تمر الامة العربية والإسلامية هذه الايام بأزمات ومشكلات تهدد سلامتها بل ووجودها ووحدة أراضيها ومن تلك المشكلات تلك الجماعات التكفيرية والإرهابية التي لا تعبأ بمفهوم الوطن وبقيمة الأرض والأمر الراجح أن تلك الجماعات هي في حقيقة الأمر مطية لتحقيق اهداف غير معلنة لأطراف خفية ومعلومة في نفس الوقت لا تتمني الخير للأمة العربية أو الإسلامية لذا كانت الحاجة الملحة لعقد المؤتمرات والتقارب وتوحيد الخطاب وتوحيد المسلمين علي كلمة سواء وفضح المتآمرين عن علم او جهل.. وضرورة تطوير لغة الخطاب الديني في المجتمعات الاسلامية عقيدتي التقت الشيخ مظهر شاهين خطيب مسجد عمر مكرم وعضو لجنة الاعلام الديني بالمجلس الاعلي للشئون الاسلامية لتقف معه حول العديد من القضايا الملحة فماذا قال؟ * كيف يتم تصحيح المفاهيم المغلوطة لقطع الطريق علي إنخراط مزيد من الشباب في الجماعات التكفيرية؟ ** التصحيح يبدأ من توضيح بيان صحيح الإسلام والدين وبالتالي فضح مزاعم هؤلاء الإرهابيين.. وكذلك بتبني خطاب ديني وسطي واحد بين كل الدول الإسلامية والتواصل الدائم بينها.. كذا التصحيح بخطاب إعلامي موحد يعتمد علي النصوص والتأويلات الصحيحة وعلي ضحد الشبهات التي يعتمد عليها التكفيريون في حربهم علي الإسلام والمسلمين وايضاً يبدأ التصحيح بلم الشمل العربي وأن تكون هناك قوة عسكرية وثقافية وإقتصادية موحدة كي نعبر هذه المرحلة. * كيف نوحد الخطاب الديني في جميع الدول العربية والإسلامية؟ * * القضايا التي تواجهها الأمة الإسلامية قضايا واحدة والأزمات والعدو واحد وهدف القوي الإستعمارية هدف واحد ألا وهو تمزيق الأمة الإسلامية وبالتالي وحدة المصير يتطلب خطاب موحد خاصة في القضايا المشتركة والملحة.. وعلي سبيل المثال قضية مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبةالتي حدثت منذ شهور وكذلك مقتل الأخوة المسيحيين في ليبيا كل هذه القضايا لا تهم بلد بعينها دون الأخري ولكنها تهم جميع البلاد العربية وخاصة وانها مستهدفة من وراء كل هذا. وإدانة القتل وبيان براءة الإسلام من القتل والقتلة هي ليست قضية مصرية فقط أو دولة بعينها بل أنها قضية الإنسانية وكل العالم العربي بل والإسلامي. الإرهاب لا يواجه مصر فقط بل يواجه العالم أجمع وبالتالي نحتاج إلي خطابا واحدا علي مستوي العالم يدين القتل والترويع إذا كان العدو والمصير واحدا. * وهل نحتاج مواجهة عسكرية فقط أم عسكرية وفكرية في آن واحد؟ * * القوة العربية ليس معناها فقط القوة العسكرية ولكن معناها القوة العسكرية والثقافية والعلمية والفكرية والخطاب الديني الموحد.. وأري أن التعامل مع الإرهاب في الماضي كان يشوبه الكثير من الأخطاء حيث كنا نهتم بقتل الإرهابي وتبقي الفكرة حاضرة.. ولكننا الآن لابد من الإنتباه لتلك المسألة والإهتمام بالقضاء علي الفكرة قبل القصاص من معتنقيها لان مقتل الارهابي وبقاء الفكرة يعني أن هناك من سيأتي ليعتنق تلك الفكرة مرة أخري ومن ثم وجود الإرهاب.. قتل الفكرة اهم ويضمن سلامة عقول الأجيال القادمة وتفادي تلك الأفكار الهدامة والمدمرة للإنسان وللمجتمعات والفكرة تقتل بنصوص صحيحة وبخطاب ديني معتدل وصحيح. * كثرت الدعوات لعقد مؤتمر هنا ومؤتمر هناك لمناقشة قضايا المسلمين هل تري جدوي لمثل هذه المؤتمرات في غياب الية التطبيق للقرارات والتوصيات الصادرة من هذه المؤتمرات؟ * * لا شك ان المؤتمرات والتوصيات الصادرة عنها وان كانت لم تطبق حرفيا الا انها تعد تحريكا للماء وايقاظا للهمم فربما تتمخض هذه المؤتمرات عن افكار ووقتئذ تكون قابلة للتطبيق في يوم ما لذا فان مثل هذه المؤتمرات هي ظاهرة صحية يحرك من خلالها العلماء الضمائر وايقاظ الشعوب. * كيف يكن مواجهة الإرهاب؟ * * الوحدة العربية وهي تعني الوحدة العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والدينية.. وما تجرأ علينا اعداؤنا إلا عندما تفرقنا في الشعاب وما استهانوا بنا إلا عندما تمزقنا وإذا عدنا أرضا ومجتمعا واحدا سننتصر في فترة وجيزة. * مصر كانت ولا زالت منذ التاريخ هي الحص الحصين والمدافع الوحيد عن العرب والعروبة فكيف تري هذا الدور؟ * * هذا هو دور مصر العظيم والمستمر وهذا مصير وقدر مصر فهي قلب العروبة وهي الأزهر الشريف والحضارة والثقافة ومصر هي القادرة علي جمع شمل الأمة الإسلامية والعربية مرة أخري وان تعيد هذه الدول إلي مكانتها مرة اخري.. والدور البارز الذي يقوم به شيخ الأزهر ووزير الاوقاف وكل العلماء هو دور عظيم في هذا التوقيت ومنه المؤتمر المنعقد الان لفضح مزاعم الإرهابيين والرد علي شبهاتهم.