ناقش المشاركون في الصالون الثقافي السابع بالمجلس الأعلي للشئون الإسلامية. توصيات المؤتمر الدولي العام الرابع والعشرين للمجلس. الذي عُقد تحت عنوان: ¢عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه : طريق التصحيح¢. وطالبوا بضرورة تفعيل التوصيات التي خرج بها المؤتمر. والتي تتسم بالموضوعية. والوضوح والصراحة. وبالقابيلة للتطبيق. لرسم الصورة الصحيحة لمفاهيم الإسلام. في البداية أعلن الدكتور محمد مختار جمعة -وزير الأوقاف- بدء الحوار المجتمعي وضرورة التكامل بين علماء الدين وغيرهم من المفكرين والعلماء والكتاب وعلماء الاجتماع والسياسية لإعادة صياغة الفكر العربي والاسلامي بما يناسب مستجدات العصر. لأن الحوار المجتمعي الآن أصبح ضرورة وطنية وواجب لابد منه لتجديد الخطاب الديني ووجوب سماع كل الأطراف حتي من نختلف معهم لنصحح لهم الأفكار أو نقيم عليهم الحجة. أشاد جمعة بدور القوات المسلحة المصرية التي لم تدخل معركة إلا دفعاً عن الأمة إلا وانتصرت. ولهذا وصفهم النبي بأنهم خير أجناد الأرض. وساهمت في كشف قوي الشر أمام الشعب. أضاف أن لجنة تطوير التعليم التي شكلها رئيس الوزراء ستعقد اجتماعها الأول بعد المؤتمر الاقتصادي بهدف إحداث ثورة من أجل الدين ولثورة تعليمية ولفتح حوار مجتمعي مع كل العلماء الكبار والمعنين بالفكر العام والمختصين بلا إقصاء لتجديد الفكر. أكد وزير الأوقاف. علي إرسال نسخ من توصيات المؤتمر مترجمة بعدة لغات أجنبية لتوزيعها علي السفارات في مصر إضافة إلي إصدار الوزارة كتابا خلال أسبوعين بكل أبحاث المؤتمر والمفاهيم التي صححها المؤتمر وإرسالها للمراكز الإسلامية والتجمعات الإسلامية بالخارج ويتم مراجعته حاليا وإضافة بعض البيانات إليه ليكون للتأصيل العلمي لتلك القضايا ولهذا فإن الوزارة لم تتلق أي ملاحظة علي التوجيه الديني للوزارة. كما لم تتدخل الوزارة في موضوعات وتوصيات المؤتمر ليكون رسالة علمية خالصة بتصحيح المفاهيم لكل العالم الإسلامي مؤكداً علي أن العلماء ثمّنوا تأكيد سيادة الرئيس أن الثورة للدين وليست علي الدين. وانهي وزير الأوقاف كلامه معلنا أنه 18 أبريل المقبل ستنطلق المسابقة الدولية للقرآن الكريم وتنظمها الوزارة ووافقت 19 دولة للمشاركة فيها من أجل الحفاظ علي القرآن وعلومه وتتوسع هذا العام لفهم معاني القران إضافة إلي حفظه وحسن تلاوته. العروبة والاسلام أشار المستشار علي عبد الرحمن الهاشمي -مستشار رئيس الامارات للشئون الدينية والقضائية الي أن مصر هي المنوطة دائماً بلم شمل المسلمين والعرب علي كلمة سواء ولهذا فإن هذه المؤتمرات التي ينظمها المجلس الأعلي للشئون الإسلامية علي فترات متلاحقة ومتجددة وجادة هي من نتاج مصر العروبة والإسلام والأزهر وكوني خريج هذه الجامعة المجيدة فإني اقدم الشكر لعلماء الأزهر. ومن منطلق الود القائم بين الإمارات ومصر ومازالت حلقاته متواصلة منذ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حتي الان وهذا الجهد فيه خير الأمة نفي الدكتور إبراهيم الهدهد -نائب رئيس جامعة الأزهر . أن تكون تلك المؤتمرات هي للشو الإعلامي. لأن الرأي الجمعي الناتج عنها يشخص الداء ويصف الدواء والرأي الجمعي لجماعة العلماء. لا يشقي به الناس أبداً. أشار إلي أن الأفكار في هذه المؤتمرات تتلاقي وتتلاقح من شتي بقاع الأرض علي كلمة سواء لمواجهة بحار الدماء الإسلامية التي تسود عالمنا فلا يعقل ان تدور حرب بين إيران والعراق لسنوات طويلة. وتتكلف أكثر من 500 مليار دولار. وتهلك أكثر