف تتعاملون مع ما يهمها؟
- نحن في دار الإفتاء المصرية نؤمن بأن المرأة تحمل علي عاتقها مهمة كبيرة جدا في هذه المرحلة من تاريخ الوطن ونحن اتخذنا بعض الاجتهادات في سبيل تمكين المرأة في المجتمع ونشر التوعية والفهم الصحيح بقضايا المرأة، وفي سبيل تصحيح الثقافة المغلوطة عن المرأة أصدرت دار الإفتاء المصرية كتابا كبيرا عن المشكلات التي تتعلق بالمرأة من خلال فتاوي علماء دار الإفتاء وهذا الكتاب حقق مبيعات كبيرة جدا وحقق نجاحات كثيرة في تغيير الفكر النمطي عن المرأة وفتحنا باب التدريب علي الإفتاء فيما يخص قضايا المرأة ولدينا بعض الاستاذات في جامعة الأزهر نستشيرهم في القضايا الخاصة بالمرأة لأننا نولي المرأة اهتماما كبيرا في دار الإفتاء.
وماذا عن شركائنا في الوطن إخواننا الأقباط؟
- فيما يتعلق بشركاء الوطن من الأقباط هذا يتضح من الخطاب الأول الذي ألقاه فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهوري يوم 3 مارس 2013 في أول خطاب له حيث قال: بصراحة شديدة: إن التعاون مع شركاء الوطن هو فريضة ويظهر ذلك من خلال اللقاءات الكثيرة التي جمعت المفتي بقداسة البابا تواضروس وأيضا في المجال الخارجي كان فضيلة المفتي هو أول شخصية دينية التقت البابا فرانسيس بابا روما وفي جميع المحافل فهو يدرك أهمية التعاون بين شركاء الوطن وأيضا تتصدي دار الإفتاء لجميع الآراء الخاطئة التي تؤدي لزيارة الفرقة بين المسلمين وإخوانهم الأقباط كما تحرص علي نشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة التي تتعلق بحقوق أهل الكتاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.