اثارت واقعة اهانة وزير الثقافة الدكتور عبد الواحد النبوي. لموظفة احدي مكتبات وزارة الثقافة بالاسكندرية. ردود فعل متباينة حيث انتقد الجميع الوزير في تهكمه علي الموظفة وسخريته من شكلها و¢تخنها ¢. مؤكدين أنه ليس من حق الوزير او أي مسئول التعليق علي شكل او مظهر مرؤوسيه فالعمل له ضوابط وآداب لابد من احترامها وحدود نقد الرئيس لا يجب ان تتخطي قواعد العمل واداء المرؤوس. كان وزير الثقافة الدكتور عبد الواحد النبوي في جولة بمحافظة الاسكندرية علي بعض المتاحف وقصور الثقافة هناك فالتقي بأمينة مكتبة وتناول اطراف الحديث معها حول الاوضاع بالمكتبة ولما اخبرته بان لديها مشكلة تتعلق بعدم حصولها علي بدل الماجستير اذا بها تفاجأ بقوله ¢انا عندي مشكلة مع التخان ¢ الامر الذي اصابها بالإحراج واعتبرت كلام الوزير اهانة لها ولم ينته كلام الوزير عند هذا الحد بل انه تمادي وطلب من مديرة المكتبة ان¢ تخليها تتطلع السلم عشر مرات كل يوم علشان تخس¢ فثارت الموظفة لكرامتها ونشرت الموضوع علي شبكات التواصل الاجتماعي فما كان من وزارة الثقافة بعد انتشار الخبر اعلاميا إلا ان اصدرت بيانا اوضحت فيه ملابسات الموقف وانه تم بروح الدعابة ولكي يرفع الوزير التوتر والقلق عن هذه الموظفة. واشارت الموظفة في مداخلة لها علي احدي الفضائيات ان الوزير تحدث اليها واعتذر عما بدر منه. ونحن هنا نناقش حدود علاقة الرئيس ايا كانت صفته بمرؤوسيه. حيث قالت الدكتورة آمنة نصير - أستاذ الفلسفة الاسلامية بجامعة الازهر -: أولا مسألة ان يتعدي الرئيس علي مرؤوسيه بالقول او بالفعل فهذا أمر مرفوض ولا يليق باي حال من الاحوال اما ان يصل المدي بوزير الثقافة الي اهانة موظفة علي شكلها وبدانتها فهذا لا يليق. وكان يجب عليه ان يغض بصره ولا يتفرَّس في جسدها ثم يعقب بما يجرح مشاعرها ويؤذي احساسها ويهين كرامتها وشددت علي ضرورة احترام الرئيس لمرؤوسيه لأن إهانة مشاعر الناس سواء في شكلهم او ملبسهم امر مرفوض حتي مجرد الاشارة الي هذا بشكل خفي لا يليق. واضافت: تقييم الرئيس لموظفيه وزيرا كان او غير ذلك لا يتعدي العمل الذي يقوم به ان وجد اي تقصير في العمل عليه ان يحاسبه ويطبق عليه اللوائح القانونية الحاكمة لنظام العمل. ضوابط العمل اشارت الدكتورة زينب النجار- استاذ الاجتماع بجامعة الازهر- الي ان العمل ما هو الا عقد مبرم بين الموظف والجهة التي يعمل بها ,هذا العقد يفرض علي الرئيس والمرؤوس احترام بعضهم البعض والقيام بالمهام المسندة اليهم علي اكمل وجه ولا تنص اي لائحة علي تعنيف الموظف علي شكله بدينا كان ام نحيفا او مظهره من قبل رئيسه كما ان لوائح العمل تحكم العلاقة بين الموظفين بالاحترام المتبادل والتقدير لكل من الرئيس والمرؤوس اما ما قام به وزير الثقافة كما رأينا علي شاشات الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي امر نرفضه جميعا وان كان لا يجب ان نعطيه اكبر من حجمه خاصة ان الموظفة ذاتها ذكرت انه اتصل بها واعتذر لها عما بدر منه وانه لم يقصد اهانتها. واضافت: إثارة مثل هذه الموضوعات علي شاشات الفضائيات لا يفيد انما يعد مضيعة للوقت واشغال الناس بأمور لا تنفعهم ولا تفيدهم فهناك قضايا في المجتمع يمكن مناقشتها ووضع حلول لها بدلا من هذه الامور التي اراها تافهة. سبب تخلفنا ووافقتها الرأي الدكتورة سامية خضر- استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس- قائلة: هذا خطأ فردي ولا يجب تعميمه واعطاؤه حجما أكبر من حجمه وان كنت اري ضرورة ان يكون وزير الثقافة وهو الاستاذ الذي تخرج في جامعة الازهر ان يكون قدوة لغيره من الرؤساء في العمل في التعامل مع موظفيهم فبدلا من اهتمامه بشكل الموظفة وبدانتها الذي لا يعنيه من قريب او بعيد كان يجب عليه ان يقيم اداءها في العمل وان وجد اي تقصير يحاسبها عليه فاهتمامنا بالمظهر وشكل الناس هو سبب تخلفنا وتأخرنا عن الغرب الذي يأخذ بالكفاءة بغض النظر عن المظهر والايدلوجيات والانتماءات السياسية المختلفة ففي الوقت الذي نسير فيه علي نهج الغرب وقتها سنتقدم وننهض. واضافت: اذا ضاع الاحترام بين الرئيس والمرؤوس لم ينجز اي عمل فلابد من تهيئة الظروف المناسبة للعمل من حب وتقدير واحترام متبادل بين الرئيس والمرؤوس. معايير الاختيار واستطردت د. سامية: كم من مخالفات نسمع بها داخل أوساط العمل من ابتزاز الرئيس لموظفيه خاصة ان كانت سيدة او اضطهاد ان كان الموظف كفؤا والرئيس يعاني من عقد نفسية لذا لابد من التأني في اختيار رؤساء العمل وتكون الكفاءة والقدرة علي التعامل مع الناس والقدرة علي حل المشكلات ومواجهة الصعاب وحلها هي المعيار الاساسي ونبتعد عن المجاملات ونتخلي عن الواسطة والمحسوبية في الاختيار هذا اذا اردنا نجاح العمل والنهوض بالمؤسسات المختلفة.