* يسأل أحمد محمود من عين شمس: ذهبت إلي المحلة الكبري لشراء بطاطين من تجار محلة أبوعلي واتفقت مع التاجر علي ثمن محدد وعند تسلم البطاطين وجدناها مخالفة لما تم الاتفاق عليه فقال التاجر ادفع كذا وأنا أعطيكم ما تريدون فرفضنا التعامل معه فما حكم الدين في التعامل مع مثل هذا التاجر؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: جاء في الترغيب والترهيب أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا إلا من اتقي الله وبر وصدق: واتفق الفقهاء علي أن التاجر لا يكون بارا تقيا إلا إذا صدق في بيعه وشرائه وراقب ربه في تعامله مع الناس وأخرج زكاة ماله غير منقوصة. ولهذا كان الواجب علي التاجير أن يتجر مع الله عز وجل أولا وذلك بالتعامل الحلال سئل إبراهيم بن أدهم عن التاجر الصدوق أهو أحب إليك أم المتفرغ للعبادة؟ قال: التاجر الصدوق أحب إلي لأنه في جهاد يأتيه الشيطان من طريق المكيال والميزان ومن قبل الأخذ والعطاء فيجاهده. ما دمت أيها السائل قد اتفقت علي الثمن مع التاجر فلا يجوز له أن يغير ما تم الاتفاق عليه وذلك لما جاء في الحديث الصحيح: أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو لم يقل أحدهما للآخر: اختر ولهذا كان علي هذا التاجر أن يلتزم بالصنف الذي تم الاتفاق عليه أما وأن يغيره فهو غش وخداع وذلك لقول سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم. "من غشنا فليس منا" وأنت أيها التاجر الغشاش ألا تخاف من الله وأنت تعلم أن هذه البطاطين ستوزع علي الفقراء والمساكين في وقت اشتد فيه البرد والذي أضر بالفقراء والمساكين وإذا كان من اشتري منك قد خفي الأمر عليه ولم يطلع علي ما خفي فهل يمثل هذا يخفي علي الله عز وجل؟ وهو لا تخفي عليه خافية في الأرض ولا في السماء؟ ألا تخاف علي نفسك من غضب الله عليك. ألا تخشي علي زوجتك؟ ألا تخشي علي أولادك؟ ألا تخاف علي تجارتك؟ ألا تخاف علي سمعتك وكرامتك ألا تعلم أن الغشاش لن يبارك الله له في شيء أبدا ولا يتقبل الله منه صوما ولا صلاة؟ فإذا كنت تعمل علي غش الفقراء والمساكين فكيف يكون التعامل مع غيرهم فاتق الله وارجع إلي الله قبل أن يأتي اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم.