تمر مصر والمنطقة العربية بمرحلة خطرة نتيجة التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مما يزيد الحاجة إلي تيار إعلامي تنموي مستنير يدفع إلي حراك مجتمعي جديد. يستمد روحاً ثورية في رفع المعاناة عن الأطفال خاصة الأطفال في ظروف صعبة من هنا جاءت الدعوة إلي عقد ورش عمل للإعلاميين حول نشر ثقافة حقوق الطفل ومناهضة العنف ضد الأطفال بعنوان: "إعلام صديق للطفولة" الذي عقد بالتعاون بين المجلس القومي للطفولة والأمومة والمجلس العربي للطفولة والتنمية وجامعة الدول العربية وهيئة بلان وبرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند". رغبة في أن تكون مصر نموذجاً في إدارة الإعلام الرشيد في المنطقة العربية. استعرضت الدكتورة ليلي كرم الدين أستاذ علم نفس الطفولة بجامعة عين شمس أهمية الطفولة المبكرة والتي تبدأ من يوم الميلاد وحتي سن الثامنة نظراً لأن الأطفال يتعلمون أفضل وأبقي أنواع التعلم عن طريق النموذج كما انهم يقلدون الإنسان المعتاد البالغ الذي يحبونه لذلك يكون من الضروري أن يحرص كل من يتعامل مع الطفل علي اقامة علاقة حميمة وارتباط وثيق وآمن ودافيء مع الأطفال وأن يقدم لهم القدوة التي يقلدونها ويفعلون ما يطلبه منهم عن حب لا عن خوف. وطالبت بضرورة مراعاة مرحلة النمو التي بلغها سواء النمو الجسمي أو اللغوي أو العقلي أو الاجتماعي أو الانفعالي فمن المعروف ان النمو النفسي للطفل في مختلف جوانبه يمر بمراحل محددة متمايزة لكل منها خصائصها كما أن لكل منها مشكلاتها وصعوبتها. يكون من الضروري علي من يتعامل مع الطفل أن يعرف هذه الخصائص ويراعيها وألا يطالب الطفل إلا بما يفوق قدراته. أوضحت أهمية معرفة ومراعاة الفروق الفردية الكبيرة بين الأطفال عند نفس المراحل والأعمار وهي فروق ترجع لاختلاف معدل النمو والذكاء أو النوع أو غيرها من المتغيرات. ويجب علي كل من يتعامل مع الطفل أن يعي ويراعي وجود هذه الفروق وألا يحكم علي الطفل بمعايير الآخرين أو يتوقع منه ما لا يستطيعه وأن يراعي جوانب التميز في كل طفل ورعايتها والبناء عليها لتحقيق أقصي استفادة ممكنة له مما يقدم له من رعاية وتعليم وتثقيف وتنمية. أشارت د. ليلي كرم إلي أهمية الحرص علي امتاع الطفل وإسعاده وتعليمه كلما أمكن عن طريق اللعب وذلك لأن أفضل السبل والطرق لتعليم الأطفال خاصة الصغار منهم هو تعليمهم عن طريق اللعب والاستمتاع واللعب هو الاستراتيجية الأولي والأكثر فعالية لتعليم الأطفال وبشكل خاص الصغار منهم. واللعب المقصود هنا هو اللعب الموجه المخطط وليس مجرد الفوضي حيث يكون هناك هدف محدد نسعي لتحقيقه وننظم البيئة بما تحتوي عليه من ألعاب عن قصد والأطفال يتعلمون وهم يلعبون ويستمتعون أيضاً لابد من استثارة حواس الطفل وممارسته لأكبر قدر ممكن من النشاط لتحقيق نموه وتنميته. من المتفق عليه ان ذكاء الطفل وعقله وتفكيره يبني خلال السنوات الأولي عن طريق استثارة جميع حواسه والقيام بالنشاط الحركي الفعلي والتجريب