إن نجاة معظم الأنبياء يوم عاشوراء مناسبة تستحق الفرح . فقد نجو من الشرور . لكن نجاتهم تبعها بقاؤهم في الدنيا بكل متاعبها وهمومها وعيوبها . أما ما جري لسيدنا الحسين فهو النجاة من الدنيا نفسها . هي النجاة التي ليس بعدها ألم. هي النجاة التي لا يخشي بعدها شيئاً . هي الغني الذي ليس بعده فقر . والشفاء الذي ليس بعده مرض . والشبع الذي ليس بعده جوع . هو الحل الذي ليس بعده مشكلة . كل ذلك تُجمَع في استشهاد سيدنا الحسين. وهي مناسبة تستحق الفرحة . فلماذا يحولها البعض إلي مأتم وسرادق عزاء وألم وحزن وأوجاع ودماء ودموع ؟! لقد استلم سيدنا الحسين راية الريادة عندما بُشِّر بأنه سيد شباب أهل الجنة . ولحظة استشهاده هي اللحظة التي التقي فيها مع سيدنا علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء وسيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام . هذا هو كما قلنا المكسب الذي ليس بعده خسارة . والفرج الذي ليس بعده ضيق . والعطاء الذي ليس بعده سلب . والفرح الذي ليس بعده كرب . لقد ترك سيدنا الحسين الأرض المليئة بالظلم والغدر وذهب إلي جنات الله حيث لا ظلم ولا قهر. وللحديث بقية.