تعيش جارتنا الشقيقة دولة ليبيا العزيزة علي قلوبنا جميعا حالة من التفكك والضياع والفوضي التي دفعت معظم أبنائها إلي الهجرة من وطنهم بحثا عن الأمان والسلامة علي ذاتهم وذويهم. وبين الحين والآخر نُفاجأ نحن المصريين بأحداث تصيبنا بالفجيعة والألم علي مجموعة من إخوتنا أبناء جلدتنا الذين يُلقون بأنفسهم في أتون الحرب والصراع الدائر علي أرض ليبيا بحثا عن فرصة عمل أو حياة كريمة لم يجدوها. للأسف الشديد. في بلدهم فاضطروا إلي الهجرة المحاطة بالمخاطر والمصير المجهول طلبا لها! هؤلاء المطحونين والمغلوبين علي أمرهم يقعون فريسة الفرقاء والمتصارعين علي فرض سيطرتهم ونفوذهم في ليبيا. وما أكثرهم وأكثر شُعَبِهم وطوائفهم ومِلَلِهم؟! وتسارع الجهات المعنية والقيادات الشعبية والقبلية والعشائرية مدعومة بالأجهزة والمؤسسات الأمنية والسيادية إلي التدخل السريع لاحتواء الأزمة تلو الأخري قبل استفحالها. خاصة وأن معظم ضحايا عمليات الخطف والابتزاز وأحيانا القتل هم من إخوتنا الأقباط الجناح الثاني في وطننا مصر. لأن المجرم في الغالب يدَّعي الإسلام. وما أكثرهم في هذا الزمان؟! وهو منهم براء. فكم من الجرائم تُرتكب باسم الإسلام حتي شُوِّهت صورته تماما لدي العامة من غير المسلمين. بل للأسف الأشد. لدي كثير من المسلمين ذاتهم حتي زادت لدينا ظاهرة الإلحاد بين الشباب؟! هنا لابد أن نُحمِّل الحكومة. بقدر تحميلنا لمن يورد نفسه مورد التهلكة. المسئولية في الإسراع بحل المشاكل الاجتماعية والوظيفية والمعيشية التي نعاني منها جميعا أو معظمنا. علي أرض وطننا بدلا من ترك الأمور والناس نهبا للفقر والبطالة مما يدفعهم للبحث عن الأمان والحياة خارج البلاد. ثم يسارع الجميع لحل المشكلة بعد فوات الأوان! فإذا نظرنا إلي التحرك السريع والإيجابي من قبل الحكومة تجاه الضحايا. سواء كانوا في ليبيا أو غيرها. نجده ممتازا بل مشرف ويدعو للاحترام وارتباط الناس بوطنهم لإحساسهم بأن هناك من يسأل عنهم ويهتم بهم. فلماذا لا يحدث هذا قبل أن يتعرضوا للأزمات والشدائد؟ لماذا لا نقف بجانب تلك الفئات المهمَّشة والمحتاجة لفرصة عمل شريفة وحياة كريمة قبل تعرّضهم للتهلكة؟ إذا شعر هؤلاء بالانتماء الحقيقي نتيجة حب المسئولين وتفانيهم وإخلاصهم في عملهم لصالح هذه الفئات. لما فكَّر أحدهم في الهجرة أو حتي مجرّد الخروج من بلده والبعد عن أهله وأبنائه. وحسنا فعلت قواتنا المسلحة من توجيه ضربات جوية علي معاقل ومعسكرات الارهابيين في ليبيا ثأراً لاخوتنا الذين راحوا ضحية علي السواحل الليبية بأيدي كفار داعش.