اكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب. أن الأمة العربية والإسلامية لن تنهض دون إصلاح المنظومة التعليمية فلا يصح أبدا أن تكون أمم الغرب هي الأكثر تقدما من الأمة العربية رغم أن الأمة العربية هي التي علمت الغرب كل العلوم الإنسانية والتطبيقية . وأشار الطيب في كلمته أمام مؤتمر الأزهر الأول لضمان جودة التعليم والتي ألقاها نيابة عنه الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر. الي أن كل ما يبذله العرب والمسلمون من أجل النهوض بشعوبهم لن يتحقق دون الإرتقاء بمنظومة التعليم والرفع من مستوانا العلمي غير المرضي حاليا خاصة وأن كل الإحصاءات والتقارير تؤكد عدم وجود جامعة مصرية واحدة ضمن منظومة الجامعات الأكثر رقيا وتقدما وضمانا لجودة التعليم علي مستوي العالم رغم أن علماء العرب هم الذين علموا الغرب ووضعوا أسس كل الجامعات الغربية التي اعتمدت عليها وهي تضع منظومتها التعليمية والتربوية . أوضح شومان . أن هذا لا يعني أن الوضع سييء للغاية فهناك محاولات حثيثة تبذلها الكثير من الهيئات التعليمية من أجل رفع مستوي التعليم ببلادنا وعلي مستوي الأزهر فقد حرصنا علي التماس التجويد من أهله ممثلين في الهيئة القومية لضمان جودة التعليم ولقدر حرصنا علي أن يتلقي كل العلماء الأزهريين الذين يحتلون مناصب قيادية داخل الأزهر الدورات التدريبية التي تقدمها الهيئة ونجحنا أيضا في تطوير التعليم الأزهري بشكل مرضي للكثيرين وقمنا بتأسيس لجنة لإصلاح التعليم الأزهري ورغم امتعاض البعض من كلمة ¢إصلاح¢ إلا أننا قررنا المضي حتي النهاية وجلسنا مع أكثر من مائة خبير من خبراء المناهج جلسات مطولة نجحنا خلالها في مراجعة وإعادة صياغة مناهج التعليم الأزهري ما قبل الجامعي بالكامل وفي العام المقبل سيفاجأ الجميع بأن كل مناهج الأزهر الشرعية تم تغييرها بشكل جذري وتخلصت من المواد والنصوص التي استغلها البعض للهجوم علي التعليم الديني حيث ستخلو مناهج الأزهر من الإستطراد الذي لا طائل من ورائه والتي تحدث لبس لدي الطالب ولدي من يطالعها بشكل يؤدي في بعض الاحيان لتطرف وتشدد بعض الناس ونحن علي يقين بأن إصلاح الخطاب الديني لن يكون بدون اصلاح المنظومة التعليمية. عجز المدرسين وقال وكيل الأزهر: إن قطاع المعاهد الأزهرية يقوم حاليا بجهود مكثفة لسد العجز الموجود لديه في المدرسين ونتمني أن يتعاون المدرسون مع القطاع فليس من المعقول أن يكون هناك مدرسون لا يعملون وطلبة لا يجدون من يعلمهم ونحن نبشر الجميع أننا ماضون في الإصلاح مهما كانت التضحيات ومهما كان حجم الضغوط المبذولة علينا وأبشر الجميع أن ظاهرة الغش الجماعي ستواجه بكل حسم وشدة من قبل الأزهر هذا العام فلن نسمح بتكرار تدخل أولياء الأمور في الإمتحانات . وكشف شومان النقاب عن قيام رئيس قطاع المعاهد الدكتور أبو زيد الأمير بزيارة المعاهد متخفيا لكشف أوجه القصور فيها ووضع الحلول العاجلة لكل ما يواجه العملية التعليمية الأزهرية من مشكلات. الارتقاء بالتعليم من جانبه قال الدكتور محب الرافعي وزير التربية والتعليم أن الوزارة تؤيد كل خطوات الأزهر وتدعمه من أجل الإرتقاء بمنظومة التعليم الديني سواء داخل الأزهر أو داخل المنظومة التعليمية المصرية بشكل عام مؤكدا أن الأزهر رغم الضغوط والتحديات سيبقي صمام