من مليون مسلماً من الطرفين. وكلتاهما دولة مسلمة. أضاف : إن الإسلام يمنع إراقة الدماء ويعز علينا أن تسال الدماء الإسلامية في شتي بقاع الأرض ويقف العلماء مكتوفي الأيدي وهذه المؤتمرات إن لم ترد أهل الغواية عن غيهم وأهل التطرف عن تطرفهم. فإنها تمنع بإذن الله أن يزيد عددهم. وهذا أمر هام. الإعلام المنحرف حمل الكاتب الصحفي جلاء جاب الله -رئيس مجلس إدارة دار التحرير للطبع والنشر- الإعلام المنحرف جانباً من المسئولية في نشر أخطاء المتسبين إلي الإسلام مع أن عظمة الإسلام التي شهد بها الجميع لا تحتاج إلي دليل أو إثبات وعظمته تنبع من عظمة خالقه. وكفي بالقرآن والأحاديث النبوية وببعثة النبي الكريم لكونها متممة لمكارم الأخلاق. أوضح جاب الله . أن الإعلام سواء أكان مرئياً. أو مسموعاً. أو الكترونياً. أو مكتوباً. هو أحد الأسباب الرئيسية لرفعة شأن الإسلام. أو في إظهار خطايا المنتسبين له. وعندما يكون الإعلام واعياً. ويتحمل المسئولية الإجتماعية. يستطيع أن يرفع من شأن المنتسبين إلي الإسلام. ويوضح للعالم الصورة الحقيقية للإسلام. لاسيما من خلال إظهار تصرفات المسلمين المسئولة. وأشار الي أن الإعلام أصبح يشوه بعض المعاني الاصيلة ذات الدلاله الرائعة مثل الشهادة. والتي أختذلها وأطلقها دون معيار. الأمر الذي افقدها معناها ومدلولها. وهي المُنية لكل مسلم بحقها. والإعلام قادر علي تصويب الأخطاء وإزالة ما يسئ لديننا . الخلافة الاسلامية قال الدكتور عبد الله النجار - أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية- إننا لا نتعامل مع المصطلحات بما يقتضيه زمانها. وإنما يحتاج الأمر إلي زمن حتي ندرك تلك المصطلحات. فإن كثير من الأفكار النيرة لم تظهر عظمتها في الوقت الذي قيلت فيه. وإنما تظهر قيمتها في وقت يحتاج الناس إليها لتنير لهم الطريق. ولقد قال هؤلاء الناس كلمة الله بصدق وإخلاص ولم يتبعوا ذلك الفهم البليد الذي حاولوا أن يستغل دين الله وأن يتاجروا بكلام الله ويحرفوا الكلم عن موضعه. وأضاف: أن الإرهاب مصطلح يتردد يستبيح الدماء والحرمات والأعراض وجعلوا منها جهاداً وهذا كذب في دين الله ودس لا يليق. ولا يجوز لمسلم عنده ذرة من إيمان أن يتقول به علي الله عز وجل. فالإرهاب جريمة منظمة يقوم خلالها مجموعة من الذين تتواطأ إرادتهم الإجرامية علي ارتكاب أفعال تؤدي إلي إزهاق الأرواح دون تمييز. ودون أن يكون بينهم وبين المجني عليه اي علاقة عداوة. ولا تبرير لتلك الجريمة. وأبسط دليل علي هذا المفرقعات التي تودي بحياة الآمنين من الاطفال والنساء والشيوخ دون جريرة أو ذنب اقترفوه. أشار الدكتور النجار. إلي أن شعار ¢الخلافة الإسلامية¢ أصبح كالكرة في مربع السياسة الدولية. وكل إنسان يريد أن يتاجر بالدين يرفع شعار الخلافة. وهذا الشعار للأسف يرفع الآن من الدولة التي أهانت الخلافة الإسلامية وهي تركيا. عندما أسقطتها في عام 1924 بعد أن أهين السلطان العثماني عبد المجيد خان - آخر خلفاء العثمانيين- أهانة بالغة. علي يد كمال الدين اتاتورك لدرجة أنه حبسه واضطره إلي الفرار خارج تركيا يستغيث الناس في حمايته. من السلطات التركية التي وجدت فيه خطراً علي نظامها السياسي العلماني في ذلك الوقت في عهد كمال أتاتورك. ومنذ ذلك الوقت ويتاجر بكلمة الخلافة. وأصبحت كلمة حق يراد بها باطل. وهم يعلمون جيداً أن النظام الدولي لن يسمح مطلقاً بقيام خلافة جديدة بالصورة التي كانت عليها في الماضي.. وأكد أنهم جندوا هذه الجماعة التي تنشر الفوضي باسم الإسلام لتدمير