جمعيات شعارها "نحن في خدمة الأيتام":

الشرعية وأنصار السنة نموذج لربط الدعوة بالخير

تتسابق الجمعيات الخيرية علي رعاية الأيتام طوال العام لنيل مرضاة الله وحماية المجتمع من أخطار شعورهم بالضياع إذا أهملهم المجتمع فيتحولوا إلي قنبلة موقوتة .. ترصد ¢ عقيدتي ¢ في هذا التحقيق جهود بعض الجمعيات الكبري في تقديم هذه الرعاية.
يؤكد الدكتور محمد المختار المهدي . الرئيس العام للجمعية الشرعية . أكبر جمعية ترعي الأيتام في الوطن العربي . أنه ليس معني الكفالة أن تلبي مطالب الطفل المادية فقط من أكل ومشرب وملبس وغيره وإنما تعني القيام علي تربية الطفل وكافة شئونه المعنوية والمادية لأن كل الأطفال - غنيهم وفقيرهم - يحتاج لتلك الرعاية في غياب الأب الراعي لشئونه ولهذا بدأت الجمعية الشرعية هذا المشروع في غرة رجب 1405ه- 1980 م
بأحد فروع الجمعية بحي المطرية ثم انتشر بعد ذلك. ويصل إجمالي الأيتام والأمهات الذين تكفلهم الجمعية الآن إلي ما يزيد علي 600 ألف . وقد بدأ المشروع برعاية الأطفال الأيتام وكفالتهم ثم امتد بعد ذلك ليشمل أسرهم ومتابعتهم تعليميًّا ودينيًّا وأسريًّا وانتظمت في تطبيقه بمساجدها كما يلي: مبلغ الكفالة وهو 20 جنيها شهريًا مع تقديم الخدمات العينية كالعلاج وصرف الدواء مجانًا لليتيم وأمه بالاتفاق مع أهل الخير من الأطباء وأصحاب الصيدليات وكذلك الاتفاق مع كثير من أصحاب المخابز والمحال التجارية ومحلات الأطعمة والمشروبات لتوفير خدماتها للأيتام.
تقرر الجمعية الرئيسية للأيتام عطاءات سنوية ثابتة منها البطاطين في مطلع كل شتاء. والمواد الغذائية في شهر رمضان من كل عام واللحوم في عيد الأضحي والكراريس والكشاكيل في مطلع العام الدراسي.
ويشير الدكتور المهدي إلي أن كثيراً من فروع الجمهورية تطبق برنامج ¢ لقاء الجمعة ¢ حيث يلتقي الأيتام في المسجد كل يوم جمعة فيُمنحون جرعة ترفيهية ثم يؤدون الصلاة يعقبها جرعة دينية ثم جرعة غذائية كاملة المكونات كما تعقد الجمعية رحلات في العطلة الصيفية للأماكن السياحية والثقافية والتاريخية لأطفال مكاتب تحفيظ القرآن الكريم والأيتام وتتحمل الجمعية الرئيسية تكاليف الانتقال وكذلك تقوم الفروع بتوفير ملابس العيد والأحذية للأيتام في عيدي الفطر والأضحي.
ويوضح أن الجمعية تهتم بالمستوي التعليمي للأيتام ولهذا تنظم الفروع فصولاً للتقوية تراجع فيها المناهج الدراسية للأيتام وكذلك تقوم الرئيسية كل عام بتكريم الأيتام المتفوقين في الشهادات العامة. كما تقوم بتكريم خريجي الجامعات بتقديم الهدايا والمكافآت النقدية لهم.
وأشار إلي أن ما تقوم به الجمعية الشرعية من رعاية لليتيم في جوانب متفرقة هو من الكفالة الواجبة وليس من باب المندوبات فلقاء الجمعة مع الأطفال الأيتام. وتخصيص مكاتب تحفيظ القرآن الكريم لهم. وعطاءات بداية العام الدراسي من أدوات مدرسية وكساء وغير ذلك. هو جزء من الكفالة. والاهتمام بكل هذا واجب لكي يتحقق وصف الكفالة فيمن يقوم بها وكذلك عطاءات شهر رمضان. والأضحي ليست بعطاءات مادية كما هو الظاهر فقط. وإنما هي عطاءات تربوية ودينية ومعنوية وهي تعد من الكفالة وكذلك الاهتمام بالمتفوقين في الشهادات من اليتامي هو أكبر دليل علي فهم المنهج الصحيح لمضمون الكفالة الواردة في حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم لأن الغرض منه تفوق اليتامي لا مجرد تعلمهم وهذا لا ينبع إلا عن حب وإخلاص. وتقدير للمسئولية وأهم شيء يقوم به الكفيل هو الإخلاص في العمل لله رب العالمين. فهو النور الذي يسير فيه من رزقه.