النشط. نتيجة لذلك يلزم أن يقوم الطفل بأكبر قدر ممكن من النشاط والعمل والتجريب علي الأشياء ليبني ذكاءه وينمو تفكيره. نتيجة لذلك تركز جميع البرامج التنموية والتثقيفية الحديثة التي تعد وتقدم للأطفال علي ممارستهم للخبرات والأنشطة وهي استراتيجية تربوية حديثة يطلق عليها "الأيدي علي النشاط علي الخبرات". أيضا الحرص الشديد علي تقديم كافة أشكال الرعاية والتربية والتنمية للأطفال مبكراً ما أمكن في عمرهم لتحقيق أقصي استفادة ممكنة لهم. ضرورة أن يكون للطفل دور فعال وأن يشارك فيما يقدم له من مواد وألا يقتصر دوره علي دور المتلقي السلبي إلا في أضيق الحدود. وأن تساعد المواد التي تعد وتقدم للأطفال علي استثارة والاستفادة من حب الاستطلاع الفطري الطبيعي لدي الأطفال. ضرورة الحرص علي تقديم الأنشطة الجماعية وتشجيع الأطفال علي أهمية مشاركة البالغ للأطفال في جميع هذه الأنشطة. لابد عند إعداد المواد الإعلامية للأطفال توجيه بعض هذه المواد للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف فئاتهم. وعلي جميع أجهزة ووسائل الإعلام المساعدة علي نقل العالم الخارجي للطفل ونقل الطفل لهذا العالم. الإعلام والطفل في جلسة "دور الإعلام في دعم قضايا حقوق الطفل" عرض الدكتور عادل عبدالغفار أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة بعض نماذج تطبيقية لانتهاكات الإعلام لحقوق الأطفال ومنها انتهاك حقه في الحماية والخصوصية في التغطية الإعلامية ومثال ذلك "طفل دفنه والده حياً واستطاع أن يخرج بعد أن قضي 10 ساعات داخل المقابر" والانتهاك الإعلامي يتمثل في عرض إحدي القنوات التليفزيونية لتجربة مؤلمة للطفل واصطحابه إلي مكان لديه ذكريات سيئة به والتصوير بالمقابر ليلاً. وأيضا قيام البرنامج بعرض صورة الطفل واضحة دون تضليل أو إخفاء وذكر مكان اقامته واسمه بالإضافة إلي استخدام الموسيقي والمؤثرات الصوتية واللغة بهدف الإثارة. وتناول العرض نماذج الاستغلال السياسي للأطفال في الصراعات السياسية والحروب. وحقوق الأطفال ضحايا الاغتصاب والاعتداءات الجنسية وانتهاك وسائل الإعلام في تغطية تحقيقات جرائم الاعتداء علي الأطفال. وفي الإعلانات التليفزيونية. وحقوق الأطفال ذوي الاعاقة. ويعد الانتهاك الإعلامي الخاص بعدم طمس هوية الأطفال هو الانتهاك الأكثر بروزاً في التغطية الإعلامية لحوادث الاعتداء الجنسي والجسدي علي الأطفال. بما يتنافي مع حقوق الأطفال الخاصة بالحماية والحفاظ علي الخصوصية. وطالب وسائل الإعلام بالامتناع عن نشر أي قصة أو خبر أو صورة يمكن أن تعرض الطفل للخطر مع أهمية حماية الهوية الشخصية للأطفال. خط النجدة وخلال جلسة "قضايا حماية الطفل.. العنف ضد الأطفال" أوضح أحمد حنفي منسق خط نجدة الطفل 16000 التابع للطفولة والأمومة ان تطوير خط نجدة الطفل 16000 كان ضرورة ملحة وفقاً لتزايد معدلات العنف غير المسبوقة ضد الأطفال لاسيما في الفترة من 2011 إلي 2014 وقد أظهرت التقارير الدورية التي يصدرها