أمان هذه الأمة ومقدما للصورة الصحيحة للدين الإسلامي كما أرادها الله تعالي ونحن ندرك جيدا أهمية الإرتقاء بمنظومة التعليم الأزهري في ظل الرياح العاصفة التي تحيط بالمنطقة العربية وفي ظل إصرار الإرهاب علي رفع راية الدين وهو يرتكب جرائمه الإجرامية . وقال الرافعي إن أهمية الأزهر تكمن في محاولته عبر العصور تصحيح الأفكار المغلوطة وقبول الأخر ونشر السلام والعالم ينتظر اليوم من مشيخة الازهر الكثير لمواجهة ظاهرة الإرهاب التي تضب العالم بلا رحمة. شهادة الجودة الدكتور عبد الحي عزب رئيس جامعة الأزهر من جانبه قال أن الإسلام دين حركة وتطور ولهذا فنحن نتفاعل مع الهيئة القومية لضمان جودة التعليم وأسسنا مركزا لجودة التعليم داخل الجامعة وقامت عدد من كليات الجامعة بالحصول علي شهادة الجودة وبقية كليات الجامعة في الطريق ونحن نتوقع حصول عشر كليات سنويا علي شهادة الجودة . من جانبها قالت الدكتورة يوهانسن عيد رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد ورئيس المؤتمر. أن انعقاد هذا المؤتمر ينطلق من توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي. بشأن تطوير التعليم في الأزهر الشريف. والارتقاء به وتحقيق جودته» ليستكمل دوره التاريخي "محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا" والذي يمتد لأكثر من ألف عام. وليُخرج خريجين عصريين غير نمطيين. قادرين علي التفاعل مع متغيرات العصر ومستجداته. وقادرين علي مواجهة التحديات. من خلال مناهج وآليات تربوية عصرية تضع المتعلمين في بؤرة الاهتمام ومحور العملية التعليمية. وتنقلهم من الحفظ والتلقين. إلي مهارات التفكير والفهم العميق والاستيعاب والنقد والإبداع وحل المشكلات» بما يحقق نقلة نوعية في مخرجات المؤسسات التعليمية بالأزهر الشريف. بحيث تجعلهم قادرين علي التجديد والفهم العميق لنصوص القرآن والسُّنة بعيدًا عن التأويلات الفاسدة ونزعات الغلو والتشدد. وبما يسهم في تجديد الخطاب الديني. وتصحيح الأفكار والمفاهيم الخاطئة التي تداولت مؤخرا. ويُمَكِّن لمنظومة الأخلاق. ويمجد الشعور بالمواطنة. وينشر قيم التعددية وقبول الآخر والمحبة والتسامح في أرجاء المجتمع. ويسهم في نشر السلام العالمي. من جانبها أكدت الدكتور راجية علي طه نائب رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد. ومقرر المؤتمر. أن محاور المؤتمر تدور حول التحديات التي تواجه التعليم الأزهري بقطاعيه "المعاهد الأزهرية: والتي يبلغ عددها نحو 9800 معهدا وجامعة الأزهر: بكلياتها التي تزيد عن 80 كلية في شتي محافظات الجمهورية". وسبل التغلب علي هذه التحديات. والتوسع في نشر ثقافة الجودة. وتفعيل مشروع المعاهد والكليات الداعمة والمدعومة بالأزهر الشريف. وعرض المعايير القومية لاعتماد مؤسسات التعليم الأزهري. واستشراف الدور المستقبلي المحلي والإقليمي والدولي للأزهر الشريف. مشيرة إلي أن قطاع التعليم الأزهري أنجر وثائق المعايير القياسية المطورة للمواد الشرعية ولعلوم اللغة العربية للتعليم الأزهري قبل الجامعي. ووثيقة المعايير القومية الأكاديمية المرجعية لقطاع القرآن الكريم للقراءات وعلومها. وتحديث وثائق المعايير القومية الأكاديمية المرجعية المطورة لقطاعات أصول الدين والدعوة - الشريعة والقانون - اللغة العربية.