كيفية الكفالة
عن كيفية قيام الراغب في كفالة اليتيم بذلك يشير الشيخ مصطفي إسماعيل . الأمين العام للجمعية الشرعية إلي انه يمكنه كفالة الطفل من الجمعية الشرعية الرئيسية مباشرة وذلك من خلال مكتب مسجد الجلاء برمسيس أو كفالة الطفل من أقرب فرع جمعية شرعية من فروع الجمعية الشرعية في المحافظة التي يسكن به عن طريق العديد من الخطوات..
- يقوم الكافل باختيار طفل أو أكثر من غير المكفولين بالمسجد
- يسدد مبلغ أربعين جنيهاً شهريًا قيمة كفالة الطفل وذلك مقابل إيصال معتمد ومختوم بخاتم الجمعية ويقوم المسجد بصرف مبلغ الكفالة للطفل اليتيم شهريًا.
- يأخذ شهادة كفالة الطفل اليتيم ويحتفظ بها طوال فترة كفالته له وبدون أخذ هذه الشهادة لا يعتبر كافلاً لليتيم ولكن متبرعاً.
عن آلية انضمام اليتيم إلي الجمعية الشرعية يشير الشيخ مصطفي إسماعيل . إلي انه بداية تكفل الأيتام الذين يتقدمون لها بعد فقدان الأب وتصدر لهم بطاقة كفالة يقوم بموجبها كافل اليتيم بدفع قيمة الكفالة المتغيرة بتغير الظروف المعيشية شهريًّا لليتيم الذي يكفله إضافةً إلي وجود البيانات كاملةً لدي الكفيل عن اليتيم الذي يكفله إذا أراد أن يتواصل معه بمساعدات أخري بطريقة مباشرة ولا تكتفي الجمعية بذلك بل تنظم يومًا إسلاميًّا أسبوعيًّا للأيتام يبدأ من صباح يوم الجمعة بقراءة القرآن. ومدارسة الأحاديث النبوية ثم الاستماع لخطبة الجمعة ثم بعد ذلك تناول وجبة الغداء ويصل عدد الوجبات التي يتم إعدادها أكثر من 10 آلاف وجبة أسبوعيًّا علي الأقل. كذلك يقوم مشرفو مشروع اليتيم بالجمعية بمتابعة الأطفال الأيتام بمدارسهم ودفع بعض المصروفات وإعطائهم الملابس الدراسية قبل بدء العام الدراسي إضافةً إلي المساعدات العينية التي تصل الجمعية في شهر رمضان والأعياد الإسلامية .وإذا وصل اليتيم إلي سن البلوغ لا تتوقف الجمعية عن رعايته ولكن بوسائل أخري منها مشروع طالب العلم حيث يتم دعم طلبة الثانوية العامة والجامعات ماديًّا وعينيًّا لمساعدتهم علي استكمال التعليم أما الفتيات فيتم إعانتهن عبر مشروع تيسير زواج الفتيات اليتيمات حيث تقوم الجمعية بتلقي طلبات الفتيات غير القادرات وتقدم لها علي الفور "غسالة. بوتاجاز. والأدوات المنزلية الضرورية التي تعدُّ عقبةً كبري في إتمام عملية الزواج" ويتزايد عدد اليتيمات ويتبع ذلك زيادة في الاحتياجات يتم تقديرها لكل حالة.
عن رعاية أمهات الأيتام في الجمعية الشرعية يقول الشيخ مصطفي اسماعيل رائد المشروعات : تحاول أن تحولهن إلي أمهات منتجات وذلك عبر مشروع تشغيل أمهات الأيتام وهو عبارة عن وحدات تفصيل ملابس وكل وحدة بها 200 ماكينة حياكة. تتسلمها الأمهات ويعملن من بيوتهن وتتقاضي مرتبا شهريًّا مناسبًا دون أن تتكلف ثمن ماكينة الخياطة أو حتي أدوات العمل.