المجلس وجود ممارسات دخيلة علي المجتمع المصري يتعين أخذها في الاعتبار عند تقديم الخدمات العاجلة والإغاثة للأطفال حيث استقبل الخط عدد "5813" بلاغاً عام 2014 مقارنة بعدد "2934" بلاغاً خلال عام .2013 كما تم استحداث وحدة جديدة للتواصل الاجتماعي من خلال موقع الفيس بوك ليتواصل الأطفال وأسرهم مع الخط ويحصلوا علي المعلومة في سرية تامة لتهيئة قنوات غير تقليدية صديقة للطفل. أيضاً تم استحداث غرفة صديقة للمشورة النفسية للأطفال وإنشاء وحدة قانونية لتقديم الدعم القانوني للأطفال في نزاع مع القانون أو الأطفال ضحايا العنف وكذلك دعم الأمهات السجينات أو الأمهات في حالات النزاعات الأسرية أو الطلاق. واستحداث لجنة لتقصي الحقائق وفريق ميداني لتقديم الإغاثات العاجلة والوقوف علي حقائق البلاغات المقدمة لضمان عدم تعرض الأطفال للمزيد من الانتهاكات. قال: تم تطوير خط المشورة الصحية للأم والطفل 16021 لتقديم المشورة في مجال الصحة الانجابية للأمهات والمراهقين والابلاغ عن زواج الأطفال وزواج الصفقة وإرشاد المقبلين علي الزواج عن أماكن الفحص والمشورة قبل الزواج. الواقع الدستوري وخلال جلسة "استعراض الواقع الدستوري والقانوني للطفل المصري" أكد المستشار هاني جورجي باستئناف القاهرة علي ضرورة إيلاء اهتمام خاص لحق جميع الأطفال في الخصوصية الشخصية والسرية عند إجراء مقابلة معهم والاستماع إلي آرائهم. واحترام حقهم في المشاركة في اتخاذ القرارات التي تمسهم. وينبغي توفير الحماية للأطفال من الأذي والعقاب وحماية المصالح الفضلي لجميع الأطفال واعطاؤها الأولوية علي أي اعتبار آخر. وطالب بالامتناع عن نشر أي قصة اخبارية أو خبر إعلامي أو صورة يمكن أن تعرض الطفل أو أقرانه للخطر لأن دستور مصر 2014 تبني لأول مرة التزام الدولة بحقوق الطفل وهو ما يضمن آلية الرقابة والمحاسبة وان المادة 80 من الدستور جامعة لكافة حقوق الطفل وان شرعية الدولة تبني علي مدي احترامها لحقوق الإنسان موضحاً أن دستور 1923 شارك في صياغته أطفال وهذا ما يؤكد أن مصر من أولي الدول التي تحترم حق الطفل في المشاركة والتعبير وأن الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي صدقت عليها مصر تصبح نافذة وتعامل معاملة القانون والدستور. حملات توعية أوصت ورش عمل الإعلاميين بضرورة الدعوة إلي تنظيم حملات مجتمعية لوقف المواد الإعلامية المسيئة للأطفال ضحايا العنف والاستغلال السياسي والإساءة خاصة تلك المنشورة علي مواقع التواصل الاجتماعي والدراما والبرامج ودعوة الإعلام إلي إيلاء أهمية خاصة بمرحلة الطفولة المبكرة لما لها من تأثير في تشكيل الطفل وشخصيته. تنفيذ حملات إعلامية مكثفة للتعريف بقضايا الطفولة وإدماج حقوق الطفل وحمايته ضمن مناهج التعليم العام ومقررات كليات الإعلام. ودعم مشاركة الأطفال أنفسهم في إعداد وبث البرامج الإعلامية المقدمة لهم بما يضمن تعزيز مبدأ المشاركة. الدعوة إلي وضع سياسة إعلامية موحدة تجاه قضايا حقوق الطفل المصري.