- أعظم من مدح رسول الله صلي الله عليه وسلم بصوته هما "أم كلثوم" التي شدت برائعة شوقي "نهج البردة" و"همزية البوصيري" والشيخ "سيد النقشبندي" وكلاهما كان صوته أسطورة. - ومن أعظم حسنات إذاعة القرآن أنها تحيي علي الدوام صوت النقشبندي العبقري الرائع الذي يغزو القلوب غزوا ويفيض صدقا وحبا للنبي الكريم صلي الله عليه وسلم.. وكلما أردت أن أكتب عن النبي صلي الله عليه وسلم قفز إلي وجداني وروحي البيت الذي يصدح به: يا مظهر التوحيد حسبي أنني أحد الشداة الهائمين الحُومِ لغة الكلام علي فمي خجلي ولولا الحب لم أتكلم - فأين أنا من مقام النبوة حتي أتحدث عنها.. وأنا مسرف علي نفسي.. ومقصر في الطاعات والقربات.. وأكاد أكون ممن عناهم الله تعالي بقوله: "خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَي اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورى رَّحِيمى ". - ولكني رغم ذلك أحسب نفسي من المحبين الكبار للنبي العظيم صلي الله عليه وسلم والعاشقين له.. ومن المهمومين بتبليغ رسالته والذب عن صاحبها الصادق الأمين الذي أهيم به حبا وأتيه به إعجابا وفخرا. - وقد عاهدت الله منذ سنوات أن أكتب عنه وعن هديه وسنته وسيرته صلي الله عليه وسلم ما استطعت الي ذلك سبيلا من مقالات في الصحف ومقابلات فضائية ترجمة عن حبي وشوقي وعشقي له صلي الله عليه وسلم - وقد كتبت عنه بقلبي قبل قلمي وروحي قبل مدادي كتابا مختصرا أسميته "ذكريات مع الحبيب".. وأتمني كما تمني غيري من أساتذتي من الدعاة والعلماء الذين أحبوا وكتبوا عن الرسول العظيم صلي الله عليه وسلم أن يوضع كل ما كتبته معي في قبري لعله يكون شفيعا لي "يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالى وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَي اللَّهَ بِقَلْبي سَلِيمي". - يا سيدي يارسول الله صلي الله عليك وسلم .. ليست لي عبادة أو طاعة مميزة أو حسنة عظيمة عند الله أكبر من حبي لك أيها الصادق الأمين. - إنني أعيش دوما بقلبي وجوارحي وجوانحي مع قصة ذلك الأعرابي المؤمن الذكي الذي أهمه وأحزنه ألا يلتقي برسول الله في الجنة لقلة عمله فناداه قائلا: "يا رسول الله.. المرء يحب القوم ولما يلحق بهم".. ففهم الرسول صلي الله عليه وسلم إشارته وما تهفو نفسه إليه.. فرد عليه بذكاء وحب وتلقائية مبشرة: "المرء مع من أحب يوم القيامة". - آه.. آه.. يا لها من كلمات رائعة تسعد المقصرين والغافلين من أمثالنا.. وإذا براوي الحديث العبقري أنس بن مالك يلتقط خيط الحب الجميل فيهتف معقبا: "فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلي الله عليه وسلم إنك مع من أحببت يوم القيامة". - وقد كان من فقه أنس الدقيق والرقيق أنه كان يدعو ربه بعد هذا الحديث: "اللهم إني أحبك وأحب رسولك.. وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بعملهم". - وكنت دوما أشرح هذا الحديث مرارا وتكرارا بحب كبير وأدعو دائما: "اللهم إني أحبك وأحب رسولك وأبا بكر وعمر وعثمان وعلي والصحابة أجمعين.. ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين وأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بعملهم". - وأقول لنفسي: لست من قوام الليل أو صوام النهار أو أصحاب الطاعات الكبري.. فقد منعني الصداع النصفي من أكون من الصوام ومن أهل الريان.. وشغلني الكسب ومشاغل الحياة لتلبية تطلعات الأولاد التي لا تنتهي من الأجيال الحديثة والتي تختلف عن أجيالنا من أن أكون من القوام العباد.. ولا أملك مالا كثيرا لأكون من المتصدقين الباذلين وأهل المعروف العظام.. ونفسي الأمارة بالسوء وحماستي الحمقاء في شبابي أوقعتني في أخطاء كثيرة. - فيا رب ليست لي خصلة أتقرب بها إليك إلا محبتك التي تملأ كياني وتغزو فضائي.. ومحبة رسولك الكريم وصحابته الأطهار. - فيا رب اعف وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم.. ويا رب اقبلني بهذا الحب الذي ملأ شغاف قلبي.. وأقبل ثنائي وحمدي لك ومدحي لنبيك الكريم.. ودفاعي عن رسالته وصحابته.. فلا أملك يا مولاي في دنياي سوي هذا الحب الجارف.. وحينها أعيش مع كلمات شاعر التوحيد الراحل عبدالله شمس الدين والذي أحيا كلماته علي مر الدهر صوت النقشبندي العاشق للرسول: لغة الكلام علي فمي خجلي ولولا الحب لم أتكلم