عن الانجازات بلغة الأرقام قال الشيخ ابو صليب : علي سبيل المثال لا الحصر خلال عام واحد من ذي الحجة 1433ه إلي ذي الحجة 1434ه .قامت فيه الجمعية برعاية أكثر من 443 ألف طفل يتم تقديم الرعاية المادية الطبية والتربوية والمعنوية لهم ويتم سنويا إقامة حفلات لتكريمهم وللعام العشرين علي التوالي ورعاية 228 ألف أسرة من الناحية الدينية في مكاتب تحفيظ القرآن التي بلغت 1906 مكاتب ونقيم حفلا سنويا ويتم الاختبار حفظا وتلاوة وأحكاما وتجويدا ويحصل الفائزون علي جوائز مادية وهدايا عينية بتكلفة تصل إلي 250 ألف جنيه سنويا وكذلك رعاية البالغين في مشروع رعاية طالب العلم فيه يتم تقدم فيه الجمعية أوجه الرعاية المادية والمعنوية والطبية من خلال توفير الزي المدرسي ودفع المصروفات الدراسية وتزويدهم بالأدوات المدرسية وصرف العطاءات المعيشية والمواد الغذائية واللحوم في عيد الأضحي وذلك للطلاب غير القادرين من غير الأيتام ويرعي مشروع رعاية طالب العلم الفقير 35425 أسرة 46761 طفلاً . وكذلك لدينا مشروع تشغيل أمهات الأيتام وقد بلغ عدد الأمهات اللاتي يعملن في مشروع التشغيل اكثر من 1000 أم. أجر الأم ثلاثة جنيهات عن حياكة كل جلباب ويتم تسليم كل أم ماكينة خياطة بالمجان والمشروع مطبق في 12 محافظة ويبلغ عدد الوحدات في المشروع 28 وحدة علي مستوي الجمهورية ويبلغ إنتاج وحدات التشغيل 50 ألف جلباب سنويا . أما مشروع تيسير زواج اليتيمات فقدم المساهمات العينية في الجهاز بالإضافة إلي عقد دورة تثقيفية للفتاة لتعريفها بأمور دينها من العبادات وفقه الحياة الزوجية من حقوق وواجبات بما يعينها علي استقرار حياتها الزوجية. وبعد إتمام الزواج يتم منح الفتاة هدية من الجمعية تتضمن ¢مصحفا وسجادة للصلاة- مفرش سرير- جلبابين¢ وقد وصل عدد ما تم تيسيره منذ بداية المشروع حتي الآن 48188 حالة بتكلفة بلغت 29.2 مليون جنيه.. أما مشروع مصيف الأيتام فتسعي الجمعية من خلاله إلي إدخال السرور علي نفوس من فقدوا آباءهم وفي عام واحد سيرت الجمعية 20 رحلة لمصيف أبو رديس بجنوب سيناء بإجمالي 600 يتيم وطالب علم فقير المدة ثلاثة أيام لكل فوج مع تقديم 3 وجبات يوميا وحافز مادي وبعض الهدايا العينية لكل طفل وبالنسبة لعطاءات لحوم الأضاحي وزعت 354 طن لحم بتكلفة 11 مليون جنيه لأبنائها الأيتام والأرامل وطلبة العلم . أما عطاءات رمضان فقامت الجمعية بتوزيع 247 ألف كرتونة بتكلفة مليون جنيه في عطاء رمضان تصرف للأيتام وطلبة العلم المسجلين في مشروع طالب العلم ويصرف لكل أسرة بعدد أفرادها تحتوي 2 ك سكر. 1 ك أرز. 3 ك مكرونة. 1 لتر زيت . كما توجد دار للفتيات اليتيمات المغتربات وتتمتع فيها اليتيمات بإقامة شاملة "المبيت والمأكل والمشرب والكشف الطبي والعلاج بالمجان. تنظيم بعض الرحلات الترفيهية. دروس علم شرعي بواسطة داعيات متخصصات واستقبلت الدار في عام واحد 104 طالبات.
أنصار السنة
عن نشاط جماعة أنصار السنة المحمدية في مجال رعاية الأيتام يقول جمال سعد حاتم . رئيس تحرير مجلة التوحيد الناطقة بلسان الجماعة : يدخل المشروع ضمن أعمال البر والإحسان التي تتضمن بناء المساجد والمستوصفات والمدارس الإسلامية ودور للمسنين والأيتام الذين لا عائل لهم بناء مساكن للفقراء الذين يسكنون في العراء وذلك بمساهمة من بعض أهل الخير .
وأضاف : تم بفضل الله بناء العديد من دور لإيواء الأيتام وتتم رعايتهم بكفالة تغنيهم عن السؤال حتي يبلغوا ثم تزوج الفتيات اليتيمات. وتشجع الذكور علي العمل والاعتماد علي نفسه وتختلف قيمة الكفالة حيث تبدأ بفئة كفالتها : "200" جنيه .والفئة الثانية كفالتها : "100" جنيه .والفئة الثالثة كفالتها : "50" جنيها. والفئة الرابعة كفالتها "30" جنيها.
وأوضح أنه يصل عدد أسر الأيتام المستفيدين من هذا المشروع أكثر من "12000" . ولا يزال هناك عدد كبير من الأيتام ينتظرون من يمد يده ليكفلهم ومن أراد المشاركة فله أن يساهم عبر التبرع لهذا المشروع علي ح رقم "21880" أنصار السنة المحمدية - بنك فيصل الإسلامي - فرع القاهرة .
وأشار إلي أن الأيتام وأسرهم يستفيدون من قيام الجماعة بتوزيع الصدقات والزكاوات علي المستحقين من الفقراء والمحتاجين حيث يتم استلام زكاة المال وتوزيعها في مصارفها الشرعية الثمانية المنصوص عليها في القرآن وكذلك زكاة الفطر مالاً وشراء الحبوب وتوزيعهًا عينًا وكذلك استلام الأضاحي وتوزيعها علي المستحقين لها وتوزيع وشراء البطاطين والملابس في فصل الشتاء وموسم قدوم المدارس وتشغيل الفقراء ومنهم الأيتام بعد أن يبلغوا وينتهوا من دراستهم.