*يسأل مصطفي علي عبدالرحمن من سوهاج: نري بعض الناس قد تغيرت سلوكياتهم في التعامل فنري بعض التجار مثلاً لا يتقي الله في بيعه أو شرائه بحجة أنه يريد الخير لنفسه ولأولاده فماذا نقول لأمثال هؤلاء؟ * يقول د. صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري ان سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "إن التجار يبعثون يوم القيامة في تجاراً إلا من بر وصدق في بيعه وشرائه" وهذا إن دل علي شئ فإنما يدل علي خطورة الكسب الحرام وماله من أثر سيئ علي الاقتصاد القومي. سئل إبراهيم بن أدهم عن التاجر الصدوق أهو أحب إليك أو المتفرغ للعبادة. قال: التاجر الصدوق أحب إليه لأنه في جهاد يأتيه الشيطان عن طريق المكيال والميزان ومن قبل الأخذ والعطاء فيما هذه. من أجل هذا يتبين لنا أن الالتزام بالقيم الإيمانية والأخلاقية هي التي تقود الإنسان إلي سلوكيات اقتصادية رشيدة وسليمة. هذه القيم كثيرة ومتعددة ومنها: الرضا والقناعة بما رزق الله عز وجل جاء في سند ابن ماجه ان سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "لن تموت نفس حتي تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم". ثانياً: علي الإنسان أن يأخذ بالأسباب ويتوكل علي الله عز وجل. قال تعالي في سورة الملك: "هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور". وجاء في مسند الإمام أحمد ان سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "لو انكم تتوكلون علي الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتروح بطاناً". ثالثاً: أن يكون الإنسان متعاوناً مع أبناء وطنه لأن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "خير الناس أنفعهم للناس". وأن يتخلق بخلق السماحة في البيع والشراء فلا يحتكر السلع ولا يغش ولا يخدع لأن التصرف الحسن له أثره الطيب في تحقيق الرخاء الاقتصادي والأمن الاجتماعي.