استنكر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الدعوة التي أطلقها "روبير تتشاردون" رئيس بلدية "فينليس" بجنوب شرق فرنسا. وعضو حزب الاتحاد لإدراج مادة في الدستور الفرنسي تحظر الإسلام في فرنسا. وذلك في ثلاث تغريدات عبر موقع التواصل "تويتر". أكد الطيب في بيان له أمس رفضه التام لتلك الدعوات العنصرية التي تدعو لكراهية الدين الإسلامي ومعتنقيه من المواطنين والمقيمين في فرنسا. والتي من شأنها إثارة التوترات في المجتمعات الغربية. وخلق حالة من العداء بين أتباع الديانات السماوية. مما يؤثر علي التعايش بين أبناء المجتمع الواحد. طالب شيخ الأزهر جميع الدول والشعوب بضرورة احترام وتفعيل المباديء والقوانين والقرارات العالمية بما في ذلك مواثيق الأممالمتحدة الداعمة لحقوق الإنسان. التي تدعو إلي احترام الأديان. وتُجرِّم ما يحض علي الكراهية والإساءة. كما يدعو الأزهر الشريف إلي نشر ثقافة الحوار بين الأديان. والتعايش مع الآخر. والنهوض بمباديء السلام والحرية والمساواة والأخوَّة. بدلاً من ثقافة الإقصاء والتمييز ضد المسلمين ومن ناحية اخري استنكر الدكتور ابراهيم نجم - مستشار مفتي الجمهورية - الدعوة التي أطلقها ¢روبير شاردون¢ رئيس بلدية ¢لوفنيل¢. في الجنوب الشرقي لفرنسا. بخصوص إدراج مادة في الدستور الفرنسي تمنع الإسلام في فرنسا. وأكد في تصريحات له أن تلك الدعوات من شأنها أن تثير التوترات في المجتمعات الغربية وتنشر الكراهية. مما يؤثر علي التعايش بين أبناء المجتمع الواحد. والذي يعتبر المسلمين الفرنسيين جزءاً لا يتجزأ منه. وأضاف مستشار مفتي الجمهورية أن الوجود المسلم في فرنسا وأوروبا هو وجود حيوي وإيجابي لكافة الأطراف. وينبغي تعظيم الاستفادة من العنصر المسلم الذي تربطه بالعالم الإسلامي روابط وثيقة مما يؤهله أن يقوم بدور السفير والممثل للحضارة الإسلامية في أوروبا في الميادين السياسية والاقتصادية والفكرية وغيرها إضافة إلي دوره في صناعة مستقبل مجتمعه الأوروبي. بدلا من العمل علي إقصاء المسلمين.. مشددا علي أنه علي المجتمعات الغربية أن تدرك أن المسلمين لا يسعون إلي الإنفصال عن مجتمعهم الغربي. بل غاية المسلم أن يندمج في مجتمعه مع الحفاظ علي هويته وحقوقه كمواطن دون التعرض له بقول أو فعل مسيء. وهو ما يستدعي ضرورة تفعيل القوانين التي تجرم نشر الكراهية والإساءة إلي الأديان. ودعا مستشار مفتي الجمهورية أصحاب تلك الدعوات وكذلك المواطنين الأوروبيين إلي تكثيف الحوار بين الأديان والثقافات والنهوض بمبادئ السلام والحرية والمساواة والأخوة. بدلا من ثقافة الإقصاء والتمييز ضد المسلمين. من أجل مواجهة أولئك الذين يُريدون فرض الإرهاب والهمجية علي العالم. مشددًا علي أن الفهم الخاطئ للإسلام والأفكار المسبقة عن المسلمين تدفع بالبعض إلي ارتكاب أعمال معادية للإسلام وتزيد من العنصرية تجاه المسلمين.. مطالبا مستشار المفتي المسلمين في فرنسا والغرب بضرورة الاندماج الفاعل والإيجابي في مجتمعهم. وأن يكونوا فاعلين ونافعين في بلادهم. الأمر الذي يسهم بشكل كبير في تصحيح صورة الإسلام والمسلمين هناك.