البلاد والحدود وإهلاك الحرث والنسل. وأن الخلافة المزعومة أصبحت بابا للفوضي وتقسيما للمنطقة الإسلامية والعربية.. ومن يحلمون أنهم سيرفعون راية الإسلام في حضن أمريكا واسرائيل والغرب هم واهمون واهمون ومجندون لأعراض نشر الفوضي وإزالة الحدود بين الدول ومن ثم نشر الفوضي وسرقة ثرواتها مع العلم أن الخلافة هي نظام للحكم متغير بتغير الظروف والأزمان. والإسلام لا يطلب شكلاً معيناً للحكم. وإنما يطلب من الحاكم أن يحكم بما يحفظ دين الله عز وجل. وأن يحافظ علي مصالح الناس. وكل نظام حكم يؤدي هذه الغاية. هو نظام حكم إسلامي. يجب ان نؤيده ونحافظ عليه. أوضح أن الجزية هي مبلغ من المال كان يؤخذ من غير المسلمين. وتأخذه الدولة مقابل الدفاع وحماية غير المسلمين. حتي لا يشعروا أنهم عالة علي المسلمين أو أن يدافعوا عن دين لا يعتنقونه. والسياسة ليست أمرا تعبديا. لأن الوطن سفينة واحدة. من يرغم غير المسلمين بدفع الجزية فقد نصَب نفسه إرهابياً باسم الدين في ظل رفض الدين إكراه الناس علي الدفع. تفعيل الايجابيات أكد الدكتور محمد سالم أبو عاصي -عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر- أن عنوان المؤتمر الدولي العام الرابع والعشرين للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية. مؤكداً انه جمع بين الإيجابيات والتي تتجلي في عظمة الإسلام. والسلبيات والتي تتبدي في أخطاء بعض المنتسبين إليه. قال إن التوصيات ركزت علي أمرين. أولهما: الوضوح والصراحة وثانيهما: إمكانية التطبيق فعندما ساقت اللجنة لهذه التوصيات. كانت تراعي الوضوح والصراحة مع الأخذ في الإعتبار. إمكانية تحول هذه التوصيات إلي منهج عمل بعد المؤتمر قابل للتنفيذ. فتعرضت إلي تصحيح المفاهيم. مثل الخلافة. والحاكمية. والحرب. والجهاد. وهي المسميات التي تحدث لبساً في العالم الإسلام والعربي. بل وفي العالم أجمع. أضاف أبو عاصي أن مصطلح الجهاد لم يشرع إلا للدفاع عن الدولة وهو كما نعلم أصله وجزعه الأساسي الدعوة إلي الله. وفي مكة لم يشرع الجهاد القتالي ولم يشرع إلا في المدينة. والقتال لا يأذن به إلا من خلال رئيس الدولة. وكل من يخرج للجهاد بغير إذن رئيس الدولة فهمو آثم ومرتكب لكبيرة.. والجهاد القتالي شرع في المدينة عندما نشأت بها الدولة بمفهمومها الحديث من دستور وأرض وشعب. فكان للرسول ¢ص¢ أن يدافع عن هذه الدولة. أشار إلي أن الأمر الثاني هو قضية التكفير. والتي توصل إلي التفجير فقد ركزت التوصيات في المؤتمر علي أنه لا يجوز لواعظ أو لعالم أو لكائن من كان أن يكفر مسلماً. إنما التكفير يكون بحكم قضائي. لأن القضاء هو الذي يملك العلم بالاحكام الشرعية وبالإجراءات التحقيقية لكي يعرف الملابسات التي تدفع للحكم علي إنسان بالكفر. اختتم أبو عاصي حديثه بالتأكيد علي أن الإسلام يضع الكوابح تلو الكوابح في منع التكفير. ويكفي قول الرسول ¢ص¢ ¢من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما¢ ومن هنا فإن توصيات المؤتمر تركز علي أن التكفير لا يكون إلا بحكم قضائي. وهذه الجماعات بإستحلالها دماء وأموال وأعراض الناس تخرج من دائرة الإسلام. وفي نهاية الصالون كرم الدكتور محمد مختار جمعة -وزير الأوقاف - الشيخ علي الهاشمي-مستشار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للشئون الدينية والقضائية بدولة الإمارات العربية- وعددا من العلماء وأساتذة العلوم الدينية بالأزهر. وعددا من المساهمين في مؤتمر المجلس الأعلي للشئون الإسلامية علي جهودهم العلمية والدعوية.